أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سلامة كيلة - نقاش حول قرار تقسيم فلسطين والدولة الواحدة (نقاش مع آرام محاميد)















المزيد.....

نقاش حول قرار تقسيم فلسطين والدولة الواحدة (نقاش مع آرام محاميد)


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 5921 - 2018 / 7 / 2 - 09:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


نقاش حول قرار تقسيم فلسطين والدولة الواحدة
(نقاش مع آرام محاميد)

كتب الرفيق آرام محاميد رداً على مقال لي تناول "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" في موقفه من حل الدولتين بعد أن أصبح واضحاً لكل من كانت لديه أوهام أنه حل مستحيل، تطرقت فيها لتاريخية موقف وممارسة الحزب منذ قرار التقسيم الى الآن. شكراً لاهتمامه، ولا شك أن علينا بعد كل هذه العقود أن نعيد النقاش حول فلسطين، ونعيد بناء المشروع الذي يفضي الى إنهاء الدولة الصهيونية.
في الرد عدة مستويات، تاريخية تتعلق بقرار التقسيم، وراهنة تتعلق بالحل، وكذلك مستوى يتعلق بـ "تبرير" القبول بقرار التقسيم. سأبدأ من قرار التقسيم فآرام يعيد الخطاب ذاته الذي برَّر قبول القرار، ولقد أشرت الى أن موقف الأحزاب الشيوعية تغيّر بعد موافقة السوفيت، حيث يرفض آرام الربط، وينفي "التبعية". كان موقف الأحزاب الشيوعية الى ليلة قبول روسيا بقرار التقسيم هو رفض القرار، وفي طرفة رواها لي شيوعي عتيق كان شاباً فتياً حينها، أن الحزب الشيوعي السوري أصدر بياناً ضد قرار التقسيم، وطلب منه مع مجموعة رفاق تعليق البيان في شوارع دمشق، ولقد فعل الرفاق ذلك. صبيحة اليوم التالي هرع قادة الحزب الى الرفاق لكي يبادروا سريعاً بنزع البيان عن "حيطان دمشق"، فقد وافق الرفاق السوفيت عليه. كان هذا الشكل الفاقع للتبعية، رغم أن قيادات في الحزب كانت ترفض القرار حتى بعد موافقة السوفيت، منهم فرج الله الحلو، ونجاة قصاب حسن، ورئيف خوري، ورهط جرى اتهامهم فيما بعد بـ "التيتاوية"، وجرت معاقبة فرج الله كذلك. في الحزب الشيوعي العراقي بعث فهد رسالة من السجن أكد فيها على موقف الحزب السابق، واعتبر أن موافقة السوفيت لا تلزم الحزب. وفي رد آرام شرح لعصبة التحرر الوطني، التي فثّلت تحولّ الحزب الشيوعي الفلسطيني بعد حلّ الكومنترن (مع انشقاق يهود عنها). والرد يُظهر الرفض للقرار وكيف جرى تلفيق الموافقة.
وما يورده آرام بين بيان عصبة التحرر الوطني والحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي السوري اللبناني، يظهر الخضوع لقرار السوفيت، ويورد الحجج التي جرى تعميمها حينها. كيف لأحزاب أن تقلب مواقفها بهذه السهولة؟ ربما يتوضّح هنا أن أبرز قادتها في ذلك الوقت ظلت ضد قرار التقسيم: فهد الذي أعدم فاستغل قادة الحزب ذلك لتغيير موقف الحزب، وفرج الله الحلو الذي وُضع في دائرة الاتهام والتخوين، وفُرض عليه أن يكتب بيان إدانة ذاتية، واميل توما الذي ظل خارج الحزب.
