أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة..في رواية (مازلت اعشقها)














المزيد.....

قراءة..في رواية (مازلت اعشقها)


زهير إسماعيل عبدالواحد

الحوار المتمدن-العدد: 5929 - 2018 / 7 / 10 - 19:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


بين ألم الغربة ونار العشق عاشت{زهرة التوليب }
من إنتاج دار بابل العراق بغداد تقع في 219 صفحة
تدقيق لغوي : رونق حسن.
تدور أحداث الرواية في أحد مدن العاصمة الحبيبة بغداد
في الغلاف الخلفي للرواية استخدت الكاتبة تعليقاً مهماً تقول فيه : (أحداث هذه الرواية مستوحاة من قصة حب حقيقية عاش أبطالها بيننا ، وشهدت بغداد بنهرها وأشجارها وحرائقها على ذلك الحب ).
تدخلك الكاتبة إلى إحداث الرواية من الوهله الأولى بحيث تتناول قصة قصيرة بين سمراء و سامي ومن ثم تتوالى الأحداث الكبرى للرواية وهي كما قالت الدكتورة بأنها مستوحاة من قصة حقيقية بين جمانة و نبراس محور الرواية و أبطالها، جمانة التي أحبت نبراس بصمت، ذلك الموسيقار  الذي لم يشعر بها يوما من الأيام.
حين تقرأ الرواية تصدق أحداثها من خلال أسلوب السرد المترابط بين أحداث الرواية، جمانة تلك الطبيبة التي تهاجر من العراق وتعيش هناك  لأكثر من عشرين سنة لكن لم يختفي حب نبراس من قلبها يوما. عرفت الكاتبة كيف تمزج بين تلك الأحداث من خلال قصتين  لطبيبتين مصريتين هما  (فاطمة و امال) ولكل واحدة منهنّ قصة رائعة جداً.
تُشعركَ الكاتبة بإن الرواية فعلاً هي قصة حقيقية من خلال اسلوب السرد الذي تميز بدقة عالية جدا و بمنتهى الإبداع لدرجةً أني أخذتُ أشك في إنّ أحدهم قد قصّ هذه الأحداث للكاتبة و بين أن بطلة الرواية هي صديقة الدكتورة، وفي كل الاحوال فأني أُحيّ جمانة على تلك البطولة واتمنى ان تصل كلماتي لها، حيث ذهب عمرها بدون زواج بالإضافة الى الحياة القاسية التي عاشتها جمانة بعد وفاة أبيها واخيهاوفقدان أخيها الثاني (براء) في احداث حرب الخليج وما تلاها عند قيام انتفاضة عام 1991 ، ولقد نجحت الكاتبة في وصف تلك الاحداث بالطريقة التي تعطي القارئ تصورا كاملا عنها حتى وإن لم يعشها. كما ان السرد كان وكأن الكاتبة تحادثك شخصياً وهو من الامور التي تشد القارئ الى الرواية.
بعودة الاخ المفقود في الحرب تجري الاحداث حيث يتزوج الاخ وتتخرج جمانة من كلية الطب وتعيش معظم أيامها في المستشفى بسبب طبيعة عملها، وبسبب هذا الغياب عن البيت تستحوذ زوجة الاخ على البيت ككل حتى غرفة جمانه ، وتتمادى لتصل بها قسوتها الى رمي ملابس الاخت الغائبة بسبب العمل، وبسبب القسوة التي تلاقيها جمانه من زوجة الاخ تقرر السفر خارج العراق بطريقة بوليسية. وبذلك تكون جمانة شخصية عراقية مثل باقي العراقيين الذين تجرعوا  الويلات في هذا البلد من حرب إلى حرب ومن حصار فتّاك دمر الحرث و النسل في البلد الذي أُبتلي بالطغاة.  