أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مظهر محمد صالح - العبودية في القرن الحادي والعشرين!














المزيد.....

العبودية في القرن الحادي والعشرين!


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 5874 - 2018 / 5 / 16 - 22:14
المحور: حقوق الانسان
    


العبودية في القرن الحادي والعشرين!

الكاتب:د. مظهر محمد صالح

10/12/2013 12:00 صباحا

فاجأني سائق حافلتي وهو رجل ودود مبتسم دون الخمسين وهو ليس مرحاً كعادته عند قيادته للحافلة صباحاً ،قلت ماذا دهاك يا يوسف في هذا الصباح المشرق وانت مكسور الجناح ولا يعجبك الحال .....وهل انك تعاصر قصة حب طويلة؟اجابني كلا،اني اخاف المستقبل .قلت له كيف؟اجابني ان المستقبل هو ليس خطا مستقيما، واني اخاف الفقر والظلام والمجهول والموت.اجبته ما الذي جعلك تفكر وكأنك في مطلع القرن التاسع عشر عندما كان اكثر من نصف سكان الارض قد ثلمت انسانيتهم بين عبد اوخادم كما اخبرنا التاريخ الاقتصادي للعبودية؟ أجابني مهموماً .. الخوف على اولادي من عولمة الفقر والفاقة!...فمنذُ العصر الخالي وحتى القرن الحادي و العشرين لم تنفك البشرية من العبث في الجنس الانساني والتصرف به كسلعة في قبضة سوق العمل السوداء.
انها سوق العبودية التي لاتزال تمسك بأظافرها الحديدية بنحو 30 مليون انسان/عبد حتى اللحظة،وهم ممن انتهى بهم الامرالى حُجر الحياة المغلقة و انهم غدوا لايخافون من شيء بعد ان هجرتهم الحياة وجف معينها ليحتضنهم جنس آخر كالح الوجه ينتظر من ضحيته ان يفرغ عرقه جاهداً في وعاء العبودية الجافة وفي سيناريوهات داكنة لانهاية لها .قلت له نعم... فالعبودية هي نظام يعامل الناس كسلعة مملوكة تخضع للبيع والشراء وتجبرهم على العمل ضد ارادتهم ،سواء منذ الولادة او عند الشراء او هم تحت ارادة القوة المستغلة لهم وحرمانهم من حق المغادرة وحق رفض العمل و حق التعويض.قال ألا ترى ان الاكراه على الزواج وتشغيل الاطفال الذي بلغ عددهم اليوم بنحو 250 مليون طفل مشتغل في سوق العمل الرخيص في العالم بين سن الخامسة وحتى دون سن الخامسة عشر ،فضلا عن تجنيد بعضهم على حمل السلاح، هو نمط من انماط العبودية؟قلت له نعم وان جنوب آسيا لاتزال حتى اللحظة تستعبد الجنس البشري في سداد الديون وان اغلب حالات العبودية في آسيا تأتي استيفاءً للديون. ويلحظ ان العمل الاجباري يعد شكلاً من اشكال العبودية إبتداءً من تشغيل السجناء بأعمال السخرة وانتهاءً باشكال العبودية المعروفة تقليدياً.
لقد امسى الاتجار بالبشر والعبودية واحدة من المشكلات الكبرى في الاقتصاد العالمي الحديث.وان عشرات المليارات من الدولارات قد جرى تحصيلها منذ مطلع الالفية الثالثة وحتى اليوم في التجارة البشرية.
اذ لايزال تجار العبيد حتى اليوم في مناطق حوض الكونغو يقومون بخطف النساء والرجال ومن ثم يجري ابتياعهم في اماكن بعيدة ليمضوا حياتهم جبراً عند اسيادهم الجدد بعيداً عن اهلهم.ويلحظ ان البعض يُجبر على هجرة وطنه عبر إغراءات عصابات منظمة وتحت ذريعة البحث عن العمل لهم في اماكن خارج بلدانهم ليتم بيعهم كعبيد افتراضيين لقاء تكاليف نقلهم ومصاريف إيصالهم الى اماكن العمل البعيدة ومن دون توافر القدرة على العودة. وان النساء هن الجانب الاكثر ظلماً في هذا المسار،فعودتهن الى اوطانهن بسبب العمر او المرض يعني تعرضهن لمشكلات غسل العار وغيرذلك من اعمال الابادة الوحشية.
قلت لسائقي يوسف، لاتقلق على مستقبل اولادك ،نحن سكان شرق المتوسط نختلف عن بقية العالم ، فطفولتنا تحظى برعاية ولطف عاليين وتضامن انساني وعائلي منقطع النظير،ولاتحبط عما يجري في قارات العالم من حولنا، فحتى الهند والنيبال قد تبدلتا بعد ان كانتا من اكثر بلدان العالم تشغيلاً للاطفال،اذ تجد اليوم في طرف السجاد الهندي او النيبالي المصدر الى العالم شهادة تعهد تقول بأن هذه السجادة لم يشترك الاطفال في صنعها وانها لم تستعبد احداً في حياكتها!
ختاماً،ابتسم يوسف قبل ان اترك حافلته وقلت له كن متفائلاً ولا تُستدرج الى الهاوية وان سفينة الحياة تسير من دون حاجة الى رأينا او معاونتنا طالما ان وقودها السلام والحرية.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقسيم العمل..ثروة أم اغتراب؟
- غزوة المتحف..!
- ليلة الهروب
- صبي تحت الشمس..!
- النفط والحليب من دين واحد
- نساء في اقتصاديات العمل
- فندق الاسرار!
- سرب الحمام..!
- العتاد المسروق
- جزيرة السعادة..!
- في انتظار كافكا..!
- اشياء لا تموت!
- ميشيل فوكو.. حوارٌ لاينقطع !
- جيفارا والعراق
- موعد مع الإمبريالية
- مأدبة الغداء العاري..!
- مختبر الحرية
- عمار الشابندر ... رجل السلام


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مظهر محمد صالح - العبودية في القرن الحادي والعشرين!