أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - تدمير الفرد ثم الدول ذاتيا














المزيد.....

تدمير الفرد ثم الدول ذاتيا


داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 14:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ابعاد الشعب عن ممارسة حقه في إدارة الشأن العام وجعل إبتعاده او عودته مشكلة كبيرة
فالابتعاد يخلق حواجز بالمقاومة لكل عائد لممارسة حقه وتشويهه ومقاومة لأي طرح للتغيير وإعتبار محور المشكلة هي محاولة تغيير وتطوير الأنظمة المتخلفة سلميا وجذريا امر مدمر للدول رغم أن ذلك هو أساس وجوهر الحل والتقدم والتطور

المبتعد من أبرز سماته الخوف من التغيير والثقة العمياء في السلطة و الأنامالية والتقليد السهل لدوائره الضيقة وهي مجموعات المصالح

والمبتعد العائد للظهور بغرض رفض تحديث النظام نوعان اما لحماية السلطة لتشابك المصالح معها او منع التغيير لتشابك مصلحته مع الجمود

اتحاد السلطة المطلقة ومجموعات المصالح والأنامالية الضيقة لا يحقق غير إستمرار السقوط وان الصعود سيكون بالثمن الباهظ دائما وغير مجدي في حالات كثيرة ويكرر الخداع بالشعارات وتجارب اعادة اختراع العجلة بعد تدمير ذاتي وكأن المشكلة في طريقة التطوير المتبعة وليس في النظام الذي يحولها لشكل بلا جوهر لأنه حريص علي عدم التغيير الجوهري والأساسي وحريص علي إبقاء هرم السلطة ومكتسباته محمي من التحديث في كل دوائر الواقع وحلقاته التي تشتمل طول الوقت علي طرف قوي وطرف ضعيف وعدم ايجاد منظومة تصنع توازن وصالح عام ومصالح مشتركة وفردية وعمل جماعي

بشكلية المشاركة الشعبية ومركزية السلطة وجدية الحفاظ علي الجمود يكون الشأن العام خطر إما نخافه او لا نثق في من يعمل به سواء سلطات او معارضة او مجتمع مدني تنموي وحقوي او نكون عنصر هدم وتدمير لقيمته ولذاتنا لاننا نرفض أشخاصه او توجهاته

لا تستقيم السلطات بتغييب المحكومين
ولا تتزن المنظومة بتمييز الأقوياء
ولا يتطور الواقع بأحادية فوقية وجمود
ولا ينصلح الحال بمنع التنافس
يفسد الواقع من عدم التنوع ويفسد الإنسان من ضياع الحقوق البسيطة وبالتالي الوعي بها و يصبح طرق اعادتها مغلق ويستبدل بقالب مألوف لفساد متجدد تراكمي تقليدي ولا يجدي إصلاحه بالقانون المهلهل فالواقع المركزي المقاوم للتطور يطغي فيه العُرف والتحايل علي فكرة تطبيق وسريان القانون للجميع وبالتالي يكون هو ذاته نظام وضد الأمان وضد الصالح العام بالرغم من ظاهره المتشدد المحافظ فهو دائما يردد الصالح العام كشكل وباطنه ومفهومه المعروف ضمنيا هو التمسك بالقديم والسلطة المطلقة وبالتالي النتيجة التأخر والفساد المطلق

فالفاسد يظهر في العلن الطاعة والطهارة وفي الخفاء يسرق حقوق البعض بعيد عن السلطة او حقوق الجميع مع السلطة

من المألوف في السلطة المطلقة التوجيه للسلوك العام بخلط بين السلطة والصالح العام مع ان الصالح العام هو لصالح الفرد في الاساس وليس تمييز السلطة
فنجد الفرد البسيط يعيش يحافظ علي النظام مطلق السلطة ويري مزايا في منع الحريات ويزيد من القيود المفروضة عليه ويراها هي سبب استقراره وبقاءه ولولاها لضاع الواقع حيث يراه الافضل فينشغل برصد عيوب الأخر ولا يري عيوبه ومن يشبهه وهو حد ليس مستغرب
والأخطر من ذلك يتعود ان لا يستطيع ان يري ميزاته ولا ميزات غيره
ولا ينتهي لهذا الحد بل يتطور ليعجز عن ايجاد اي حل لمشاكل واقعه لتراكم طبقات الإنكار والتبرير والخرافات والأوهام فوق الواقع عام و خاص
وتستدعي الإجابات المعلبة والثوابت والشعارات بدل الأسئلة والمبادئ والمنطق والإنسان

