أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمجد سيجري - تاريخ وتأصيل كلمة آمين















المزيد.....

تاريخ وتأصيل كلمة آمين


أمجد سيجري
كاتب وباحث

(Amjad Sijary)


الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 09:44
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في العربية " أمين " و اليونانية " Α---μ---ή---ν---" و اللاتينية " amen" و في العبرية " א---ָ---מ---ֵ---ן---" والمثير أنها كلها تقرأ بنفس الطريقة وتعطي نفس المعنى و هو " استجب لي" او " ليكن " اي انها ذات مصدر واحد اغلب الناس تقول ان مصدر هذه الكلمة عبري لكن هل هذه هي الحقيقة ؟ ؟ لنبدأ :

- اول استخدام معروف حتى الأن في ذات المعنى كان في النسخ القديمة من التناخ ومنه انتقل الى الكتاب المقدس holy bible وعن طريقه انتقلت للغة اليونانية ويقول البعض عن طريق الترجمة السبعونية كان الانتقال لليونانية ومنها للغة اللاتيتية ومنها لبقية اللغات الأوروبية اما الأنتقال للعربية على ما يبدو كان عن طريق المسيحيين العرب .

- بالنسبة للإستعمال الديني اليهودي للكلمة كان في القرن الرابع قبل الميلاد ثم انتقل هذا الإستخدام الليتورجي اليهودي الى المسيحية في الفترات الرسولية الاولى وكانت تستخدم في نهاية التراتيل والصلوات.

-اما في الإسلام فتعتبر احدى الاثار الإبيونية (نوع من المسيحية اليهودية ) في الاسلام والذي يمثل الإسلام السني اليوم ترافق هذا اللفظ مع سورة الفاتحة حتى ظن البعض انها جزء من السورة بالإضافة لترافقها مع الادعية اي بنفس المدلول اليهودي " استجب لي يا الله " وتم تأكيدها نقلا عن أبي هريرة حيث قال « إنّ رسول الله قال : إذا قال اﻹ---مام : غير المغضوب عليهم وﻻ--- الضالين ، فقولوا ، أمين ‏»
لكن جمهور الشيعة من المذهب الجعفري بمختلف أطيافة يرفضونها نقلاً عن حديث الإمام جعفر الصادق :
" إذا كنت خلف إمام فقرأ الحمد وفرغ منها ، فقل أنت : الحمد لله ربّ العالمين ، وﻻ--- تقل : أمين"

- وفي الهندوسية نجد مايقارب باختلاف بسيط كلمة " Aum " لكن استخدامها نفس استخدام الإبراهيميات فتستعمل قبل وبعد تلاوة نصوص الفيدا.

- لنبتعد قليلاً عن ماهو معروف ولنحاول ان نبحث قليلاً في جذور هذا التعليم او الطلب او الاستجداء من القوة الخفية لتحقيق التمني او ماطُلب .
- بالعودة لمصر القديمة نجد ما يقارب اللفظ وهو اسم الإله امون او " أمِن-رع " فيما بعد .

-أمون مُوجد ذاته بذاته ، مُكتفي بذاته، كان لاهوتاً خفياً غير محسوس او مدرك يتجدد بذاته ويخلق ذاته بذاته لذلك تم تمثيله بالأفعى.

في مرحلة لاحقة تم توحيده مع رَع إله الشمس، بذلك أصبح آمون جلياً للخلق وبذلك كان" آمن رع" و قد جمع النقيضين اﻹ---لهيين في الإقنومين :
-الإقنوم الأول : فهو بصفته آمون كان خفيا وغامضا ومنفصﻼ--- عن العالم.
- الإقنوم الثاني :بصفته رع كان جليا وظاهراً ومانحاً للحياة اليومية .

اما الإقنوم الثالث :كان بتاح هو الربوة المقدسة، وبكلمته بدأ الوجود، اعتُبر إله الحرفيين، وخصوصا الحرف الحجرية. وليس موضوعنا الان .

اذاً كلمة أمين هي نوع من تقديس الشمس كونها المحرك الأساسي للعمليات الحيوية و مصدر الحياة ومصدر نضج المحاصيل في المناطق الزراعية لذلك تم تقديسها بطريقة او بآخرى لذلك كان في نهاية كل اسجداء يُقال " أمين " يقول احمد صبحي منصور ان في احدى مقالاته:
" كان المصرين حتى وقت قريب كانو يغنون " امونا امونا" وهو دعاء للإله امون قد ورثوه من اجدادهم " .
في الحقيقة أجد ما يقارب كلامه في سفر نحميا في اﻻ---صحاح 8 :
6 ‏- وَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ : آمِينَ، آمِينَ ! رَافِعِينَ أَيْدِيَهُمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى اﻷ---َرْضِ ‏.

