أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حمدى عبد العزيز - خطابنا الإعلامى وتشوهاته














المزيد.....

خطابنا الإعلامى وتشوهاته


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 15:15
المحور: الصحافة والاعلام
    


من يفتح منكم جريدة (المصري اليوم) علي صفحتها الخامسة عدد اليوم 9 أغسطس 2018 سيجد عنواناً يتصدر الصفحة بطول كامل عرضها هكذا :

( "رشيدة طيب" .. أول فلسطينية مسلمة علي أعتاب "الكونجرس") ..

قرأت التغطية الصحفية التي أعقبت ذلك العنوان والتي قام بها مراسل الجريدة الصحفي الأستاذ / عنتر فرحات .. لكي اتعرف علي أسباب هذا الإحتفاء الهائل بهذا الإنتصار المدوي والغزو الميمون للكونجرس الأمريكي أول فلسطينية !!!!
لا .. ليس أول فلسطينية وفقط ..
فهذا لايكفي ..
بل فلسطينية مسلمة !!!!

ربما لايكفي في نظر التغطية الصحفية دلالة أن يكون الفلسطيني فلسطيني إذ ينقصه أن يكون مسلماً ليتحقق النصر المعظم ويفتح عكا وحيفا ويافا والقدس من داخل الكونجرس الأمريكي ..

لاأريد أن انساق وراء تساؤلات تفجرها تلك الثقافة التي أفرزت تلك القراءة الصحفية مثل :
ـ وهل الفلسطيني الغير مسلم الديانة فلسطينيته غير معترف بها ؟
ـ وهل الفلسطيني المسيحي والفلسطيني الدرزي والفلسطيني اليهودي أو الفلسطيني من الصابئة أو حتي الفلسطيني اللاديني فلسطينيته منقوصة وغير معترف بها ؟

ما علينا من هذه الشيزوفرنيا الشرق أوسطية التي تخلط الدين بالهوية الوطنية ، ثم تدعي التمدن والتحضر والمعاصرة ومحاربة الإرهاب والتطرف الديني إلي ماهو آخره ..

فحقيقة التغطية وتفاصيل الخبر تقودنا إلي أن السيدة رشيدة طليب أمريكية المولد من أبوين أمريكيين من أصل فلسطيني وهذا لايجعلنا نعتقد بالضرورة أن سيدة كتلك تنحصر معركة حياتها في نصرة ودعم الحقوق الفلسطينية وأنها ستخوض معركة الكونجرس لتقتحم قدس أقداس الدولة الداعم والحليف التاريخي والرئيسي للدولة الصهيونية ..

آه لو تعلم البعض أن ينظر إلي مبدأ المواطنة بمعزل عن المذهب الديني والأصل العرقي والإبتعاد عن تلفيق الحقائق عبر خلطها بأوهام كتلك التي تختلط في أذهان أردأ مشجعي كرة القدم ..

السيدة رشيدة طلب من واقع التغطية هي ناشطة أمريكية في مجال خدمات البيئة والمجتمع(الأمريكي) في ونائبه في الهيئة التشريعية بولاية ميتشجان ..وهي ناشطه حقوقية وخطابها لايتجاوز قضايا أمريكية محلية مثل المطالبة برفع الحد الأدني للأجور وضمان تقاضي المرأة والأقليات أجوراً متساوية علي أعمال متساوية وهي قد فازت في الجولة التمهيدية علي منافسها الديمقراطي لتمثل هي الحزب الديمقراطي في انتخابات الكونجرس عن ولاية ميتشجان ..

إذن أين هو الفتح الميمون الذي يوحي به عنوان الموضوع ؟
وماعلاقة السيده رشيده بتلك الغزوة (الفلسطينية) ، (الإسلامية) علي الكونجرس ؟

يذكرني هذا بالمقولة الشعبية المصرية (ماكانش حد غلب )
ليصبح الحل إذن هو موجات من الهجرة والحصول علي الجنسية الأمريكية ودخول الكونجرس والإمساك بالقرار الأمريكي وتوجيهه إلي حيث إحراز الفتح المبين لكل قضايانا المتعثرة المؤجلة والنائمة بين أسطر التاريخ ..

وحتي من قبيل التباهي بشعر أبنة الأخت
فأبنة الأخت لاتضع في جدول أعمالها شيئًا عن القضية الفلسطينية ولايصح أن نحاسب إبنة الأخت علي دينها فنفترض أنها لمجرد أنها مسلمة فأن عليها أن تخوض معارك صلاح الدين الأيوبي ، وليتها بالمرة أن تكمل وتخوض معركة إنجاز مهمة إعادة الخلافة الإسلامية في ديار الحرب ديار الكافرين والعياذ بالله !!!!

هذا نموذج للتفكير المشوه الذي يسود إعلامنا ويسوق لأوهامه المزيفة للوعي ..
وهذا خطاب يسهل مهمة خطاب التطرف والتعصب والجهل ..

نحن لسنا في حاجة فقط لإصلاح خطابنا الديني ذلك لإن خطابنا الديني جزء من سياق خطاب إعلامي وثقافي وسياسي عام تختلط في التشوهات بالأوهام ، والزيف باختلاق الحقائق المزورة ويحتاج كله للنقد والإصلاح ..

خطاب فاسد
هكذا بالضبط
مثلما تخاطبنا المصري اليوم
وتستخف بعقولنا
ـــــــــــــــ
حمدى عبد العزيز
9 أغسطس 2018



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات على مبادرة السفير معصوم
- فيما تمزح ياسيادة الرئيس ؟
- فيفا فرنسا - فيفا كرواتيا - فبفا بلجيكا
- أن تركض إلى البحر صباحا
- لوكاكو الذى لم أكن أعرفه
- أسئلة مابعد الخمس سنوات
- الإنصاف مطلوب
- من صدمة نيكسون إلى صدمة ترامب
- الجديد فى قانون الدولة الصهيونية ..
- أوجاع العراق
- مالم أكن أتمناه ...
- الخطيب والسمكة الصينية
- إبتسامة القائد
- عبد المجيد احمد
- ما هى الجريمة فى إنتقاد النظام ؟
- سرب الإوز المحلق فى السماء
- شباك خلفى فى الدور الأخرانى
- فتافيت ورق بتطير
- فى مصر انتظار أخبار المير الفني أهم من انتظار التغييرات الوز ...
- على هامش أحاديث الرئيس


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حمدى عبد العزيز - خطابنا الإعلامى وتشوهاته