أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المشكلة ليست فيمن يقاوم الاحتلال بل في الاحتلال ذاته















المزيد.....

المشكلة ليست فيمن يقاوم الاحتلال بل في الاحتلال ذاته


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 20:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالرغم مما شاب الحركة الوطنية الفلسطينية منذ بدايتها قبل مائة عام تقريبا مع هبة البراق 1929 وثورة القسام 1935 والثورة الكبرى 1936 مرورا بالثورة الفلسطينية المعاصرة منتصف الستينيات إلى مسيرات العودة والمواجهات على حدود غزة أخيرا ، من أوجه خلل في التخطيط الميداني وفي تحديد الأهداف وغياب استراتيجية وطنية جامعة ومحاولة بعض الأطراف توظيفها لأغراض حزبية وسلطوية ومن حالة عجز وتيه سياسي للطبقة السياسية ، إلا أنه وبالرغم من كل ذلك أكد الشعب الفلسطيني عن استعداده للعطاء والتضحية بلا حدود ، وكل أوجه النقد الداخلي أو التشكيك الخارجي لا تؤثر على حقيقة بات العالم يدركها وهي أن لا سلام واستقرار في المنطقة إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله .
مما لا شك فيه أنه لا يمكن اعتبار الصبر والصمود وترديد الأحزاب والقيادات لشعارات التمسك بالثوابت الوطنية وعدم التنازل الخ انجازا أو انتصارا بحد ذاته ، حيث من حق الشعب الفلسطيني بعد مائة عام من التصادم والمواجهات مع المشروع الصهيوني وسقوط مئات الآلاف من الشهداء وأضعافهم من الجرحى والمعتقلين بالإضافة إلى المعاناة في المخيمات والشتات ... من حقه أن يلمس انجازا ملموسا على الأرض وأقله دولة ولو في حدود ما تمنحه له الشرعية الدولية ، الأمر الذي يستدعي التساؤل عن مكمن الخلل : هل هو في عدالة القضية ؟ أم في غياب العدالة عند المنتظم الدولي الذي لا يستطيع أن ينفذ قراراته ويُنصف الشعب الفلسطيني ؟ أم في اختلال موازين القوى لصالح إسرائيل وتحالفاتها الدولية ؟ أم في النخب السياسية الفلسطينية التي قادت النظام السياسي الفلسطيني من الحاج أمين الحسيني إلى الرئيس محمود عباس ؟ أم في تضافر كل هذه العوامل ؟ وهل من مخرج من الواقع الراهن ؟ .
عدالة القضية وشرعية الحق الفلسطيني لا يقاسا بواقع النظام السياسي ونخبه ولا بالعجز والفشل في تحقيق الأهداف الوطنية ، ولا يقاسا أو يؤسَسا على موازين القوى الراهنة حيث الحرب سِجال وموازين القوى غير ثابتة ومقاييس النصر والهزيمة لا تُحتسب عسكريا فقط بل بمدى استمرار الشعب متمسكا بحقه ثابتا على مواقفه مستعدا للنضال من أجل استعادة هذا الحق .
نقول هذا ونحن نسمع كل يوم من يشكك بمسيرات العودة حتى كفكرة كما شككوا قبلها بجدوى انتفاضة الدهس والطعن في الضفة قبل عامين و بالانتفاضات السابقة وبالعمل الفدائي قبل ذلك وقبله بالحركة الوطنية قبل 1948 ، وهذا التشكيك ينطلق من الفرق الهائل في موازين القوى العسكرية بين إسرائيل القوة العسكرية الأولى في الشرق الأوسط وقدرات الشعب الفلسطيني الذي بقي وحيدا في مواجهة إسرائيل وتحالفها القوي مع واشنطن . هذا التشكيك للأسف لا ينطلق من الحرص على دماء الشعب الفلسطيني بل لممارسة كي الوعي عندهم بالزعم إن لا فائدة من مقاومة الاحتلال وأن على الفلسطينيين القبول بما يتم عرضه عليهم من حلول وتسويات وصفقة القرن آخرها .
