أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - هاله ابوليل - مدارس المستقبل














المزيد.....

مدارس المستقبل


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 11:39
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


مدارس المستقبل
في مدرسة المستقبل هل ستظل هنا مباني مدرسة ذات بنية تحتية مدمرة ومرافق مهدمة وجدران باهتة وممرات لا تبعث على الراحة ولا على التأمل !
في مدرسة المستقبل هل ستظل هناك جدران أسمنتية , يحتجز بها خمسين طالبا في غرفة صفية خانقة وغير صحية و خالية من الوسائل والمثيرات البصرية والتجهيزات السمعية والآت العرض المرئية .
فعليا , هل سيذهب الطلاب إلى المدارس و ينشدون النشيد الوطني بحماس منقطع النظير ويتوجهون نحو العلم بعيون شاخصة و قلوب متوردة بحب الوطن وبعد دخولهم إلى الممرات ستتلاشى تلك الومضات ويتلاشى الحماس وتخفت بهم رغبة القيام بأي شيء لأن التعليم النمطي لا يتوجه إلى دواخلهم و رغباتهم و معرفة ما يحبون تعلمه بل يقدم تعليما مسلوقا بلا طعم ولا لون ولا رغبة .
هل ستظل هذه الحال في مدارس المستقبل أم ستتغير معادلات الرغبات و التجديد في فتح أفاق جديدة لتعليم أفضل وأكثر فائدة وأكثر دواما وتحسينا في ذائقة المتعلم وعلو هامته .
في مدارس المستقبل هل ستظل اقصى أمنيات طلبتنا , أن يغيب معلم الرياضيات أو يمرض معلم الكيمياء أو أن تمطر السماء ثلاث أيام بلياليها بدون انقطاع أو تتجمد الأرض ليغيبوا عن المدرسة لعدة أيام أو أن تصبح كل أيام السنة عطلة بسبب الحرب التي ستدمر مدرستهم التي لا يحبونها !
هل ستظل المناهج المقدمة للطلاب سواء على مقاعد الدراسة أو في مدرسة المستقبل هي نفس المناهج المقدمة , أم ستكون هناك لجان متقدمة عن تفكير نمط شعوبها بربع ساعة لتخلق لنا مناهج منفصلة وكل منهاج هو منهاج متصل منذ بدايته حتى نهايته كنسيج معرفي متواصل منشور على نطاق العالم كله و بالإمكان الاستفادة منه كبرامج مقدمة للتعليم وما على مدرسة المستقبل سوى وضع خطط التقدم و الارتقاء بالإتقان و الممارسة الفعالة له .
هل ستظل مدرسة المستقبل تعاني من المعلم الغير كفء المعلم الذي ينتظر راتبه في آخر الشهر بدون إيلاء مهنته ولو بقليل من الجهد للإرتقاء بعملية التعليم أم سيصبح مدربا ومرشدا وميسرا يجلس في بيته ويتابع أعماله وهو مستلق على فراشه و يقدم تغذياته الراجعة المثمرة لطلابه وهو منبطح أمام مباراة كرواتيا و البرازيل في دورتها القادمة سنة2050 في إسبانيا حسب توقعاتي التنبؤية لمستقبل كرواتيا الكروي .
هل ستظل مدرسة المستقبل قائمة على مدير يحابي موظفيه الذين يقدمون له الفطائر لكي يقدم بهم تقاريرا رائعة ولكي يجدوا تسهيلات في الغياب والسفر والخروج مبكرا غيرها من تسهيلات ,أم أن تلك المهنة ستنقرض ولن يعود هناك مدراء للمدارس بل ستختفي هذه الوظيفة في المستقبل القريب كما أختفى قبلها دور " الفلوبي ديسك " كمخزن للمعلومات وكما اختفى دور الطابعات , طابعات الحبر العادية بعد إنتشار عالم الليزر و تقنياته التي بلا حدود .
أم أن هذا كلّه سيصبح من ضمن مقولة " غابر الأيام وسابق العهد والزمان عند رواية القصص العجيبة لأطفال 2080 - الذين لن يذهبوا لمدارس مشيّدة ولا لغرف صفية مكدسة بالعشرات بل في انتساب تكنولوجي لمدارس مستقبلية تعمل عن بعد و بتقنيات عالية ومستويات تكنولوجية رفيعة ومناهج متقدمة مطروحة لكل أطفال العالم بنفس المنهجية والتسلسل النفسي وبنفس الرتم والتقليد العالمي في استقبال واستيراد المعرفة بلا حواجز وهمية ولا مخاوف أمنية ولا قلق وجودي في تغيير بنية الشعوب النفسية لأن المنهاج الخفي الذي يرتسم في أبناء كل قومية أو هوية سوف يتكفل به المنهاج الخفي القادم من البيئات الثقافية ومن الأهل والأقارب والبيئة المحلية التي تكرس جذور الهويات المتناقضة
أما التعليم الرسمي العادي - المستقبلي فسوف تتكفل به مدارس المستقبل التي لا تركض وراء نمو هوية عنصرية أو هوية قومية متميزة بإنفرادها لأن العالم القادم لن يسمح بذلك وسيحارب كل الهويات المتطرفة التي بلا سند أخلاقي يرفعها ويميزها ويعلي من مكانتها .
نحن أمام ثورة قادمة مستقبلية لتعليم يتخطى الحواجز ولا يقف أمام هويات فارغة ومخاوف من تغييرات في البنى النفسية والتركيبات الإجتماعية المتعلقة بحب الوطن والحفاظ على الهوية الدينية والوطنية . سيكون مستقبل التعليم تعليميا في المقام الأول وناشرا لقيم الإنسانية الخالدة التي تعترف بها كل شعوب العالم كأيقونات التسامح والعدل والآخاء والمساواة وغيرها بدون تعميق لجذور التعصب والقبليات العنصرية المرفوضة .
تعليم حر يتخطى الهويات المتنافرة و يستقى مبادئه من حقوق الإنسان والمواطنة الصالحة في كل زمان ومكان بدون معارضة ولا رفض .
هذه تصوراتي حول مدارس المستقبل القادمة بعد خمسين سنة من يومنا هذا , ولكنها تبقى مجرد تصورات , لأن المستقبل مجهول ولا أحد يعرف ما ستأتي به الأيام القادمة فالمستقبل هو وحده راسم خريطة التغيير الإجتماعية - التي ستحدث بلا شك .
ولكن وكما قلنا عن طبيعة المستقبل المجهولة ستبقى تنبؤات حالمة
بأن الغد سيكون أفضل ..
وسيكون أفضل لامحالة .



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء فهم تنقصه المكاشفة
- الزهد في الحياة ,الزهد في الناس
- مقبرة النسيان
- وحش , بحجم فيل
- بعد المخدرات , على الدنيا السلام
- حدود وهمية
- عيد الكفّ ار
- - فلسطين العربية في نظر ام القرى غير موجودة -
- عجوز تصف أدوية
- عظات أبي لهذا اليوم
- كنت بائعا للزهور
- عائلتي و خلاصات النساء وكاما سوطرا
- حفلة المطر
- من يجرؤ على القول إننا لا نستحق مناصبنا !!
- ولكن قد يحدث ذلك بسبب الندم
- لم تكن أمي جميلة ولكنها كانت الأجمل
- هل تسمح بدخول المؤلفة للنص !
- أي حزن يبعث المطر !
- جمعة الكوشوك والثقب
- لعبة تصحيح الأخطاء الإملائية والمعنى الضائع


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - هاله ابوليل - مدارس المستقبل