أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هيام محمود - عن ( الحق في عدم الإنجاب ) !















المزيد.....

عن ( الحق في عدم الإنجاب ) !


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5879 - 2018 / 5 / 21 - 09:28
المحور: حقوق الانسان
    


أغلب الكتاب عند كلامهم عن العلمانية يذهبون لقول فلان ورؤية علان , وهم بذلك يؤصلون لنفس الوهم الذي يتبعه أغلب البشر إلى اليوم وهو "تقديس الماضي" و "صناعة الأوثان" وهي - للأسف - تجارة مُربِحة لذلك لا يستطيعون الاستغناء عنها .

أبقى عند قناعتي القائلة أنّ الماضي بكل ما فيه يجب غربلته وتجاوز أغلب ما وصلنا منه , خصوصا في بلداننا ومع شعوبنا المجهّلة التي لا تزال أسيرة ماض بائس هو سبب كل مآسيها ومعاناتها ..

هذا المقال سيكون للتشكيك في "علمانية" أغلب من يدَّعون أنهم "علمانيون" و "ينتصرون للمرأة ولحقوقها" , وهو يدخل في إطار خطابي المُوَجَّه لِـ "الفرد" الذي أراه "الإله" الذي سَـ "يخلق" وطنا حقيقيا للأجيال القادمة , والانطلاق سيكون من "ذاتي" ولا حاجة لي لا لفلان ولا لعلان بل "أنا" من ستتكلم والكلام الذي سيقال ليس "علوما" أو "فلسفات" بل هو في متناول الجميع حتى الأميين وبه يستطيع أيّ "فرد" مهما كان مستواه التعليمي و "الثقافي" أن يكشف أكاذيب ونفاق من يتصدّرون المنابر وأنا هنا أقصد ( حصرا ) من يدّعون أنهم "تنويريون" و "علمانيون" و "إنسانيون" و "يحترمون الحريات" و .. بقية "الأسطوانة" .

في مقالات سابقة , قلتُ أن هويات البشر "الجنسية" / "الجندرية" ( لا تُناقش ) ويجب القبول بها كما هي وأيّ شخص - وكائنا من يكون - سيرفض ذلك لن يكون إلا مجرد منافق وكاذب بل وإرهابي وعنصري وشعاراته التي يرفعها عن العلمانية لن تمرّ إلا على السذج المغفلين .. "الهويات" ليست "فكرا" ليُناقش وليست "أيديولوجيات" لتُطوَّر أو أديانا لتُخضع لما يتطلبه العصر : أنتَِ Straight , الفرق بينك وبين غيرك هو أنك تمثل "أغلبية" ( فقط ) وكل المختلفين عنك ليسوا أقل مرتبة منك بل هم "أقلية" ( فقط ) , كل المزاعم التي تدّعيها بخصوصهم لا يسندها لا علم ولا منطق ولا أخلاق العصر الذي تعيش فيه بل هي مستمدة ( حصرا ) من أديان بدوية لا يتبعها إلا المغيبون .. لا يمكن الحديث عن علمانية دون ديموقراطية ولا يمكن الكلام عن هذه الأخيرة دون اِحترام ( كل ) حقوق الأقليات , شعاراتك الزائفة تسقط كلها إذا اِستعملتَ ثقافة أديان البدو وهاجمتَ "الهويات" لأنك بذلك أنت لست تضطهد غيرك فحسب بل لا تعترف بوجوده أصلا وعن أي علمانية ستتكلم وأنتَ بهذا القدر من العنصرية والإرهاب ؟ .. ترى نفسك "علماني" ؟ عذرا , أنا أراك عنصريا بل .. مجرم حرب ومقترف جرائم ضد الإنسانية !

لماذا الحدة في خطابي ؟

- العالم البائس الذي تعيش فيه "عالم بدوي" لا يهتمّ للفرد أصلا وإن اِدّعى كاذبا عكس ذلك , الكثير ممّن يُحاضِرون هنا ويدّعون اِحترام الآخر كلامهم يسقط مع أوّل مواجهة مع هذا الآخر : اِسأل نفسك مثلا , غدا تكتشف أن اِبنك مثلي أو اِبنتك "Transgender" , ماذا ستفعل ؟ هل ستنسى الشعارات الرنانة التي تدّعيها هنا وأنت تنقد الأديان وتفضح الشيوخ والقساوسة والحكام ؟

- لن أرَ ثمار ما أكتب في مجتمعي , لكني أستطيع رؤيتها مع ( الأفراد ) : يكفيني دفع ظلمٍ عن شخص وحيد لأقول أني لم أُضع وقتي , ذلك هدفي وحقي الذي لن أتنازل عنه .