لا شك أن موازين القوى العسكرية تميل لصالح إسرائيل ، ولكن في كل حروب التحرر الوطني كانت موازين القوى لصالح دولة الاحتلال ، كما أن موازين القوى لا تُحسب عسكريا فقط بل انسانيا وأخلاقيا وقانونيا ، وإن كانت إسرائيل متفوقة عسكريا اليوم فإنها في نظر العالم تخسر اخلاقيا من خلال حملات المقاطعة ضدها كما تخسر ورقة مهمة كانت تستقطب من خلال عطف وتأييد دول العالم وهي المظلومية والتميز الأخلاقي والإنساني التي كانت تروجها لنفسها ، حيث تحولت من الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط الداعية للسلام والاستقرار والتي يحيط بها عرب يرفضون السلام ويريدون رميها بالبحر كما كانت تقول إلى دولة احتلال عنصري وابارتهايد وترفض السلام وتمارس الإرهاب ضد الفلسطينيين وترفض الشرعية الدولية وقراراتها ، كما أنها وبكل ما لديها من قوة ودعم قوي من واشنطن لم تستطيع تجاهل حقيقة أن هناك 12 مليون فلسطيني نصفهم على أرضهم فلسطين ونصفهم الآخر في الشتات يطالبون بحق العودة ، فماذا هي فاعلة ؟ .
نعم ، يمكن إبداء كثير من الملاحظات والانتقادات بل وممارسة جلد الذات فيما يتعلق بكيفية تدبير الفلسطينيين لأمورهم الداخلية وإدارة الصراع سواء دبلوماسيا أو عسكريا أو من خلال مسيرات العودة الأخيرة ، ولكن ماذا يمكن للفلسطينيين فعله وقد مدوا ايديهم للسلام منذ ربع قرن دون تجاوب من تل أبيب وواشنطن ؟ ماذا يفعلون وقد مارسوا العمل المسلح كحق تمنحه لهم الشرعية الدولية فتم اتهامهم بالإرهاب ؟ ماذا يفعلون وإدارة ترامب تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتلتف على حق عودة اللاجئين وترفض الشرعية الدولية وقراراتها حول فلسطين وتهيئ المنطقة لتسوية تصفي القضية الفلسطينية ؟ ؟؟؟ .
بالرغم من كل ما يُؤخذ على المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني طوال مائة عام إلا أنه لولا نضال الشعب الفلسطيني وصموده ما استمرت القضية الفلسطينية حية إلى اليوم بالرغم من الاختلال الهائل في موازين القوى الذي يتحدث عنه المُحبطون والمشككون بالنضال الفلسطيني .
لولا نضال الشعب الفلسطيني ما بين صدور قرار بلفور 1919 وقرار التقسيم 1947 ما اعترفت الأمم المتحدة بحق الفلسطينيين في دولة ولو على نصف أراضي فلسطين و لكان تم تطبيق قرار وعد بلفور على كامل فلسطين . ولولا انتفاضة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة 1955 ضد مخطط توطين اللاجئين في سيناء – مشروع جونسون- والذي قبلت به مصر لتم تصفية القضية الفلسطينية حينها ، ولولا انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة منتصف الستينيات لتم مسح الهوية الوطنية الفلسطينية واستمر التعامل مع القضية الفلسطينية كقضية لاجئين ، ولولا الانتفاضة الاولى –انتفاضة الحجارة – لتم تصفية الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير بعد ما تم إخراجها من لبنان 1982 ، ولولا الانتفاضة الثانية عام 2000 ما اقتنع العالم باستحالة استمرار الفلسطينيين خاضعين للاحتلال وأن من حق الفلسطينيين أن يكون لهم دولتهم المستقلة ،ولولا انتفاضة القدس أو الانتفاضة الثالثة أو ما أُطلق عليها هبة الطعن والدهس لتم تهويد المسجد الأقصى و لكان وضع القدس والمقدسات أسوء مما هو عليه .
