أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجدى يوسف - أزمة الاستشراق العربى واقتراح المخرج















المزيد.....



أزمة الاستشراق العربى واقتراح المخرج


مجدى يوسف
(Magdi Youssef)


الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 22:42
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مأساة الفلسطينى أنه يحال بينه وبين الحصول على حقه فى الحياة على أرضه وأرض أجداده منذ آلاف السنوات. لكنه يقاوم قوى الظلم والاحتلال التى تسعى لانتزاعه من أرضه وأرض أجداده ، كما تقف معه فى مقاومته هذه كل القوى المسالمة فى عالم اليوم، بما فى ذلك الشعوب والرأى العام فى الكثير من المجتمعات الغربية.
أما أن يتمسك المرء منا فى سائر البلاد العربية "غير المحتلة" بمعارف منزوعة الصلة بأرضه التى نشأ عليها ، لمجرد أنها "وظفت" بصورة أو أخرى فى أرضية مختلفة لبلد صار مهيمنا فى العصر الحديث، فكيف نعرف ذلك ؟ وبعبارة أخرى : كيف نقف مع من يتمسك بأرضه التى تمثل تاريخه وحقوقه كإنسان ، بينما نغض الطرف عمن يصر على تبنى حلول لا تشبع بالضرورة الاحتياجات الرئيسية لمجتمعاته، لمجرد أنها نشأت فى مجتمعات صارت دولها مهيمنة على الصعيد العالمى ؟

فعلى الرغم من التقدم الذى أحرزه الغرب فى مختلف العلوم والفنون فى العصر الحديث، وتبريز بعض المجتمعات الغربية فى هذا المضمار، إلا أن ثمة مشكلة رئيسية صارت تتهدد هذا التقدم ، وتحيله إلى العكس تماما بإزاء إشباع حاجات الغالبية العظمى من أهالى تلك البلاد، ناهيك عن سكان البسيطة جمعاء ، وهو السعى لفصل ما تتوصل إليه هذه الحلول عن أرضياتها المجتمعية التى نشأت عليها. بحيث تصبح "ميتمة" بلا جذور ، هائمة خارج إطار التاريخ والمجتمع. ولعل السوق العالمية الحديثة خير مثال على ذلك. فبمجرد أن يدخلها المنتج يفصل توا عمن ينتجه، كما أنه لا يعرف من سيستهلكه، ومن ثم يصير هائما تماما ، أو بالأحرى ميتما يبث حالة من العشوائية الاجتماعية التى نعيشها فى عالم اليوم. وهو بذلك يساعد على تسطيح الإنتاج البشرى فى علاقاته الإنسانية التى لا تعرفها السوق، ولا علاقة لها بها أصلا، وهذه هى ظاهرة التسليع.
من هنا أيضا صار إنتاج الحلول والمعارف البشرية منفصلا عن البشر الذين ينتجونه ويستقبلونه على حد سواء. كما صار نقل هذه المعارف من مجتمع لآخر يخضع لآليات لا علاقة لها البتة بالإنسان، وإنما بمصالح الهيمنة وتكريس التبعية المعرفية والثقافية والتكنولوجية. أى أن "المعارف" الحديثة صارت موضوعا للصراع بين المجتمعات لتكريس هيمنة قلة قصوى منها على الغالبية العظمى من جموع البشر. فإذا ما علمنا أن معظم المعادن النفيسة، وعلى رأسها الذهب والفضة التى تسك بها العملات الشمالية، التى قامت هى نفسها باستعمار أراض والاستيلاء على ثروات شعوب أخرى مسالمة، فإن مسألة المعارف التى تدعى
Know how
، والتى تنم ترجمتها العربية عن المقصود منها ، وهو "كيفية الحصول على الحلول"، صارت فى مقدمة هذه العلاقة الصراعية.

هنا يليق بنا أن نطرح السؤال التالى:
ما الاستشراق الغربى ؟ فى أى غرب ؟ وما الاستشراق العربى المقابل له ؟ لابد لنا فى هذه الحالة أن نميز بين "صورة" الشرق كما تتمثل فى المخيلة الأدبية والشعبية الغربية، والدراسات النصية والسوسيولوجية الجادة، والمخفقة، والمغرضة من جانب المستشرقين الغربيين، بدءا ب"ماسينون"، و"جاك بيرك" ، وانتهاءا ب"برنارد لويس"، مرورا ب"رومانتيكيات" "جوته" ، و" فريدريش روكرت" و"أنيمارى شيمل" التى عرفتها على مدى أربعين عاما منذ أن "تعاونا" معا فى مجلة "فكر وفن" فى عام 1963 حتى رحيلها فى عام 2003، وكانت تفضل أن تدعى "أم هريرة" لعشقها للقطط ، وتيمنا بسيرة أبى هريرة !

