أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن ابراهيمي - رواية تحت عنوان حارة الشراقة للكاتب إبراهيم العلم والتناقض القائم بين الطبقات الاجتماعية الفلسطينية المتحكم في الدفاع عن الوطن .















المزيد.....

رواية تحت عنوان حارة الشراقة للكاتب إبراهيم العلم والتناقض القائم بين الطبقات الاجتماعية الفلسطينية المتحكم في الدفاع عن الوطن .


حسن ابراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5915 - 2018 / 6 / 26 - 07:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يمكن اعتبار رواية تحت عنوان حارة الشراقة لصاحبها إبراهيم العلم من بين الرويات التي أتت من اجل فضح طبيعة العلاقة التي تربط الكيان الصهيوني بالسلطة الفلسطينية من حيث عرض مواقف التحكم فيها ,من اجل التأثير على بعض الفصائل الفلسطينية ,و من اجل التحكم في مصير الشعب الفلسطيني من حيث منعه من التحرر .
من اجل ذلك جاءت الرواية مركزة على مجموعة من الأحداث من اجل الرجوع بنا إلى الوراء من اجل فهم طبيعة هذه العلاقة التي تشكلت بفعل تأسيس الصهيونية عبر تاريخها كحركة استعمارية, توسعية , عنصرية ,والذي يقابله تأسيس المقاومة الفلسطينية عبر تاريخها ,اقصد تاريخ نضال الشعب الفلسطيني ,وفصائله الوطنية ضد هذا العدو الذي اغتصب أراضي شعب ومن اجل الاستمرار في اغتصاب ما تبقى منها التجأ إلى تعذ يب شرفاء هذا الشعب ,ونفي البعض منهم ,كما انه من اجل ذلك التجأ إلى اعتقال شرفاء هذا الشعب الذين يناضلون من اجل الانعتاق
كل ذلك منذ بداية تسلل عصابات الصهاينة إلى الأراضي الفلسطينية بعد الأزمة التي عرفتها الامبريالية العالمية ,والتي كان من بين نتائجها ظهور الصهيونية التي تربت في أحضان الامبريالية العالمية ,وما صاحبها من مقاومة الشعوب لها من ذلك مقاومة الشعب الفلسطيني لهما أي : للصهيونية والامبريالية ,والدفاع باستماتة عن أرضه ,وعن تحرره ضد براثن الاستعمار الغاشم .
عبر امتداد هذا التاريخ الدامي عرف المجتمع الفلسطيني فرزا طبقيا اثر على السيرورة التاريخية للمقاومة الفلسطينية ,من حيث مختلف التكتيكات التي تم اللجوء لها في إطار النضال الاستراتيجي الوطني من اجل التحرر من الكيان الصهيوني في إطار تنزيل برامج بعض الفصائل الوطنية الفلسطينية التي دافعت باستماتة عن حق الشعب الفلسطيني في التحرر وبناء دولة مستقلة عاصمتها القدس ,بالاعتراف بإسرائيل ,وتقديم تنازلات من اجل ذلك في إطار اتفاقيات العار والاستسلام ,وما إلى ذلك من التنازلات التي كان الهدف منها المزيد من إحكام القبضة على الشعب الفلسطيني .
