أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوهر يوحنان عوديش - كوتا لتدمير المسيحيين














المزيد.....

كوتا لتدمير المسيحيين


كوهر يوحنان عوديش

الحوار المتمدن-العدد: 5886 - 2018 / 5 / 28 - 11:51
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يقصد بالكوتا ( Quota ) تخصيص نسبة او حصة او عدد محدد من مقاعد الهيئات والمجالس المنتخبة مثل البرلمانات والمجالس البلدية لجنس او مكون او قومية معينة وذلك لضمان مشاركة تلك الجهة المعنية في التشريع وصناعة القرار، لان تلك الفئة او الطائفة او القومية او الجنس لن يتمكنوا من التمثيل المناسب في البرلمانات ومجالس البلديات بسبب قلة الاصوات التي يحصلون عليها بصورة اعتيادية لقلة عدد نفوسهم والتي تمنعهم من الحصول على مقاعد برلمانية، ومن هذا المنطلق خصصت للمكون المسيحي! باعتباره اقلية خمسة مقاعد في مجلس النواب العراقي ( البرلمان ) ومن قبله خصصت نفس المقاعد للمسيحيين في برلمان اقليم كوردستان، وهذا يدل على ان الهدف والغرض من الكوتا هو مشاركة الفئة التي خصصت لها الكوتا في التشريع وابعادها عن الاقصاء والتهميش.
في العراق الديمقراطي الجديد، وبسبب سياسة المحاصصة الطائفية واثارة المشاعر والعواطف الانتمائية، فان الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي كانت تصوت على الانتماء وليس على المؤهلات والاخلاص والصفات الاخرى التي يجب على الممثل التحلي بها، وباعتبار الشعب الكلداني السرياني الاشوري ( المسيحيين ) جزء من الشعب العراقي يحمل ثقافته واسلوبه في التعامل مع الاحداث والوقائع فانه بقى محصورا هو الاخر في هذه الدائرة الضيقة من ناحية التصويت واخفق مرارا وتكرارا في اختيار الانسب والافضل والاصلح لتمثيله في البرلمان، لذلك نرى ان اداء ممثليه في الدورات السابقة كان ضعيفا جدا والكل بدون استثناء اغمضوا عيونهم عن كل ما جرى ويجري للمسيحيين منذ 2003 ولحد يومنا هذا من مذابح وعمليات تهجير وغبن ومظالم اضافة الى التشريعات التي تنتقص من ايماننا ومعتقداتنا.
كان يمكن للمآسي التي تثقل ظهورنا – بل وتكسره - نحن المسيحيين وللارهاب الذي يلاحقنا على هويتنا الدينية ان يكونا من اهم واقوى الاسباب المؤدية الى توحيد جهودنا وخطابنا السياسي للوقوف بالضد من كل الاعمال والتشريعات والمراوغات السياسية التي قربت نهايتنا في وطن نعتبر اصلائه، لكن الانتهازية والانانية وشخصنة القضية من قبل رؤوسائنا الحزبيين وقادتنا السياسيين ورجال ديننا الكرام جعل من فواجعنا ومعاناتنا ماركة تجارية لتبوأ المناصب وتكديس الملايين من الدولارات، وبذلك اصبحت قضيتنا تختصر وتختزل بمناصب كارتونية يستفيد منها بضعة اشخاص مقابل تشريد وتهجير الالاف العوائل.
لا نبالغ ولا نجانب الحقيقة اذا قلنا ان الكوتا المخصصة للمسيحيين تعتبر اداة لتدميره وليس كما يروج او يعتقد وسيلة لتمثيله، فكانت سببا في التفريق والتناحر والتناطح وتوسيع الهوة بين ابناء الشعب الواحد وفي نفس الوقت اسهل وسيلة لتبوأ المناصب والتمتع بامتيازاتها بعيدا عن الهدف الحقيقي التي من اجله خصصت هذه المقاعد، لذلك نلاحظ ان ممثلينا الكرام في مجلس النواب وما قبله في مجلس الحكم وفي كل مفاصل ومرافق الدولة العراقية كانوا يناضلون من اجل تحقيق مصالحهم ومنافعهم الذاتية، ولتحقيق اهدافهم الشخصية كثيرا ما باعوا القضية وخانوا ثقة الشعب فسكنوا هم القصور وتركوا الشعب وحده يتمرغ في الوحل والدم، ولم يقف الامر عند هذا الحد فقط بل تمادى الى الاكثر لان حب المنصب ولذة امتيازاته ادت الى التنافس اللاشريف واللاخلاقي بين ابناء المكون الواحد للاستحواذ على المناصب والتنعم بها بعيدا عن الهم القومي والديني وبذلك اعطى القادة الحزبيين والدينيين فرصة للاخر للتدخل والسيطرة على شؤون المسيحيين والمناصب المخصصة لهم عن طريق شراء ذمم الضعفاء من المحسوبين ظلما على ابناء هذه الطائفة.
لا اظن بان خمسة مقاعد من اصل 329 مقعدا في مجلس النواب ستكون مؤثرة وكافية لتثبيت حقوق المسيحيين ومنع تشريعات تنتقص من معتقداتهم ومبادئهم الدينية، لكن كان يمكن استغلالها لصالح هذا المكون بصورة افضل واحسن لو تحلى ممثلينا البرلمانيين بقليل من الصدق والشجاعة وكان ولائهم لقضية شعبهم وليس للكرسي، لذلك فان نصيب ممثلينا ( بائعي الانفس ) من العتب على ما وصلنا اليه نحن المسيحيين يفوق مئات الاضعاف عتبنا على الاخرين الذين محوا ومسحوا تاريخنا ومأساتنا واسمنا القومي من الدستور العراقي، والذين شرعوا قانون البطاقة الوطنية الموحدة، والذين هجرونا ودمروا كنائسنا، والذين ....... والذين....
الانتخابات الاخيرة وما افرزته من نتائج كارثية بالنسبة للكوتا المسيحية تدل وبكل وضوح ان الكوتا التي خصصت للمسيحيين لتمثيلهم ومراعاة خصوصيتهم افرغت من معناها الحقيقي واصبحت هدفا سهلا للاحزاب الاخرى الكبيرة منها والصغيرة، فالاحزاب الكبيرة تستطيع الحصول عليها بعدة الاف من الاصوات التي تعتبر لاشيء بالنسبة لقاعدتها الجماهيرية الواسعة والكبيرة، والاحزاب الصغيرة المفلسة سياسيا تعتبرها افضل وسيلة لاثبات وجودها لانها لن تستطيع الفوز بمقعد برلماني في حالة مشاركتها بالانتخابات بصورة اعتيادية لذلك تحاول جهدها للفوز بمقعد برلماني ( احدى مقاعد الكوتا ) عن طريق دعم مرشح مسيحي ينتمي اليها.

