أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - «أسبرطة الصغيرة» و«أسبرطة الكبيرة»: الإمارات وأمريكا














المزيد.....

«أسبرطة الصغيرة» و«أسبرطة الكبيرة»: الإمارات وأمريكا


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 5909 - 2018 / 6 / 20 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تعاظم دور الإمارات العربية المتحدة بصورة ملحوظة جداً منذ أن تولّى دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا التعاظم خلفية باتت عناصرها معروفة بعد أن انكشفت عنصرا تلو الآخر بوتيرة تسارعت منذ العام الماضي، العام الأول من عهد ترامب الرئاسي. وتتيح العناصر المتوفّرة توضيح صورة دولة يناهز عدد مواطنيها مليوناً واحداً لا غير (بينما يزيد عدد «الأجانب» المقيمين فيها عن ثمانية ملايين) وتطمع في دور عسكري إقليمي لا يتناسب قط مع حجمها، بل يفوقه بأشواط.
ويعود هذا الدور، الذي باتت مأساة اليمن مسرحاً رئيسياً له، إلى قرار محمّد بن زايد آل نهيان، وليّ عهد إمارة أبو ظبي ورئيس مجلسها التنفيذي، والقائد الفعلي للقوات المسلحة الإماراتية وإن كان رسمياً نائب شقيقه خليفة بن زايد، رئيس دولة الإمارات والقائد الأعلى لقواتها. وقد عمل محمّد بن زايد في القوات المسلحة الإماراتية بعد إكمال دراسته العسكرية في بريطانيا سنة 1979، وبلغ رتبة فريق أول متولّياً على التوالي قيادة القوات الجوّية ونيابة رئيس الأركان، ثم رئاسة الأركان. فكان مصمّم بناء القوة العسكرية الإماراتية بطموح مفرط استند إلى الثروة النفطية العظيمة لدولته، وقد زاد نفقاتها العسكرية باطّراد خلال السنوات الأخيرة بحيث بلغت المرتبة العالمية الرابعة عشرة، والمرتبة الإقليمية الثانية بعد المملكة السعودية. وقد فاقت نفقات الإمارات العسكرية في السنوات العشر المنصرمة نفقات جميع دول المنطقة بما فيها إسرائيل، ذات الجيش المتضخّم، ومصر (سكّانها 97 مليوناً) وإيران (81 مليوناً) وتركيا (80 مليوناً)!
هذا وقد اعتمد محمّد بن زايد في تحقيق طموحه على التعاون العسكري الوثيق مع الولايات المتحدة (ومع فرنسا بالدرجة الثانية)، فشاركت القوات الإماراتية في كل الحملات التي قادتها واشنطن منذ الحرب على العراق في عام 1991، باستثناء واحد هو احتلال العراق في عام 2003. فقد انضمّت إلى حملات الصومال وكوسوفو وليبيا وأفغانستان، وصولاً إلى الحملة الجوّية ضد تنظيم «الدولة» (داعش) في العراق وسوريا التي تميّز فيها الطيران الإماراتي بقيامه بالدور الأهمّ بعد دور الأخ الأكبر الأمريكي. وبالإضافة إلى هذه المشاركة العسكرية في حملات واشنطن، والنهم المذهل في مشتريات الأسلحة الذي كان للصناعة العسكرية الأمريكية فيه حصة الأسد، قدّمت الإمارات خدمات جليلة للقوات المسلّحة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، منها وضع قاعدة الظفرة الجوّية بتصرّفها بحيث تمركزت فيها إحدى أهم وحدات سلاح الجوّ الأمريكي ومعها سرب من الطائرات الحربية، بما فيها طائرات لوكهيد مارتن إف ـ 22 رابتور الأكثر تقدّماً في ترسانة القوّات الجوّية الأمريكية. ومن الخدمات الجليلة أيضاً وضع ميناء جبل علي بتصرّف البحرية الأمريكية، وقد غدا أهم مرافئها خارج الولايات المتحدة.
