أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الفتاح بيضاب - في الماركسية وقضية الدين














المزيد.....

في الماركسية وقضية الدين


عبد الفتاح بيضاب

الحوار المتمدن-العدد: 5957 - 2018 / 8 / 8 - 07:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


استدعت العودة لعالم الكتابة بعد انقطاع طويل أمرآن أعتقد أنهما مهمان جدا للآتي:



أولاً: مرور (200) عاما على مولد المفكر والعالم كارل ماركس والحادث في الدنيا بأسرها يشير لصحة ما وصل إليه من استنتاجات حول كونية نمط وعلاقات الإنتاج الرأسمالي وما الحقته بالبشرية من بؤس ونكد وفقر ومرض.
ثانيا: ماكتبه الأستاذ كمال الجزولي في جريدة "الميدان" عدد الخميس 2/8/2018 تحت عنوان" الشيوعيون السودانيون وقضية الدين" ومهم جدا التوقف حينا عند موضوعه، حيث هو أمسك جيِّدا بأساس الميِّزة النوعية للفكر الماركسي، والتي استندت على مقولة إنجلز( ليس على الثوري تفسير العالم ولكن مهمته هو تغييره) لأنها كانت عند الكاتب ساس ورأس ما قاله في تلك القضية ومنطلقاتها، داعيا الكتاب والمفكرين برفع راية النزال في هذا المعترك على المستوى الفكري والفلسفي والمضي قدما إلى منصات الهجوم بدلا من الانتظار في خانة الدفاع عما يحدث من إفتراءات وأقوال أثناء العملية السياسية فقط.
لكن العنوان بصيغته هذه"الشيوعيون السودانيون وقضية الدين" يوحي يعطي انطباعا خطيرا كأنما هناك أمرا ملتبسا حول قضية الدين في أصل الماركسية ومنطلقاتها الفكرية، بما يستشعر الحاجة لمعالجة(براغماتية) تسد ما أخلت به وضيعته الماركسية لنلفق واقعنا الروحي والثقافي والذي فيه الدين واقعا ومكونا مهما.

كما جاء في صلب الموضوع دعوة الكاتب للإفادة من العقلانية التي يرتكز عليها المفكرون في تيار المستنيرين من الاسلاميين في مقابل التيار السلطوي فان لم تكن هذه (مذهبية) فهي أشبه بها.(وعلى أي حال) فقد انتهت معاهد العلم والكليات الاكاديمية في تقسيم الفلسفة إلى نوعين (مطلقة) وأخرى(نسبية) فقد كانت الفلسفات المطلقة هي التي تفكر في الكون وسر خلقه ومبدأه وكانت بذلك مغالطتها الشهيرة في اسبقية الروح أم المادة !؟، هذه المغالطة وبما في مضمونها من جبرية للمفكر وقارئه بالانتماء لاحد معسكريها روحيا او ماديا خياران لا ثالث لهما، فتغيب صفة العلمية عن كلا المعسكرين الروحي والمادي باعتبار انهما ارتكزا على الخيال والتأمل وغائب عن مغالطتهم أدوات البحث العلمي. ومن ثم ينتج هذا النوع(المطلق) من الفلسفة عقلا الوهياً (اما مؤمن أو ملحد روحي او مادي) وكلاهما تغيب عنه صفة العلمية.

اما الفسلفة (النسبية) فهي على عكس من المطلقة فهي تفعل ادوات عملها على واقع ملموس ومحدد وفقا لمعطيات مادية كحقائق تبنى عليها فكرا واحيانا فكر ونظرية وعن ماركس فكرا ونظريا ومنهجا، ونتيجة لاعتماد الفلسفة النسبية على الحقائق من واقع محدد بذأ استحقت صفة العلمية. وهي بذلك تكون قد فكت رقبتها من ورطة مسألة الكون وسر خلقه تاركة حبل الايمان والالحاد على قارب المسؤولية الفردية وكذا تكون على اتساق في اطروحة حرية المعتقد مع احترام تام وملزم للاديان وكريم المعتقدات كما اضاء الاستاذ كمال الجزولي في مقدمة موضوعه بايراد فقرات ومعاني بالزام الحزب الشيوعي السوداني لعضويته باحترام الاديان والاستفادة من الدين الاسلامي كقوة دافعة لنضال الجماهير بما يه من قيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية.