عاش الشعب العراقي فترة قاسية من الحصار ونقص الغذاء و الدواء  ، مسكين هذا الشعب الذي لا يتقن غير لغة الصمت أمام هؤلاء الطغاة العتاة. ومن هنا تكونت فكرة السفر الى خارج العراق لكنها تواجه مشكلة عدم وجود شخص محرم لإكمال اجراءات السفر مما يضطر جمانة الى الاتفاق مع الدكتور أيمن  ليكون محرماً لها. تذهب إلى ليبيا وتعيش هناك أكثر من عشرين عام وتستمر الأحداث  إلى أن تعود إلى بلدها بعد تلك الغربة الأليمة لها ،فالألم هنا مركب ألم الغربة الذي لا يعرفه إلا من عاشه وألم فقد المعشوق.  تعود جمانة للعمل في أحد مستشفيات بغداد وذات يوم يدخل عليها نبراس الذي جاء يتعالج من مرض الربو في نفس المستشفى الذي تعمل بها أخذ يخفق قلب جمانة من جديد عاد قلبها يحن إلى الحبيب الأولي، تسير الأحداث حتى تتزوج جمانة من حلم حياتها نبراس المتزوج و هنا تعود الحياة لتقسوا على جمانة مرة أخرى. وبهذا أكتفي كي لا حرق أحداث الرواية على القراء الأعزاء. استخدمت الكاتبة أسلوب النثر في روايتها أما من ناحية الحبكة لا يوجد بها أي خلل من خلال السرد المتماسك جدا ، كما ان سرد الأحداث كان متيناُ  ولم يفلت من الكاتبة مع وجود الصور السردية . وأما اللغة فلقد كانت سهلة و مبسطة وجيدة وكلماتها واضحة بحيث تشجع القراء على إنهاء الرواية في أيام قليلة. فهي تجمع بين شخصياتها المحورية  مثل سمراء و امال وفاطمة و بين مها صديقة جمانة وجمانة ونبراس  دون أي تخلخ فيها.  أن هذه تجربتي الأولى مع الكاتبة الدكتورة تهاني لكن من خلال الحديث معها بعد قراءة رواية (مازلت اعشقها) أحسستُ بإنّ الكاتبة تسير بخطوات ثابتة في عالم الرواية كما أنها اطلعتني على عملها القادم و الذي لايقل أهمية عن هذه الرواية. والعمل الآن تحت التدقيق ،وهي من باب ثقتها بي ابلغتني بذلك وانا لم اخون تلك الثقة  وما نقلته ليس من باب إعلان عن عملها القادم لكن الدكتورة أخذت خطوات جميلة في عالم الأدب. أتمن للكاتبة المزيد من الإبداع والتقدم المثمر في سماء المعرفة والأدب.
زهير إسماعيل عبدالواحد
البصرة..خاص بموقع الحوار المتمدن



#زهير_إسماعيل_عبدالواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية (البومة العمياء)
- قراءة في رواية المسرات و الأوجاع
- قراءة في رواية (مقتل فخر الدين )
- قراءة في كتاب(علم الرجال الشيعي )
- قراءة في رواية (فتيان الزنك)
- قراءة...في رواية [ دكة مكة ]
- قراءة...في رواية { معزوفة عشق }
- قراءة....في كتاب ((الإسلاميون العرب ))
- قراءة في رواية { في قلبي أنثى عبرية }
- قراءة...في رواية { ابنة القس }
- قراءة في مجموعة قصصية
- قراءة.....في رواية ((العمى))
- قراءة... في رواية (( العمى ))
- قراءة..في رواية [ العمى ]
- قراءة...في رواية [ بيت السودان ]
- قراءة...في كتاب[الجهل المقدس ]
- قراءة....في كتاب (( أنماط الرواية العربية الجديدة ))
- قراءة.....في كتاب[الدين والظمأ الأنطولوجي]
- قراءة.....في كتاب ((فن الحرب ))
- قراءة....في كتاب وليد الكعبة


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - زهير إسماعيل عبدالواحد - قراءة..في رواية (مازلت اعشقها)