ففى الوقت الذى كان فيه مثلا "جاك بيرك" يرفض أن يدعى "مستشرقا"، وإنما "دارسا للمجتمعات الشرقية"، أو بالأحرى "مهتما باجتماعية ثقافاتنا" التى كان يدعوها بالفرنسية: sociologie musulmane
كان سواه من المستعربين الفرنسيين، من أمثال "شارل بيللا" ، يتخصص لغويا فى درس أعمال الجاحظ ، ويتخذ موقفا مركزيا أوربيا متعاليا، واستعماريا صريحا بإزاء مجتمعاتنا العربية الراهنة ، يرى من خلاله أنه يجب على الكيان الصهيونى فى فلسطين المحتلة أن "يقود"الكيانات" العربية القائمة !!
لم يكن موقف "ماسينيون" بإزاء الجزائر مختلفا عما كان يراه "بيللا" ، ولكن تلميذ الأول " بيرك" كان أكثر "نعومة" فى تحقيق مراد أستاذه بأن صرح لى مثلا فى الستينات أنه كان يحرص على أن "يجمع من بين تلاميذه فى الكوليج دو فرانس أكبر عدد من المثقفين العرب". ولعل قصة الراحل غالى شكرى ، وحصوله على الحلقة الثالثة من الدكتوراه فى علم الاجتماع فى السبعينات دون أن يجيد اللغة الفرنسية التى كان عليه أن يقدم عمله بها، يعد مثالا جليا على ذلك. أضف إلى ذلك "تبنى" جاك بيرك لأنور عبد الملك حال لجوئه لفرنسا فى مطلع عام 1959 ، وإلحاقه بالمركز القومى الفرنسى للبحث العلمى" ، الموسوم
مثال آخر على ذلك . CNRS

فأن توظف الصورة الوردية للشرق العربى والإسلامى فى النقد الأدبى الفكتورى فى انجلتره أثناء القرن التاسع عشر ليرافق الاستعمار البريطانى لمصر، فذلك لا يشكل إلا تناقضا سطحيا، لأن هدفه واحد: السعى لاختراق الوعى بالتناقض بين الطبقة المالكة لوسائل الانتاج الاجتماعية فى بريطانيا من ناحية ، والطبقة العاملة الانجليزية من الناحية المقابلة، بأن يتمنطق بما يعتبره "فضيلة" المجتمعات الشرقية التى يجب على الطبقة العاملة البريطانية أن تتدثر بها، كما تمثل ذلك عند "بيجهوت"، أحد أعمدة النقد الأدبى الفكتورى ، إذ وجد فى عالم ألف ليلة وليلة " تناغما بين مختلف الطبقات الاجتماعية، رغم احتفاظ كل بمكانه ومكانته، وهو ما لا يكاد أن يدور بخلدنا (نحن معشر البريطانيين)" ، بينما لا يتناقض ذلك إلا سطحيا مع الاستحواذ على ثروات الشعوب المستعمرة فى الهند ومصر، كما يفعل مع طبقة المنتجين المباشرين فى مجتمعه من خلال استيلائه على فائض القيمة متمثلا فى إنتاجهم، وتوظيفها فى الاعتداء على الشعوب المستعمرة بغرض الانقضاض على ثرواتها الطبيعية، وخلخلة نظمها الاجتماعية والقيمية، وفرض النظم والتنظيمات الاستعمارية البريطانية عليها.

أرجو أن تكون الأمثلة السابقة قد أوضحت العلاقة الصراعية بين إدارات المجتمعات الغربية، ومجتمعاتنا المستعمرة سابقا ، والمستغلة حاليا، والتى زرعت الاستعمار الصهيونى الاستيطانى ليكون استمرارا لسياستها العدوانية بإزاء شعوب منطقتنا.
هذه صورة بانورامية للاستشراق الغربى بإزائنا، على الرغم من بعض جزره الرومانتيكية التى غالبا ما تصب فى مصالح دولها المستعمرة، على الرغم من غطائها الزاهى الذى يموه على تلك العلاقة العضوية. ومع ذلك فلا بأس بالطبع من درس ما تتمخض عنه جهود المستشرقين الغربيين، لكن بعيون ناقدة ومستخلصة للدروس التى يمكن الاستفادة منها فى دفع الذات المجتمعية لتجاوز عثراتها من داخلها. وهو ما لا يحدث للأسف من جانب ما أدعوه "الاستشراق العربى".
