أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 10















المزيد.....

ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 10


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 5952 - 2018 / 8 / 3 - 19:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفكرة العامة التي تستحوذ اليوم على عقول عامة الشيوعيين هي أن ثورة أكتوبر البلشفية ولدت وماتت وكأن شيئاً لم يكن . كل ما يولد يموت هو مبدأ أساسي من مبادئ الديالكتيك الماركسي لا شبهة حوله، لكن هذا المبدأ العام لا يعفي هؤلاء الشيوعيين من تحديد متى وكيف ماتت ثورة أكتوبر الإشتراكية . عند هذا الأمر المستوجب يتفرق الشيوعيون في فرق شتى متعارضة ؛ لا يتفقون ولن يتفقوا حول إنتهاء وموت ثورة أكتوبر الاشتراكية وذلك بكل بساطة لأن الثورة لم تنتهِ ولم تمت، بل ما زالت أحكامها وتداعياتها تمسك بخناق مختلف المجتمعات في العالم ؛ وهذه الحقيقة التي سنأتي على تأكيدها لا يدركها من الشيوعيين غير الماركسي اللينيني الحصيف .
فرقة من هؤلاء القوم تعتقد أن غورباتشوف كان عميلاً لأميركا وهو من قام بتفكيك الإتحاد السوفياتي . هذا كلام غبي وسخيف لا يستحق المناقشة فرجل واحد ومهما جمّع من قوى لا يستطيع تهديم دولة عظمى بحجم الإتحاد السوفياتي ؛ ثم إن الرؤساء السوفييت منذ خروشتشوف ونزولا حتى غورباتشوف بل وحتى يلتسن وبوتين تعينهم المخابرات السوفياتية وهي نفسها الروسية التي تقيم شرعيتها فقط على أساس العداء للولايات المتحدة الأميركية . لكن عندما وصل غورباتشوف إلى رأس السلطة كان النظام في الاتحاد السوفياتي قد تعفن لدرجة لا تطاق مما اقتضى تبديل غورباتشوف بيلتسن وإعلان العداء للنظام الإشتراكي، وحرمان الشعب وخاصة العمال من كل الامتيازات التي كان يرسمها النظام الإشتراكي .
وفرقة أخرى أكثر غباء وبصلافة في غاية الوقاحة تدعي أن الدكتاتورية والبيروقراطية اللتين مارسهما ستالين لثلاثين عاما كانت السبب المباشر لانهيار الثورة الإشتراكية . وقائع التاريخ المشهودة تقول أنه عندما استلم ستالين السلطة في العام 1922 كانت شعوب روسيا تبيت على الطوى، كما أكد لينين آنذاك، وكانت أداة الإنتاج الرئيسة في روسيا هي المحراث الخشبي تجره الحيوانات ؛ وفي العام 1936 أي بعد أربع عشرة سنة فقط كانت الصحافة الأميركية تتحدث عن سعة العيش في روسيا مقابل الضنك وطوابير الشوربة في أميركا . وعند رحيل ستالين في العام 1953 كان الاتحاد السوفياتي أقوى دولة في العالم، دولة نووية ولا يسبقها في مجمل الإنتاج غير الولايات المتحدة ؛ ولو لم تلغَ الخطة الخمسية الخامسة نتيجة لاغتيال ستالين لسبق الاتحاد السوفياتي الولايات المتحدة في مجمل الإنتاج في العام 1955 . وهنا وفي هذا السياق لا يمكن تجاوز ونستون تشيرتشل يوبخ نيكيتا خروشتشوف على الغداء في 10 داوننغ ستريت في 19 ابريل نيسان 1956 بالقول .." كيف لكم أن تحطوا من قدر ستالين، أنتم لولا ستالين لما كنتم شيئاً ما في هذا العالم " . في العام 1922 كانت الثورة الإشتراكية في أدنى مراتبها بعد حروب طاحنة استمرت في روسيا دون انقطاع لثمان سنوات وفي العام 1946 أطلقت الثورة الإشتراكية ثورة التحرر الوطني العالمية من عقالها والتي انتهت في العام 1972 إلى تفكيك النظام الرأسمالي الإمبريالي في العالم . أولئك الذين بدأوا التنديد بدكتاتورية ستالين وبيروقراطيته سرعان ما انتهوا للعمل كجواسيس في مكتب التحقيقات الفدرالي في أميركا (FBI) مثل تروتسكي كما ثبت في محفظته أو في دائرة التجسس البريطانية (MI6) مثل جورج أورويل كما كشفت عن ذلك جريدة النيويورك تايمز . بل هناك حتى في دائرة المخابرات السوفياتية (KGB ) جواسيس نددوا بدكتاتورية وبيروقراطية ستالين منذ العام 1934 وحتى اليوم وهي نفسها التي قامت باغتياله بالسم .
وما تستوجب ملاحظته في هذا السياق أن الفرقة الأولى تفترض أن النظام كان اشتراكياً قبل تسلم غورباتشوف السلطة، أما الفرقة الثانية فتفترض أن النظام لم يكن اشتراكياً منذ البدء . وهكذا فكل فرقة من هاتين الفر قتين تعارض بل تكذب الأخرى، وكلتاهما في الحقيقة كاذبتان .
هناك فرقة ثالثة تقول أن سباق التسلح هو ما أودى بالنظام الإشتراكي وتفكيك المعسكر الإشتراكي ؛ وهؤلاء هم أقرب للحقيقة، لكن لماذا السباق يستمر حتى انتهاء النظام بل وإلى ما بعد إنتهائه فهؤلاء الفرقة لا يجيبون على هذا التساؤل . والمتسابق عادة لا بد وأن يتوقف عن السباق حالما يستولي عليه الكلل وقبل أن يموت . وعليه فهؤلاء الفرقة يأخذون بظاهر العلة بدل العلة نفسها ويحجمون عن البحث في أصل العلة وبذلك يصطفون مع الفرق الأخرى الكاذبة أو المتكاذبة .

