أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - مرشح رئاسة














المزيد.....

مرشح رئاسة


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5924 - 2018 / 7 / 5 - 22:48
المحور: كتابات ساخرة
    


من الأدب الساخر
مرشح رئاسة

نبيل عودة

صُوره الضخمة سبق بها كل المرشحين، اذا كان لا بد فليتوقف الزمن، يتجمد المكان، تكف الأرض عن الدوران، هل من مالك للأحلام يحققها له؟ كان يعرف ان رحلة الأحلام سوف تنتهي، كما انتهت رحلات سابقة لآخرين. هل ستكون رحلات أخرى لاحقة؟ كيف يحافظ على الحلم حيا متوهجا؟ كان يعلم ان تلاشي الحلم، بدون انجازه، يعني تآكل النفس وانفضاض المصفقين.
في اليقظة تتملكه الكآبة والسوداوية، تعصف به الوحدة، ولولا جمال الطبيعة الأندلسية لهاجر الى أمريكا.
حساباته تشير ان الفرحة قد حانت، الامكانيات موجودة، ها هي صوره الضخمة تملأ لوحات الشوارع. ها هي حسابات السرايا على الورق تفرح القلب ولكن الخوف من حسابات القرايا في الصناديق.
يقينه يستفزه، إذا راحت عليه الآن راحت عليه على طول. أعصابه لا تحتمل التأجيل. كل الحسابات أحكمت. لا تزال سوى خطوة، ولكنها تبدو أمام حاجز مستحيل مقلق .. هل يكون ترشيحه خطوة غير قابلة للتنفيذ؟
كان دائما يرى نفسه رئيسا لبلدية في احدى مدن الأندلس العربية التاريخ والأحلام، رأى المهمة ملائمة لقدراته وقد أشغلته طويلا. كثيرا ما ارتعش لها قلبه واحتلت مكانا مرموقا بأحلامه، الأمر الذي مده بلحظات رائعة من التجلي.
لا بد ان يصبح رئيسا لبلدية اندلسية. يرى ذلك في أحلامه. يراه بقناعته الذاتية بنفسه. أحيانا يقول لنفسه ان الطريق الأمثل هي الذهاب لمكتب العمل والتسجيل كرئيس بلدية عاطل عن العمل يبحث عن وظيفة رئيس بلدية فقط لا غير... لعل وعسى يأتي الفرج من هناك .. ربما يجدون مكانا لا يريد ان يترأسه احد ؟.. في غابات الأمازون مثلا؟
أحيانا يرى نفسه يبحر في بحار شاسعة لا نهاية لها، تائها لا يعرف اتجاها لكي يوجه باتجاهه دفة سفينته، يحط في جزيرة نائية غير مسكونة. لكنه يخاف البحار ثم ما الضمانة لوجود جزر خالية من رئيس بلدية؟
بدأت عصبيته تشتد، راح يطلق التهم على عواهنها. بناء مبنى بلدية حضاري هو قصور مخل بنشاط البلدية، فتح وتعبيد شوارع يؤزم حركة السير، فتح أبواب البلدية للجمهور هي فوضى في العمل، بناء قصر للثقافة هو من متطلبات الدعاية الانتخابية فقط. بناء مدارس جديدة هدفها تنظيم احتفالات ليلقي فيها الرئيس خطابات عند افتتاح المدارس، وضع إشارات ضوئية لا تناسب سائقي اسبانيا وتقيد حريتهم في قيادة سياراتهم، إضافة مليوني يورو للميزانية الجديدة مضر بالقناعة والتواضع، زيادة ميزانيات التعليم والدعم للمدارس هو تبذير لأموال الشعب. الشارع يعلمهم أفضل من المدارس .. الم يحتلوا اسبانيا بجيش من غير المتعلمين؟ الصرف على النشاطات الثقافية والفنية مخل بالآداب العامة .. الثقافة مضيعة وقت ومضيعة ميزانيات .. يجب الاكتفاء بتعليم المواطن ان يكتب اسمه .. حتى لا يقرأ مقالات لا شيء من التقوى فيها.
قالوا له هذه حال الدنيا في أيامنا، تريد رئاسة بلدية في زمن عشرات الرؤساء والطامعين بالرئاسة في اسبانيا عاطلين عن العمل كرؤساء. البطالة منتشرة حتى في صفوف الوزراء، انظر الحكومة الاسبانية خفضت وزرائها من 35 إلى 22، ودمجت عدة بلديات في الأندلس لتختصر عدد الرؤساء، بل وهناك اختصار في رؤساء الحكومات، يعيدون نفس رئيس الحكومة مرة وراء أخرى، رغم رفضهم لكل سياساته ولكن الهدف الأكبر ألا يصبح عدد رؤساء الحكومات السابقين كبيرا مما يثقل على ميزانية الدولة وجيب الجمهور.
لكن الرغبات لا يمكن نزعها !!
*******
ملاحظة: كل تشابه بين ما يجري في اسبانيا وفي أمكنة أخرى من العالم، هي بمحض الصدفة فقط. كتب النص بصيغة المذكر وهذا ليس شرطا ان يكون الطامح بكرسي رئاسة بلدية رجلا فقط، لا استبعاد للمرأة من المنافسة .. لأن لها حقوقا بالمساواة الكاملة غير المنقوصة في الطموح لرئاسة بلدية للنساء ايضا ولو في السعودية بعهد محمد بن سلمان!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصاركم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة هو شر من هزيمة!!
- يوميات نصراوي: الرقابة على الثقافة .. هي تدمير لكل القيم الأ ...
- اسقاط ميزانية بلدية الناصرة يسقط كل أوراق التين عن عورات الم ...
- دعوة لوجبة فاخرة
- يعدون ما في جيوبهم
- رؤساء أمريكيين في حضرة الخالق
- محامون
- مقابلة عمل
- هذا ما تبقى لكم...
- إطلاق صاروخ -استقالة-1- على بلدية قرطبة
- بانتظار إقرار مرشح الجبهة في الناصرة
- دور الصهيونيين الماركسيين في إقامة إسرائيل ونكبة الشعب الفلس ...
- أوهام انتخابية .. والزميل الضحية!!
- اهلا بالمنافسة .. كلنا أبناء الناصرة، كلنا من اجل تقدم الناص ...
- لنتكاتف لما فيه خير جميع مواطني مدينتنا الحبيبة
- مختصر مفيد: شذرات فكرية، ثقافية وفلسفية
- الدفاع عن الجبهة من فاقدي الكرامة لن يشرفكم
- هل تعد الجبهة طبخة انتخابية شائطة جديدة
- يوميات نصراوي: ليلة الاعتقال
- بن غوريون عن عرب اسرائيل:-ننظر إليهم كما ننظر الى الحمير-


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نبيل عودة - مرشح رئاسة