أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - تسليع الشعارات الثورية














المزيد.....

تسليع الشعارات الثورية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5892 - 2018 / 6 / 3 - 17:10
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


( 1 ) ) فمهنة المثقف هي مهنة قوامها ان تخفي حقيقتها , اي كونها تشكل مهنة ومصلحة , او تعمل على تشكيل سلطة خاصة .وهكذا فالمثقف يزاول مهنته متلبسا عباءة الرسالة ,ويؤدي دوره تحت غطاء القداسة ,معتبرا انه يدافع عن القيم العليا ,متوهما انه ينطق باسم المشروعية ).
المفكر علي حرب
( 2): طرح ادوارد سعيد فكرة (المثقف المنفي) وهو الذي يلازمه الشعور بالغربة والهامشية . هذا الشعور بالعزلة والغربة يشمل الذين لايشعرون بالانتماء الى الوطن ولا يريدون التكيف مع ظروفهم . ان المثقف اذ يؤكد عزلته وغربته وهامشيته انما يتخلى عن مهمته كمدافع عن الحرية ,فالمثقف يفقد اهميته بقدر تكيفه مع الواقع , او بمجرد تحول مهمته الى مهنة تدر له دخلا ماليا مناسبا مع بعض الامتيازات .بينما تتميز اهمية المثقف في فرادته.

ان المثقف الذي يعمل لصالح احزاب سياسية وايديولوجية ويكتب في بعض الصحف يعمل على الترويج لسياسات هذه الاحزاب او الصحف مقابل ثمن مادي يفقد حريته ومرونته واستقلاله الفكري.من مشكلات الكثير من المثقفين والمؤدلجين هي صناعتهم للاوهام والتبشير بمشاريعهم الوهمية وبذلك نقدر ان نستعير مقولة ماركس (الدين افيون الشعوب ) مع بعض التحوير لتصبح :
( الاوهام افيون الشعوب ).

ان الكثير من الكتاب اليساريين الذين يكتبون كتابات طوباوية واحيانا عبثية او عدمية , تمتاز بفقر فكري ومعرفي تعكس الصراعات النفسية التي يعانون منها .انهم ينتسبون الى احزاب مقابل راتب محدد وليس للنضال .لقد انتهى زمن النضال وتحول هؤلاء الى موظفين يستلمون رواتبهم وامتيازاتهم مقابل الترويج لسياسة الحزب .وبذلك اصبح هؤلاء المثقفين واقعين تحت سطوة عبودية جديدة .

تجدهم يكتبون عن الحرية في حين انهم يعيشون في قفص وسجن فكري وايديولوجي محاطين بسياجات متعددة لا انفكاك منها . ان من يكتب مقابل ثمن لاحرية له , وكما يقول المفكر علي حرب في كتابه (اوهام النخبة ):
(من لاسلطة له ..لا حرية له ).هنالك اليوم الكثير من المثقفين واصحاب الاقلام الماجورة يقعون ضحايا لافكارهم .هذا النوع من المثقف الطوباوي والحالم او الايديولوجي يعيش في عالم الاوهام ولا يستطيع الحفاظ على استقلاليته , بعكس المثقف العضوي عند غرامشي .

ان مشكلة المثقف اليوم باتت مع افكاره هو , حيث اصبح المثقف جزء من المشكلة بالوعي الزائف الذي يحمله وبالجمود العقائدي وانغلاقه الفكري وانعزاله عن المجتمع .ان المثقف الايديولوجي يزداد انعزالا ويتفاجا باللامتوقع من الحوادث ويزداد بالتالي هامشية ان المثقف تحول الى ناطق باسم السلطة السياسية , او بقي على الهامش ولم يكن مثقفا عضويا .ان عزلة المثقف تفسره خطاباته غير الواقعية الحالمة والطوباوية واوهامه المرضية , واصبحت علاقة هؤلاء المثقفين بالواقع علاقة عقيمة وسلبية.

اسلمة الماركسية والشيوعية

من مظاهر تردي الفكر والسياسة العمل على اسلمة الماركسية والشيوعية بالدعوة والحديث عن الاقتصادالاسلامي ,والاشتراكية الاسلامية , والاغرب الدعوة الى ماركسية اسلامية . كما قام بعض المثقفين المتطرفين بتبني اسلوب عمل الجماعات اللصوصية من اجل السلب والنهب مثل الصعاليك والترويج الى دكتاتورية البروليتاريا والثورة العمالية والاشتراكية. اما المسكوت عنه في خطابهم فهو مصادرة املاك الاهالي واملاك الدولة للحصول على منازل لائقة بهم للسكن بدون ثمن .