- العلمانية التي يتكلم عنها أغلب "مثقفينا" تقريبا تعنى بالإسلام الذي يدمر كل شيء في بلداننا وهدفهم منها إبعاده عن السياسة , أي تهتم للوحش الكبير وتنسى وحوشا كثيرة صغيرة تفترس أقليات "كثيرة" لا يهتم لوجودها أصلا هؤلاء "المثقفون" .. وهي ثقافة بدوية ألف في المئة لأنها تعنى بالعدد لا بالكيف , تعنى بأغلبية وتنسى هموم أقليات , وبذلك تكون هذه العلمانية المنشودة وكأنها حزب سياسي لا علاقة له بالمبادئ الكبيرة التي يدعيها لأن مبادئه لا تعلن إلا للقطيع الذي يمثل الأغلبية أما من خرجوا من الصندوق فمشاغلهم وطلباتهم ليست ذات أولوية .

- "اِنتمائي" تقريبا لأغلب هذه الأقليات التي أخذت من كل واحدة منها "شيئا" , وهدف هذا المقال الكلام عن "أقلية" أخرى أُمثِّلها وهي : من لا يريدون الإنجاب !

رجاء , قبل أن تدّعي أيّ شيء , تخيّل هذا مثلا : عندك اِبن واِبنة , الابن متزوج وعقيم , الابنة متزوجة ولا تريد أن تُنجب .. هل من حقها ذلك ؟ أم أنك ستنسى كل مبادئك التي تدّعيها وستُنكّد عليها حياتها لتُنجب لك "الخليفة" المزعوم ؟ .. أجزم بأن الغالبية الساحقة من الرجال والنساء ليس في بلداننا فحسب بل في العالم أجمع سيرفضون حقها والذي بالمناسبة - ونعود لنفس أسطوانة البدو وأديانهم وثقافاتهم - ليس "شذوذا" أو "مرضا" أو .. أو .. : أغلب البشر "يريدون" الإنجاب وذلك "جميل" و "ممتاز" و "من حقهم" لكن هناك أقلية من البشر لا تريد ذلك ومن حقها , المسألة هنا ليست للنقاش فهي ليست "فكرا" بل عند الكثيرين "هوية" تماما كالهويات الجنسية / الجندرية .. لن أذهب لبعيد ولن أستشهد بأي أحد ولا حاجة لي لأحد لأني سأنقل لك عني "أنا" شخصيا :

منذ صغري , لم أرغب قطّ في أن يكون عندي أطفال ولم تأتني لحظة واحدة تلك الرغبة التي تحلم بها أغلب النساء ؛ أقصد الحمل والأمومة .. لم أُفكّر لحظة في حياتي أن أُدخّن مثلا أو أن آكل اللحوم , لم يخطر ببالي لحظة واحدة أن أقتل أحدًا أو أن أسرق بنكًا .. هل ستراني "شاذة" ؟ .. قبل أن تحكم دعني أزيدك بعض الأمور لتكتمل الصورة :

- أنا اِبنة وحيدة !

- ماما وبابا قبلا برغبتي لكن مع حسرة كبيرة ومع أمل أن يتغيّر موقفي , قلتُ لهما أنهما لو أجبراني على ذلك فسيكون الحمل عندي "اِغتصابا" لجسدي و "غزوًا" له : هو ملكي وحدي وأنا الوحيدة من تُقرّر بشأنه .

- ماما أنجبتني لأنها أرادتْ ذلك ولها كل الحق وكل الحرية في تجسيد إرادتها , رغبتها في أحفاد ليستْ مُلزِمة لي لأنها تتعارضُ مع رغبتي أنا صاحِبة الشأن : أنا لا يعنيني أصلا النسل و "تواصل" نسبي , مفهوم "العائلة" غير موجودٍ في مفاهيمي التي عليها بَنيتُ حياتي كلها .. الحياة عندي تَعني "رجل" و "اِمرأة" ( حصرا ) , وغير وارِدٍ السماح لطرف رابع بالإلحاق بمنظومتي . [ ملاحظة أتركها للإله المزعوم الذي "خلقني" : كان الأجدر بك أن تُعطي ما منحتني لامرأة عقيمة "حلم حياتها" الإنجاب .. إله غبيّ وعبثيّ وجاهِل بِـ "مخلوقاته" ! ]

سأعود لنفس الموضوع في المستقبل والذي عبره سأبين للقراء أكاذيب من يُدافِعون عن حقوق المرأة ومن ذلك حقها في اِستعادة جسدها من هيمنة المنظومة الباترياركية البدوية الحاكمة لثقافات البشر .. أغلب هؤلاء عند كلامهم عن جسد المرأة , يظنون أن فتح أبواب الدعارة للمرأة دفاع عن حقوقها !

أترك لهم قاعدة ستُبيِّن حقيقة كل الكذبة المُتاجِرين بقضايا المرأة :

قبل أن ترفع في وجهي أي شعار , هل عندك مشكلة مع حق المرأة في عدم الإنجاب ؟! ولا تنسى أن تضع نفسك في المثال الذي ذكرتُه لك سابقا أي إذا كان الأمر يعنيك "مباشرة" .

