أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غسان صابور - رسالة رد إلى الفنان السوري نزار صابور














المزيد.....

رسالة رد إلى الفنان السوري نزار صابور


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 14:56
المحور: سيرة ذاتية
    


رسالة ــ رد إلى الفنان السوري نــزار صــابــور
كتب الفنان السوري والأستاذ بكلية الفنون بدمشق ما يلي :
(وكأنهم كانوا هنا...
عدت الى منزل اللاذقية بعد غياب عدة أشهر
كل شيء كان بانتظاري .
أدوات المطبخ .. و فنجان القهوة على الطاولة .. سجائر زوجتي ...
شاشة التلفزيون الكبيرة ..و أجهزة التحكم ..
هنا ..كان فرح ينام ، بعد عودته من الخدمة العسكرية ، و هنا...كرم حين عودته من دراسته من دمشق ، و هنا ...زين ،و هنا سهراتهم مع الأصدقاء .
هنا.. غرفة المرسم ،و الكتب منتظرة من ينهي قراءتها ، و هناك .. طاولة الكوي.. و غرفة الغسيل و ثياب الجميع .
هنا..شهاداتي و شهادات الأولاد فوق رفوف الخزائن .. الممتلئة بالأوراق الرسمية ...و فواتير الهاتف و الكهرباء و الماء .
و كل شيء .. كل شيء كان ينتظر أهله ..أصحابه .
انه منزلنا ...سورية .)
وهذا ردي إليه :
تعرفت عليك منذ حوالي ربع قرن, عندما أقمت لك معرضا للوحاتك الأيقونية بمدينة ليون.. بقصر بوندي Palais de Bondy الذي يستقبل عادة أشهر رسامي العالم.. عندما كنت مسؤولا عن الرابطة الثقافية الفرنسية السورية.. وبمساعدة السلطات والهيئات الثقافية المحلية والمركزية.. وعرفت بعدها لوحاتك بالعالم كله.. وكنت أتابع أخبارك ولوحاتك وكتاباتك المختصرة... وشهرتك محليا وعربيا.. وأحيانا عالميا... رغم أنك لم تذكر ولا مرة واحدة مدينة ليون.. بأية مقابلة دعائية تواجهت معها... لم أعاتبك ولا مرة واحدة عن هذا النسيان.. لأنني أعرف طبيعة الفنانين.. عندما يرتقون بعالم الشهرة...
ولكنني هذه المرة.. لما قرأت ما كتبت على صفحتك الفيسبوكية إلى مدينة اللاذقية.. هذه المدينة التي ولدنا أنت وأنا فيها.. كأنك تعود من غياب برحلة عادية لتطييب المزاج... توقفت عجبا.. توقفت اندهاشا مغموسا بكثير من الاستغراب الصامت وعدم الموافقة من غرابة كلماتك.. متحدثا عن بيتك وعائلتك الشخصية.. كأنما اللاذقية نامت بخدر عجيب كل ثمانية سنوات الحرب التي عاشتها سوريا.. وما زالت تعيشها.. وكأنما لم يتغير أي شيء بجسدها.. بعمرها.. بــآمــال ربيعها... وكل شيء "تمام.. تمام.. يا خالتي"!!!...
صعقت.. صعقت لكلماتك الموزونة.. كأنها صادرة من موظف صغير مسؤول بوزارة الإعلام السورية متخصص بإعلانات الإنتصار... كأنما اللاذقية لم تتغير.. وأنها ما تزال المدينة الفينيقية السياحية الربيعية الجميلة المعروفة التي عرفناها أنت وأنا.. أيام طفولتنا وفتوتنا وشبابنا (رغم فارق السن بيننا).. وكأنها لا تكتظ بأكثر من مليوني مهاجر تائه داخلي...
