أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سربست مصطفى رشيد اميدي - كلب قرية بربهار














المزيد.....

كلب قرية بربهار


سربست مصطفى رشيد اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 16:12
المحور: القضية الكردية
    


كلب قرية بربهار

شقيقي الذي هو اكبر مني بثلاث سنوات معروف منذ صغره بعلاقاته الاجتماعية وسرعة انسجامه مع محيطه، وحب اصدقاءه الكبير له. في خريف سنة 1988 كان هنالك عدد من اصدقاءه يزورننا في بيتنا ممن كانوا معه في تادية الخدمة العسكرية ، وكان الوالد يرحب يهم كثيرا، ويقول ان هؤلاء هم اصدقاء وقت الضيق، خاصة وان اغلبهم لم يكونوا من اهالي العمادية. وكان من بينهم شخص اسمه (رمضان) من اهالي (تلكيف) والدي وكان يحبه لكثر من الجميع لكونه متدينا مثل والدي. وانا اتذكر لحد الان قصة حقيقية كان يرويها صديق اخي هذا لوالدي، حيث كان لفترة ضمن حماية قائد فرقة عسكرية للجيش العراقي متواجدة في منطقة العمادية.
كانت القيادة العسكرية للنظام قد اصدرت امرا بعد هدم جميع القرى في المناطق المحررة وغيرها في كردستان في عملية سميت (خاتمة الانفال) وهو الايعاز لوحدات الجيش العراقي في كردستان وتتقدمها جحافل جحوش النظام (الافواج الخفيفة) بازالة وهدم ماتبقى من خرائب القرى، خوفا من لجوء البيشمركة اليها، فيما اذا كان قد بقي مفارز منهم في المنطقة. قال رمضان ( كنت مع قائد الفرقة العسكرية واسمه (ع. ز) في مهمة وهي قيادة قوة عسكرية تتقدمها مجموعة من الجحوش لهدم ماتبقى من خرائب قرية (بربهار) التي تقع بين ناحية زاويتة ومركز محافظة دهوك. وما ان اقتربت القوة التي كان يتقدمها (شفل) حتى انبرى لهم كلب يبدو انه قد رفض ترك قريته بعد مغادرة اهلها، هذا الكلب الوفي بدأ يهاجم الشفل من المقدمة والجانبين ولم يكن يمل من الهجوم محاولا منع دخول (الشفل) لقريته. موقف هذا الكلب اثار انتباه الجميع، وامام هذا المنظر لم يتحمل قائد الفرقة فادار وجهه نحو مستشار الجحوش الذ كان يقف بجانبه وقال له "" انظر يبدو ان كلابكم اشرف منكم، فهذا الكلب يأبى ان تهدم قريته امام عينيه، في حين انكم تدمرون قراكم بايديكم باللعار"" قال هذا وامرنا بمغادرة القرية واناط اتمام المهمة للمستشار الكردي).
هذه القصة تكرست في ذهني بحيث انني كلما اتذكرها، اتصورها كفلم سينمائي بكافة تفاصيله وحتى اتصور الكلب ووجهه ونباحه، وايضا اتصور وجه مستشار فوج الجحوش الجامد، وموقف القائد العسكري النبيل.
هذا المستشار كان حاضرا في احد التعازي تموز سنة 1992حيث كان قد حضرها مع احد المسؤولين الحزبيين الرفيعي المستوى، واخذ يتذوق القهوة قبل المسؤول الحزبي خوفا من ان يكون مسموما، بعدها بايماءة منه اخذ المسؤول يشرب القهوة. وقد تذكرت راسا حكاية (رمضان) صديق اخي، فقلت مع نفسي يامغير الاحوال من حال الى (احسن) حال! كيف يستطيع البعض من تغيير اتجاههم ب 180 درجة من اجل حماية وادامة مصالحهم!!
صحيح ان قرار العفو من قيادة الجبهة الكردستانية سنة 1991بالعفو العام عن جحوش النظام والبعثيين والمجرمين بحق ابناء الشعب الكوردستاني كان قرارا حكيما لانه كان اساسا لخلق جو من السلام المجتمعي لا نزال نعيش في اجوائه لحد الان، ولولاهذا القرار لسالت انهار من الدماء في ربى كردستان. لكن رجوعهم الى الصدارة بعد اقل من سنتين من جرائم الانفال الذين شاركوا فيها ضد ابناء جلدتهم، وان يكون لهم الافضلية على ذوي الشهداء خاصة الذين استشهدوا على ايدي الجحوش او اعدموا بسببهم. لكن قد يقال من وجهة نظرالاحزاب الكردية بانه (للضرورة احكام) . لكنان يصل الامر بان يدعي الجحوش والبعثيين وابناءهم الوطنية وان اباءهم كانوا مقاومين لنظام البعث، فهذا يجب الا يصدقه ابناء الشعب الكردستاني والا يسمح بتحريف التاريخ امام تضحية البيشمركة وشهداءه على ايدي الحجوش والمجرمين البعثيين. ويجب الا تمحى ذاكرة الشعب الكوردستاني من جرائمهم، ولو مجرد احداث وارقام وجرائم وذكريات عنها تنقل من ذهن اللذين عاصروا تلك الفترة ومن ذوي الشهداء الذين عانوا ما عانوا من ظلمهم وجرائمهم الى بطون الكتب، عليهم ان ينقلوا تلك الاحداث والجرائم والمعاناة الى صفحات الوجدان الكردستاني، لان التاريخ لم يصدر حكمه في خونة الشعب الكردي القدامى والمعاصرين.
ولو ان مؤلفي ( انسكلوبيديا محافظة دهوك) لم يذكروا دور جحوش محاقظة دهوك و(الرفاق البعثيون) في مقاومة حركة التحرر الكرستانية، مثلما لم يذكروا عشرات المناضلين الذين كان لهم الدور الكبير في نشر الوعي القومي ولهم الدور في بداية ثورة ايلول 1961.



#سربست_مصطفى_رشيد_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة سريعة لنتائج انتخاب مجلس النواب 2018
- انتخابات 12/5،،،انطباعات وملاحظات
- خبير انتخابات
- الكتلة الاكبر ، ماذا لو ؟
- مجرد سؤال ؟ من يخالف القانون هل بامكانه تشريع القوانين
- كردي من الجبايش
- ذكرى يوم الانفال وبدأ حملات الدعاية اىنتخابية
- نظام سانت ليغو ما له وما عليه
- ملاحظات على مشروع تعديل قانون المفوضية رقم 11 لسنة 2007
- ملاحظات على مشروع انتخاب مجلس النواب
- النخب السياسية الحاكمة في تركيا أمام عقدة الكورد
- ليبيا...... الانتخابات بداية الطريق
- الثلاثون من حزيران اليوم العالمي لشبكات التواصل الاجتماعي
- الانسان وأسماء الحيوانات
- الحكومة العراقية ....... وحكاية زوجة طيار بريطاني
- الضمير الانساني ومذابح البعث السوري
- 100+180+ 15+7 = المحاصصة
- في مواجهة عواد بندر السعدون
- حكومة الاقليم السادسة ام السادسة والنصف ام السابعة؟
- بين السابع والتاسع من نيسان


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سربست مصطفى رشيد اميدي - كلب قرية بربهار