ثقافة البدو التي تحكم العالم بأسره تدّعي أن هذا "عادي" وهذا "شاذ" , ثقافة تدّعي حقيقة "مطلقة" أكذوبة من نتائجها اِضطهاد كل "آخر" مختلف عن القطيع .. لا مشكلة عندي مع الأطفال ولا مع النساء اللاتي تحملن لكن ذلك ليس لي .. أنتم / أنتن من عندكم / عندكن مشكلة معي ومع كل من هن / هم مثلي .. تعلموا اِحترام غيركم يا بشر , وخطابي بالطبع ليس موجها للمتدينين بل للملحدين الذين يتشدقون بشعارات زائفة قد تمر مع من ينتمون لنفس "منظوماتهم" لكنها لا ولن تمر مع من يختلفون عنهم .

ملاحظة : أنا "فتحتُ" موضوعا وتقريبا لم أذكر "شيئا" , ما قِيل هو مجرد "مقدمة" صغيرة لموضوع طويل .

https://www.youtube.com/watch?v=AkYFgWiR_Kk

https://www.youtube.com/watch?v=OlFGH_lKZNE

[ اِتفقنا في مقال سابق على الأنگليزية والفرنسية , واِتفقنا أيضا على .... الترجمة ! Sorry ! ]

منذ سنوات في مصر ذهبت اِمرأة لتلد فخرجتْ مختونةً والخاتن "طبيب" , إلى اليوم في أوروبا وأمريكا "العلمانيتين" يَرفضُ الـ "طبيب" حقّ النساء في عدم الإنجاب : موقف الإثنين هو هو , وهو موقف لا علاقة له بالطب وبشرف مهنة الطب بل ( حصرا ) بثقافة بدويّة منحطة أصلها شويّة قاذورات كتبها كمشة بدو .... [ مع اللصوصية ! كما قيل في الفيديو الأول , والحمل يدرّ أموالا كثيرة ! ] .... فلا تغترّ كثيرا قارئي بثقافة الغرب "العظيمة" كما يزعم أغلبُ من تسمع وتقرأ لهم .

أخيرا : المقال مرسل إلى محور "حقوق الإنسان" وموضوعه إلى اليوم "Taboo" في مجتمعات البلدان التي سنَّتْ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان , ولك أن تتخيّل كيف سيكون في مجتمعاتنا المُستعمَرة بِـ "العروبة - إسلام" . "حقوق الإنسان" لأنه ليس "خاصا" بالمرأة بل بالإنسان وبحقوقه الأساسية التي لا يمكن أن يُجادل فيها إلا البدو وأتباعهم !



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Nada más importa ! .. 2 ..
- Amor para todos ! .. 2 ..
- Nada más importa !
- أساطير الأولين : عروبة وإسلام و .. فلسطين !
- للمدخنات والمدخنين : تهنئة سريعة برمضان إلى .. حين ..
- بعض كلام بخصوص العروبة - إسلام .. 3 ..
- Tragedy .. 3 ..
- Tragedy .. 2 ..
- بعض كلام بخصوص العروبة - إسلام .. 2 .. عن الوقاحة وقلة الحيا ...
- بعض كلام بخصوص العروبة - إسلام ..
- العروبة الألف والمثلية الياء ..
- تعليق سريع على ( الوثيقة الفرنسية ) قبل أن تُصبِح ( أسطورة ) ...
- سين جيم ..
- Imagine .. دقيقة .. 2 ..
- Tragedy .. توضيح سريع ..
- Tragedy ..
- Imagine .. دقيقة ..
- آه يا عراق .... 2 ..
- آه يا عراق ....
- قلب مجنون , عقل غبي و .. نقطة نظام !


المزيد.....




- يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة
- الأمم المتحدة تحذر من كارثة بيئية خطيرة في غزة.. ما هي؟
- اعتقال طلاب مؤيدين لفلسطين في جامعة كولومبيا بنيويورك
- اللجنة الشعبية الأهلية توزع الطحين على السكان النازحين في غز ...
- الصين: الاعتراف بدولة فلسطين في الأمم المتحدة خطوة لتصحيح ظل ...
- أبو مازن عن الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة: ...
- رئيس فلسطين: حرب الإبادة ضد شعبنا والحملة ضد الأونروا ستدفع ...
- اعتقال 30 فلسطينيا يرفع عدد المتعقلين منذ 7 أكتوبر لنحو 8340 ...
- الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور جبهة جديدة في دارفور
- تصاعد الدعوات من أجل استئناف الأونروا مهامها في قطاع غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هيام محمود - عن ( الحق في عدم الإنجاب ) !