هذا الانقلاب السريع في الموقف جرى بعد موافقة السوفيت، ونتيجة تبعية لمن وافق سريعاً، ولم يكن الوضع العام قد تغيّر، ولا ظهرت "مؤامرات إمبريالية" بين ليلة وضحاها، فالسوفييت كانوا على علم مسبق بكل هذه المؤامرات، وهم مَنْ فضحها قبل ثلاثين سنة بعد انتصار ثورة أكتوبر. وبالتالي "المؤامرة" لم تحدث بعد موافقة السوفيت لكي يجري تبرير الموقف بها. الأمر هنا يتعلق بالسبب الذي جعل السوفيت يغيرون موقفهم "في آخر لحظة"، وربما من السهل اليوم كشف سبب ذلك حيث أصبحت كل الوثائق التي تتعلق بالأمر، كما كل وثائق الحركة الشيوعية، في متناول كل مَنْ يريد ذلك. وهي وثائق تحوي حتى أبسط الرسائل التي كانت تجري بين السوفيت وهذه الأحزاب. وسيظهر أن الرواية التي صدرت في بيان الأحزاب كانت مخترعة لتبرير الموقف. ولا شك أن مجمل الوثائق التي تعلقت بقرار التقسيم ونشوء الدولة الصهيونية، سواء البريطانية أو الأميركية أو غيرها باتت في متناول اليد، وهي توضّح أن تقرار التقسيم كان العنوان لإيجاد "موطئ قدم" للمستوطنين كي يقيموا دولتهم بشرعية دولية، أما حدود هذه الدولة فقد رُسمت على الأرض بدقة وفق ما تحقق فعلياً، وكتاب إيلان بابيه يوضح ذلك، كذلك كتاب سليمان بشير: جذور الوصاية الأردنية، يوضّح عبر الوثائق البريطانية. أما الموقف الأميركي الذي يشير إليه آرام فهو شكل من أشكال المناورة بعد أن قررت أميركا وراثة الإمبراطورية البريطانية، ولم يكن يتعلق لا برفض قرار التقسيم ولا تغيير الوضع.
الآن، لماذا وافق السوفيت؟ إذا كان جرى تقاسم العالم في مؤتمر يالطا بين السوفيت والغرب، فقد كانت فلسطين (والدولة الصهيونية التي كان يُزمع إقامتها) من نصيب الغرب،وبالتالي لم يكن وفق الاتفاق مسموحاً للسوفيت التدخل في هذه البقعة. هكذا ببساطة، فكان لا بدّ من الموافقة، رغم أن السوفيت لم يعلنوا موقفهم إلا في "آخر لحظة".
إن التبرير الذي صيغ بعد عام تقريباً من قبول قرار التقسيم، يوضّح الإشكالية العميقة التي حكمت الشيوعيين بعد موافقة السوفيت، واندفاعهم لتبرير قبول الموقف السوفيتي، وبالتالي انخراطهم في القبول بالدولة الصهيونية. لقد كان منظور الشيوعيين والسوفيت هو أن إقامة كيان يهودي في فلسطين هو مؤامرة من قبل الدولة الاستعمارية على العرب، وكل الكتابات التي نشرت حينها كانت تقوم على هذا الأساس، ومن ثم فرضت أن يبلور الشيوعيين صيغة إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين (وهو ما طرحته العصبة). وبالتالي اعتبر هؤلاء أن قرار التقسيم هو مؤامرة على العرب وعلى فلسطين تحيكها وترعاها بريطانيا مع الحركة الصيونية. وهناك نصوص مهمة في هذا المجال صدرت عن العصبة والحزب الشيوعي العراقي، وعن شيوعيين في مصر، ومن الحزب الشيوعي السوري اللبناني. وهي تحلل بشكل عميق طبيعة المشروع الصيوني، وأهداف الاستعمار الإنجليزي منه، وكيف أن الحركة الصهيونية معادية للتقدم، وأداة بيد الاستعمار. نصوص آمل أن يعاد نشرها. بمعنى أنه لم يكن خافياً على الكومنترن والحركة الشيوعية ماهية الحركة الصهيونية أو المشروع الصهيوني، والمخططات الاستعمارية. وحين تحول إسم الحزب الى عصبة التحرر الوطني كان منظور مواجهة الاستعمار ومخططاته بما في ذلك وجود دولة صهيونية في أساس التسمية (رغم انشقاق جزء صغير كان أميل الى الصهيونية). وحينها طرحت العصبة الحل القائم على تأسيس دولة ديمقراطية في فلسطين. بالتالي كان وضوح الرؤية حول الحركة الصهيونية والاستعمار والنظم التي كرسها،في أساس نشاط الشيوعيين الى ما قبل الموافقة على قرار التقسيم. وهذا هو السبب الذي جعل الهزّة الأكبر تحدث في عصبة التحرر الوطني بعد موافقة السوفيت على قرار التقسيم، التي كانت أكثر جذرية في صراعها ضد الاستعمار والحركة الصهيونية والمشروع الصهيوني.