وحينما يأتي الحديث عن نسبية الفلسفة وعلمية الفكر يكون فيه عبد الرحمن ابن خلدون محطة لا تغادر حتى نرتوي من مائها المعين ونقتات بغذائها الذي يسمن ويغني من الجوع فرغم كونه عاش على نحو (4) قرون مضت من ظهور الماركسية ولكن يجمع العلماء والمفكرون على علمية الفكر الحلذوني من حيث هو نسبي في اختياره للمغرب العربي من حيث واقعه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي وخلص الى نتيجة مفادها ان الاقتصاد والسياسة تعدهما المحركان الاساسيان لتاريخ البشرية ورغم علمية فكرة واستطاع الخروج بنظرية علمية في علم الاجتماع الذي يعد هو اول مؤسسية بسبب من ان تاريخ المغرب العربي الاقتصادي والاجتماعي وانماط الانتاج السائدة(ما قبل الراسمالية) كان التاريخ يذهب عنها قدما للامام نحو نمط الانتاج الراسمالي وعلاقته الشئ الذي كان وما زال يعتبر مقياسا للتطور.

ولما اختار ماركس انجلترا كنموذج واقعي وملموس نجح في الخروج بفكر علمي ونظرية ومنهج، ليس لان انجلترا كانت مقرا لاحدث علماء الاقتصاد واكثرهم معرفة وحسب بل لان الاقتصاد الانجليزي قد وصل في تطوره اخر مراحل التاريخ البشري وقتذاك، وحتى الآن فقد اتسم براسمالية وعلاقات انتاجها وحركة النضال العمالي والنقابي المتطور الذي يسعى كل تاريخ البشرية في تطوره الافقي بالذهاب نحوه استخلص هناك(فائض القيمة) الذي هو السبب المادي في الصراع الطبقي ومن هنا استطاع ان ينقد علاقات الانتاج الراسمالية واضعا الاشتراكية العلمية بديلا لها الامر الذي اثار حفيظة البرجوازيين باعتبار الاشتراكية كهدف ومكون للنظرية الماركسية ستلقى بهم الى مذبلة التاريخ فما كان عليهم الا ان رموها باعتى الصفات (هي شبح هي الحاد هي تحلل اخلاقي وما الى ذلك) فهذا يستوجب علينا تلبية دعوة استاذ الجزولي في تصعيد حملة الهجوم على مثل هؤلاء الكتاب وما اظن لقلم لم يسكب حبره في هذا المجال أي عذر.



#عبد_الفتاح_بيضاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اول مايو فى الخاطر:التحرر الوطنى الطبقة العاملة مهدى عامل
- السودان الزمة والمخرج
- مسأله ملحة :
- في الذكرى (25) لاستشهاد الأستاذ/ محمود محمد طه....ملامح للنز ...
- مسارات الأحداث في موسم الهجرة لليسار
- الذكرى ال (20) لسقوط جدار برلين
- في ذكرى الثورة الاشتراكية - والأزمة العامة للرأسمالية
- معالم في جدلية العنف الديني والسلطة...!!!!
- صلاح عبد الصبور : للذكرى وأيضاً للتاريخ
- الحزب الشيوعي السوداني (63) عاماً من النضال
- في ذكرى رحيل (أنجلز) تثمين لا تأبين!!!
- (تقرير المصير ) قراءة استثنائية في الحال السودانية
- (أبيي) : هذا بأجراس يدق وذاك بمئذنة يصيح !!
- الزواج....تراجيديا الراهن .....اتكاءة على السيرة النبوية...! ...
- الطيب صالح....الروائي الذي خلق (نعمه والزين) من ألق....!!!!! ...
- المولد النبوي الشريف....قراءه بنور محمد في ظلمات الراهن...!! ...
- حديث حول (الجنائية) والقضايا (الوطنية) :
- ياغزة.......... مشوارك طويل...!!!!!!!
- في( الجابرية1) وحوزة (قم2) تحية الثورة وأزمة الدولة.....!!!! ...
- إذن... (محمود)....مفكر وشهيد لثورة وطنية......!!!!!


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الفتاح بيضاب - في الماركسية وقضية الدين