عندما لا يعود الشيوعي يقرأ التاريخ كما هو في واقعه فهو عندئذٍ لا يعود ماركسيا حيث الماركسية إنما هي أخيراً قراءة التاريخ قراءة علمية وموضوعية .
بنيان المجتمع السوفياتي في يونيو حزيران 1941 قبل الحرب غيره تماماً في مايو أيار 1945 بعد الحرب . كان في 41 بنياناً إشتراكيا وفي العام 45 غدا حربياً، والإقتصادان متعارضان تعارضاً صارخاً ؛ الإقتصاد الإشتراكي يعمل لصالح العمال حصراً والإقتصاد الحربي يعمل لصالح العسكر قصراً . والطبقتان متعاديتان بحكم تقسيم العمل عداء لا هوادة فيه .
طالما أن الإقتصاد السوفياتي كان يعمل طيلة سنوات الحرب بصورة كاملة لصالح العسكر فمن الطبيعي إذاك أن تتقدم طبقة البورجوازية الوضيعة بقيادة العسكر على طبقة البروليتاريا خاصة وأن معظم الخسائر التي تكبدها الاتحاد السوفياتي خلال السنوات الأولى للحرب كانت من نصيب البروليتاريا وحزبها الشيوعي حيث التضحيات الجسام التي قدمها الشيوعيون السوفييت في الدفاع عن وطنهم الإشتراكي ستبقى مفخرة الجنس البشري مدى الحياة .
إنقضت السنوات الخمس التالية للحرب في إعادة إعمار ما دمرته الحرب وهو ما كان يفوق الوصف دون أن يجري في تلك الأثناء تحويل ملموس من الإقتصاد الحربي إلى الإقتصاد المدني . في العام 1951 قرر القائد الشيوعي الملهم يوسف ستالين تحويل الاقتصاد إلى إقتصاد مدني بعد أن لاحظ الخلل الكبير الذي اعترى دولة دكتاتورية البروليتاريا . حال انتهاء الحرب عاد ستالين إلى سياساته القديمة المعروفة ضد العسكرة فاتخذ إجراءات عسكرية صارمة في تشتيت وحدات الجيش الأحمر في عرض البلاد السوفياتية الشاسعة ريثما يتم امتصاص الملايين من كوادره في الصناعات المدنية، ومثال ذلك تعيين المارشال جوكوف قائد الإنتصارات العظمى في الحرب في وظيفة إدارية في منطقة الأورال البعيدة .
شرع الحزب بتطبيق الخطة الخمسية الخامسة 1951 – 55 مستهدفة رفع سوية معاش الشعوب السوفياتية، وأما هدفها الأساسي الذي لم يعلن هو استعادة البروليتاريا قبضتها القوية على مفاصل الدولة مبتدءاً بتفكيك طبقة البورجوازية الوضيعة التي تصدرت بفعل الحرب النظام السوفياتي . وفي أكتوبر 1952 عقد الحزب مؤتمره العام التاسع عشر بعد غياب خمسة عشر عاما دون انعقاد أي مؤتمر عام للحزب بسبب الحرب وأقر بحماس شديد الخطة الخمسية الخامسة، كما انتخبت الهيئة العامة للمؤتمر 12 عضواً جديداً في المكتب السياسي توطئة لإحالة قيادة الحزب القديمة إلى التقاعد لأنها لم تعد قادرة على العمل الشيوعي بسبب الشيخوخة على الأقل كما أعلن ستالين . ومن اللا فت في ذلك المؤتمر هو القرار بحذف صفة البولشفي من اسم الحزب الشيوعي وهو ما يعني أن الحزب لم يعد حزب الفلاحين وهم الشريحة الكبرى من البورجوازية الوضيعة وذلك كان بالطبع دالة قوية على توجه الحزب إلى استئناف سياسة الصراع الطبقي لصالح البروليتاريا ومخططه في تفكيك طبقة البورجوازية الوضيعة بالرغم من أن ستالين نفسه وفي كتابه "القضايا الإقتصادية للإشتراكية في الاتحاد السوفياتي" الصادر في نفس العام 1952 قد أكد أن استئناف سياسة الصراع الطبقي سيشكل خطراً حقيقياً على الثورة .

(يتبع)



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 9
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 8
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 7
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 6
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 5
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 4
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 3
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 2
- ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية
- يا أيها الشيوعيون المفلسون !!
- الحزب الشيوعي الأردني عدو الشيوعية
- المُسْتثقِفون..-المثقفون- !!
- الشيوعيون المفلسون والمرتدون لا يقرؤون التاريخ - 2
- الشيوعيون المفلسون والمرتدون لا يقرؤون التاريخ
- اليسارَويّة مجرد نفاق سياسي
- في الهذر المذر لحسين علوان حسين
- من ينفي الشيوعية وكيف !؟
- إختبار لأدعياء الشيوعية
- السؤال للرفيق كريم الزكي !
- السياسة النفاق (درس متقدم في السياسة) -2


المزيد.....




- تجاهل محكمة العدل في تدابيرها الاحترازية الاضافية وقف اطلاق ...
- قلق أمريكي من تصاعد الحراك الشعبي الأردني وشعاراته
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ما زال العالم يعيش عصر الثورة الإشتراكية - 10