أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - مشاعيَّة كارل ماركس














المزيد.....

مشاعيَّة كارل ماركس


عبدالرزاق دحنون
كاتب وباحث سوري


الحوار المتمدن-العدد: 5918 - 2018 / 6 / 29 - 13:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كارل ماركس من أولئك الفلاسفة الكبار الذين يتمتعون بقدرة مذهلة على الاستمرار, فقد تكامل مشروعه المشاعي فكرياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً, فهو الذي أطلق هذه الحركة المشاعيَّة التي انتظم فيها ملايين الجياع في شتى القارات, وأدت إلى تحسين جذري في معيشة الكادحين على نطاق كوكب الأرض, وهذا ما سعى إليه من تأليف كتابه المشهور رأس مال.



وأزعم بأن مشاعيَّة الشرق تقف على صعيد واحد مع شيوعيَّة كارل ماركس, ونحن نلحُّ بأنه أنتج معارف فلسفية هي في المجمل أقرب إلى فلسفات أهل الشرق وخاصة في أشواقها الإنسانية. ذلك أن قوامها الاجتماعي المتمثِّل في الشيوعيَّة الحديثة يضفي على الفلسفة الماركسية مسحة من روح المشاعيَّة الشرقية. ويتميز فلاسفة الماركسية الأوائل كارل ماركس, فريدريك أنجلز ,بليخانوف , لينين, بهذه الروح التي تضعهم في تضاد مع فكرة التملك في عالم رأس المال.

يمكن بسهولة أن نتلمَّس في تطلعاتهم وأحلامهم كما في سلوكياتهم خصال أهل الحكمة في الشرق, أي ذلك النمط من المثقفين ذوي العقول السامية والرؤى الكونية الشديدة الحماس لخدمة البشر. والمشاعيَّة بالتعريف الاقتصادي تضاد الملكية فالمشاع لا يملك ويتشكل تاريخ الشرق من الصراع بين المشاعيَّة والتملك. والمشاع عند أهل الشرق يعني وضع المال, أو ما يَنُوب عنه, في الطريق أو السبيل, أو جعله في سبيل الله, أي توزيعه على عباد الله. والمصطلح أورده فيلسوف المعرة بقوله في اللزوميات:

ففرقْ مالكَ الجمَّ

وخلّ الأرضَ تسبيلا

و المال والأرض -ظاهرها وباطنها- كلها لله في عرف أهل الشرق, و المتسول الذي يقف على أرصفة المدن المكتظة بالناس المتخمين ويطالب بحقه: من مال الله. يعي أصول المشاعيَّة أو الشيوعيَّة -على بساطته وأميته- أكثر منا نحن الذين ندعي فهمها.

وعندما أشرقت على الأرض شمس الاشتراكية البلشفية والتي سماها تروتسكي حكومة الفقراء؛ وفَّرت الأرض لمئة مليون فلاح روسي, وهذا أعظم انجاز وفَّرته ثورة للناس منذ فجر التاريخ. وأنا ما عندي شيء أقترحه لبداية البدايات حتى تستقيم حياة الفقراء من جديد, فعندما حاول بلاشفة روسيا بقيادة حكيمهم لينين قلب الدنيا لصالح الفقراء نزلت عليهم نازلة من بينهم. مع أن لينين وعدهم في مقال خطير منشور في جريدة البرافدا في العدد 251 تاريخ السابع من تشرين الثاني سنة 1921 تحت عنوان حول أهمية الذهب: (...حين ننتصر في النطاق العالمي, سنصنع من الذهب, كما أعتقد, مراحيض عامة في شوارع بعض أكبر مدن العالم. وسيكون ذلك أعدل استعمال للذهب واوضحه دلالة للأجيال التي لم تنس أنه بسبب الذهب ارتكبت أبشع المجازر بحق الإنسان...) حلمان في قول لينين: حلم انتصار الجياع وبناء مجتمع العدل, وحلم التخلي عن الملكية, وجعلها مشاعاً بين الناس. تحوَّل لينين في حياته إلى طاقة روحية خالصة مستثمرة لأجل الجياع. لقد أهلك نفسه من أجل الفقراء المساكين. وهذه من نوادر التاريخ, إذ المعتاد أن يهلك الحاكم نفسه من أجل نفسه.

وهؤلاء الأبدال, كما يسميهم معلمي الراحل هادي العلوي البغدادي, حاولوا عمارة الأرض بالعدل, فما أفلحوا. وكان ما كان مما لست أذكره, فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر.

وفي العام 1883 انضم حشد إلى جنازة كارل ماركس, حشد صغير مؤلف من أحد عشر شخصاً، بمن فيهم موظف الدفن, متجهين إلى رفاته, والذي حمل أشهر عباراته و التي نقشت على لوحة القبر: الفلاسفة فسروا العالم بطرق مختلفة، ولكن المسألة تكمن في تغييره. هذا المشاعي الجليل الذي عمل على تغيير العالم أمضى حياته هارباً من الشرطة، ومن الدائنين وحول عمله الأهم، يقول: لم يكتب أحد هذا الكمّ من الكتابة عن المال، وهو لا يملك إلا قليلاً جداً من المال. رأس المال لن يكفي لتسديد ثمن التبغ الذي دخنته وأنا أكتبه.



#عبدالرزاق_دحنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالرزاق دحنون - مشاعيَّة كارل ماركس