أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة














المزيد.....

الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5964 - 2018 / 8 / 15 - 14:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




غالبية المتنفذين في الدولة العراقية، تفهم الديمقراطية على أنها الانتخابات البرلمانية فقط، ولا شيء غيرها (بعكس الفهم السليم لهذا المصطلح السياسي) والتعاطي الحديث زمنيا معها في الممارسة العملية، فغالبية هذه الغالبية وإلى الأمس القريب، كانت ترى فيها فكرة ومفهوما مستوردا من خارج البلاد، وهي لا تصلح إلا في الدول الاوروبية والمتقدمة.
إلا أن التطور السريع للأحداث والضغوط الأمريكية والأوروبية، أوصلا الجميع إلى ضرورة الأخذ بها، ولو جزئياً او نظرياً. اما التنفيذ العملي فما زال لحد الآن مقتصراً على آلية واحدة، وان كانت مهمة جداً من آليات الديمقراطية وهي الانتخابات، في حين ان الديمقراطية اكبر بكثير من الانتخابات، لا سيما اذا كانت على الطريقة العراقية، حيث يشوبها التزوير وشراء الذمم، ورفع رايات الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية.
اول مستلزمات نجاح الديمقراطية في اي بلد من بلدان العالم، هو توفير بيئة سياسية صحية في الشكل والمضمون، أي القناعة بأهميتها وصحتها، واعتمادها في السلوك والعمل اليومي، كشرط لا غنى عنه لقيام دولة تحترم نفسها ومواطنيها.
ومن هذا المنطلق تتفرع مستلزماتها الاخرى، واهمها دستور يجسد حقوق كل العراقيين بصرف النظر عن قومياتهم واديانهم وطوائفهم وعشائرهم، وقانونين عادلين للاحزاب والانتخابات، وهيئة نزيهة كفوءة، بعيدة عن المحاصصة لإدارة العملية الانتخابية. والاهم من كل ذلك احترام وصيانة الحريات العامة والشخصية وخصوصا حرية التعبير عن الرأي والمعتقد، وما تعنيه من حقوق التظاهر والاضراب والوصول الى المعلومة والشفافية وغيرها.
لكن الذي يحصل في العراق بعيد كل البعد عن هذا الواقع، رغم الشُح في الممارسة الديمقراطية، التي تمارس في بعض الاحيان لأسباب قد لا تكون القناعة من بينها وانما لأهداف سياسية او انتخابية لم تعد تخفى على احد، وإن كان حظه من الوعي قليلا.
ان ما حصل في الاسابيع الاخيرة، من تعامل لا ديمقراطي، بل قمعي مع المظاهرات الجماهيرية في المحافظات الوسطى والجنوبية، وفي بغداد على خلفية غياب الخدمات الرئيسية (الكهرباء والماء) وهي اكثر من مبررة، وطبيعية ومتوقعة بذريعة وجود مندسين ومخربين او من ذوي الاجندات الخارجية وحصول بعض التجاوزات هي في الاساس نتيجة لعدم تنفيذ الوعود والعهود المعطاة لهم، طيلة السنوات الماضية، غير مبرر على الاطلاق ولا يستدعي ابداً استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي، او اعتقال المئات عشوائياً، كما لا يستدعي القيام باجراءات ترقيعية لامتصاص نقمة الناس وغضب الشارع العراقي.
ان المراد واضح وضوح الشمس، لمن في رأسه عقل سليم، يستطيع ان يتفهم ما يعانيه شعب، لا نظير لمعاناته في التاريخ الحديث، من خلال فسح المجال امام المواطنين للتعبير عن آرائهم وطموحاتهم في مظاهرات واعتصامات، أو اي شكل آخر من اشكال الحراك الجماهيري بصورة سليمة ومعاقبة المسيئين والمتجاوزين. وقبل هذا وذاك لا بد من تغيير اسلوب الحكم الذي ثبت فشله وفساده ودفن المحاصصة الطائفية والحزبية، وشل أيدي الذين اوصلوا العراق الى هذا الدرك المهين ومنعهم من العودة الى السلطة مجدداً، والاسراع في تشكيل حكومة وطنية، من الكفاءات المهنية النزيهة والقادرة على الخروج من هذا المستنقع الآسن.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السور ليس حلاً !
- التظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- المظاهرات الجماهيرية قاطرة التغيير
- ثورة 14 تموز والثورة المضادة
- لا أحد يلتفت الى معاناة الناس
- رجوع الشيخ إلى صباه
- الفرصة الأخيرة لإصلاح الذات
- على خطى نوري السعيد
- الزعيم ذو البعد الواحد
- الفاسدون يشهرون إفلاسهم السياسي
- أية حكومة نريد؟
- العزوف وضعف الكفاءة سمتان بارزتان في الانتخابات
- السيرك الانتخابي يواصل عروضه الفاشلة
- المشاركة الواسعة في الانتخابات بوابة التغيير
- (مرشحو -السبيس-)
- ميثاق الشرف، هل يطبق بشرف؟
- شلال و الكفيشي
- فضيحة رياضية مدوية
- تدخل فظ في الشأن العراقي


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - الديمقراطية المثلومة والحقوق المهضومة