ضمن هذا الإطار حاول السارد التركيز على الشرخ الذي تعرفه بعض الفصائل الوطنية في إطار علاقتها مع الشعب الفلسطيني من حيث الاستمرار في القيام بدورها من حيث الشعارات التي ترفعها وعدم تنفيدها ,كل ذلك يبرره الفرز الطبقي الذي بدأ يتشكل مند تسلل عصابات الصهاينة من فلاحين , عمال ,وحرفيين إلى فلسطين ,وشراء أراض من لدن كبار الملاكين حيث بدأت تتشكل علاقات ضمن التشكيلة الاجتماعية مبنية على تبادل المصالح بين الصهاينة ,وهؤلاء الملاكين العقاريين ,من هذا المنطلق لابد من الإشارة الى طبيعة العلاقات التي تحكم هذا المجتمع بالتركيز على صغار الفلاحين ,عمال ,حرفيين ,وباقي الطبقات الاجتماعية المحرومة داخل المجتمع الفلسطيني ,والتركيز على الهجرة التي عرفها صغار الفلاحين إلى المدن من اجل العمل داخل علاقات أكثر استغلالا, من بين نتائج ذلك أيضا قبول العمال بالعمل داخل إسرائيل داخل نفس العلاقات وما رافق ذلك من تقوية الاقتصاد الصهيوني للمزيد من التحكم في الشعب الفلسطيني ,والمزيد من تفقير للشعب الفلسطيني الذي عانى الويلات بسبب سياسات هذا الاستعمار الغاشم التي ينفدها داخل المجتمع الفلسطيني بممارسة المزيد من الضغط على السلطة الفلسطينية بهدف ان تنصاع لأوامرها وتنفيذها في إطار الرغبة في التحكم في الشعب الفلسطيني ومنعه من التحرر ,وبالتالي بهدف الاستمرار في تردي أوضاعه المعيشية ,وعدم عيشه حياة كريمة بسبب عدم التدخل لتحسين أوضاعه الاجتماعية ,و الارتفاع التدريجي في نسبة البطالة في أوساط الشباب ,حيث لذلك تمظهرات منها عدم قدرة البعض على الحصول على سكن لائق مقابل سكن البعض الأخر في مساكن فاخرة :أي أن البعض يعيش حياة بذخ ,مقابل حياة الشقاء التي يعيشها البعض الأخر كما جاء بالرواية .
لقد جاء بها " إذا كان البيت قديما لا تزيد مساحته على غرفة ومد خل فجعلت من الغرفة مكانا للنوم وللطبخ ...." وفي إطار توصيف الأوضاع الاجتماعية المزرية للطبقات الكادحة داخل المجتمع مقابل حياة البذخ التي يعيشها البعض الأخر جاء بالرواية " وثالثة على شكل طفل يركب السيارة للأطفال كالتي رآها في منزل أسرة ثرية زارتها أمه ذات يوم وتمنى أن يركب مثلها "
هذا التوصيف ,وغيره جاء بالرواية من اجل أن يعري هذا التناقض الذي يحكم المجتمع الفلسطيني ,كما انه يحكم النضال من اجل تحرر هذا الشعب الأبي .
ومن اجل إظهار التفاوت على مستوى امتلاك الثروة جاء بالرواية " هذه "الفيلا" التي تقام في نهاية الشارع " ص 33 كما جاء بها " لعله من المقاولين الذين ازدهر عملهم في إسرائيل بعدما أغرت الفلاحين بترك أراضيهم ليعملوا في مصانعها ...."
هذا التناقض فيما يتعلق بامتلاك الثروة ,وعدم تقسيمها تقسيما عادلا بسبب التدخل الهمجي للكيان الصهيوني له تأثير على مستوى السيرورة التاريخية لنضال الشعب الفلسطيني الذي سجل ملاحم خالدة ضد هذا العدو الغاشم , عبر تاريخ صراعه ضده ,اذ من اجل ذلك جاءت بعض الإحداث لفضح جرائم الاحتلال الذي يواجه حتى الاحتجاجات السلمية بالرصاص الحي ,والذي غالبا ما يكون من بين نتائج مواجهة الشعب الفلسطيني لجيش العدو الصهيوني استشهاد البعض ,وجروح متفاوتة الخطورة بالنسبة للبعض الأخر.
ومن اجل التأكيد على ما ذهبنا إليه جاء بالرواية " الفقراء هم الذين يضحون في هذه الانتفاضة ,أما قادتها فيرسلون أبناءهم إلى أمريكا للدراسة مع أنهم يشتمونها صباح مساء وسيأتون بعد سنوات يحملون شهادات الدكتوراه ليتحكموا في اقتصاد البلاد مع الأثرياء ..."