خلال كل هذه الانتفاضات والمواجهات حدثت أخطاء كثيرة ولولاها لكان حالنا أفضل ، ولكن مكمن الخلل وأساسه لا يكمن في الأخطاء الفلسطينية وأسلوب ممارستهم للمقاومة بل في خطيئة الاحتلال وفي المتخاذلين والمتواطئين من عرب ومسلمين . نفس الأمر اليوم مع مسيرات العودة ، الخلل الأساسي لا يكمن في كونها مقتصرة تقريبا على قطاع غزة وبدون استراتيجية وطنية تحدد آلياتها ومسارها وأهدافها ، ولا في كونها موجهة من طرف حماس ، بل الخلل في عدم تعميمها لتشمل الكل الفلسطيني ، وبالتالي بدلا من الطعن فيها وإحباط الشعب الثائر يجب البحث عن كيفية تطويرها وتصويب اعوجاجها واستنهاض الحالة الفلسطينية برمتها .
لو لم يتحرك الفلسطينيون بما هو متاح وممكن من وسائل كفاحية هل كانت إسرائيل ستنسحب من الأراضي المحتلة ، وهل كان العالم سيتحرك لإنصافهم ؟ ولو لم يتحرك فلسطينيو قطاع غزة رفضا للحصار وما يتم ممارسته ضدهم من تجويع وتفقير ممنهج لكسر جذوة الثورة والنضال عندهم هل كان العالم سيتحرك لرفع الحصار ؟ لا نعتقد ذلك ، وعليه فإن المشكلة لا تكمن في الثورات والهبات الفلسطينية بالرغم مما يصاحبها من تجاوزات وأخطاء بل في الاحتلال وفي تخاذل أنظمة عربية وإسلامية كانت مسئولة عن ضياع فلسطين ، والخلل أيضا في نخب وقيادات فلسطينية لم تكن في مستوى عظمة الشعب بل وتاجر بعضها بدماء الشعب ومعاناته .
هذه الأشكال من النضال إن لم تحقق الأهداف الوطنية فعلى الأقل ستبقي على جذوة النضال وستحفز الذاكرة الوطنية وتحافظ على حالة العداء مع الاحتلال وتذكير العالم بأن هناك شعب خاضع للاحتلال يجب مساعدته لينال استقلاله ، وخصوصا بعد وصول عملية التسوية لطريق مسدود والخطر الداهم الذي يهدد القضية من صفقة القرن ، ومن عنده حل أو خطة طريق غير الاستسلام لمشيئة العدو فليقدمها للشعب الفلسطيني .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب حزيران 1967 بين روايتين
- ضرورة الخروج من عبثية حوارات المصالحة إلى خطة انقاذ وطنية
- خلافة الرئيس أبو مازن بين القانون والسياسة
- دور تركيا وإيران في معادلة الشرق الأوسط الجديد
- الأمم المتحدة كشاهد زور
- النكبة : من هنا تبدأ القضية
- مستجدات متلازمة المال والسياسة في ظل العولمة
- بعد انتهاء دورة المجلس الوطني : تفاؤل حذر وتخوفات مشروعة
- حتى لا تتحول منظمة التحرير لحزب السلطة
- قضية القدس واستشكالات الديني والسياسي في فلسطين
- المجلس الوطني : إما التحرر من نهج أوسلو أو يفقد شرعيته
- على أية منظمة تحرير يتحدثون ويتصارعون ؟
- يدمرون سوريا ويتباكون على شعبها
- حتى لا تصبح (الدولة الوطنية) حالة افتراضية
- المال والسياسة في فلسطين
- صفقة القرن : تنفيذ من طرف واحد وليس تأجيل
- تدهور الوضع الأمني في غزة وصفقة القرن
- ما وراء دعوة واشنطن لمؤتمر لبحث الوضع الإنساني في غزة
- التضليل في التصريحات الرسمية حول المصالحة الفلسطينية
- الرهان على الذات الوطنية بعد فشل الرهان على الخارج


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - المشكلة ليست فيمن يقاوم الاحتلال بل في الاحتلال ذاته