عندما قرأت كلمات عودتك العادية المعسولة.. لم أفهمها.. أعدت قراءتها مرات ومرات.. وقلت مترددا : هذا ليس نـزار صـابـور الذي عرفته بمدينة ليون... ليس الفنان الذي يحترق محبة لوطنه ولبلده وشعبه.. يعود لبلده كأنه كان برحلة سياحية بجزيرة جميلة له وحده.. يرسم ما يشاء من اللوحات الغالية المطلوبة من رغبات مليارديرية بورجوازية منتفخة... لا يرى فيها كل ما تهدم وتفجر.. وما مات وجرح.. أو هــرب من الموت وهــاجــر... كأنما نزار صابور الفنان الهادئ الرائع.. كان في جنة.. وعاد إلى جنة!!!.....
عرفت كتاباتك.. عندما كنت إنسانا كاملا وفنانا عاديا.. من قلب هذا الشعب.. أكثر التصاقا بالحقيقة ومرارتها.. نــعــم ومراراتها.. وشدتها.. ورغباتها... فهل غيرتك الشهرة والوظيفة ووجودك بالعاصمة قرب أهرامات السلطة وأمانها.. فأبعدتك عن حقيقة مرارة ما عاشه هذا البلد.. وما زالت.. من مرارة وخوف وموت.. دون أن ننسى كل ما هدم وخرب وتفجر... غالب المدن مهجورة.. مهجرة.. سكانها فقراء محرومون من أبسط حاجات الحياة.. رغم كل الخطابات الانتصارية العنترية...
رأيت لك بعض اللوحات الحزينة.. ولكنها كانت دوما غامضة.. بلا تعريف ولا تفسير ولا أية مسؤولية.. كنت دوما باق بأبراج الغموض والشهرة.. وحتى كلماتك اليوم تبقى ــ بنظري واعتقادي ــ مغلفة بالغموض والشهرة... بعيدة عن مشاعر الفنان وأحاسيس الفنان الذي يعيش ألم وطنه وشعب وطنه.. ولو كان بعيدا عنه آلاف الكيلومترات... ولهذا أكتب إليك شخصيا.. آملا استطاعة عرضك بقصر بوندي بمدينة ليون من جديد.. لــيــون LYON التي ما زالت تتذكرك.. وتسأل عنك وكيف أصبحت... آمــل أن يعود نــزار إلى بداية البدايات.. عندما كانت هناك داخل الإنسان كل الحقيقة.. أو حتى بعض نــادر من بعض حقيقة...
لن أعتذر عن قساوة كلماتي... لأنني لم أجد أي بديل ــ ديبلوماسي ــ لحقيقة واقعنا... ولكلماتك... واحتراما لذكرياتنا المشتركة العتيقة.....
وحتى نلتقي.......
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة (قصيرة) إلى صديقي سامي عشي...
- NEF ... الحجاب.. واليسار.. بفرنسا.. مشكلة...
- دفاعا عن طارق رمضان...
- الشرف العربي... قصة عتيقة مشوشة...
- العالم غابات... غابات ذئاب!!!...
- أين هم؟... وأين نحن؟... نكسة إثر نكسة!!!...
- لا تسألوا عن العدالة الإنسانية...
- أنا ... وأيار MAI 68
- الرسالة الأمريكية... ودرس الحرب الماكروني...
- وعن الإعلام الغربي...تحية شخصية من ملحد للبابا... وهامش واقع ...
- رسالة إلى صديقة من هنا وهناك...
- ثورة غضب مخنوقة...
- حكاية.. سيرة ذاتية... وهامش كالعادة...
- رسالة لصديقتي آرليت Arlette الدمشقية...
- ضحايا إضافية للإرهاب.. بفرنسا.. لمتى؟؟؟!!!...
- الرأي العام...
- ما بين عفرين السورية.. والغوطة السورية... أيضا...
- رأي شخصي جدا...
- الانتخابات النيابية اللبنانية...
- نعم... لا يمكن أن ننسى...


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - غسان صابور - رسالة رد إلى الفنان السوري نزار صابور