أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - وليد خليفة هداوي الخولاني - التجاوز على ارصفة الشوارع والامن الاجتماعي















المزيد.....

التجاوز على ارصفة الشوارع والامن الاجتماعي


وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)


الحوار المتمدن-العدد: 5893 - 2018 / 6 / 4 - 22:52
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


في مدينة بغداد ،عاصمة الرشيد ، غالبا ما تجد نفسك تسير في نهر الشارع (كما يسميه رجال المرور) والمقصود به (الجزء من الشارع المخصص لمسير السيارات )، اما رصيف الشارع فهو المكان المخصص لسير الافراد، وعلى الرغم من ان عرضه لا يقل عن 10 -15مترا في الاحياء الراقية كما هو موضوع في التصميم الاساسي في احياء اليرموك والمأمون وغيرها، ذلك الرصيف اختفى ولم يبقى منه الا مترا واحدا او اقل او اكثر بقليل ، اما المساحة الباقية فقد تجاوز عليها اصحاب الدور غي الكثير من الشوارع. العجيب في الامر ان هنالك جشعا ما بعده جشع ، فأن من ترك لهم اباءهم ارثا متمثلا بدار سكن تصل مساحته في مناطق مثل المنصور او المأمون او اليرموك الى 400 مترا مربع (بمبلغ يتجاوز المليار دينار ) لم يكتف بذلك بل أضاف له المساحة من الرصيف الواقعة امام واجهه داره ووضع عليها سياج من الحديد او من الالمنيوم ليضمها لداره(وكأنها طابو وملك صرف باسمه) ان سكت عنه موظف البلدية او الأمانة فقطعا لن يسكت عنه الله متناسيا حديث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم )" اعبد الله كأنك تراه فأن لم تكن تراه فانه يراك". ايها المتجاوزون اتعرفون ماهي دوركم بعد الموت قبورا ذات لحد سعته (شبر واربع اصابع). وخير ما قال في ذلك الشاعر :
لا دار للمرء بعد الموت يسكنهـــــــــا إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فان بناها بخير طاب مسكنهــــــــــــــا وان بناها بشر, خاب بانيهـــا
اموالنا لذوي الوراث نجمعهـــــــــــــا ودورنا لخراب الدهر نبنيهـــا
اعمل لدار, غدا رضوان خادمهـــــــا والجار احمد والرحمن منشيها
من يشترى الدار في الفردوس يعمرها بركعة في ظلام الليل يحيها
ولي في هذا الموضوع النقاط الاتية :
1- ان السير في نهر الشارع يعرض المشاة للدهس بواسطة السيارات ، ولا تتوفر لدي احصائية عن عدد من قتلوا دهسا بها او تأذوا نتيجتها .يقول الله تعالى في الآية(32) من سورة المائدة "مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا "، فمن يتحمل مسؤولية انسان يمشي وسط الشارع نتيجة عدم وجود رصيف فيدهس ويموت .
2- بدأ البعض من المتجاوزين تقسيم دورهم الى عدة اقسام (دور وشقق) وبغرف صغيرة بإيجار عال مستفيدين من الرصيف المتبقي كمحل لوقوف سيارات المستأجرين دافعين المشاة الى نهر الشارع .
3- اخرين حددوا المساحات الكائنة امام دورهم بالأشجار والاسيجة وجعلوا منها حدائق داخلية يضعون فيها الكراسي للجلوس فوق ارض متجاوز عليها .
4- اصحاب المحلات هم الاخرين يعرضون بضاعتهم على الرصيف ويدفعون بالمارة الى السير في نهر الشارع حيث طريق السيارات واحتمال التعرض لحوادث الدهس والايذاء وارد .
5- توجد مساحات خضراء في الكثير من الاحياء السكنية استغلت من البعض ككراجات للشاحنات والسيارات الكبيرة ، وتقوم بزيادة التلوث ورمي الدهون والاطارات التالفة بدلا من حدائق للزهور تتوسطها وسائل العاب للأطفال يلعب فيها الاطفال. وهذا تجاوز صريح على اراضي الدولة .
6- ان اغفلت الدولة لسبب ما حسابهم عن تجاوزهم ؟الم يقرا هؤلاء الناس احاديث الرسول (ص) عن اماطة الاذى عن الطريق فيعتبروا ؟ الا يخشون الله ؟ الا يستحون من رسوله وماذا سيقولون لله ورسوله بعد مغادرة الحياة الدنيا حيث يقول الله تعالى في سورة لقمان الاية (16)" يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ"