اي انهم تبنوا لشعارات ثورية لتبرير السرقة , وان من لايملك منزلا من هؤلاء يعتبرونه من الحفاة .
ان المفكر والمثقف الذي لا يستطيع تغيير العالم فكريا بتجديدافكاره ,لن يستطيع القيام بالتغيير .انه يحاول تبرير فشله فقط .لذلك الفاشلون فقط والاحزاب الفاشلة لايظهر في وسطهم مفكرين .

هؤلاء المثقفين لايعلنون عن اهدافهم الحقيقية ,بل يقومون بعملية التفاف وتمويه واسعة وفق القاعدة التالية :
(اعطاء من لايستحق ..لمن لايملك )وهي قاعدة تقوم على السلب والنهب والفكر الشمولي واعطاء شرعية لمن لاشرعية له.اي اعطاء الشرعيةللسرقات باسم الشرعية الثورية والاشتراكية !
ا ن النيوليبرالية انتجت في المجتمعات الاستهلاكية المتخلفة والطرفية مثل المجتمع العراقي حركات لاتقوم على النضال بل على الرشوة على شكل رواتب ومكافات وامتيازات بديلا عن النضال .ان الخطاب غير المعلن لهؤلاء هو امتلاك مالا يستحقونه باسم الثورة البروليتارية والاشتراكية .

انهم فئات طفيلية من اشباه المثقفين ادعياء الحرية والغارقين في اوهامها . انهم يتقاضون رواتب بدلا من المناضلة حيث يتحولون في واقع الامر الى عبودية جديدة مودرن .انهم يرفعون الشعارات الكبيرة ويبشرون بمجتمع يحمل طابع القداسة والطهارة ويتحدثون عن زمن التحرير وبناء الاشتراكية والشيوعية ,في حين انهم فئات رثة عاطلة عن العمل على الاغلب تحاول الحصول على منافع مالية من الاخرين بحجة انهم فقراء .

ان اللاهوت السياسي الذي يمارسه ادعياء الشيوعية يهدف الى مصادرة الحريات ومصادرة التفكير وسحق الحرية الفردية والانعزال عن الاخرين وعدم التبادل والتحاور مع الاخرين وعدم القيام بعمل مننتج .انهم صعاليك في زمن النيوليبرالية في فضاءات رثة وهشة لصناعة الاوهام ,وبذلك يلتقي قسم من الشيوعيين مع المتدينيين من الاسلاميين وفق قاعدة :
(الاوهام افيون الشعوب )..



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تزوير نتائج الانتخابات واليسار العراقي
- بدايات ظهور الاسلام
- الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي
- محمد من مكة الى المدينة
- موقف العقيد محسن الرفيعي من اداء الضباط الاحرار
- بعض من اسرار حركة 14 تموز 1958
- بعض الخفايا عن حركة 14 تموز 1958
- الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية
- هوية الجندر والموضة
- هوية الانثى من الناحية الثقافية
- البحث في الهوية الانثوية
- اسماء اطلقت على العرب المسلمين
- علاقة الشعوب المقهورة بالاسلام
- هوت التحرير في خدمة الانسان
- الانحياز الى لاهوت الرجاء
- تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن
- العبودية تجدد نفسها
- صناعة المواطن والاعلام في الظرف الراهن
- دولة الجواري :شجرة الدر نموذجا
- توظيف الغلمان للمتعة


المزيد.....




- مصر.. الدولار يعاود الصعود أمام الجنيه وخبراء: بسبب التوترات ...
- من الخليج الى باكستان وأفغانستان.. مشاهد مروعة للدمار الذي أ ...
- هل أغلقت الجزائر -مطعم كنتاكي-؟
- دون معرفة متى وأين وكيف.. رد إسرائيلي مرتقب على الاستهداف ال ...
- إغلاق مطعم الشيف يوسف ابن الرقة بعد -فاحت ريحة البارود-
- -آلاف الأرواح فقدت في قذيفة واحدة-
- هل يمكن أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وإيران إلى حرب عالمية ثال ...
- العام العالمي للإبل - مسيرة للجمال قرب برج إيفل تثير جدلا في ...
- واشنطن ولندن تفرضان عقوبات على إيران تطال مصنعي مسيرات
- الفصل السابع والخمسون - د?يد


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - تسليع الشعارات الثورية