أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - - علي شيش -














المزيد.....

- علي شيش -


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 5927 - 2018 / 7 / 8 - 18:49
المحور: كتابات ساخرة
    


في آواخر الثمانينيات من القرن الماضي وبعد عمليات الأنفال سيئة الصيت ، كان آلاف الكُرد العراقيين ، مُتوزعين على " أوردوكَا " بالفارسية أي مُخيمات ، في العديد من المُدن الإيرانية القريبة من الحدود .
" سيد ف " كان عائِداً من السوق في طريقهِ الى المُخّيَم ... وفُجأةً شعرَ بحاجةٍ ماسّة لإطلاق الريح المُحتبس في أمعاءه ، حيث كان قد تناول شوربة العدس صباحاً وتغّدى الرُز ومرقة الفاصوليا " اليابسة " ظُهراً ..
ولأن السوق مُزدَحِم ، فإنه إنعطفَ إلى طريقٍ فرعي حيث ساحة واسعة تضم مئات من الديوك الرومية أي ال " علي شيش " بالعامية العراقية أو ال " عَلوك " بالكردية .. ووجدها فرصة سانحة ومكاناً مُناسِباً ، لإراحة نفسه ، لا سّيما وأن المكان خالٍ من البشر ، وهذه الحيوانات اللطيفة مشغولة بالأكل وشُرب الماء ولن تنتبِه لهُ . وبالفعل أطلقَ وابلاً مُحترماً من ال ... فما كانَ من قطعان العلي شيش إلا وإستجابَتْ فوراً وصاحتْ صَيحة رَجُلٍ واحِد .. عفواً .. صَيحَة علي شيشٍ واحِد ! . وكان صاحبنا سيد ف ، كُلَما تقدمَ خُطوةً ، صاحتْ الدِيَكة الخبيثة بِصَوتٍ عالٍ وكأنها تُقهقِه ساخِرةً مِنهُ ! . عندما وصل السيد إلى نهاية الساحة ، هدأتْ الدِيَكة تماماً ، ولكن قبل أن يصل الى الزقاق المُؤدي إلى المُخّيَم .. صاحَ علي شيشٌ ضخم ، فجاء الصدى على شكل صياحٍ هادر من حشود الدِيَكة .. وكأنها تُوّدِعهُ متهكمةً شامِتة ! ... تراءى لهُ انها ترفع رؤوسها شاخِصةً نحوه ، وتصيح بِكُل قوتها ، لكي تفضحهُ ! .
نَدَمَ صاحبنا السيد ، لأنهُ لم يسلك الطريق المُعتاد عبر السوق ، لأنه لو كانَ فعلَها ، فربما كانَ بضعة أنفارٍ فقط يسمعون ضراطه ، ولإستطاع تحّمُل ضحكاتهم ونظراتهم الساخِرة ... أما صياح مِئات الديوك الرومية الوَقِحة ، دفعة واحدة ولمراتٍ عديدة .. فلقد كانَ فوق طاقته ِ لا سّيما وهي تهزُ رؤوسها القبيحة ، مًستمتِعَةً بإذلالهِ ! .
....................
شاءتْ الصُدَف أن يتواجد السيد ف في مكانٍ مُزدحِم لا تتوفر فيه المرافق الصحية ، فإضطرَ أن يسلك طريقاً عبر ساحةٍ مليئةٍ بالديوك الرومية ... إستحياءاً من الناس في السوق ، ورغم ذلك شعرَ بأن الديوك سخرتْ منهُ .
أما حكومتنا العتيدة ... فأنها إعتادتْ إطلاق رياحها الكريهة كُل يوم " وما زالتْ " ، غير عابئة بمشاعر الناس في السوق ولا حتى بأحاسيس العلي شيش في الساحة ... بل واثِقة بأن لا أحد يجرؤ ان يعترِض جدياً ولا حتى ان يصيح إستنكاراً ... وأنما تتوقَع التهليل والتأييد والإستحسان ... وذلك ما هو حاصلٌ كما يبدو ، على السطح على الأقَل !



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللحنُ والكَلِمات
- وادِيان
- باي أستاذ
- بيس ... بيس !
- شُهداء
- دِعاية إنتخابِية
- أثرِياء وسُعداء
- السياسي .. حينَ يُحّرِك شفتيهِ
- الخَلاص
- إسمٌ .. على غَيرِ مُسّمى
- أوهام
- لا أؤيِد سياساتِكَ .. لكني لستُ عَدُواً لك
- على هامِش إنتخابات 12 أيار
- دَولِية .. وعالمِية
- عن عفرين وأخواتها
- تأمُلاتٌ صغيرة
- عامِلُ تنظيف
- شِعارات
- الإنتخابات ... الثعلبُ والذِئب
- - قفشات - بِمُناسبة قُرب الإنتخابات


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - - علي شيش -