أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهدي أمين ستوني - العلاقة بين اربيل وبغداد الى اين ؟ بعد التعديل الأخير للبرلمان















المزيد.....

العلاقة بين اربيل وبغداد الى اين ؟ بعد التعديل الأخير للبرلمان


مهدي أمين ستوني

الحوار المتمدن-العدد: 5901 - 2018 / 6 / 12 - 00:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


العلاقة بين اربيل وبغداد الى اين ؟ بعد التعديل الأخير للبرلمان
مهدي أمين ستوني
ما يجري اليوم من تدهور العلاقة بين اربيل وبغداد هو في الحقيقة امتداد تاريخي لما جرى للكورد على يد الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تاسيس الدولة العراقية في 1921. إن التاريخ يخبرنا ان الحكومات العراقية كانت دائما مستعدة للتنازل بكل شئ في سبيل قمع الكورد. فقد قرر مجلس عصبة الأمم في 16 كانون الاول 1925 بضم كوردستان العراق رسميا الى العراق, بعد ان سلَم العراق نفط كركوك الى الشركة البريطانية دون ذكر حقوق الكورد او حتى ذكر اسمهم.
وفي عام 1975 فضل صدام حسين التنازل لايران والتي كان يعتبرها عدوه عن جزء من سيادة العراق على شط العرب, مقابل ضرب الثورة الكوردية وسحب الدعم عنها, ولم يتنازل لمواطنيه الكورد, وتنصلت الحكومة العراقية عن الأتفاقية التي أبرمها مع قائد الثورة الكوردية ملا مصطفى البارزاني في 11 آذار 1970. وكل ما جرى من ويلات وحروب للعراق وشعبه كان من جراء تراجع صدام حسين لإتفاقية الجزائر التي أبرمها مع شاه ايران ضد الكورد في عام 1975. لانه لو لم يتنصل النظام البعثي عن اتفاقية 11 آذار مع البارزاني لما لجاء الى إبرام اتفاقية الجزائر والتنازل عن سيادة العراق واراضيه من اجل إنهاء الثورة الكوردية. ولم يدخل العراق الى حرب مع ايران لمدت ثماني سنوات, حيث كان من اهم اسباب الحرب مع ايران هو تراجع صدام حسين عن اتفاقية الجزائر مع شاه ايران 1975. وبعد انتهاء الحرب خرج العراق منهك من الديون ما أدى به الى دخول الكويت في عام 1991 لتخفيف ديونه لكن لم يفلح في ذلك وجرَ العراق الى ويلات وحدث للعراق ما حدث الى يومنا هذا.
رغم ان الوضع تغيير في العراق بعد 2003 وشعر الكورد بعراقيتهم لأول مرة وساهموا بشكل كبير في بناء عراق ما بعد صدام ولولا الكورد لما استطاع الشيعة من تمرير دستور العراقي الدائم في استفتاء 2005 حيث افشل الكورد خطط السنه لرفض الدستور بموجب القانون الذي يسمح لثلاث محافظات من رد الدستور, وشاركوا بفعالية في الاستفتاء وبذلك تم تمرير الدستور. وشارك الكورد في العملية السياسية بحماس أملا منهم في ان يعيشوا في ظل عراق ديمقراطي تعددي يشعر الجميع فيه بكيانه ووجوده.
لكن يبدو ان الكورد كانوا مخطئين هذه المرة ايضا في تصوارتهم النركزَية لعراق ما بعد صدام حيث ما ان تسنى للشيعة من ان احكموا قبضتهم على الحكم حتى أصبحوا أكثر تسلطا ممن كانوا قبلهم, بمجرد ان دعى القيادات الكوردية الى إجراء الاستفتاء في الأقليم والمناطق المتنازع عليها في 25 ايلول 2017 لتحديد مصيرهم وبيان العلاقة التي يريدون أن تربطهم بالعراق بعد أن فشل حكام العراق الشيعة من تبني النظام الفدرالية في العراق, قاموا بتهديد الكورد ودخلوا مدينة كركوك التي تخلوا عنها ولم يستطيع جيشهم الذي صرف عليه المليارات من الدولارات من أن يصمت أمام حفنه من مرتزقة داعش الذين جاءوا حفات عورات وبمساعدت جناح من الإتحاد الوطني الكوردستاني استولوا على مدينة كركوك وشرد اكثر من مائتي الف من الكورد فيها. وخالفوا النصوص الصريح للدستور, الذي يمنع استخدام الجيش العراقي لفض المنازعات بالقوة.
