أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - من حكايات الحي القديم














المزيد.....

من حكايات الحي القديم


فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة

(Falasteen Rahem)


الحوار المتمدن-العدد: 5964 - 2018 / 8 / 15 - 02:12
المحور: سيرة ذاتية
    


رزيقة زميلة شاركتني طريق عودتي من المدرسة يوم واحد ،لا اعرف لماذا لم يتكرر , اذكرها جيدا تلك الطفلة السمينة والتي تتحدث مثل الكبار،كنت وقتها في الصف الأول الابتدائي، اذكرها لأنها كانت اول من نبهني الى أن لهجتي لا تشبه لهجة أبناء المدينة ،وهي تقول لي قولي جبيرة ،وليس كبيرة ،وكانت تشير الى بيت ذو اشجار سدر عالية جدا ، وتقول هذا البيت الجبير بيتنا،وكانت تشدد على الجيم الاعجمية ، والتي كنت اعاني عند لفظها، رزيقة التي قالت اني اتكلم مثل المعدان ،ورغم اني حديثة العهد بالمدينة ،وقادمة من منطقة ريفية ، الا اني لم اكن اعرف من هم المعدان ، اعتقد أن لهجتي ظلت غريبة عن محيطي الى وقت متاخر جدا ، كما أن الست فضيلة وهي معلمتي في الصف الأول الابتدائي، وكانت سمراء ولها وشم في منتصف انفها،ولديها طفلة اسمها ايناس تشاركنا الصف ، كانت أول من علمني استنتاج السؤال بصيغ اخرى ، اذكر ذلك حين كانت تسالني عن اسمي وهي تحمل في يدها دفترا مستطيلا احمرا تدون فيه معلومات اظن انها كانت عني ،فاجبت اسمي فلسطين ،فقالت فلسطين شنو ؟ فكررت فلسطين ،فعادت تقول فلسطين شنو ،وكررت فلسطين ،فقالت بصوت غاضب ،ما اسم ابيك؟عرفت وقتها أن شنو قد تكون أداة سؤال ايضا ،غير أننا في بيت جدي الطيني لم نتعلمها ،فالاسئلة في بيتنا هي الأسئلة الواضحة التي لها اداوات محددة و تطلب جوابا محددا ، والتي هي بدورها محددة لا تأويل فيها،بينما لغة المدينة فيها الكثير من الغموض والذي يتطلب جهدا كبيرا من طفلة مثلي لتفهم غاية محدثها ، على اني اذكر ان الست فضيلة كانت تحبني فهي تجبر ابنتها المدللة أن تجلس جواري ، وكانت دائما تقول لها تعلمي من فلسطين ،وكنت اشعر بالزهو، وانا لا اعرف ما الذي يجب أن تتعلمه ابنتها مني،فلم اكن ذكية بمافيه الكفاية لأتميز عن زملائي ،كما أنني كنت اهمل النقل والكتابة ،واطرز دفاتري بوجوه النساء والورود ، واحسد شقيقين توأمين كانا معنا في الصف علياء وعلاء ، فقد كان لديهم دفتر رسم والوان جميلة ،ويرسمون بشكل رائع ، كنت مرة اجلس في الارض وانا منشغلة بالنقل من دفترهم الذي جاؤوا به من البيت ،كانت الرسمة عبارة عن سلم وطائر بالوان كثيرة، ولم افطن الى الست فضيلة التي كانت تراقبني ،حتى انفجرت بالضحك وهي تقول لابنتها تعالي وتعلمي الرسم من فلسطين ، وحتى اللحظة كلما تذكرت ذلك الموقف ،أتسائل ،هل كانت الست فضيلة جادة ومعجبة برسمتي ،ام انها كانت تسخر مني !

فلسطين الجنابي



#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)       Falasteen_Rahem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فلسطين اسماعيل رحيم - من حكايات الحي القديم