أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - الزعيم ذو البعد الواحد














المزيد.....

الزعيم ذو البعد الواحد


مرتضى عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 18:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(كل ثلاثاء) (الزعيم ذو البعد الواحد)
الفكر ليس له وطن، ولا يمكن أن يظل حبيس الأرض أو البيئة التي أستنبتتهُ، بخلاف المروجين لنظرية الأفكار المستوردة والهدامة.
كان "الفيلسوف الألماني ماركوزة" قد وضع إصبعه على الجرح، الذي تعاني منه أوربا الطامحة إلى نمو وتقدم تبجح بهما الإيديولوجيون الرأسماليون، لكنهما أنتجا (إنساناً ذا بعد واحد) حيث إستبدلت دكتاتورية الفاشيين والنازيين، بدكتاتورية ناعمة، تستغل الإنسان، وتحوله إلى مجرد ترس في ماكنة الرأسمالية، بل أن الحياة برمتها تحولت إلى بقاء عامر بالأزمنة الميتة حسب تعبيره.
لو ظل "ماركوزة" حياً إلى الآن، ورأى، أو سمع، أو قرأ عن الزعماء العراقيين، لما تردد لحظة واحدة، في كتابة مؤلف جديد ربما يحمل نفس عنوان كتابه الشهير (الإنسان ذو البعد الواحد) مع تغيير بسيط، لا يزيد عن أستبدال كلمة الإنسان بـ (الزعيم ذو البعد الواحد) رغم اختلاف الميدان، وإنتقاله من التكنولوجيا وتنميط الإنسان، إلى التشبث بالسلطة وتحطيم الإنسان، وسوف يأخذه العجب، و يصاب بالذهول والحيرة، وهو يرى قادة سياسيين، أتخموا العراق بالمشاكل المستعصية، وبنو جبالاً من الخراب والدمار الشامل، طيلة الخمسة عشر سنة الماضية ومع ذلك ظلت عيونهم ترنو إلى السلطة، ولم تصب حتى بالقذى!
فهل يعقل أن كتلا متنفذة، وزعماء عباقرة في اللغف، وإمتهان كرامة العراقيين جميعاً.
حتى الذين يعدعوّن تمثيلهم مكوناتياً، وبعد أن عاقبهم الشعب العراقي في الانتخابات الأخيرة، تمهيداً للفظهم كما تلفظ النواة، مازالوا مصرّين إلى حد الغثيان، في السعي لتصدر المشهد السياسي، وتكوين الكتلة الأكبر، رغبة منهم في إعتلاء خيول الحكومة من جديد، والانطلاق بها نحو حفرة الطائفية واللصوصية، وتخريب ما بقي من الذات العراقية؟
على القوى العراقية التي أحيت الأمل، وبذلت جهوداً مضنية، لتعليق مشكاة لا يخبو ضؤوها في نهاية النفق، وفازت في الانتخابات وفي عدد الأصوات، أن لا يفارقها الذكاء في عزل هؤلاء الفاسدين، الذين لا يرى البعض منهم معاناة الشعب العراقي وماَسيه التي قل مثيلها في عالم اليوم، بل ينظر إلى خارج الحدود، ويفتح أذنيه على سعتيهما، ليسمع ما يريده الآخرون، ويسرع إلى تنفيذه، وان كان يتقاطع مع مصالح شعبه وبلده.
هناك فرصة تاريخية لتشكيل الكتلة الأكبر، وتأليف الحكومة العراقية الجديدة من القوى والقوائم والأحزاب المعتدلة، القادرة فعلاً على قطع الطريق لمن يريد العودة إلى المستنقع الآسن، وتماسيحه التي إبتلعت الأخضر واليابس.
ولا بأس من التساهل مع قوى تريد تبرئة ذمتها والتعويض عما فاتها، ولديها الاستعداد الكافي للعودة الى حضن الوطن، وتحقيق ما يصبو إليه العراقيون، وإن كان جزئياً، فالمرحلة تتطلب توحيد الجهود والطاقات، وتعزيز اللحمة الوطنية، على أساس برنامج واضح لا غموض ولا لبس فيه، يلبي في الأقل الحد الأدنى من طموح العراقيين، وفي ذات الوقت إبعاد من يجري في دمه الفساد والفشل، وإلحاق الأذى بالعراق شعباً ووطناً، ولا يستطيع أن يتغير أبدا.
السؤال الذي يتصدر كل الأسئلة الحارقة هو هل يتحقق الأمل ونعيش حياة أقرب إلى الآدمية؟ أم سيكون "الشيف" الأجنبي قادراً على أعادة إنتاج الطبخة المسمومة التي برع فيها سابقاً.



#مرتضى_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاسدون يشهرون إفلاسهم السياسي
- أية حكومة نريد؟
- العزوف وضعف الكفاءة سمتان بارزتان في الانتخابات
- السيرك الانتخابي يواصل عروضه الفاشلة
- المشاركة الواسعة في الانتخابات بوابة التغيير
- (مرشحو -السبيس-)
- ميثاق الشرف، هل يطبق بشرف؟
- شلال و الكفيشي
- فضيحة رياضية مدوية
- تدخل فظ في الشأن العراقي


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مرتضى عبد الحميد - الزعيم ذو البعد الواحد