العقل المبتعد لا يري غير جانب جماليات الماضي وسلطته وغلبته في الواقع ومصلحته الأنامالية المؤقتة لدرجة انه وهو كطرف اضعف في معادلة الحاضر والسلطة والمصلحة يأخذ طرف المقاوم للتجديد الحداثي والمدافع عن ميزات قيده ويكون بذلك هو اداة وسلاح منع التحديث والتطور رغم انه الاحوج لذلك فصعب ادراكه للقيم العامة وأهميتها في تنظيم ورقي الحياة وأن الحقوق والحريات لا تنتقص منه شئ بل تضيف لحق الضعيف لأنها توزع بعدالة لتحقق المساواة وبها إمكانية التعديل لصالح تقليل الفجوة في الصراع والتنافس الدائم بين المتناقضات وخلق نظام متزن ومتوازن
الجمود والإنغلاق الذي يحيط بالواقع المبتعد يمنع الصراع والتنافس بين اي طرفين في الواقع ويحيل الحل لتمكين الغلبة والسيطرة فتضيع الحقوق والحريات ويزيف جوهرها أوقات الخطر لتقليلها لصالح السلطة والأقوي وعلي الطرف الأضعف التنازل عن حقوقه والتحايل لنيلها والإعلان والتظاهر بعظمه الواقع وإلقاء الكبار التهم والمسئولية والسببية علي الصغار من الطفل المرأة المريض المسن المعوق الاقليات الفقراء الاقل تعليم
ويشوه المنطق البديهي أن الحقوق ليست تبرعات وهبات

التدمير الذاتي هو نشر الجهل العام بالحقوق وتفضيل الأنامالية والإبتعاد عن الشأن العام لصالح تمكين السلطة وإبقاء مجموعات المصالح كأذرع للسلطة المطلقة وضد الصالح العام ويكون الفرد فيها أداة وسلاح لمقاومة التطور والتحديث ومدافع عن أغلاله المحكوم بها من دكتاتورية وإحتكارية ضد اعداءه وغيبيات امتلاك أدوات الجنة والنار

وعليه ان يعيش في وهم مؤقت من استقرار وامن وليس امان فهو لا يأمن تجبر السلطة وتوسع الفساد حتي عجز عن إدراكه فيردد ما تقوله السلطة ويتفق مع مصلحته لأن الواقع لا يستند لحقوق راسخة عامة ويحيل المستقبل لليقين في عدالة السماء والآخرة بترديد أن الجمود ثبات علي الحقيقة والحق



#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم مزايا الإستبداد
- وهم مزايا الإستبداد!!!
- عقلية منظومة المحافظ والإصلاحي والديمقراطي
- مركزية .. تبعية .. تقزيم ..
- جبل الفساد التراكمي
- شعوب خام وشعوب ناضجة
- دائرة الإصلاح الديني الجهنمية
- التعليم المصري عقبة بن نافع وتاريخ الخلافة
- من أكثر كذب وقذارة الدول المتقدمة أم المتخلفة؟
- جمهوريتنا إمتداد من الخلافة العربية الإسلامية
- التشوه الإنساني في العالم الثالث
- فخ السلطة الدينية وتجديد الإرهاب الديني
- القتل الديني
- جربت أن ...
- بين التعليم المرفوض المفروض والمرجو
- الموت الديني الإكلينكي
- أفلام علقت بالواقع
- الأديان الإبراهيمية والتاريخ والقتل
- برقيات للعام الإقتصادي من هنا وهناك
- لا خوف من الفشل


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - تدمير الفرد ثم الدول ذاتيا