فهنالك فارق كبير بين الانتفاع بعلوم وتقنيات، ومعارف الغرب الحديثة، وهو ما حرصنا عليه منذ أوائل القرن التاسع عشر عندما كان لدينا مشروع للنهضة القومية، وما آل إليه حالنا فى السنوات والعقود الأخيرة من التبعية الثقافية المتمثلة فى استنساخ الحلول، والتقنيات ، والمعارف الغربية، دون السعى للإضافة إليها ابتداءا من أين ؟ من الاختلاف الموضوعى لسياقاتنا الاجتماعية الثقافية، ومن قبلها الطبيعية الأولية التى يفترض فيها أن تطرح الكثير من التساؤلات على تلك الحلول الوافدة، وأن تسعى للإجابة عليها مقاربة منها لواقعنا المختلف موضوعيا عما تقدمه تلك الحلول. وقد نجحنا فى جانب من ذلك فى أحد فروع الطب مثلا، وهو طب الأورام ، إذ أن معظم الإصابات بمرض السرطان فى مصر أصلها الإصابة بالبلهارسيا التى فقدنا بسببها أعدادا مهولة من أبناء وبنات الشعب المصرى ، من بينهم علماء أجلاء كعبد المحسن طه بدر، وصلاح رزق بجامعة القاهرة. من هنا كانت ضرورة إنشاء معهد قومى لأبحاث السرطان لدرس هذه الخصوصية المجتمعية فى شكلها المرضى ، ومن ثم العلاجى على مستوى مصر.
لكننا مع ذلك ندرس علم الأمراض ، والطب ، وسواه من العلوم الطبيعية فى جامعاتنا باللغة الانجليزية حتى أنه عند أول ظهور لمرض الإيدز حرر أحد أعضاء هيئة التدريس فى كلية الطب فى مصر كتابا بالعربية فى هذا الموضوع ، ثم عرفه على الغلاف الخلفى بأنه "ترجم للانجليزية حتى يدرس فى كليات الطب فى جامعاتنا المصرية " !! ولم يتصور ذلك الزميل "الذكى" أنه كان بذلك يطلق نكتة تكشف عن مدى اغتراب التدريس والبحث العلمى فى جامعاتنا المصرية ومعاهدنا البحثية عن واقع مجتمعاتنا. فأن نقف جيدا على آخر ما توصل إليه البحث العلمى على مستوى العالم من نتائج ، هذا أمر لا يختلف حوله عاقلان، أما محاكاة ما ذهب إليه الآخرون، ولو كان مفارقا لسياقاتنا وشروطنا الحالية فى مجتمعاتنا المحلية، فيشكل مفارقة مضحكة مبكية. هنا أتوقف أمام تجربة ذلك العالم الحقيقى "مجدى يعقوب"، فقيمة هذا الرجل ليس فيما ناله من تكريمات مؤسسات علمية "دولية"، أو من اعتراف غربى بما أنجزه، وإنما بأنه جاء لمصر ليتعلم، أو بالأحرى ليبحث فيما يختلف فيه المصرى فى بقاع معينة من بلاده عن غير المصرى من شروط للإصابة بأمراض القلب. ولهذا فهو ينزعج من الضجيج الذى يثار حوله بإزاء ما حصله من اعتراف خارجى، لأنه لو اعتمد عليه فى سياقه المحلى فى مصر لأودى بحياة من جاء ليعينهم على الحياة.
ومع ذلك فنحن لدينا فى مصر مجمع لغوى ، انضم إلى عضويته منذ سنوات صديق وزميل قديم هو الأستاذ الدكتور محمود فهمى حجازى، أستاذ علم اللغة القدير بجامعة القاهرة ، لا يتجاوز تعريب ما يدعوه " مصطلحات الحضارة" ، وكأننا بمجرد حفر أو صك عبارات عربية للمصطلحات العلمية الغربية ، حتى وإن لم تستخدم فى حياتنا العلمية ناهيك عن اليومية (لأن العلوم الطبيعية تدرس عندنا بالانجليزية)، نكون قد سددنا الفجوة المعرفية الهائلة بيننا وبين الغرب فى مختلف التخصصات لاسيما العلمية الطبيعية.
