أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي أحماد - هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف















المزيد.....

هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 5925 - 2018 / 7 / 6 - 16:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


( كم من مظلوم في السجن )
ــــــــــــــــــــــ
مهما اختلفت مبدئيا معك يا ناصر الزفزافي ومن معك ، وهو اختلاف مشروع لن يغيره محاضر فصيح اللسان أو كاتب رأي يشهد له بسلامة العقل والرجحان أو خطيب أوتي البيان أو حقوقي يدعي الوقوف الى جانب الحق مهما تبدل المكان وتغير الزمان ، فإني في قرارة النفس ومن صميم القلب لا استطيع إلا أن أنحني تواضعا أمام شجاعتك واندفاعك وجسارتك وأقول بملإ الفم ( هذا الشبل من ذاك الأسد ) والأسد هنا معلوم الأصل والفصل مولاي امحند كما يحلو لأهلنا في الريف أن يسموا الأمير عبد الكريم الخطابي ، ولاشك أن الرجل ملك للمغاربة أجمعين .
سافر صديق الى الحسيمة لإجراء مقابلة تربوية ( من أجل منصب مدير مدرسة إبتدائية ) ، فمر بإحدى المكتبات ، بهرته صورة مبروزة للأمير عبد الكريم الخطابي ، مرق الى الداخل وطلب من الكتبي أن يبيعه الصورة/ اللوحة. ولما هم بسداد ثمنها رفض الكتبي بإصرار أن يأخذ منه حقها ، وقال له : " ما دمت غريبا ولست ريفيا وتقديرا لشعورك النبيل نحو رمز الريف فإني أهديك الصورة / اللوحة " . تقدم الصديق وأقصي بسبب بشرته الملونة ، وكم آلمته هذه العنصرية الدفينة ! ورغم الألم الذي ظل طول طريق العودة من ميدلت الى الحسيمة يعتصر أحشاءه فقد بقي يحضن صورة الأمير كعزاء له على مصابه وخيبة أمله . أقدر لك إيمانك الراسخ والمتجذر بعدالة القضية التي خرجت من أجلها خطيبا مفوها وزعيما ذا كاريزما خلاقة لا يرهبك " المخزن " بما حشد من آليات مصفحة ورجال مدججين بالأسلحة الشرطة ، الدرك والقوات المساعدة والكلاب البوليسية والدروع الواقية والجزم العسكرية وشتى ماكيانات القمع والترهيب في مواجهة شعب أعزل عاري الصدر . منظر ترتعد له فرائص الجبناء وأنت لست منهم ولم ترضع الخوف من أثداء ريفية ، فالرعديد يلزم حضن الأم الدافئ / الآمن ولا تعنيه " أنوال " ولا تلهمه " أجدير ". فأنت – كما تحكي أمك – ما إن سمعت بقصة موت محسن فكري مطحونا بين فكي آلة خرساء حركتها أيادي همجية سادية حتى غادرت البيت مهرولا دون أن تكمل اللمجة التي أعدتها ووضعتها أمامك وتركتها وقلبها معلق بك ، فكان موت السماك شرارة حراك الريف والجذوة التي أشعلت فتيل إجتجاجات أدهشت العالم كله وأربكت حسابات المخزن .
لن أتهمك بالإنفصال وهي تهمة جاهزة ومكلفة كما فعل البعض ، ولن أطلب منك أن تناضل بالوكالة/ بالنيابة عن كل المناطق المهمشة والمقصية والتي تعيش الهشاشة ، فأهلها أولى بان يفعلوا ولن يفعلوا فجبنهم وتخاذلهم عنوان استكانة وخنوع وانعدام رجولة ونخوة وكرامة.
كأي مواطن مغربي ينشد العدالة وغيور على بلده وعاشق لوطنه صدمني الحكم المنطوق ، وأعيب على كل الذين ينظرون الى عدد السنوات ليصفوها ب" المحاكمة القاسية او الإنتقامية " وقد كان من اللازم نعتها ب " المحاكمة القاسطة والظالمة " فالحكم صدر عن محكمة تابعة وغير نزيهة تقدمك ومن معك كبش فداء / أضحية لبقية قطيع سيهاب المهند في يد الجلاد . إن عدد السنوات يشي بالملموس والمرموز أنك كنت تخطف النوم من جفون المخزن لأنك مهاب الجانب . الحكم درس حرفي لكل ريفي / مغربي سولت أو تسول له نفسه وضع مخالبه في وجه النظام / الدولة العميقة ليخدش هيبتها ورموزها الدينية الضامنة لاستمرارها .
