أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عمارة تقي الدين - ثالوث العنف الصهيوني (ثالثاً: التيار المسيحي الصهيوني)















المزيد.....

ثالوث العنف الصهيوني (ثالثاً: التيار المسيحي الصهيوني)


محمد عمارة تقي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5871 - 2018 / 5 / 13 - 16:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ثالوث العنف الصهيوني(ثالثاً:التيار المسيحي الصهيوني)
دكتور محمد عمارة تقي الدين
تُمثَّل الصهيونية المسيحية واحدة من مُحدِّدات صنع القرار السياسي الإسرائيلي ودفعه نحو التشدد وتبني أقصى أطروحات العنف ضد الفلسطينيين، بل هي الأهم على الإطلاق والأكثر تأثيرًا بما تُقدِّمه من دعم مادي يفوق دعم يهود العالم لإسرائيل، وكغطاء سياسي يُمثل عقبة أمام المجتمع الدولي تحول دون اتخاذه ردود أفعال حقيقية ضد جرائم الكيان الصهيوني وبخاصة المتعلقة بالاستيطان في الأراضي المحتلة والذي تدفع به الصهيونية المسيحية إلى حده الأقصى تعجيلًا بالخلاص الديني.
إذ تشارك الصهيونية المسيحية التيار اليهودي المتطرف ذات الرؤى الدينية الخلاصية وإن كانت بصيغ مختلفة بعض الشيء، فنهاية العالم وفقًا لقناعات الاثنين يجب أن يسبقها مذابح ودمار وهو أمر من شأنه أن يبرر عمليات العنف والقتل ضد الفلسطينيين وتطهير الأرض المقدسة من الأغيار(العرب) طردًا أو إبادة، كما يشتركان في السعي لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه ليتسنى المجيء الثاني للمسيح، فوفق معتقداتهم يعد بناء الهيكل شرطاً من دونه لن يأتي المسيح المُخلِّص.
بدايةً يتم تعريف المسيحية الصهيونية باعتبارها تيار ديني انبثق من داخل المسيحية يرى أن هناك خطة إلهية مرسومة سلفًا تحدد تاريخ العالم وصولًا لمعارك آخر الزمان، فهي تؤمن بمجموعة من المعتقدات الدينية التي تدور في مجملها حول تأييد قيام دولة يهودية في فلسطين ودعمها بكل السبل باعتبار أن عودة اليهود إلى الأرض الموعودة وفرض سيطرتهم على القدس وتشييد الهيكل مكان المسجد الأقصى هو ضرورة حتمية لبداية الخلاص الديني المسيحي.
وقد جاءت النشأة الأولى للمسيحية الصهيونية كجماعة دينية في إنجلترا في القرن السابع عشر ثم انتشرت في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وكثير من دول العالم، وبمرور الوقت أخذت تلك الحركة أبعادًا سياسية تمثلت في مساعدة اليهود بكل الوسائل المتاحة مادياً وسياسياً للاستيطان في فلسطين وإقامة دولتهم.
ويعتبر القس الأيرلندي جون نيلسون داربي (1800- 1882م) بمثابة المُنظِّر الأكبر للمسيحيين الصهاينة والمؤسس لدعائم فكرهم، فلقد تمركزت أطروحات داربي حول وجود مملكتين: الأولى مملكة أرضية مادية وعد الله بها اليهود، والثانية وهي المملكة الروحية التي وعد الله بها المؤمنين من المسيحيين الصهاينة.
كما يُعد القس جيري فالويل (1933-2007م) أحد أعمدة المسيحيين الصهاينة في أمريكا في العقود الماضية، إذ لعب فالويل دورًا كبيرًا في توجيه القرار السياسي الأمريكي نحو مساندة الكيان الصهيوني، وكان يزور الأراضي المحتلة باستمرار حيث كان يحرص دائمًا على تفقُّد المواقع العسكرية الإسرائيلية لمباركة ودعم العسكريين الصهاينة وحثهم احتلال المزيد من الأراضي واستيطانها، قال فالويل تعبيرًا عن أهمية قيام إسرائيل:"إن اليوم الذي تم فيه إعلان قيام إسرائيل هو أهم الأيام على الإطلاق منذ صعود المسيح للسماء" ، وحول تبريره الديني دعمه المطلق لإسرائيل يقول جيري فالويل:"إن الذين يباركون إسرائيل يباركهم الله والذين يلعنون إسرائيل يلعنهم الله" ، ونتيجة لجهوده الكبيرة في خدمة الكيان الصهيوني فقد منحه مناحم بيجن وسام جابوتنسكي وكان أول غير يهودي يحصل على هذا التكريم.
وتتحرك المسيحية الصهيونية في ثلاثة محاور رئيسية، وهي: المحور الأول: قراءة النصوص الدينية المسيحية قراءة مؤدلجة من شأنها تعضيد المشروع الصهيوني وإضفاء المشروعية الدينية عليه، المحور الثاني: مساندة إسرائيل بشكل مطلق ودعمها بكل السبل سياسيًا وماديًا حتى اكتمال خطط الاستيطان وهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم مكانه، المحور الثالث: تأجيج الصراعات في منطقة الشرق الأوسط للإسراع والتعجيل بمعارك نهاية الزمان.
وترى أن من علامات نهاية الأيام التي تحققت بالفعل معجزة عودة اليهود للأراضي المقدسة وإعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948م، ثم حرب67 حيث انتصار الكيان الصهيوني انتصار ساحقا، وأنه وفقًا لهذا الجدول الزمني يجب أن تكون القدس تحت السيطرة اليهودية بشكل كامل ويجب تدمير المسجد الأقصى واستبداله بالهيكل اليهودي استعدادًا لمعركة هرمجدون وعودة المسيح وهي المعركة التي سيُباد بها غالبية بني الإنسان ثم يحكم المسيح العالم ألف سنة ، وأتباعه هم المسيحيين الصهاينة، فكل من لا يؤمن بفكر المسيحية الصهيونية هو خارج نطاق الإيمان ولا يستحق الخلاص بل سيتم ابتلاعه في فواجع آخر الزمان.
ويذهب المفكر الكبير ناعوم تشاومسكي إلى أن المسيحية الصهيونية كانت من الدوافع المهمة وراء وعد بلفور ودعم بريطانيا للاستعمار الصهيوني في إسرائيل.