أليس حريا بنا قبل أن نصك تلك المفاهيم فى لغتنا العربية، أن نسعى أولا لمقاربة مشاكلنا الفعلية الراهنة فى اختلافها الموضوعى عما توصل إليه الآخرون من نتائج خاصة بطبيعتهم الأولية ومجتمعاتهم الحالية. وعندئذ يمكننا أن نبحث عن أوعية مفاهيمية نعرف بها تلك الظواهر المفارقة فى واقعنا وسياقاتنا المحلية، أى بعبارة أخرى أن نكون أولا منتجين للمعرفة فى مختلف التخصصات، ثم نبحث بعدها عن مقاربة لغوية لتلك الظواهر التى نكتشفها فى اختلافها الموضوعى عما أنتجه الآخرون من حلول كل على أرضيته المتباينة.
وإذا كان الغربيون يتخذون من اللغتين اليونانية العتيقة، واللاتينية ما يعدونه "تأصيلا" لمصطلاحتهم "العلمية"، فلنستخدم نحن لغتنا القومية فى صك المفاهيم المقابلة لاكتشافاتنا العلمية المستنبطة من دراساتنا الميدانية. لكن ذلك لا ولن يكون إلا بأن يكون لنا مشروعنا الاجتماعى الذى يستهدف التوازن العادل فى الخدمات بين كافة بقاع مصر بدءا من أقصى شمال الدلتا، عبر صحارينا الممتدة، وحتى حدودنا مع السودان الشقيق. وأن يقام فى كل قرية ، وكل نجع ، أو بقعة من أرضنا وحدة تضم مجموعة من الباحثين فى مختلف التخصصات للبحث عن حلول لمعوقات الإنتاج فى منطقتها، بحيث يصبح المركز القومى للبحث العلمى والتكنولوجيا مجرد منسق لتلك الوحدات البحثية المحلية.

يحضرنى بهذه المناسبة أن قامت جامعة الاسكندرية فى أوائل السبعينات بمشروع بحثى فى ثلاث قرى من الوجه البحرى أشرف عليه الصديق العزيز الأستاذ الدكتور محمد حامد دويدار . وعندما حرر نتائج هذا البحث الثرى بالإضافات الميدانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وقدمه للنشر فى مجلة "مصر المعاصرة" تردد محكموا تلك المجلة فى قبول هذا البحث لأنه كان يستخدم العامية فى حواراته الاستطلاعية مع الفلاحين فى تلك القرى. وكانت حجتهم أن ذلك لا يليق بالنشر فى مجلة "علمية". وهو ما يذكرنى باستبيان قام به أحد طلبة الدكتور دويدار فى الريف المصرى بأن وجه السؤال التالى لفلاح مصرى: ما درجة حساسيتك بالنسبة للثمن ؟ عندئذ أعرب له الفلاح العجوز عن عدم فهمه لما قال بأن أدعى أنه لم يسمع السؤال جيدا. وهنا ترجم له الدكتور دويدار السؤال على النحو التالى: يا عم فلان ، إنت لما بتشترى خزين السنة بتجيبه من فين ؟ رد عليه الفلاح : من تاجر الناحية. ثم عاد يسأله: ومنين بتشترى كسوة العيال ؟ رد عليه : من التاجر ده برضه.
وفى بحث ميدانى فى منطقة ريفية فى وسط أفريقيا ،عبر مترجم محلى، كان تعليق الفلاح الأفريقى على أسئلة الدكتور دويدار : "هو الجدع ده مش فلاح زينا برضه ؟"
ليست إذن قضية اللغة بمستوياتها المختلفة هى الأساس فى حد ذاتها، وإنما استخداماتها التى تفصح عن مقاربة أفضل للتواصل الاجتماعى. وفى ذلك تصبح العامية مقاربة للواقع الملموس الذى يقترب من الممارسة العامة فى المجتمع ، بينما الفصحى، أو ما اصطلح عليه كذلك ، للتعبير عن المجردات. ويصبح الانتقال بين مستوييى اللغة تلقائيا حسب ضرورات التعبير الحسى الملموس، والتنظير المجرد. وهو ما يلقى الضوء على بعض الدعوات التى تنادى باتباع الشعر العمودى، أو تتشيع لقصيدة التفعيلة ، أو قصيدة النثر. فهذه الدعوات لا تختلف كثيرا عما قد يدعيه مصور ما أنه "تكعيبى" ، أو "سريالى". فالأصل هو الإنتاج الفنى، ثم بعد ذلك تصنيفه، وليس العكس على هذا النحو الفكاهى.