اليوم يدخلنا الحكم المنطوق نفقا مظلما كنا الى عهد قريب نظن أننا خرجنا منه بأقل الأضرار بعد جلسات الإستماع وهيئة الإنصاف والمصالحة ، واستبدت بنا النشوة ساعتها لأننا طوينا بعزيمة وإرادة الطرفين سنوات الجمر والرصاص بكل مآسيها ومقدار عنفها ، ولكن المخزن كالمجرم يقتفي دائما آثار جرائمه ويستعيد تحت تأنيب الضمير تفاصيل جرائمه بوعي أو لاوعي ولا يلبث أن ينهار تحت هول وفظاعة ما صنعت يداه / زبانيته وجلاديه . هكذا خضعت الدولة لصيحات الضمائر الحية والحرة في أنحاء العالم ومطالبتها باحترام حقوق الإنسان فسعت للتكفير عن ذنوبها . ورجونا أن تبقى أماكن سيئة الذكر مجرد ذكرى أليمة ومؤلمة في تاريخ المغرب، أماكن تقشعر لها الأبدان (تازمامارت .. درب مولاي الشريف..دار المقري...قلعة مكونة.. الكاب ...) أماكن وشمت الذاكرة الجمعية وأسالت الكثير من الحبر وأراقت الكثير من الدماء ويتمت الأطفال ورملت النساء...وغيبت رجالا نذروا أرواحهم خدمة للمواطن المقهور . الوطن لانريده السجن الأكبر يكتم الأنفاس فرغم جوره علينا نحبه ونهواه ونخلص له الطاعة ومن أجله تهون كل مآسينا وتندمل كل كلومنا وأهلا بالسجن فداء ليعيش الآخرون في كرامة . ولكن الحكم المنطوق في حقكم أثبت أن الديمقراطية عرجاء وهي في بلدنا منتوج مستنبت ومفصل على مقاس الآخرين فَأُلبِسْناه فبدا ثوبا مسخا لا يليق بنا نحن المتخلفون ولكننا قبلناه لكي نقبل ضمن الأمم الراقية / الديمقراطية ونضمن عطاءاتهم وديونهم ليزداد فقراؤنا فقرا ويزداد أغنياؤنا ثراء فاحشا . وارتفعت أصواتكم وصدحت حناجركم تطالبون بالعدالة الإجتماعية والكرامة (الحق في الشغل والصحة والتعليم والبنيات التحتية ورفع التهميش...) ولكنهم حذروك وقالوا ( طالب بحقوقك ..احتج وتظاهر فالدستور يضمن لك ذلك، ولكن لا تنس أننا قادرون على اعتقالك وسجنك وتعذيبك ومحاكمتك إن اقتضى الأمر ذلك بفصول من دستور أو بقوانين سنها المشرع صوت عليها وأقرها من صوتت عليهم ليمثلوك وينوبوا عنك في بر الأمان عفوا نواب الأمة في البرلمان . إن الثوار كالغاوون في كل مدينة يصيحون ويتبعهم المفتونون من الغوغاء والدخلاء المندسين والفتنة أشد من القتل ...وهي نائمة فالسجن لمن يوقظها ).
لا أملك في الآوان إلا أن أهمس في أذنك تجلد فإن الدولة بدون عنف لن تستمر و هي مدينة لجلادين يجود بهم الزمان . فما استتب الحكم لعبد الملك بن مروان دون الحجاج بن يوسف الثقفي ولا لهارون الرشيد دون البرمكي ولا ل...دون ادريس البصري . كلهم حكموا بالحديد والنار والسبحة شعبا قدروا أنه من الأوباش . الآن تقطف الرؤوس التي أينعت وهي لخيرة الشباب لزوم قول الثقفي . اصبر على حكم الجلاد فالسجن للجدعان على رأي أهل الكنانة ، مادام السجن لا يأوي أمثال الإسباني مغتصب الصبيان ولا ناهبي الثروات وسارقي الصناديق ومنهم الذي خرج من الزنزانة - تحت أعينهم - ليواري الجثمان ولم يعد إليها إلى الآن فبقي حرا طليقا . ولكن لا تستغرب هذا هو المغرب المتعدد فللأ غنياء الوطن وللفقراء الوطنية ، ولكنه مغرب متجدد فنساؤه حبلى بالرجال الصناديد، ولن نعدم مناضلا أو مجاهدا أو زعيما أوعظيما ...قالأمل في غد مشرق لن ينسينا إياه جبروت المخزن ...
لأمك وأمهات من معك ألف تحية وإكبار فأنتم حوكمتم من أجل جرعة زائدة من البَسالة تحولت لديهم الى البْسالة...اقتضت في عدالتهم عشرون سنة مما يعدون !
Ali ouhmad boudarine
ميدلت 28/06/ 2018



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرادة....أنشودة الرغيف الأسود
- من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي / أريج القهوة ولواعج العذرية
- من ذكرى أبي / ديك - تاحمدجوت -
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي ( المغرب )
- الخطوة الأولى نحو المدرسة
- اللقاء الأخير
- الجمرة الخبيثة عراب موسم الخطوبة بإملشيل
- من ذكرى أبي الدراجة الهوائية
- من مذكرات معلم / وريث حمل ثقيل
- التزيين في قضية تعنيف الأساتذة المتدربين
- وشاية كاذبة تستنفر الإذاعة و نيابة التعليم بميدلت .
- مدارس بدون تدفئة في ذروة القر والصقيع
- كلمة في حق صديق
- يوميات معلم بدكالة / أكتوبر 1991 الشيخ والوليمة
- من ذكرى أبي / الجزء الرابع الكفن
- لحظة عشق
- الأستاذة وحجرة الدرس
- صلاة فوق أريكة خشبية على الرصيف
- من مذكرات معلم بالجنوب المغربي تازناخت 1987/ معلم يستحم وسط ...


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي أحماد - هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف