أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - انتصار الميالي - قصة حب .. اكبر من إن تختزل بزواج بين شخصين من مجتمعات مختلفة














المزيد.....

قصة حب .. اكبر من إن تختزل بزواج بين شخصين من مجتمعات مختلفة


انتصار الميالي

الحوار المتمدن-العدد: 5889 - 2018 / 5 / 31 - 16:55
المحور: المجتمع المدني
    


زواج ملكي ورسالة إنسانية ... وحديث الساعة ( لماذا هاري وميغان ) ؟؟!! حدث شغل الأوساط الإعلامية المحلية والدولية والعالمية وكل مواقع التواصل الاجتماعي وأثار استغراب البعض واستخفاف الأخر وحصل على الإعجاب من ملايين الملايين من البشر الذي يعنيهم أو لايعنيهم الأمر لكنه يبقى حدثا كبيرا على مستوى مملكة بريطانيا قبل أي مكان آخر.
لماذا الاستغراب من الحب الحقيقي الذي لا يحتاج إلى أي مقدمات أو مستويات أو لصفات معينة، هو شعور اكبر من ان يحدد أو يحتاج لمهارة خاصة، يكفيه ان يرتقي ويكسر كل التقاليد النمطية والتي يراها البعض مستحيلة في زمن بات الحب وسيلة لدى البعض لتبادل المصالح والاستغلال والسيطرة والذي لايمكن أن يوصف بأنه حب حقيقي بل هو حب مبني على أساس المنافع الذاتية والشخصية والأنانية.
الحب الحقيقي موجود لدى المرأة والرجل ويمكن ان لايكون لدى آخرين يشبهونهم خصوصاً من لايمتلكون القدرة على الحب الحقيقي الذي لا يحتاج للوصف ولايمكن ان يفسره حتى من يشعرون به ولو ببعض كلمات بسيطة ، هو ارتباط غير مشروط ولا ينصاع لأي قيود مهما كانت ولا تعكره الفروقات الثقافية والطبقية والاجتماعية، هو أحساس يجعل المتحابين يشعرون بالاكتفاء يبعضهم دون النظر لأي شيء حولهم لأنهم يرون كل شيء جميل.
الحب الحقيقي الذي كسر نمطية القصر الملكي البريطاني للمرة الثانية جسد مفاهيم كثيرة وعظيمة لازالت مجتمعات كثيرة تدعي بها لكنها لا تجروء حتى هذه اللحظة على الاعتراف بشكل عملي وملموس كما هو في البلدان الإسلامية وبلدان الشرق الأوسط التي تعاني من عقدة التمييز والفروقات والطبقية، ومن ابرز المفاهيم التي عبرت عنها قصة الحب بين هاري وميغان هي التسامح على الرغم من الاختلافات الطبقية والمكانة الاجتماعية لكن العائلة الملكية تقبلت الأمر وهو واقع لايمكن تجاهله أو الانفصال عنه ونحن ننادي بالتسامح ولا نجسده بدءا بأنفسنا، الحب الحقيقي يعني الوفاء اتجاه من منحه الحب رغم ان هناك الكثير من الأمور التي يتوقعها الشخص والتي قد تكون أفضل من الخيار الذي أمامه إلا ان الوفاء كان اكبر من كل المغريات المستقبلية المحتملة، بالإضافة إلى الاهتمام وهو الشعور باحتواء الروح التي تتملك الإنسان والتي تجعل المحب دوما يفكر في توفير الراحة والأمان والسعادة وربما يكون الاهتمام بأشياء بسيطة ربما تجسدها بالتواصل اليومي وحتى الحديث بين الناس بمن تحبه، أما المرأة أو الرجل الذي يعيشون قصة حب حقيقية لا يمكنهم التفكير بمقاييس للجمال فهو يراها أجمل نساء الكون وهي تراه الرجل الأوحد والأوسم على هذه الأرض ولا يعود يغريهما أي شيء آخر ، الحب الحقيقي لاياتي بالسعادة المطلقة ولا بالحياة التعيسة الصعبة والحب يبقى سر كبير لايمكن الشعور به إلا عندما يكون تفكيرنا الكبير وتركيزنا على النتائج النهائية رغم كل الصعوبات والمعوقات التي تصبح ضعيفة أمام شعورنا بالحب الحقيقي.
( هاري ) من الرجال الذي لايحملون إلا قلبا محبا ومتسامحا كذلك الأمر بالنسبة لميغان فكلاهما كانا يمتلكان الشعور المتبادل بالاكتفاء والراحة والرضا والانتماء لبعضهما وكم من التفاؤل الذي كان يحيط بهما ، أحبا بعضهما وكان رابط الحب يجمعهم حتى وضع هاري حداً لكل التصريحات التي وجهت الإساءة والمضايقة إلى ميغان باعترافه بهذه العلاقة رسمياً والتي اعتبرها علاقة جدية تكللت بالخطوبة ومن ثم الزواج الذي تناقلته كل الصحف والقنوات العالمية.
الزواج الملكي الذي شغل الجميع بكل ما يحيط به من علامات استفهام لاارى أي ضرورات لها لأنها مرة تكون صادرة من أوساط تعيش أوضاعا تقليدية بالية ومرة تكون صادرة من أناس يعشون حياة تافهة خالية من كل مقومات الحب، ولم ينتبه الكثير وربما نسبة كبيرة من المتابعين لهذا الحدث، إن العروسان هاري وميغان أعلنا عن قرارهما بعدم قبول أي هدايا عن زواجهما بل قدموا طلبا رسميا للناس الذي يودون تقديم الهدايا بتقديم التبرعات الخيرية إلى قائمة ضمت سبعة من الجمعيات الخيرية لايوجد أي ارتباط لهما بهذه الجمعيات وتم ترشيحها فقط للاستفادة من هذه التبرعات في الأعمال الإنسانية بدلا من أن تكون هدايا.
هذه الجمعيات التي اختارها هاري وميغان تهتم بمجموعة من القضايا المهمة تشمل الرياضة من أجل التغيير الاجتماعي ، وتمكين المرأة ، والبيئة والمحافظة عليها ، والتشرد ، مثل CHIVA ( جمعية الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية) والتي تدعم الجمعية الخيرية الصغيرة أكثر من 1000 من الشباب المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في المملكة المتحدة وأيرلندا، ومنظمة الأزمة وهي تعمل على المشردين وتأهيل الآلاف من الناس كل عام للمساعدة في إعادة بناء حياتهم، ومؤسسة مينا ماهيلا ومقرها في مومباي والتي تساعد في تمكين النساء من خلال توفير فرص عمل مستقرة وكسر الأنماط الثقافية ، كما تعلِّم الفتيات والنساء على المهارات الحياتية مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية والدفاع عن النفس، ومنظمة ( الجنود الصغار في سكوتي ) وتدعم المؤسسة الخيرية الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين أثناء خدمتهم في القوات المسلحة البريطانية.
بالإضافة إلى منظمة StreetGames والتي تستخدم الرياضة لمساعدة الشباب والمجتمعات لتصبح أكثر صحة وأكثر أمنا للعيش بسلام ، ومنظمة تدعى راكبو الأمواج في مواجهة مياه المجاري والتي تختص في الحفاظ على البيئة البحرية وحماية المحيطات والشواطئ والموجات والحياة البرية من التلوث، ومؤسسة الحياة البرية في المملكة المتحدة والتي يتم من خلال برامجها تعليم المراهقين الضعفاء من المجتمعات الحضرية حول فرص العمل في الأماكن البعيدة والمفتوحة والريفية.
أخيرا ... كل الأقاويل والأحاديث الجارية عن تكاليف الزواج الملكي ستكون لاشيء أمام قيمة الهدايا التي تم الإقرار رسميا بعدم استلامها وتحويلها إلى تبرعات تخدم اكبر شريحة ممكنة من الناس ومن خلال منظمات إنسانية ليس لها أي صلة رسمية بالعروسين ولا توجد بينهما أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة سوى الحب الحقيقي الذي غمر قلب العروسين ورسالتهم الإنسانية.



#انتصار_الميالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الشابة السودانية نورا حسين التي كانت تحلم بأن تكون معلم ...
- انتصار الميالي - كاتبة ومدافعة عن حقوق المرأة وعضو في سكرتار ...
- المؤسسة التعليمية وخرق الدستور وانتهاك حقوق الطفل والمرأة في ...
- مواسم النساء
- ياابنة العراق أنهضي .. نحو المؤتمر الثاني للنساء المدنيات
- نَوافذ
- ثورة نسوية
- انا والقشلة وكتاب محطات في حياتي
- اليوم العالمي للفتاة مناسبة لإنقاذ مستقبل الطفلات في الدول ا ...
- الرصيف
- عيد شهيد
- وثيقة العهر السياسي تضع العملية السياسية في مهب الريح
- مَدينةٌ أنا
- أنحتُ أسمك
- المرأة العراقية والتحرير وساحات التظاهر والاحتجاج
- تعال أليَّ
- الى من قلد ( حيدر) بالانسانية .... الى ابي مع التحية
- الى روح الشهيد ( عمار الشابندر )
- دوران
- مديحة البيرماني ..... امرأة حلية ومشروع انسانية يستحق التعمي ...


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - انتصار الميالي - قصة حب .. اكبر من إن تختزل بزواج بين شخصين من مجتمعات مختلفة