وإذا ما انتقلنا لفنوننا التشكيلية العربية، فما نلبث أن نقع فى حيص بيص. فبعد مائة وعشر سنوات من إنشاء كلية الفنون الجميلة بالقاهرة لم نقف حتى الآن على ما يميز تفضيلاتنا البصرية الجمالية عن تلك التى نستقبلها خاصة من البلاد الغربية. ففيم إذن نبعث بأبنائنا لتلك الكلية ليتعلموا "الفن" بهدف "إشباع" احتياجاتنا الجمالية البصرية فى المرحلة الحالية من تاريخ مجتمعاتنا ؟ فإذا ما كان اللون الأزرق على سبيل المثال عند المصور الفرنسى "سيزان" يختلف جوهريا عن الإحساس به عند "الفرسان الزرق" فى أوائل القرن العشرين فى مدينة ميونيخ الألمانية، فكيف لا نسعى نحن لأن نقف على الاختلاف الموضوعى عن كليهما فى إحساسنا باللون فى بلادنا ؟ وعلى أى أساس ندرس إذن "قواعد الفنون البصرية" لطلابنا المفترض فيهم أن يشبعوا جمالياتنا البصرية فى هذه المرحلة من تاريخنا ؟ وكيف يقوم ذلك التقعيد إن لم يقم أولا وقبل كل شيئ على مسح ميدانى لطبيعة الاستجابة للون والتكوين فى اختلافهما الموضوعى عما نستقبله من المجتمعات الغربية مثلا، بل والشرقية أيضا ؟
فعندما زرت جزيرة "بالى" فى إندونيسيا، لم يستثغ أهالى الجزيرة أغان أم كلثوم، ولا الموسيقى المصاحبة لها عندما عرضتها عليهم، كما أنى لم أستثغ بدورى موسيقاهم التى ترافق عروض خيال الظل فى معابدهم التى تجمع بين توليفة خاصة بهم من الثقافتين الهندوسية، والبوذية.
من هنا أيضا فنحن بحاجة أيضا للوقوف على التفضيلات النغمية فى المرحلة الحالية من تاريخنا الاجتماعى بناء على بحوث ميدانية فى مختلف بقاع مصرنا حتى نبنى عليها ألحاننا بصورة مشبعة حقا لنا. وهو المشروع الذى يطالب به الدكتور فتحى الخميسى، وإن كان لازال فى معظمه على نحو نظرى مجرد، لأنه بحاجة لمسح ميدانى لتفضيلاتنا السمعية الجمالية فى مختلف بقاعنا الحضرية والريفية والصحراوية نتعرف من خلالها على خصوصياتنا النغمية فى هذه المرحلة من تاريخنا الاجتماعى، وفى مختلف طبقاتنا الاجتماعية. ولست أتصور أن المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية قد قام بمثل ذلك المسح، وإن كان قد اهتم بالمسح الميدانى لظاهرة المسرح فى مصر مطبقا فى ذلك أدوات "الاستبيان" المستوردة على نحو ينضح بمأساة استنساخ أدوات "دوركايم" لتطبيقها المتعسف على واقعنا، بينما هى صادرة فى الأصل عن هرمية عنصرية نابعة من مصالح رأس المال الفرنسى وعلاقته بالطبقة العاملة فى بلاده من ناحية، وبمستعمرات فرنسا من الناحية المقابلة. وهو ما لا يعنى مقاطعتها، وإنما إعادة صياغتها ابتداء من اختلاف ثقافاتنا المجتمعية عن تلك التى أنتجت تلك التقنية.
