أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الكرومي عبد الرحمان - الفلسفة السياسية لدى نيكولاى ميكيافيل ، تأملات نقدية














المزيد.....

الفلسفة السياسية لدى نيكولاى ميكيافيل ، تأملات نقدية


الكرومي عبد الرحمان

الحوار المتمدن-العدد: 5943 - 2018 / 7 / 24 - 22:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هل الميكيافيلية السياسية هي فلسفة نيكولاي ميكيافيل السياسية ؟؟

"إن أهم شيء يحسب لرائد الفلسفة السياسية نيكولا ميكيافللي هو كونه قام بعملية علمنة جذرية للسياسة، وهي ،عملية فصل بها السياسة عن الدين والاخلاق و اسسها على العقل والواقع العملي والتاريخي للناس والجماعات البشرية باعتبارهم متعينات محايثة للواقع لا باعتبارهم مقولات ميتافيزيقية مجردة منفصلة عن المصلحة المادية المباشرة.
هذه العملية ، تشكل،الى حدود اليوم ،ثورة نظرية في الفلسفة السياسية ،تعد الى اليوم، العمود الفقري للفلسفة السياسية والسلوك السياسي الغربي الى حد ما.
وبالفعل ، فلا نلاحظ رجل دين او كهنوت غربي اروبي يمارس السياسة او يدخل ميدان السياسة ، كما أن توظيف اليمين المسيحي للدين يظل لطيفا جدا ، ولا يستقطب غالبية المجتمعات هناك .
لكن هذه الوضعية تعاش بشكل مقلوب في بيئتنا السياسية والاجتماعية، إذ ما يزال لرجل الدين باع سياسي و اتباع وقدرة رهيبة على التحريض السياسي لدولة الخلافة القرووسطاوية والحكم الديني التقليدي ، كما أن القبلية و القرابة الدموية العائلية ماتزال تشكل محددات مهمة للسياسة في مجتمعاتنا.
ويعتبر عدم الفصل هذا بين السياسة والدين والاخلاق اهم مؤشر على التخلف و التأخر الحضاري والثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي لمجتمعاتنا .
لقد كانت السياسة في تعريف ارسطو فن لإسعاد المدنية واقامة المجتمع الطبيعي ، اي طريقة محددة لتدبير معقول لوسائل عيش الناس وضمان تنظيم الي لمجتمع هو معطى بحكم الضرورة وحتمية الطبيعة الاجتماعية الانسان الذي يميل بطبعه الى الاجتماع ، وتأتي السياسة هنا كطبيعة اجتماعية متأصلة في الانسان لتمكينه من ديمومة الاجتماعي المتعين .بمعنى من المعاني ؛ كانت السياسة مع ارسطو فنا ما وطريقة محددة لإقامة القائم (السياسة طبع بشري) وتمكين الاجتماعي من ادوات الديمومة والحفاظ والبقاء. لكن مع ميكيافللي ، تحولت السياسة الى فن الممكن،تحولت الى فن التوظيف للممكن بهدف إقامة المجتمع البشري السعيد؛ فالمجتمع لديه ليس معطى اوليا كما عند ارسطو، بل هو محصلة لعملية وتوليفة سياسية.
إن اذن السياسة هي من تبني المجتمع، فحتى الطبيعة الاجتماعية الانسان تتحول مع نيكولاي الى محصلة عقلانية لفن الممكن اي نتيجة سياسة. نلاحظ اذن بأن المجتمع هو امكانية من امكانية السياسة و ليست نتيجة حتمية. وبالفعل فليس كل حراك سياسي يؤدي الى مجتمع قائم ومزدهر فقد يؤدي الى هدم المجتمع وتحطيم امكانية قيامه على اسس انسانية وحضارية وسوريا كادت ان تكون كذلك لو تمكنت الجماعات الارهابيه من السلطة بالعنف.
من جهة ثانية، تحولت السياسة الى فن توظيف الممكن لبناء المجتمع، فكثيرا ما نجد نيكولاي يوصي الامير بتوظيف القوة و السلطة الروحية الناعمة والتظاهر بالدين والاخلاق والاخلاق والمكر والخداع ايضا اذا ادعت الضرورة ذلك بهدف الحفاظ على استقرار المجتمع وامن الناس وممتلكاتهم وسعادتهم. في حين لم يكن ارسطو يحتاج الى هذه الحجة لانه يعتبر السياسة معطى طبيعيا في الانسان،فالسياسة هنا تحضر كآلية للتنظيم و احداث العودة الى الاصل في حالة وقوع اضراب سياسي واجتماعي في الدولة المدينة .لكن مع الفلسفة السياسية لنيكولاي تحولت السياسة الى محور جميع الافكار والممارسات بهدف اختراع مجتمع ممكن ، وبذلك ربط السياسة بالبراغماتية في حين ربطها ارسطو بالاخلاق والطبيعة.
لقد اصبح الدين والاخلاق ادوات يمكن ان توظفها السياسة و لكن ليس اهدافا يجب ان تحققها السياسة ، هذه العلمانية التي احدثها نيكولاي ، وهذا الطرح يجب تلمس ثوريته في القرن السادس عشر في ايطاليا حيث كانت الكنيسة تحكم وتوظف السياسة لصالح الديني و مصالح رجال الاكليروس والاقطاعيين .
غير ان حدود فلسفة ميكيافللي في نظري ، تمكن بالضبط في التصالح مع شكل دولة تقليدية تهيمن عليها شخصية كاريزمية ولم يتمكن من ابداع مفهوم الدولة المؤسساتية القائمة على فصل السلط والقانون المدني، لكنه تميز بخلق واحداث ثورة كوبرينيكية في الفلسفة السياسية بحيث جعل كل شيء يدور في فلك مركزه السياسة وغايته السياسة الدنيوية -العلمانية ."



#الكرومي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم العالمي للفلسفة هو محطة ضد انسانية شاحبة بلا معنى و لا ...
- معركة الاساتذة المتدربين بين منطق العزل و التشويه و رحابة ال ...
- قضية تحرر فلسطين بين الفاشية الدينية والنضال الوطني
- يكون المقدس نشازا عندما نحتكم لعدالة العلم


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - الكرومي عبد الرحمان - الفلسفة السياسية لدى نيكولاى ميكيافيل ، تأملات نقدية