|
الورقة السادسة .... ذكرى تبقى محفورة في الذاكرة !!!!!
عامل الخوري
الحوار المتمدن-العدد: 5905 - 2018 / 6 / 16 - 02:08
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
الورقة السادسة .... ذكرى تبقى محفورة في الذاكرة !!!!! هكذا أستطيع تسمية احدى الليالي ... المسؤول الاول رجل على أبواب الخمسين آنذاك ، يحمل عقلية كنّا نعتبرها انا وأم علي ، قديمة لا تواكب الوضع ، هو بدوره يريد فرض نفسه كصاحب القرار ، وهي حالة طبيعية !!! في العقلية التنظيمية . اتفقنا انا وأم علي منذ اليوم الاول على انشاء البيت الحزبي ، الذي كان يعتبر البيت الرئيسي ضمن منظمتنا ، ان نحاول التصرف بشكل طبيعي امام أنظار الناس ، حركة طبيعية تتلائم مع المجتمع، انا اشتغل ، اخرج صباحا واعود مساء بملابس العمل. وبيدي اكياس التسوق ، هي في البيت مع مشمش وتهيئ مستلزمات ( العائلة ) والمسؤول الاول يؤدي واجباته الحزبية ايام تواجده في البيت ( وهي غالبية الأيام ) ، يبتعد عن الشبابيك من عيون الفضوليين في الخارج . كان السكن عبارة عن بيت متكون من طابقين ، له مدخل واحد مؤدي الى حوش صغير ، نحن نسكن الطابق الأرضي ، و بالقرب من شباك الهول ، هناك درج الى الطابق الثاني ، حيث تسكن عائلة من أب مصلاوي وأم بغدادية وطفلين توؤمان عمرهما حوالي ثلاث سنوات ، كانت العائلة تعيش عكس البشر ، الاب يشتغل في فرن من المغيب للصبح ، والام تقوم بواجباتها طيلة الليل مما اثقل علينا ليإلينا وانا عامل يجب ان انهض صباحا ، والأنكى من هذا وذاك كان الزوجان غير متفقان في حياتهما ، فكان الصراخ والعراك ليلا بشكل يومي تقريبا . قد اثقل عليكم بهذه التفاصيل ، ولكن الذكرى تخص كل هذه التفاصيل !!! قررنا ان تحتفل بشكل بسيط بذكرى عيد العمال ، الاول من آيار عام ١٩٨٢، كنّا من يقيم بالبيت زائدا الرفيق الشهيد مثنى محمد عبد اللطيف ، الذي أصلا هو من جاء بي الى الموصل ، ودبر لي عملا وسكنا . جلسنا نحتسي ، انا والرفيق مثنى نشرب العرق ، ولا زلت أشربه ، والمسؤول يشرب الويسكي ، بكأس كريستال خاص اشترآه له شخصيا ، وأم علي رفضت الشرب ، ونحن جالسين نتمتع بشربنا ( الذي كان نادرا جدا بسبب حالتنا الاقتصادية ) ، وحوال الساعة الحادية عشر ليلا ، سمعنا طرقا قويا على الشباك المطل على الحوش ، ذهب الرفيقان بسرعة الى غرفة اخرى ، وفتحت الشباك واذا بي ارى الرجل يحمل سكينا كأنه يريد طعن شخص ما !!!! ناداني بصراخ ، ابو نصير تعال معي ، أريدك شاهدا على قتل امرأتي كي لا يبتلي احد غيري ؟؟؟؟ صحت ماذا الهراء وخرجت مستعجلا له .. صعد الدرج وانا الحقه لمنعه من ارتكاب حماقته ، امسكته وأخذت السكينة من يده وكلاهما يتبادلان أقذر الشتائم ، اذا ترفض طلاقي ، احرق أطفالك امام أعينك ، صاحت الزوجة ، واسرعت الى المطبخ وجلبت بطل نفط ابيض ، امسكتها وصرخت على ام علي ، تعالي الى فوق وخذي الأطفال عندنا في البيت ، ركضت الامرأة الى بالكون صغير في شقتهما وهي تصرخ ، اذا لاتطلقني ، (اكسر ) شرفك مع من يمر في الشارع ، واذهب وأسحبها الى داخل الغرفة ، والزوج يعربد ويشتم دون ان يحرك ساكنا ، وهو صاحب صولة السكين ؟؟؟ ، صاحت الزوجة ، ليش ادورً على احد بالشارع ، اكسر شرفك مع ابو نصير ورفعت فستانها !!! جن جنوني ، وفقدت أعصابي ، وبادرت بضربها على وجهها ، اذا كنت شرفسز ، فلا تتهميني انا ، ودفعتها الى داخل احدى الغرف وأقفلت الباب وأخذت المفتاح ، وكذلك فعلت مع الزوج وخرجت الى الشارع ، الى الجيران وهم مالكي شقتينا ،سألتهم اذا كان لي ان استخدم التلفون للاتصال بالشرطة ، وهم قد سمعوا كل الحادث ، اتصلت بالشرطة ودقائق اذا بالشرطة بالباب ، كنت بأنتظارهم ، وشرحت للشرطة الحادث وطلبو مني استصحابهم للبيت لاستلام الزوجين سالمين مني ، فتحت الباب وخرج الزوج ، وفتحت الباب لتخرج الزوجة وهي تصرخ ، اكسر شرفك اليوم ( ويًة المفوض ) والمفوض يقول ، عيب اختي عيب ،،، اصطحبت الشرطة الزوجين الى سيارتهم وطلبت من الشرطة أخذ الطفلين معهما اللذان أخذناهما لحمايتهما ، وذهبت سيارة الشرطة بعد ان قدموا شكرهم لي لحل المشكلة بهذه الصورة . ما دخلت الى البيت ، حتى واجهني المسؤول ،،، بتاريخ الحزب ما صايره ، استدعاء شرطة من واجهة البيت الحزبي. ( يقصدني طبعا ) طلبت منه الهدوء و شرحت له انني تصرفت بشكل طبيعي كي ابعد كل الشبهات ، اذا لم أقم بذالك ، فلا احد يدري ماذا كان سيحل بِنَا ، لم يقتنع ( الاخ ) ،، وهو يكرر ، شرطة ،،، شرطة وقرر مغادرة البيت مع الرفيق مثنى فورا ، قلت له ، مغادرة البيت في هذه الساعة من الليل فيها كثير من الحماقة ، نحن ليس في الموضوع أصلا ، اهدأ واجلس ، رفض وخرجوا .... في الصباح ، لم أكن في البيت ، عاد الزوجان مع الطفلين الى البيت ، بعد ان أعطوا الشرطة تعهد بعدم ايذاء بعضهما ، واستمرت حياتنا الحزبية كما كانت ....
عامل الخوري
#عامل_الخوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المدعو faik jaber , و الحوار المتمدن
-
من أوراق العمل السري ... الورقة الخامسة ..... مراسلة و مراسل
...
-
قاطعت الانتخابات … لست ضمن قاطعوا الانتخابات !!!
-
من أوراق العمل السري في الداخل…… الورقة الرابعة
-
من أوراق العمل السري في الداخل …الورقة الثالثة ......
-
من أوراق العمل السري في الداخل ………… الثانية
-
أوراق من ايام العمل السري في الداخل
-
من بقايا الذكريات …………الجزء الثالث
-
الجزء الثاني من ذكريات
-
الجزء الاول من ذكريات
المزيد.....
-
الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت
...
-
مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من
...
-
الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم
...
-
السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد
...
-
إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك
...
-
محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح
...
-
تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم
...
-
طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز
...
المزيد.....
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال
...
/ سعيد العليمى
-
نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|