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَخَذَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ" وفي رواية لمسلم: "لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ" وروى مسلم في صحيحه من حديث أَبِي بَرْزَةَ قَالَ: قُلتُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيئًا أَنتَفِعُ بِهِ؟ قَالَ: "اعْزِلِ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ".وإماطة الأذى عن الطريق من الإيمان. روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ" .فيا ايها المتجاوزون على الارصفة وهي طرق اعدت للمشاة ماذا ستقولون لربكم يوم تعرضون على الديان .
7- لماذا يلاحق موظفو البلدية المتجاوزين على الارصفة من الباعة المتجولون ويتركون المتجاوزين من اصحاب الدور السكنية، هل يعني ذلك ان هذا التجاوز مشروعا.
8- المسؤولية والوظيفة تكليف وليست تشريف فعلى من يستلم مسؤولية في الدولة ان يعلم انها امانة وان عليه ان يؤديها كل حسب اختصاصه(ووفقا للقسم الذي اداه) وبالنسبة للمسؤول عن ازالة التجاوزات على الارصفة والطرق(المسؤول الاعلى ) ان ينزل الى الشارع ويشارك موظفيه في ازالة التجاوزات عن الارصفة. فان الوظيفة بمفهومي هي خدمة مقابل اجر (راتب شهري ) يشترك فيها العامل والمدير العام . الشعب مصدر السلطات اختار اشخاصا وفقا لشروط ومواصفات محددة اسماهم بالموظفين ورجال الامن لخدمته مقابل اجور شهرية فهم موظفون عند الشعب وليس (اسيادا عليه ) فالشعب هو السيد وهو صاحب المال ، لذا لا يحق لأي موظف التطاول على من كلفه بخدمته او التكاسل في اداء واجبه او التعالي عليه ، ويقول رسول الله (ص) "ما من عبد يسترعيه اللَّه رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرّم اللَّه عليه الجنة" وفي رواية لمسلم: (ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم، وينصح لهم، إلا لم يدخل الجنة).
9- وفي النهاية لقد بينا مخالفة اصحاب الاملاك وتجاوزهم ، وبينا السكوت عن تجاوزاتهم، عدا ما نراه من منع التجاوز على الارصفة في الاسواق فقط ، وفي الوقت الذي نشيد برفع التجاوزات تلك، فان الدعوة قائمة لرفع كل التجاوزات من اجل ان تكون المدينة ذات مظهر حضاري وان يسير المواطن على الارصفة بأمان وان يوضع حدا لتجاوزات الجشعين ، كل ذلك من اجل اعادة الحياة لبغداد ، واصلاح الحياة فيها ، اليس من حق المواطن العراقي ان يعيش في بيئة آمنة ،ينعم فيها بالراحة والاطمئنان ،مقابل ما يدفع من مليارات الدنانير كرواتب للموظفين والمسؤولين ،جزى الله من عمل خيرا وخدم مخلصا قاصد وجه الله ورضاه.



#وليد_خليفة_هداوي_الخولاني (هاشتاغ)       Waleed_Khalefa_Hadawe#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقيدة الشرطية
- الانتخابات والمطر والتفاؤل
- مواصفات المرشح لانتخابات مجلس النواب العراقي للعام2018
- العوامل المؤثرة على التحقيق في الجرائم وتحقيق العدالة وضرورة ...
- المطر والجفاف ورحمة الله(وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ...
- المطر والجفاف ورحمة الله (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ ...
- السيرة الذاتية للكاتب
- السيطرات الوهمية على الطرق الخارجية والاخطار الامنية
- المستلزمات الامنية والاجتماعية لنجاح اعمار العراق
- اداء الواجب والاعتداءات والتهديدات والفصول العشائرية ومستقبل ...
- جيل قادة النصر
- مبادئ اساسية في ستراتيجية العراق الوطنية لعراق ما بعد داعش


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - وليد خليفة هداوي الخولاني - التجاوز على ارصفة الشوارع والامن الاجتماعي