لن يكون انتماء الشخص معيارا لمصداقيته واخلاصه لقضيته لكن هل يستطيع الظافر بالمقعد البرلماني باصوات الاخرين من خارج الكوتا المسيحية ان يمثل شعبه ويدافع عن حقوقه بعيدا عن التأثيرات والضغوطات ام انه سيكون بيدقا بيد من اجلسه على هذا الكرسي؟ مجرد سؤال لا اكثر.



#كوهر_يوحنان_عوديش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات العراقية وجريمة بيع الاصوات
- وتبقى نار العراق مشتعلة
- عظمة الاستقالة
- مؤتمر لاعادة اعمار العراق ام لتذليله؟
- حوار ام مماطلة وتخدير؟
- الخطاب التحريضي ضد المسيحيين الى متى؟
- ماذا تعلمنا من درس داعش؟
- محاربة الفساد، دعاية انتخابية ام خطوة لتصحيح المسار؟
- يغتالون الطفولة ارضاءاً لشهواتهم
- حوار ام فرض للذات؟
- اوقفوا تدمير العراق
- مهزلة التمثيل المسيحي في المفوضية العليا اللا ( مستقلة ) للا ...
- المشكلة العراقية ليست في الاعلام
- ما هو ثمن قتل الشعب الكوردستاني هذه المرة؟
- الخلل في الدستور ام في العقول؟
- لا تجعلوها كوردية عربية
- استقلال كوردستان ووحدة العراق المتباكي عليها
- استقلال كوردستان خطوة لتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة
- دعوة صريحة لاخلاء البلد من المسيحيين!
- وطن يتيم


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - كوهر يوحنان عوديش - كوتا لتدمير المسيحيين