وما دمنا نتحدث عن وضع المفاهيم المؤسسة للبحث فى العلوم الاجتماعية ، فقد كان من بين "إنجازات" مترجمى قاموس مصطلحات الاثنولوجيا والفولكلور، لمؤلفته الغربية "هولتكرانس هايكه"، أن ترجمت مادة "التثاقف" ، و"التثقف من الخارج" من جانب المترجمين فى ص73 – 82 من هذا العمل، دونما أية تعليق ناقد، بينما تصدر هذه المادة فى ذلك "القاموس" ليس فقط عن الموقف الاستعمارى بإزاء المجتمعات غير الغربية، وإنما عن الخطأ المنهجى للتصور السائد بأن الثقافة المستقبلة – بفتح الباء- هى التى تطبع الثقافة المسقبلة – بكسرها. فعلى العكس مما يذهب إليه كل من "هرسكوفتس" ، و"مالينوفسكى" فى العلوم الاجتماعية ، و"ليو شبتسر" فى فقه اللغة ، فإن لى اجتهاد تنظيرى مختلف فى هذا المجال: إذ بمقدار الوعى بالاختلاف الموضوعى بين الذات الاجتماعية المستقبلة، وما يفد عليها من عناصر ثقافية، بقدر ما تكون مشكلة لما تستقبله، خاصة إذا ما كان لها مشروعها الاجتماعى الواعى، وبمقدار عدم وعيها بالاختلاف الموضوعى بين خصوصيتها الثقافية النسبية ، وتلك الوافدة ، بقدر ما يكون تأثير الوافد عشوائيا على ثقافتها، وهو ما أطلق عليه مصطلح" التداخل الحضارى" الذى يختلف عندى عن المفهوم اللغوى الشائع فهو يبدأ بظاهرة التداخل بين جسم غريب ينفذ على تركيبة الخلية فى الجسم البيولوجى ، بحيث تصبح سرطانية، أو تداخل موجة إشعاعية على آخرى فتشوش عليها، وهو ما يعرف فى "علم اللغة" ب"التداخل اللغوى" الذى ينجم عن دخول نظام لغوى على نظام لغوى آخر مما ينجم عنه خلخلة بنيته الداخلية . وقد استخدمت هذا المفهوم لتعريف حالة التداخل بين الأنظمة الثقافية المختلفة فى خصوصيتها النسبية، خاصة بين النظم المعرفية المهيمنة وتلك المهيمن عليها. أما الهدف من المسح الميدانى لخصوصياتنا الاجتماعي الثقافية فى المرحلة الحالية من تاريخنا فهو التخلص من ذلك التداخل اللاواعى، تمهيدا لاستشراف تفاعل إيجابى مع الآخر يقوم على الإضافة الناقدة لما يقدمه، ابتداءا من الوعى بالاختلاف الموضوعى بين الذات الاجتماعية فى خصوصيتها النسبية فى المرحلة الحالية من تاريخها.
وهنا يكمن التناقض بين دعوات التخلص من الاستعمار السياسى والاقتصادى التى طالب بها الشعب المصرى منذ ثورة 19 ، ليتسع مداها فى الأربعينات من القرن الماضى ، ثم يأتى الضباط الأحرار ليتبنوها لكن على طريقتهم منذ عام 1952، والتعرف الدقيق على اختلاف الذات عن الآخر الذى نستقبل أدواته لإشباع احتياجاتنا. فقد ترتب على رفض الاستعمار الانجليزى، وتحقيق مطلب الجلاء على مدى النصف الأول من القرن العشرين، أن رفع الغطاء الاسترلينى عن الجنيه المصرى، وأصبحنا نعانى من مشكلة "العملة الصعبة" فى استيراد احتياجاتنا من الخارج فى ظل هيمنة الدولار بوصفه عملة العملات. من أجل ذلك استدعى "خبير ألمانى" فى سعر الصرف، يدعى " فكسلر" ل"يساعد" الدولة المصرية لحل المشكلة الجديدة التى صار عليها مواجهتها. واستقى منه الراحل "عبد المنعم القيسونى" تلك " الحلول" التى أدت بنا لاستنساخ آليات سعر الصرف فى ألمانيا النازية، إذ كان "فكسلر" مساعدا ل"شاخت" ، محافظ البنك المركزى للنازى قبل اندحاره على يدى الحلفاء. لكن السؤال هنا: هل تصلح "حيل" سعر الصرف لبلد كألمانيا النازية كان يسعى لاستعمار العالم، كى يطبق على بلد خرج لتوه من الاستعمار ؟ فقد ترتب على تبنى آليات سعرالصرف عند النازى الذى كانت معظم علاقاته صراعية مع جيرانه فى أوربا، ومن ثم كان يقيم مع كل منها "اتفاقيات نقدية ثنائية " حسب درجة ونوعية علاقته الصراعية مع ذلك البلد، طبق على العلاقة بين مصر وسائر البلاد العربية الخارجة لتوها من الاستعمار مثلنا ! ليس هذا سوى مثال مضحك مبكى لحالة الاغتراب التى نعيشها فى استنساخ حلول الآخرين "المتقدمين" بهدف إشباع احتياجاتنا ! لا أدعى هنا تجاهلها ، لكن أن نضعها أولا فى سياقاتها الموضوعية التى نشأت فى إطارها دون أدنى انبهار بها، ومهما بلغ شأنها من التماسك التنظيرى، ثم مقابلتها بحاجاتنا نحن المفارقة لها ، كى نبحث عن حلول مختلفة عنها بالضرورة لإشباع ما يكافئ احتياجاتنا الموضوعية.