أما النتيجة الطبيعية لكل هذا الحماس والسخاء من قِبَل الإمارات، وهي النتيجة التي توخّاها بالأصل محمّد بن زايد، فكانت نيل رضى وثقة القوات المسلّحة الأمريكية. وقد روى تقرير هام لصحيفة «واشنطن بوست» عن دور الإمارات العسكري، نُشر بتاريخ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، كيف أن ما وصفناه أعلاه ادّى إلى تقدير عالٍ للإمارات في البنتاغون. وقد نقل التقرير بوجه خاص إعجاب جيمس ماتيس، الذي كان آنذاك جنرالاً متقاعداً بعد أن ترأس «القيادة المركزية الأمريكية» المسؤولة عن منطقتي الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في سنوات 2010 ـ 2013 وقبل أن يعيّنه ترامب وزيراً للدفاع. وقد أخبر ماتيس الصحيفة أنه وزملاءه في البنتاغون يطلقون على دولة الإمارات لقب «أسبرطة الصغيرة»، وهي نسبة إلى المدينة/الدولة الإغريقية التي اشتهرت بدورها العسكري التوسّعي والتي قادت القوات الإغريقية في حربها ضد الفرس.
ولم يكن إطلاق هذا اللقب من باب الإعجاب بدور الإمارات العسكري وحسب، بل ارتبط بما روته الصحيفة الأمريكية عن معارضة الإمارات للاتفاق النووي مع إيران الذي كانت إدارة أوباما تسعى وراءه آنذاك والذي توصّلت إلى عقده في العام التالي. ومن المعروف أن ماتيس اختلف مع الإدارة على موضوع إيران وكان يدعو إلى موقف متشدّد إزاءها بما فيه ضربها عسكرياً، مما أدّى إلى انسحابه. هذا وقد كشفت شبكة «سي إن إن» التلفزيونية في العام الماضي أن الجنرال المتقاعد ماتيس تقدّم في عام 2015 بطلب لدى وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين كي تؤذنا له العمل كمستشار عسكري لدى دولة الإمارات.
هذا وقد نقلت «واشنطن بوست» في تقريرها لعام 2014 عن ضابط أمريكي برتبة عالية مشارك في عمليات الشرق الأوسط، رفض الإفصاح عن اسمه، أن هاجس الإمارات الرئيسي الذي تستعدّ له من خلال جميع نشاطاتها العسكرية إنما هو الحرب ضد إيران. وكل هذه المعلومات مثيرة للقلق من أن تنوي «أسبرطة الصغيرة» السير في ركاب «أسبرطة الكبيرة»، التي بات يرأسها عدوّ إيران اللدود وصديق إسرائيل الحميم دونالد ترامب، في حرب على إيران لن يكون من شأنها سوى أن تجلب على منطقتنا أضعاف المآسي التي أدّت إليها أمس الحرب على العراق وتؤدّي إليها اليوم الحرب في اليمن، ناهيكم عن حرب سوريا.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد سنغافورة ومنطق ترامب السياسي
- الربيع الأردني والسيرورة الثورية الإقليمية
- تصريحات خطيرة لزعماء العالم عن الانتخابات المصرية
- طهران وأخطار التوسّع فوق الطاقة
- رسالة أبو بكر البغدادي إلى دونالد ترامب
- الفائز الأكبر في انتخابات البلدان العربية
- ترامب وحكام الخليج: اختلاق وابتزاز
- وجه طهران الظريف ووجهها القاسم
- ماذا بعد الضربات الثلاثية على مواقع نظام آل الأسد؟
- نفاق بنفاق
- غزة البطلة أشارت إلى النهج الصائب في التصدّي للدولة ...
- يوم صدق محمد بن سلمان
- العلم التركي يرفرف في عفرين
- سوريا والاحتلالات الخمسة
- الصعود العالمي لليمين الشعبوي وشرط انهائه
- قيصر روسيا وسوريا وسياسة المكايد
- صفعة ترامب وصفعة عهد التميمي
- معضلة «التطرّف والاعتدال» في علاقة إسرائيل بمحيطها ا ...
- في تغليب العداء للكُرد على العداء لنظام آل الأسد وحم ...
- تحية إعجاب لموسى مصطفى موسى…


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - «أسبرطة الصغيرة» و«أسبرطة الكبيرة»: الإمارات وأمريكا