لذلك فإن العلاقة بين اربيل وبغداد من الصعب أن تعود إلى سابق عهدها لأن بغداد لا تؤمن بقبول الآخرويتضح لنا شئيا فشئيا من الأحداث الأخيرة ان الرئيس مسعود البارزاني كان محقا في خطوته والتي دعى فيها إلى إجراء الاستفتاء للإستقلال عن العراق في 7 من حزيران 2017. ومهما حاول الكورد من التقرب وإظهار حسن النية في العيش في عراق واحد, في تصوري لا يجدي نفعا, لأن المشكلة تكمن في العقلية التي تحكم العراق الكل متفقون حتى اغلب النخب المثقفة في العراق على عدم الإعتراف بحقوق الكورد والتاريخ يثبت أن الحكومات العراقية عندما تضعف تمد يد العون إلى الكورد وتفاوضهم وما أن تستعيد عافيتها تعود وتقاتل الكورد وتتهمهم بالخيانة والعمالة للأجنبي. الاحداث الأخيرة اثبت بجلاء هذه الحقيقة وهذا ما جعل الكورد يذهبوا إلى الاستفتاء وتحمل المخاطر التي تلتها.
لذلك وفق كل هذه المعطيات نستطيع القول بأن القرار الذي اتخذه الرئيس مسعود بارزاني لإجراء الاستفتاء كان قرار صحيحا وشجاعا ونقل القضية الكوردية الى مرحلة جديدة. ولولا تواطئ جناح من الإتحاد الوطني مع ايران والحشد الشعبي بقيادة الجنرال قاسم سليماني في 16 أوكتوبر 2017 لكان الأقليم في وضع آخر وكان التفاوض اليوم بين اربيل وبغداد على حدود كوردستان وليس على الموازنة والرواتب. وبهذا الطواطئ احرجنا اصدقائنا الغربيين والأمريكيين من تقديم يد العون لنا. ولو أن السياسة الخارجية الامريكية لا يحركها إلا مصالحها القومية وخاصة في منطقة الشرق الأوسط لكن اثبت الكورد وخاصة قوات البيشمركة أنها قوة فعالة على الارض والكل اعترف بشجاعتهم. ما جعل من أمريكا حليفا قويا للكورد خلال هذه الفترة.
ما يجري اليوم في الساحة العراقية لا يبشر بالخير والأمور تسير من سيئ الى اسوء خاصة بعد قرار البرلمان بإعادة الفرز اليدوي للأصوات هذا القرار أدخل العراق الى نفق مظلم يصعب الخروج منه بسهوله والعراق ماض الى ما لا يحمد عقباه.
وفي تصوري هذا مؤشر على عودة العراق إلى المربع الاول وهي إما الحرب الأهلية أو تقسيم العراق الى ثلاث دول. لأن ما يخطط له الخسرون خاصة هيئة رئاسة البرلمان الخاسرة سيجعل العراق في موقفا محرج محليا واقليما ودوليا. وان عملية العد والفرز ستؤدي الى تغيير النتائج ما يجعل القوائم الأخرى لا تقبل بالأمر وينفجر الوضع. وارجو أن لا يصل هذه الشرارة إلى كوردستان ايضا لانها ستتأثر سلبا لتداعيات هذا القرار ذلك لان خاسروا كزردستان قد تحالفوا مع الخاسرين الآخرين في العراق لتمرير هذا التعديل. وإن هذه العملية قد تؤدي الى تغيير النتائج في كوردستان ايضا خاصة في مدينة السليمانية ما يؤدي بالتالي الى عدم الاستقرار السياسي والدخول الى نفق مظلم في كوردستان ايضا. علما ان جميع ما قام به البرلمان هو مخالف للدستور لأن كل ما أقره البرلمان نتج عن الجلسة الاستثنائية. والجلسة الاستثنائية سبق وأن رفضتها المحكمة الإتحادية وبذلك كل ما بني على باطل فهو باطل.



#مهدي_أمين_ستوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستطيع تركيا وايران فرض الحصار الاقتصادي على كوردستان؟
- حركة التغيير (كوران) ...والدولة الكردية
- الاستفتاء بمنظور سياسي
- البي كي كي من كوردستان الكبرى الى كانتون سنجار
- هل صحيح أن نيجيرفان البارزاني فشل في سياسته النفطية؟
- البارزاني وكرسيّ السلطة..!!!
- الإستفتاء وإعلان الدولة..هل سيغير من الأمر شيء؟؟
- التحالف الاسلامي.. من أهدافه إقامة دولة الكردية !
- قرار... ممنوع التفكير في كوردستان؟؟!!
- خطورة تسليح السنة على كوردستان
- ما هو النظام الرئاسي ؟ وهل النظام السياسي في كوردستان رئاسي؟
- لماذا يخش الكورد من الحشد الشعبي؟
- هل نضحي بمصلحة كردستان من أجل نص دستوري؟


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مهدي أمين ستوني - العلاقة بين اربيل وبغداد الى اين ؟ بعد التعديل الأخير للبرلمان