"على إيه وجع الدماغ ده . ما نطبق الكلام بتاعهم وخلاص. يعنى احنا حنفهم أحسن منهم ( يقصد أولئك المتقدمين علينا ؟". بهذه العبارة قوبلت دعوتى هذه من جانب من صاروا "قيادات جامعية " و"فكرية" لشديد الأسف عندنا ، وإن تواروا عن الأنظار بعد أن حصلوا على "أعلى جوائز الدولة " "تقديرا" لإسهاماتهم "العلمية" !! وتلخص هذه العبارة بالمثل "حكمة" كبار ملاك الأراضى الذين استهدف مشروعهم الثقافى "سد الفجوة بيننا وبين الغربيين المتقدمين علينا" ، ولعل نشأة هذه الجامعة كانت باسم هذه الدعوة التى لم يتمرد عليها سوى أساتذة كبار من أمثال رائد جمعية الأمناء أمين الخولى، وهو الذى يقابله راغب عياد فى الفن التشكيلى، وإن ظلت دعواتهما بحاجة للتقعيد والتنظير القائم على الدرس الميدانى فى مختلف التخصصات !! فهنالك قوانين عامة فى المعرفة العلمية، لكن تطبيقاتها الميدانية تضيف إليها ابتداءا من شروطها المرتبطة بسياقاتها "الخاصة"، أو بالأحرى النابعة من خصوصيات مجتمعية متباينة . فتلك العلاقة بين المجرد والملموس هى التى يمكن أن تضيف الجديد الذى يشبع احتياجاتنا المحلية ، كما يمكن أن تضيف للآخرين على الصعيد العالمى كى يتعلموا منه بالمثل.

أما النظر للعلم على أنه "ظاهرة عامة" لا يختلف بشأنها، فلا علاقة له بالعلم بصفته نشاط يتعلق بمجتمع معين فى مرحلة معينة من تطوره. وفصل العلم، ومن ثم البحث العلمى عن الشروط المجتمعية التى ينشأ فى كنفها هو فى رأييى مصدر الكثير من المشكلات التى تعانى منها البشرية فى مرحلتها الحالية. وهو الذى يتمثل فى "التخصصات الدقيقة" المنفصلة فى تشعباتها عن بعضها البعض، ومن ثم عن شروطها المجتمعية والطبيعية الأولية. فبينما يغرق الباحث فى تفاصيل التفاصيل الخاصة بكل تخصص "دقيق" ، لا يجب أن يغيب عليه الربط بين ما يبحث عن حلول له ، وما يسعى مجتمعه ، ومن ثم النوع البشرى لإشباع احتياجاته الأصيلة. وإذا ما كانت علوم العرب الأوائل لم تغفل ذلك من خلال ارتباطها بالنظام القيمى فى صورته الدينية، فإن المشروع التجارى الغربى حين استقبل علومنا قد تحلل من تلك العلاقة لينطلق فى تحقيق غاياته . وبعد أن صارت أبحاثه تشكل اليوم عبئا على البشرية ( مثال أبحاث الكيمياء التى أدت لإساءة استخدام الطاقة الذرية) ، عادت الحاجة فى الغرب لربط البحث العلمى بالنظم القيمية التى كان قد تخلى عنها فى العصور الحديثة. لكننا لا يمكننا أن نعود لتطبيق النظم القيمية القديمة على أبحاثنا العلمية اليوم، وإن استلمهنا مبادئها العامة العقلانية، ك "لا ضرر ولا ضرار"، وإنما أن نصدر عن منطلق معاصر لنا يحترم العلاقة العقلانية بين مختلف أطراف المجتمع فى إطاره المحلى، والقومى، والعالمى ، ومن ثم ينظر للعلاقات بين البشر والطبيعة الأولية على نحو لا يكرس الهيمنة والصراع، وإنما التفاعل الناقد، والتعلم المتبادل . من أجل ذلك كانت سلسلة الكتب التى أسستها فى دار نشر "علماء كمبردج"Cambridge Scholars Publishing
تحت عنوان : نحو ثقافة عالمية عقلانية بحق. Towards a Really Rational World Culture.
حيث صدرمنذ شهور قليلة مجلدها الأول: الإسهام العربى المعاصر فى الثقافة العالمية : حوار عربى – غربى.
The Contemporay Arab Contribution to World Culture: An Arab- Western Dialogue.