فليس خفياً على احد التأثر اليهودي بالديانة المصرية القديمة واعجابهم الشديد بها فاخذوا هذه الكلمة كنوع من الدعاء وادخلوها ديانتهم و ورثها عنهم المسيحيون ومن بعدهم المسلمين .

لكن المثير كما اسلفت ان قسم كبير من المسلمين يرفضون كلمة "أمين" لكن المسيحية اصبحت جزأً هاماً من صلواتها وادعيتها.....
بإعتقادي يوجد سبب ما غير المعروف في عدم رفض يسوع للناموس والتاكيد على انه جاء ليكمل.
كرأي شخصي يوجد سبب اخر يتعلق بمرحلة ما بعد نيقية وقانون الايمان المسيحي وعلاقته بالألهة الشمسية :
-----------------------------------

-بالعودة لأمون الأب و رع الإبن اله الشمس كما اسلفنا انهم أقنومين نلاحظ انها تقارب الفكرة المسيحية ( الاب والأبن ) لكن السؤال ما علاقة يسوع بالشمس حتى نسقط الاله رع على يسوع؟
طبعاً تناولت الكثير من المقالات بهذا الخصوص وعلاقة المسيح بالالهة الشمسية واحياء عبادة الشمس في يسوع لكن لا ضرر بتقديم ملخص في هذه المقالة ارجو القراءة بتروي :

- نلاحظ دعوة الأب الله للإبن المسيح تمت من مصر حيث يظهر ملاك الرب ليوسف يطلب منه السفر لمصر واخذ يسوع وامه هرباً من بطش هيردوس في تناص جميل مع قصة موسى فنقرأ في متى الاصحاح 2:

14 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْﻼ---ً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ
.15 وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ : ‏« مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي ‏»

- تولد الشمس وتبدأ حركتها في دائرة البروج في برج العذراء وهو ذاته بيت لحم "بيت الخبز " لحم كلمة ارامية تعني الخبز كما نعرف كانت العذراء في اغلب التمثيلات البرجية تمسك القمح او السنبلة لذلك كان يسمى أيضاً برج السنبلة لذلك كان بيت لحم تمثيل للسماأ في برج العذراء وليس المدينة التي على الأرض !

- في 22 كانون الأول توجد الشمس في كوكبة الصليب "كروس" النجمية فتبقى ثلاثة أيام ثابتة في كوكبة الصليب اي انها تصلب ثم تكون القيامة في 25 كانون الاول اي القيامة بعد ثلاثة أيام وكانها تولد من جديد حيث يبدأ النهار بالزيادة مقابل الليل والذي يعد انتصار للشمس لذلك يعتبر ميلاد جديد للمسيح الشمسي.

- تدخل الشمس برج الدلو في في شهر شباط وهي عملية التعميد ليسوع ومعروف شهر شباط بغزارته المائية في مناطقنا.

- فتدخل الشمس برج الحوت "السمكة" في آذار ونجد ما يقارب ان المسيح بعد التعميد والقاء القبض على يوحنا ويختار الصيادان سمعان واندراوس ويصبحان من تلاميذه فنقرأ في انجيل متى 2 :
"أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ : سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ ، وَ أَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن فَقَالَ لَهُمَا : ‏« هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ ‏» . "

- وفي نيسان تدخل الشمس برج الحمل ويصبح المسيح حمل الرب ويصعد إليه وتكون الإحتفال بعيد الفصح او عيد القيامة بقيامته يسوع من بين الأموات في أول يوم أحد بعد بدر الربيع ويوم الأحد هو يوم شمس " الأحد sun day " مع ملاحظة ان هذا اليوم يكون بعد الإعتدال الربيعي حيث يبدأ بعد نقطة الإعتدال تفوق النهار على الليل وهو تمثيل لانتصار الشمس .



#أمجد_سيجري (هاشتاغ)       Amjad_Sijary#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق الشام تأصيل الأسم (Etymology)
- أدبا و أدم وحكاية الخروج من أرض الخلود
- عبادة و تقديس الأحجار
- تاريخ وفلسفة الصفر
- الحج التدمري
- عفواً كولومبوس
- هل سوريا رحم الإسلام ؟ قصي بين التراث والأركيولوجيا
- المستشار باي السوري - أم النبي يوسف ؟
- صلاح الدين المجرم المقدس (4) - خفايا حروبه مع الصليبيين
- صلاح الدين المجرم المقدس (3)
- صلاح الدين المجرم المقدس (2)
- صلاح الدين المجرم المقدس (1)
- لغة الرموز السرية
- سميراميس تاريخ يعبق بالأسطورة
- ألواح إيبلا ألغاز وأسرار
- إنجيل محمد
- فتح القدس .... في المصادر الغير الإسلامية
- في الإسلام المبكر - العرب المستعربة نظرة جديدة
- الأوروبوروس واللانهاية


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أمجد سيجري - تاريخ وتأصيل كلمة آمين