هذا التوصيف نجد له ما يبرره في علاقات ذات صلة بالتشكيلة الاجتماعية ,وفي العلاقات الاجتماعية ,وغيرها من ذلك عمل الشرطة داخل مخافرها أثناء التعامل مع المستنطقين باللجوء الى تعنيفهم تعنيفا ماديا ,ومعنويا من اجل الحصول على معلومات في إطار تناقض صارخ مع المواثيق الدولية , لقد جاء بالرواية " واستمر يلكمه بقسوة حتى سقط أرضا والدم يسيل من انفه ".
ومن جهة أخرى ينقل السارد طبيعة هذا الصراع من مختلف المرجعيات التي تناضل من اجل غد أفضل بما في ذلك المرجعية التي تعتمد الدين في مواقفها السياسية ,ومن هنا جاء الموقف من المرأة من حيث ضرورة ارتدائها للحجاب ,كل ذلك من اجل نقل أفق هذا الصراع وطبيعة تطوره بتطور موقف بعض الفصائل الوطنية التي تنظر إلى المرأة كعورة بحيث ينبغي عليها ارتداء الحجاب ,وليس كعقل منتج ,وتأثير ذلك على النضال الوطني الفلسطيني من حيث عزل المرأة عن الرجل في ظل واقع يعرف ترد يزيد من تعقيد مهام بعض الفصائل الوطنية الفلسطينية اليسارية , والعلمانية .
ضمن نفس الإطار ينقل السارد طبيعة النقاش الذي تعرفه المجتمعات العربية من حيث عدم تحررها مقارنة مع دول أوربية قطعت أشواطا في بناء الديمقراطية ,وحقوق الإنسان ,بتمكين شعوبها من ممارسة حقوقها من منطلق التأسيس لأنظمة ديمقراطية علمانية تفصل الدين عن السياسة خلافا للمجتمعات العربية ,والمجتمع الفلسطيني , حيث لازالت بعض الفصائل تناضل بمرجعية دينية ,وبالتالي فهذا الاختلاف السائد بين هذه الفصائل العلمانية منها ,وغيرها له تأثير سلبي فيما يتعلق بتوجيه الصراع الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني بحيث أصبح مفروضا على بعض الفصائل العلمانية أن توجه نضالها الديمقراطي ,بحيث ينبغي أن يمر عبر النضال ضد كل المواقف المحافظة التي لاتخدم في شيء مصالح الشعب الفلسطيني بحيث لن تستمر إلا في تكبيله ومنعه من التحرر ,وهذا ما يجعل مهامها صعبة ويعقد تدخلها في أفق بناء النضال المشترك من اجل التحرر .



#حسن_ابراهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية تحت عنوان -جريمة في رام الله- لعباد يحيى و رصد التحولا ...
- مواصلة النضال من طرف المعتقلين بسجون الاحتلال لانتزاع حق الد ...
- رواية تحت عنوان -رولا- للكاتب الفلسطيني جميل السلحوت و الانت ...
- التوثيق للقضية الفلسطينية ,وموقف المرأة منها من خلال رواية ت ...
- احتجاجات الريف بين المطالب الاجتماعية ,والانتفاضة الجماهيرية ...
- علق شب بجوف القطار
- رواية تحت عنوان فانتازيا لسمير الجندي ,والبحت عن موقف ثوري ع ...
- رواية تحت عنوان فانتازيا لسمير الجندي ,والبحت عن موقف ثوري ع ...
- انتخابات تشريعية بالمغرب أم مناسبات لاستمرار السيطرتين الطبق ...
- هسيس حلم يتكوم في وحل الارتداد
- الجزء التاني من المقالرفس الفن وافتراس الانتاج والحريات بالم ...
- رفس الفن وافتراس الانتاج والحريات بالمغرب .
- الجزء التاني من المقال تحت عنوان أسئلة القضية الفلسطينية من ...
- أسئلة القضية الفلسطينية من خلال سؤال الحق في العودة, ضمن روا ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حسن ابراهيمي - رواية تحت عنوان حارة الشراقة للكاتب إبراهيم العلم والتناقض القائم بين الطبقات الاجتماعية الفلسطينية المتحكم في الدفاع عن الوطن .