والجدير بالذكر أن المسيحية الصهيونية قد تحولت إلى قوة سياسية ذات ثقل في العقود الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ باتت تلعب دورًا سياسيًا كبيرًا داخلها، فقد كانوا أحد الأسباب الرئيسية وراء فوز بوش الابن بالانتخابات الأمريكية، ثم وفي عام 2017م قادت إلى فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب ومن ثم دفعته لاتخاذ قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
لقد شكّل المسيحيون الصهاينة في عام 2006م منظمة (مسيحيون من أجل إسرائيل) Christians United for Israel وهي على غرار منظمة إيباك التي أنشأها اليهود في الولايات المتحدة لمساندة إسرائيل، وقد أسسها الزعيم المسيحي الصهيوني القس جون هاجي، وهي أكبر منظمة داعمة لإسرائيل في أمريكا في الوقت الحالي إذ تدعم إسرائيل ماديًا وسياسيًا بشكل واسع، وهي منظمة كبيرة جدًا ففي عام 2015م تخطى عدد أعضائها المليونين.
يقول القس هاجي مؤسس تلك المنظمة :"إن المسيحيين الذين يقرأون الكتاب المقدس سيجدون الأوامر الإلهية الداعية لمساندة لإسرائيل " ، ويضيف :" إذا تمسكت الإدارة الأميركية بموضوع تقسيم القدس فإن الله سوف يصب جام غضبه على الولايات المتحدة الأميركية، فإبراهيم واسحق ويعقوب يراقبون أفعال أمريكا عن كثب" ، وفي سياق آخر يقول هاجي:" إن التاريخ العالمي يمكن تلخيصه في جملة واحدة، فالأمم التي تساند إسرائيل يباركها الله، والأمم التي تعادي إسرائيل يلعنها الله " .
وحول قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل قال هاجي : " لقد اتخذ الرئيس ترامب اليوم قرارًا شجاعًا، دعونا نصلي جميعًا في هذا اليوم التاريخي من أجل أمتنا وأمة إسرائيل ، ندعو الله أن تظل الولايات المتحدة حازمة في التزامها ودعمها لإسرائيل، لقد صرَّح النبي زكريا أنه إذا وقفت ضد إسرائيل وشعبها فهو كما لو كنت تتحدى الله ذاته " .
والحقيقةً أن تنامي تيار المسيحية الصهيونية في الآونة الأخيرة أصبح أمرًا مقلقًا للغاية إذ يجري على ثلاثة مستويات:
الأول: تنامي أطروحات التطرف والتشدد لديهم فيما يتعلق بالموقف من الصراع العربي الإسرائيلي والانحياز المطلق للكيان الصهيوني.
الثاني: انتشارهم الكبير في الولايات المتحدة وتزايد أعدادهم بشكل ملحوظ وتعاظم دورهم السياسي داخلها بشكل مُبالغ فيه.
الثالث: انتشارهم في مناطق وبلدان جديدة في العالم لم يكن لهم تواجد يذكر فيها من قبل، بل وأصبحوا يلعبون دورًا سياسيًا ملحوظًا في تلك البلدان يتجسد في الدفع نحو مساندة إسرائيل والكف عن المواقف السابقة التي كانت تنظر إليها باعتبارها دولة احتلال.
وتؤكد الباحثة الإسرائيلية ليات شليزنجر أن الصهاينة المسيحيين يتحركون داخل الكيان الصهيوني بكل قوة تحت غطاء الدعم المادي والسياسي الذي يقدموه، فيمولون المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وكذلك الحركات المتطرفة الساعية لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه.
وبالقطع فحركة المسيحيين الصهاينة ترفض أي معاهدات سلام من شأنها تسليم أراضي للفلسطينيين بل الحرب لديهم هي القاعدة كشرط لتحقق الخلاص، فها هو القس المسيحي الصهيوني جيمي سواجارت يؤكد استحالة تحقق السلام فيما يتعلق بصراع الشرق الأوسط قائلًا:"يمكنهم توقيع كل معاهدات السلام التي يريدونها لكنهم لن يحققوا السلام فهناك أيام سوداء قادمة" ، وهي ذات الأطروحات التي يدفع القس والتر ريجانز باتجاهها إذ يقول:"إن اتفاقيات السلام هي خيانة لله وللشعب اليهودي فالسلام هو دعوى شيطانية" .
لقد أضحت المنظمات الصهيونية المسيحية تلعب الدور الأكبر في السنوات الأخيرة تحديدًا في دفع السياسة الأمريكية نحو مساندة الممارسات الإجرامية للكيان الصهيوني بشكل فاق دور اللوبي اليهودي، الذي تراجع تأثيره بشكل كبير، إذ انقسم حول الموقف من إسرائيل ما بين داعم لسياساتها وما بين رافض لها بحجة أنها بعنصريتها وعنفها ضد الفلسطينيين أضرت كثيرًا بصورة اليهود في العالم وجعلتهم في وضع قلق.
ومن كل ما سبق تتأكد المكانة المركزية لإسرائيل داخل نسق القيم الصهيوني المسيحي، لذا وبضغط منهم فقد سارع الرئيس الأميركي ويلسون بالموافقة على وعد بلفور معلقًا بالقول:"يتحتم بذل كل الجهود من أجل إعادة الأرض المقدسة إلى أصحابها"، ثم وبعدها بمائة عام بالضبط وفي عام 2017م كان قرار الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، لقد ادعى أتباع المسيحية الصهيونية أن أمريكا قوية لأنها تقف مع إسرائيل وأن كل معاد لإسرائيل ستحل عليه اللعنة استنادًا لتفسيرهم المنحرف لما ورد في الكتاب المقدس"أبارك مباركيك وألعن لاعنيك" إذ يزعمون أن إسرائيل الحالية هي المقصودة بهذه الفقرة في مخالفة جوهرية لصحيح تفسيرها.
وفي التحليل الأخير وفي نهاية تلك السلسلة من المقالات حول ظاهرة العنف الصهيوني المتصاعد داخل إسرائيل ضد الفلسطينيين، فإن محاولة تفكيكه قد أكدت ارتكازه على ثلاث محددات رئيسية هي: جماعات التشدد الديني اليهودي، جماعات التشدد العلماني اليهودي، وجماعات الصهيونية المسيحية في الخارج، وأنه من غير المُنتَظر إيجاد حلول سلمية عادلة للصراع العربي الإسرائيلي من دون حدوث تغيُّر جذري في بنية هذه المحددات الثلاث فكريًا وتنظيميًا، وفي ظل ثبات الأوضاع المتردية الراهنة التي تمر بها الأمة العربية بل واتجاهها نحو مزيد من التردي.