لهذا يُطرح السؤال: كيف انقلب الموقف من اعتبار المشروع الصهيوني وقرار التقسيم مؤامرة استعمارية على العرب، تهدف الى إقامة كيان استعماري استيطاني عنصري، الى اعتبار أن الأمر يتعلق بمؤامرة على قرار التقسيم بعد أن وافق السوفيت عليه؟ هل تغيرت سياسة الاستعمار، أو تغيّر المشروع الصهيوني؟ هذا ما يلفت في تبرير الأحزاب الشيوعية، الذي صدر بعد عام تقريباً من موافقة السوفيت عليه (ونشرت فقرة منه في رد آرام). وبالتالي أين ذهب كل الوعي العلمي والعميق بالمشروع الصهيوني والسياسة الاستعمارية الذي نشر في عشرات الوثائق والمقالات قبل تلك الموافقة (حتى قبلها بلحظات). لقد أنتج تبرير الخضوع للسياسة السوفيتية تبريراً فظيعاً للموافقة على قرار التقسيم، تبرير مذلّ، ومهين. لقد بات الأمر يتعلق ليس باحتلال فلسطين واستقطاع جزء منها لإقامة دولة صهيونية عنصرية تابعة للاستعمار الإنجليزي، أو الرأسمالي عموماً، ولا بضياع أرض ووطن، بل بات الأمر يتعلق بحرب الرجعية العربية التي رفضت قرار التقسيم على الدولة الديمقراطية الناشئة، وباتت هذه هي المؤامرة. وهنا يقع كلام توفيق طوبي في الكنيست الصهيوني، الذي يقول فيه أن الإمبريالية ووكلائها أرادوا منع حدوث قرار التقسيم على أرض الواقع فأعلنوا الحرب وقاموا بتشريد الشعب العربي في فلسطين ومنعوه من أن يقيم دولته المستقلة بجانب الدولة اليهودية، ويكمل "على الرغم من كل ذلك لم تنجح الإمبريالية في تفكيك دولة إسرائيل وهذا انتصار لكل قوى الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط". إذن، حرب الإمبريالية والرجعية باتت ضد الدولة الديمقراطية الوليدة، ولهذا يجب أن نقف معها ضد الرجعية!
في هذا الخطاب بمجمله غباء مفرط، وتهريج، وتبرير فظيع لاتباع القرار السوفيتي، لا ينطلق من ماركسي، ولا من وطني مع كل أسف. فأولاً، أي إمبريالية هي تلك التي كانت تتآمر على قيام الدولة الصهيونية؟ الدولة التي بُنيت لها أرجل خلال فترة الاستعمار الإنجليزي، وجرى تمكينها خطوة بخطوة. كما جرى تشكيل نظم عربية محيطة بفلسطين تنفّذ السياسة الاستعمارية بخطوة بخطوة. وحتى رفض هذه النظم كان ممنهجاً لكي يكتمل نشوء هذه الدولة، فكيف يمكن أن يحصل الملك عبد الله على الضفة الغربية، وملك مصر على غزة، كما كان مقرراً (والوثائق باتت توضح ذلك تماماً) دون أن يدخلا الحرب،ويسيطرا على هذه المناطق؟ المعركة الوحيدة بين الجيش الأردني والعصابات الصهيونية كان حينما تجاوزت الهاغاناه الحدود المقررة للدولة الصهيونية في القدس (معركة باب الواد، التي يشير إليها بابية). حتى الضفة الغربية فقد وُضعت تحت حكم الأردن كـ "أمانة" كما تشير الوثائق. أميركا التي أرادت وضع فلسطين تحت الوصاية لم يكن لها وكلاء بعد، وكانت تعتمد على ما يقرره الإنجليز. بالتالي كان ما جرى من إقامة الدولة الصهيونية، وحدودها المؤقتة، وطريقة إخراج الأمر، هو بترتيب واضح من قبل الاستعمار الإنجليزي. هذا ما أنجح قيام الدولة الصهيونية ضمن الحدود التي كانت قادرة على حملها. إذن، أين المؤامرة الإمبريالية ووكلائها؟ هل كان هناك إمبريالية أخرى تتآمر؟ وهذا ما يعتبره توفيق طوبي "انتصار لكل قوى الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط". والذي كان انتصاراً للإمبريالية والرجعية أيضاً. أليس ذلك ملفتاً؟ أن يعتبر حزب شيوعي انتصار، ما تعتبره الإمبريالية والرجعية انتصار كذلك. وبالتالي أن يعتبر تفكيك وطن وتهجير سكانه عبر المجازر التي أوضحها إيلان بابيه بتفصيل (أي ليست الرجعية هي التي قامت بذلك)، وسيطرة كيان استيطاني على جزء كبير منه، انتصار للحرية والديمقراطية.
