أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طيب تيزيني - العولمة: تطور أم تفكيك؟














المزيد.....

العولمة: تطور أم تفكيك؟


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 13:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ثمة حركة هائلة في الغرب باتجاه تغيير غير مسبوق تحت عنوان «العولمة». فقد دخل قرننا هذا مؤسِّساً لحالة غير مسبوقة من التقدم والتغيير الذي أخذ يشمل المعمورة كلها، وينظر إلى ما بعدها بهدف الإحاطة بها عبر منظومات علمية مستحدثة تحاول سبر آفاق غير مكتشفة.

هذا بينما يلاحظ العربي أن أمته تعيش عثاراً عمره قرنان من الزمن، إضافة إلى ما انتهى إليه أمرها حالياً من دكٍ لأسوار الأوطان وتفكيك بنيتها، في غياب مَن يعيد لها بناءها وأهلها.



ظاهرة «العولمة» جعلت الوطن العربي هدفاً سهل المنال، إلى درجة أصبح معها الخروج به من الحصار التاريخي عمليةً تتطلب قروناً، وسط حقول من الألغام مديدة الفعل والتأثير. إن هذا الخيار هو جزء من إشكالية العالم العربي حالياً: مواجهة العولمة أم الاندماج فيها؟
الأمر يتصل بحقبة تاريخية بدأت في القرن الـ19 وما تزال متواصلة حتى الآن.

لقد أتت العولمة لتكرس ما نحن عليه منذ سنين، وربما لندفع ثمنه غالياً، خصوصاً على صعيد «الهوية» الوطنية والقومية، فهذه الأخيرة جرت محاولة بعثرتها. ولعلَّ محاولات التغيير والتأسيس لمشاريع إصلاحية لم تبن أرضاً صلبة في العالم العربي، مما حال دون تحول عميق في حياته العامة، حيث يجد العالم العربي نفسه أمام خواء تاريخي قد يطيح بكثير من آماله.

وثمة سؤال يطرحه الواقع الحالي لكثير من البلاد العربية: هل تراهنون على بلد آخر في عصر العولمة؟ إن التساؤل إياه لا يفسح الطريق أمام خيار آخر، فالعولمة لم تعد تحتمل غير «سياسة مصنعة ومؤدلجة عولمياً».

إن العولمة تمثل حالة جديدة نشأت في نظام رأسمالي أميركي ومرحلة تطور يمثل تكيفاً لتصورات متتالية في التاريخ ربما تعود إلى 2000 سنة قبل الآن. ومن سمات هذا التحول التراكم في الإنتاج الاقتصادي، والذي طبع المجتمع العولمي بما فيه من ثورة علمية ومعلوماتية، مع تغيرات على صعيد الهندسة الوراثية والاتصالات والمعلوماتية والمشاريع التجارية العملاقة، إلى جانب انفجارات سكانية ضخمة أنتجت في بلدان «العالم الثالث» كماً هائلاً من الفقراء مقابل أغنياء تحوّلت مشاريعهم إلى أنشطة كونية؛ فأدى ذلك إلى ثنائية فظيعة من الغنى الفاحش والفقر المدقع. وقد رافق ذلك نشوء تكتلات اقتصادية كبرى أسهمت في تعميق الهوة بين الفقراء والأغنياء. وبالتساوق مع ذلك التمايز برزت تطورات عاصفة على صعيد الهندسة الوراثية التي تطرح أسئلة تتصل بحياة الناس، مما أحدث تحولات كبرى على صعيد الثقافة والقيم الأخلاقية. فقد أنتجت العولمة منظومة من القيم الثقافية والأخلاقية، أخذت تمتد بآثارها نحو الكثيرين على اختلاف رؤاهم الفكرية والأيديولوجية.

وفي ذلك السياق، أخذت أصوات احتجاج تظهر في أوساط الفقراء الذين راحوا يوجهون انتقادهم لمن تصدر حركات العولمة، مما أفصح عن نفسه ضمن الحراك الجديد المناوئ للعولمة في الغرب، يداً بيد مع تعاظم أصوات مثقفين وساسة يدعون إلى البدء في بلدانهم بإنتاج قوة جديدة تقف في وجه العولمة الغربية التي وصل اجتياحها إلى آخر المعمورة. في هذا السياق، ينبغي ألا يفوتنا تقديم صورة أخرى أو تعريف آخر للعولمة يمكن أن نرى عبره الوجه الآخر لهذه الظاهرة. وفي هذا الصدد تظهر الرؤية التعريفية للعولمة انطلاقاً من المقولة: كلما ارتفعت قيمة الأشياء هبطت قيمة الإنسان.. ما يجعل العولمة محصورة في عملية هائلة من إقصاء البشر، تتحول إلى تفكيك للإنسان والمجتمع والأشياء.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة وتسليع العالم
- العالم العربي وخطر التشيع
- عبدالناصر وورقة التعددية
- المعادلة الاستشراقية قلباً وعقلاً
- معادلة الشرق والغرب
- مواجهة جديدة بأساليب قديمة
- القانون العصيُّ للنهوض
- الإسلام وتاريخ أوروبا
- سوريا عصية على التقسيم
- أوهام الاستعمار والصهيونية
- حلف الفضول ومنظومة التسامح
- ثورة عالمية ضد الإرهاب
- «الإرهاب الديني».. تأسيس تاريخي
- الإرهاب وأوهام العقل الغربي
- الخطاب الطائفي.. من القمقم إلى العلن
- القضية الفلسطينية.. والانتفاضة الثالثة
- الثورة السورية والحكمة الوطنية
- العصر أو القبر مرة أخرى
- مفترق طرق أمام السوريين
- العلمانية في السياق الفكري العربي


المزيد.....




- تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكبر تجمع عدد من راقصي الباليه ...
- قطر: نعمل حاليا على إعادة تقييم دورنا في وقف النار بغزة وأطر ...
- -تصعيد نوعي في جنوب لبنان-.. حزب الله ينشر ملخص عملياته ضد إ ...
- البحرية الأمريكية تكشف لـCNN ملابسات اندلاع حريق في سفينة كا ...
- اليأس يطغى على مخيم غوما للنازحين في جمهورية الكونغو الديمقر ...
- -النواب الأمريكي- يصوّت السبت على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات
- شاهد بالفيديو.. العاهل الأردني يستقبل ملك البحرين في العقبة ...
- بايدن يتهم الصين بـ-الغش- بشأن أسعار الصلب
- الاتحاد الأوروبي يتفق على ضرورة توريد أنظمة دفاع جوي لأوكران ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طيب تيزيني - العولمة: تطور أم تفكيك؟