#محمد_عمارة_تقي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام وحتمية التفكير الناقد
- ثالوث العنف الصهيوني (ثانياً: التطرف العلماني)
- الدين وقفص الأيديولوجيا الحديدي
- ثالوث العنف الصهيوني (أولأ: التطرف الديني)
- الدراسات المستقبلية... حتمية عربية
- المرأة ... ذلك الشيء في اليهودية
- الإعلام السلطوي ومغالطة الإلهاء(الرنجة الحمراء)
- الإعلام السلطوي ونظرية الرنجة الحمراء
- الإعلام في ظل الأنظمة السلطوية
- حزب شاس وموقفه من الصراع العربي الصهيوني
- الإعلام ومغالطة الثنائية الزائفة
- بلاكستون ذلك المسيحي الصهيوني
- هال ليندسي إنجيلي في عشق إسرائيل
- داعش إسرائيل ... تنظيم كاخ الإرهابي
- الإعلام ونظرية التنفيس
- كيف يوظف الإعلام السلطوي العاطفة الوطنية؟
- وسائل الإعلام في ظل نظرية الحرية
- روبرتسون وترامب الجالس بجوار الله
- الإعلام ونظرية المسئولية الاجتماعية
- الإعلام ونظرية المشاركة الديمقراطية


المزيد.....




- ما هو مصير حماس في الأردن؟
- الناطق باسم اليونيفيل: القوة الأممية المؤقتة في لبنان محايدة ...
- ما هو تلقيح السحب وهل تسبب في فيضانات دبي؟
- وزير الخارجية الجزائري: ما تعيشه القضية الفلسطينية يدفعنا لل ...
- السفارة الروسية لدى برلين: الهوس بتوجيه تهم التجسس متفش في أ ...
- نائب ستولتنبرغ: لا جدوى من دعوة أوكرانيا للانضمام إلى -النا ...
- توقيف مواطن بولندي يتهم بمساعدة الاستخبارات الروسية في التخط ...
- تونس.. القبض على إرهابي مصنف بأنه -خطير جدا-
- اتفاق سوري عراقي إيراني لتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرها ...
- نيبينزيا: كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمق ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد عمارة تقي الدين - ثالوث العنف الصهيوني (ثالثاً: التيار المسيحي الصهيوني)