أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - لازال في الإمكان تصحيح ما كان .














المزيد.....

لازال في الإمكان تصحيح ما كان .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5921 - 2018 / 7 / 2 - 04:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


إن الأحكام الصادرة في حق معتقلي الريف جعلت المغاربة يجمعون على أمرين أساسيين :
أولهما : قسوة الأحكام التي وصلت 20 سنة سجنا نافذا في حق شباب دفعتهم مرارة واقع التهميش الذي تعانيه منطقة الريف وحرمان ساكنتها من الخدمات الأساسية التي تضمن لهم العلاج والتعليم والشغل .
ثانيهما : عودة سنوات الرصاص بسبب الردة الحقوقية وهيمنة الهاجس الأمني على كل وظائف الدولة . فالأحكام الصادرة في حق المعتقلين أعادت المغاربة إلى الأجواء النفسية والسياسية التي عاشوها خلال سنوات الرصاص حيث ساد الانتقام بدل العدل ، والقمع بدل الحرية .
في ظل هذه الأجواء المتوترة يُطرح السؤال حول وظيفة الدولة في علاقتها بالسلطة والعنف . فإذا كانت الدولة هي الجهة الوحيدة التي تمتلك حق ممارس العنف المشروع ، فإنه لا يشكل أساس وجودها وغايته . لكن طريقة تعامل الدولة مع احتجاجات ومطالب المواطنين في عدد من المناطق ، وعلى رأسها منطقة الريف جعلتها تتخذ من العنف هدفا وغاية لوجودها ، فتعاملت مع المحتجين كخصوم لا كمواطنين. لم تكن الدولة مهدَّدة في أسسها وفي وجودها حتى تضطر لممارسة أقسى درجات العنف لمواجهة مطالب الساكنة واحتجاجاتها على وضعية التهميش والإهمال . فالاحتجاجات لم تكن عصيانا مدنيا أو مسلحا بقدر ما كانت تعبيرا عن حالة تذمر عام من أوضاع الفساد والنهب والإخلال بمسئولية الدولة تجاه المواطنين . لم يكن من سبيل أمام المواطنين غير الاحتجاج على هذه الأوضاع قصد الضغط على الحكومة لفتح تحقيق في أسباب توقف /تعثر المشاريع التنموية ومحاسبة الأطراف المسئولة عن التعثر . فعلى مدى سبعة أشهر لم تعر الحكومة أي اهتمام بالاحتجاجات ولا سعت إلى الاستماع المسئول للساكنة وإشراكها في إيجاد حلول للمشاكل والاستجابة للانتظارات. وهذا دليل كاف ليقنع المواطنين أن الدولة تخلت عن وظيفتها السياسية الأصلية التي وُجدت من أجلها وهي خدمة مصالح الشعب ، فصار الشعب في خدمة الدولة . وما يزيد من حنق المواطنين وغضبهم أنه رغم الإقرار الرسمي بوجود عوامل موضوعية لهذه الاحتجاجات رافقتها إجراءات إدارية وسياسية ( إعفاءات لمسئولين حكوميين وإداريين ) ، فإن الدولة ظلت سجينة القبضة الأمنية ودفعت بالأوضاع إلى مزيد من الاحتقان والتذمر . فمهما بلغت درجة العنف ، سيظل حلا قصيرا وغير فعّال ، بل يغذي وضعية الاحتقان ويدفعها إلى الانفجار لا قدر الله .
من هذا المنطلق ، تتعالى أصوات المواطنين الوطنيين من أجل تغليب العقل والحكمة في التعامل مع ملف المعتقلين وطيه عبر إصدار عفو شامل على كافة المعتقلين في إطار الاحتجاجات التي شهدتها عدد من المناطق المغربية . ولتستحضر الدولة أن الاستمرار في نهج العنف والقمع والانتقام لن يكسر إرادة ضحايا التهميش والظلم والحكرة ؛ بل سيزيد الأوضاع احتقانا ودائرة التضامن مع الضحايا اتساعا وطنيا ودوليا ، الأمر الذي ستكون له انعكاسات مباشرة وخطيرة على المصالح العليا للوطن . وليستحضر الحاكمون الأمور التالي :
1 ــ إن الشعب قادر على إبداع أشكال متطورة من الاحتجاجات قد لا تضطره إلى التظاهر في الشوارع وتعريض أبنائه للاعتقال . ولا أحد يتوقع ما قد تأتي به إرادة الشعب وإبداعاته من هذه الأشكال النضالية.
2 ــ إن تأثير مقاطعة بعض المواد على الاقتصاد الوطني سيكون له مفعول أكبر وأخطر على الاستثمارات الأجنبية التي يراهن المغرب على جلبها لإدارة عجلة التنمية بسرعة أكثر . ومادام "الرأسمال جبان"، فلن يغامر المستثمرون برؤوس أموالهم في أوضاع سياسية واجتماعية غير مستقرة . فكلما تجاهلت الدولة مطالب المواطنين ، وغلبت العنف على الحوار ، والقمع على العقل ، كلما زاد الغضب وتعمق الشعور بالحكرة والغبن ، وليس للمواطنين ما يخسرونه إن فقدوا الأمل في الإصلاح .
3 ــ إن ضرب الوسائط السياسية والمدنية وتسفيه عملها يترك الشارع دون تأطير مؤسساتي مما يفتحه على كل الاحتمالات والانزلاقات . ومن شأن فقد الثقة في الأحزاب وهيئات المجتمع المدني أن يجعل النظام في مواجهة الشعب .
لتفادي الدخول في مرحلة سياسية تفرض فيما بعد تشكيل هيئة للإنصاف والمصالحة لجبر الضرر ، يكون مطلوبا من الدولة الاحتكام إلى العقل وتحكيمه عبر الاستجابة لمطلب عموم الشعب المغربي وهيئاته المدنية والسياسية المتمثل في إصدار عفو عام على كل المعتقلين على خلفية الاحتجاجات .لا شك أن فرصة إحداث انفراج سياسي عام لم تفت بعد .وليستحضر الحاكمون الحديث النبوي الشريف ( فَإِنَّ الإْمَامَ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ ).



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالات الاعتداء على طالبة آسفي .
- جذور الإرهاب عقائده .
- أيها الريسوني ! الحداثة تجرّم التحرش والاغتصاب والابتزاز الج ...
- أيها الريسوني :السبي والرق أشد خسة من الدعارة 1/2.
- العنف ضد النساء جريمة تغذيها الإيديولوجيا الأسلاموية .
- من يُنقذ حرية الفكر والتعبير من الاغتيال ؟
- العرائض تفضح المتاجرين بالعقائد .
- لله دركم آل المرابط .
- حوار حول أسباب التحرش الجنسي
- تولي المرأة منصب -عدل- خطوة لتكريس المساواة.
- لنحتفل بالسنة الميلادية ولينعق الناعقون.
- المساواة في البنوة يدعمها الدين والدستور.
- الفقر في وطني صناعة ممنهجة وليس قضاء الهيا.
- الزلزال السياسي ينبغي أن يصل مداه .
- فشل المشروع التنموي ،ما العمل ؟
- حقوق المرأة وإستراتيجية الإجهاز والنكوص.
- حقوق الإنسان بين مكيالين.
- زواج المسلمة من كتابي جائز شرعا .
- مصلحة أمريكا في الحرب على الإرهاب لا القضاء عليه .
- تغول المخزن وعناد الدولة .


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - لازال في الإمكان تصحيح ما كان .