وقد استهللته ببحث قدمه لنا العالم الجليل الدكتور محمد رؤوف حامد فى علم الأدوية. كما أعقبته بنماذج ممثلة لكافة التخصصات بدءا بالعلوم الطبيعة اليوم، عبر الاجتماعية ، وفى التنظير للفن والأدب ، مع تعقيبات على كل منها لباحثين كبارا فى الجامعات الأوربية والأمريكية يسجلون من خلالها تعلمهم مما خلص إليه زملائهم العرب المعاصرين من اكتشافات ميدانية نابعة من خصوصيات مجتمعاتهم المحلية. لكن لجنة المشروع القومى للترجمة فى القاهرة رفضت ترجمته للعربية بدعوى أنه يخص الغربيين ولا يعنينا نحن العرب، بينما ضحايا العولمة بيننا لا يعدون ولا يحصون. والطريف فى الموضوع أن الغايات المعلنة للمشروع القومى للترجمة تنطبق تماما على مشروع هذا الكتاب. فما معنى عرضه على لجنة لإجازة ترجمته ؟!! فالهدف من ترجمة هذا الكتاب ونشره بالعربية هو بث التوجه لإنتاج المعرفة العلمية النابعة من خصوصياتنا المجتمعية الحالية فى نسبيتها التاريخية فى مختلف التخصصات. وهو الغرض الذى من أجله كان هذا اللقاء الفكرى.
تتلخص دعوتنا إذن فى العبارات التالية:

الأصل فى البحث العلمى هو تحويل الطبيعة الأولية لإشباع الحاجات البشرية لمجتمع معين. وقد ظلت هذه العلاقة على حالها هذا حتى عهد ليس ببعيد نسبيا من تاريخ البشرية. لكنه فى ظل تطور الرأسمالية التجارية، ومن ثم الصناعية فى أوربا تحولت إلى فصل التخصصات الدقيقة بعضها عن البعض الآخر، وفصلها بالمثل عن القيم التى كانت تحكمها من قبل فى الاكتشافات العربية الإسلامية حتى القرن الحادى عشر تقريبا. وقد أتاح ذلك للرأسمالية التجارية فى أوربا انطلاقا فى مشروعها التوسعى بإزاء الطبيعة الأولية، والاستعمارى بإزاء شعوب الغالبية العظمى من أهالى المسكونة ، لكنه صار فى الوقت ذاته عبءا على البشرية بما أتاها من حروب مبيدة خاصة منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الحرب على العراق. وهو ما أدى أيضا فى الغرب للدعوة لإعادة ربط البحث العلمى بالنظم القيمية الدينية . ولعل تلك العودة تذكرنا فى منحاها الرومانتيكى ب"قنديل أم هاشم" ليحيى حقى. أما الحل العقلانى لذلك الإشكال فهو فى رأينا إعادة ربط البحث العلمى بما انفصل عنه، وهو السعى لإشباع الخصوصيات المجتمعية المختلفة، ومن ثم التعلم التبادل المستمر بين الذات المجتمعية وسائر الذوات على مستوى العالم أجمع من منطلق ندية الاختلاف الموضوعى بين الذات والآخر، ومن ثم كسر هيمنة الغرب على سائر شعوب العالم عن طريق عولمة معاييره ونظمه المعرفية . بذلك يحقق النظام القيمى المجتمعى الجديد ما كانت تسعى إليه المعايير الدينية فى سعيها لتنظيم علاقة الإنسان بالطبيعة الأولية وبالطبيعة الثانوية (المجتمعية) التى صنعها على مر التاريخ. وليس فى ذلك أدنى تعارض بين التراث العزيز علينا وعلى البشرية جمعاء، إنما هو تحقيق أكثر عقلانية وموضوعية مما كان يسعى إليه تراثنا، بوصفه حكمة أسلافنا، فى إطار ما توصلت إليه معارفهم التى كانت وليدة خصوصياتهم الاجتماعية الثقافية آنذاك. ولعل هذا ما أختلف فيه مع الزميل الفاضل الدكتور الباشا بشأن تمفصل علاقتنا المعاصرة بتاريخنا وتراثنا المعرفى.
القاهرة – دبلن فى أغسطس 2018













#مجدى_يوسف (هاشتاغ)       Magdi_Youssef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى ضرورة الفلسفة لمجتمعاتنا العربية
- قاطرة البحث العلمى: إلى أين تتجه ؟
- خرافة مجتمع المعرفة
- أحمد الخميسي يكتب عن الوحدة الوطنية


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مجدى يوسف - أزمة الاستشراق العربى واقتراح المخرج