بعد ذلك، ما أوردته في مقالي السابق عن توفيق طوبى يعتمد على خطاب له في باريس بتاريخ 8/5/1949، ونشر في جريد الحزب الشيوعي الإسرائيلي "مول هعام" بتاريخ 19/5/1949. يقول توفيق " في احتفالنا اقامة دولة اسرائيل نحتفل بمبدأ حق تقرير المصير للشعب اليهودي في ارض اسرائيل. نحن نحتفل بذكرى الهزيمة التي تلقتها الامبريالية في اعقاب فشل حملة الاعتداءات لجيوش الحكام العرب الرجعيين. وبقدر ليس اقل، نحن نحتفل ببدء الامكانيات الجديدة للشعب اليهودي في اسرائيل ليكون عامل تقدم في الشرق الاوسط من خلال بناء بلاده كدولة دمقراطية شعبية حقيقية.
في هذا الاحتفال نعبر دائما عن فرحتنا لذكرى حرب البطولة للشعب اليهودي من اجل استقلال اسرائيل وذكرى الذين ضحوا بحياتهم في الحرب ضد الامبريالية والتدخل الامبريالي. بالاضافة لهذا لن نكون صادقين مع انفسنا ان لم نتذكر في هذه اللحظات الاصدقاء الذين وقفوا الى يمين الشعب في اسرائيل في الاوقات الصعبة جدا من نضاله لاجل الاستقلال. بالشكر والتقدير نتطلع اليوم للاتحاد السوفياتي ودول الدمقراطيات الشعبية، الذين ودون تردد ساعدوا في حرب استقلال اسرائيل مساعدة سياسية ومادية. لن ننسى ابدا ان الاتحاد السوفياتي كان الداعم المواظب والاكثر اخلاصا في حربنا للاستقلال.
معارضة الدمقراطيين العرب في ارض اسرائيل والدول العربية لحرب الحكومات العربية الرجعية ضد دولة اسرائيل الفتية وحقيقة انهم شاركوا باكبر قدر في حرب الاستقلال على الرغم من الارهاب والتهديدات – هذا سيذكر دائما كجزء من مساعدتة ومساهمة الدمقراطيين بكل اصقاع العالم لحرب الاستقلال لاسرائيل.
ونحن، القوى الدمقراطية في اسرائيل، سنخون قضية الاستقلال اذا اليوم، في احتفالنا بيوم استقلال اسرائيل، لا نشير الى الاخطار الجلل التي تكمن لاستقلال دولتنا".
أشرت الى أن الحزب يستخدم تعبير "عرب إسرائيل" وكان يتعلق المر بكيفية تلاشي فلسطين، حيث بات هناك الحزب الشيوعي الإسرائيلي والحزب الشيوعي الأردني، ولم أقصد شيء غير ذلك، لهذا ربما صحيح الأدق أن الحزب يستخدم تعبير "العرب في إسرائيل". حزب مطلبي بالنسبة لي هو الحزب الذي لا يسعى لاستلام السلطة بل يركز عل المطالب الاقتصادية والديمقراطية. والدولة الصهيونية قائمة طبعاً وإلا لكنا أقلعنا عن الحديث عنها، لكن الأمر يتعلق بهل نقبل بها، ونتكيف مع وجودها أو نعتبر أنها كيان استيطاني عنصري احتلالي يجب أن تزول، وبالتالي نعمل على توفير الظروف التي تسمح بإزالتها. من ينطلق من أبدية وجودها لا يعمل ولن يعمل لإزالتها. ومن يعتقد باستحالة ذلك فهو لا يؤمن بحركة الواقع، وبقدرة الشعوب على التغيير، وفي الغالب يكون في داخله قابلاً بوجودها بشكل نهائي. أما أن نظرتي آتية من الخارج، فربما كانت النظرة من الخارج أوضح من النظرة من الداخل حيث يكون الغرق في الواقع مانعاً من رؤية الواقع، لكن الأساس هنا ليس الداخل والخارج، لينين عاش معظم حياته قبل الثورة خارج روسيا لكنه كان الأكثر وضوحاً في فهم الواقع الروسي، وفي معرفة حركة الشعب. الأمر يتعلق بالمنظور المنهجي الذي يحكم فهمنا للواقع، هنا إشكال تاريخي حكم الحركة الشيوعية حيث لم تتملك منهجية الماركسية وظلت تنحكم لمنطق صوري، ولرؤية "تصنَّع" في موسكو، هي تعبير عن تكتيك الدولة السوفيتية وليس الواقع القائم عندنا. المشكلة ليس في الوجود "المادي" بل في "الوجود الماركسي"، حيث أن عدم امتلاك الجدل المادي سوف لا يقود الى فهم علمي للواقع، وبالتالي ستكون السياسات خاطئة في الغالب. هذا مكمن أزمة كل الحركة الشيوعية.
أما عن مسألة الدولة الواحدة وحل الدولتين، وهو الجانب الأساسي في مقالي: ماذا سيفعل "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" بخصوص فشل حل الدولتين؟ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=603255، فلن أدخل في تفاصيل هنا، حيث أن كل الأسئلة التي طرحها آرام في مقاله مجاب عنها في سلسلة مقالات عن الدولة العلمانية الواحدة نشرت في موقع رمان https://www.rommanmag.com/view/search?isTag=1&Txt=%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF%D8%A9
ومقالي عن الحزب هو جزء منها، حيث نقدت منطق رافضي حل الدولة العلمانية الواحدة، وأوضحت طبيعة الدولة هذه، وأشكال الصراع التي يمكن أن توصل الى تحقيقها. لكن يمكن التوضيح أن التمسك بقرارات الأمم المتحدة والضغط الدولي أكثر مما جرى الانتظار أمر مؤسف، لأنه يعني سوء فهم للرأسمالية وعالمية سيطرتها، ورؤيتها للهيمنة. ومن ثم موقع الدولة الصهيونية في هذه الهيمنة. بمعنى أن أي تغيّر في الموقف من الدولة الصهيونية في ظل الرأسمالية مستحيل، حتى روسيا باتت معنية بحمايتها. ولهذا ليس من سمات الماركسي الانتظار الطويل، وإلا بات انتظارياً وليس ماركسياً. حتى نشوء الحزب الماركسي مرتبط بوضع محدَّد يقود الى الثورة، وبالتالي تحقيق التغيير، وإلا تحوّل الى حزب هرم لا فاعلية له سوى الانسياق مع حركة الواقع العفوية. ثم لا بدّ من أن ننطلق من تحديد طبيعة الدولة الصهيونية، التي هي كيان استيطاني استعماري عنصري، بالتالي لا يجوز البقاء في حدود الوضع الذي قبل فيه الحزب وجودها. إنها استعمار احتلالي استيطاني يجب أن يزول. ولهذا يجب أن نبحث في تطوير أليات الصراع الطبقي والوطني والعربي العام، والعالمي التي تسمح بالوصول الى تفكيك هذا الكيان. هذا ما يجب أن نبحث فيه.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا سيفعل الحزب الشيوعي -الإسرائيلي- بخصوص فشل حل الدولتين؟
- «النهج» اقتصاديًا: احتجاجات الأردن وسياسة الاقتراض
- عن اليسار الرائج واليسار الحقيقي
- هلوسات حول الدولة العلمانية الديمقراطية الواحدة
- فلسطين التحرير والدولة العلمانية والمزاودة من اليسار
- رد على تهجمات عادل سمارة
- في ذكرى ثورة أكتوبر
- استفتاء كردستان يزعزع المنطقة
- 1905/1917 تكتيك الثورة المنتصرة
- عن حلم الكرد في دولة
- مائة عام كحلم... لذكرى ثورة أكتوبر
- ثورة أكتوبر ووضع روسيا
- استمرار لنقاش سريالي
- نقاش مع يسار تونسي 2 عن الوضع السوري والثورة السورية
- نقاش مع يسار تونسي عن الوضع السوري والثورة السورية (1 -2)
- قادة -بروليتاريا- تونس في دمشق
- جدال في شأن -إنسانية- الرأسمالية
- حول الإمبريالية وروسيا الإمبريالية 2-2
- يسار لا يعرف اليمين من اليسار!
- اليسار الممانع حين يتخلى عن فلسطين


المزيد.....




- روسيا تدعي أن منفذي -هجوم موسكو- مدعومون من أوكرانيا دون مشا ...
- إخراج -ثعبان بحر- بطول 30 سم من أحشاء رجل فيتنامي دخل من منط ...
- سلسلة حرائق متتالية في مصر تثير غضب وتحليلات المواطنين
- عباس يمنح الحكومة الجديدة الثقة في ظل غياب المجلس التشريعي
- -البركان والكاتيوشا-.. صواريخ -حزب الله- تضرب مستوطنتين إسرا ...
- أولمرت: حكومة نتنياهو تقفز في الظلام ومسكونة بفكرة -حرب نهاي ...
- لافروف: أرمينيا تسعى عمدا إلى تدمير العلاقات مع روسيا
- فنلندا: معاهدة الدفاع مع الولايات المتحدة من شأنها أن تقوض س ...
- هجوم موسكو: بوتين لا يعتزم لقاء عائلات الضحايا وواشنطن تندد ...
- الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سلامة كيلة - نقاش حول قرار تقسيم فلسطين والدولة الواحدة (نقاش مع آرام محاميد)