أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي














المزيد.....

الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 17:27
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي

(يتم تعطيل فكرة المناضلةعن طريق سلطة المال.. )وليد يوسف عطو

في البدء لابد من القول ان كلمة ( يسار )و (يساري )لاتنطبق على الكثير من الاحزاب والتنظيمات الشيوعية واليسارية العراقية .فالدال لاينطبق على المدلول .لقد وصف احد الاصدقاء اليساريين احدى عضوات مجلس النواب العراقي بانها (مناضلة )يسارية , في حين ان راتبي التقاعدي رغم خدمتي لاكثر من اربعين سنة في وظيفتي الحكومية لايساوي سوى جزء بسيط من نثرية السيدة النائبة (المناضلة ).

وهي ربما ستجدد عضويتها في البرلمان العراقي عن طريق الكوتا , او تقبض راتبا تقاعديا ( نضاليا )وخياليا بالنسبة لي .اود القول انه لاتوجد معارضة داخل البرلمان العراقي ,فالبرلمان باجمعه يمثل السلطة وامتيازاتها ,لذا تسقط صفة ( المناضلة )عن هذه النائبة .

يتم تعطيل فكرة المناضلة عن طريق سلطة المال والامتيازات وحياة الرفاهية التي يعيشها اعضاء البرلمان العراقي .ان خدمة الوطن لاتحتاج الى دفع رشى ,اي ان خدمة المجتمع والدولة العراقية لايحتاجان الى امتيازات مادية , فهذا المقابل المادي يعتبر رشوة ولا يدخل في باب الوطنية .ان ازمة اليسار العراقي ينطبق عليها قول ماركس ( الدين افيون الشعوب ),او الاصح ( الدين افيون الشعب ), وبتعديل بسيط يصبح شعار ماركس :
( اوهام الايديولوجيا افيون الشعب ).ان الكثير من اليساريين يقومون بصناعة الاوهام وتسويقها , ويقومون بتصديق اوهامهم .انهم يعيشون بعقلية ماقبل سقوط جدار برلين وبعقلية القبيلة العربية والتي استبدلوها بالقبيلة الشيوعية ,وهم في الحقيقة فئة غير فاعلة من المتثاقفين امثال صديقي اليساري جدا , الذي خلع على النائبة صاحبة الامتيازات صفة (المناضلة ).

ان صفحات التواصل الاجتماعي والبث الالكتروني وفرت للكثيرين من امثال هؤلاء من مدعي اليسارية مجالا واسعا لشتم المختلفين عنهم فكريا وايديولوجيا وتنظيميا ووصفهم بالخونة والعملاء .ان بعض الامتيازات التي حصل عليها بعض اليساريين من رواتب وامتيازات السجناء السياسيين ورواتب دمج الميليشيات وغيرها قد حولتهم من مناضلين الى مجرد موظفين في جهاز حزبي وتحولوا الى فئة برجوازية رثة تطالب بالامتيازات دون ان تقدم خدمة ما .هنالك دوما فجوة بين افكار هؤلاء وواقع المجتمع .

بعضهم يعيش في اوهام امكانية اسقاط العملية السياسية والاخرون يطمحون الى ان يكون رئيس الوزراء القادم ووزير الداخلية من الشيوعيين .هذا العقل الرغبي والارادوي والانفعالي لايمكنه من التحاور مع الاخرين والقبول بالاختلاف الفكري والسياسي والتنظيمي .كثير من هؤلاء لم يطالبوا بالغاء تقاعد اعضاء البرلمان للدورات السابقة ولا بتقليص عدد اعضاء مجلس النواب وتقليص رواتبهم وامتيازاتهم .انهم يطمحون الى الحصول على تعظيم لمكاسبهم المادية ومزيدا من الامتيازات وفق قوانين السوق الراسمالي النيوليبرالي (دعه يعمل ..دعه يمر ). لم يستطع اليسار العراقي الخروج من حالة الانعزال الى التشارك مع الاخرين مع الحفاظ على الاستقلال التنظيمي والفكري .اليسار العراقي ومنهم الشيوعيون يرفعون اليوم شعار ( الدولة المدنية )و (مدنيون ).وهي نفس شعارات الاحزاب الاسلامية , لذا فان سببا رئيسيا من اسباب فشل عمل اليسار العراقي هو عدم امتلاكه لهوية يسارية عراقية واضحة , ولا يقوم بتقديم تعريفات واضحة للمصطلحات التي يستخدمها مثل ( العلمانية ,القومية , الاثنية ,الامة ,المدنية , الشعب ).

ان الدولة المدنية لاتعني بالضرورة الدولة العلمانية .على اليسار العراقي تمييز نفسه عن الاحزاب القومية والاسلامية وان يعمل وسط الاحياء الشعبية من اجل تحقيق برنامج حقيقي واضح الاهداف , لا ان تتحول طموحات اليساري العراقي الى مجردالحلم بالحصول على مقعد برلماني , او حقيبة وزارية .

ان النضال مقابل ثمن مادي يحول اليساري العراقي الى مجرد مرتزق .ان الكثير من اليساريين يستسهلون الكتابة والنشر في شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من المواقع العلمانية واليسارية ,لذا هم يخبطون خبطا عشوائيا بين المفاهيم والمصطلحات ولا يميزون بين اليسار واليمين .

ختاما تبقى المشاركة في الانتخابات البرلمانية من عدمها حرية شخصية , ولكن للحصول على نتائج من اجل تغيير الاوضاع علينا المشاركة في الانتخابات البرلمانية بكثافة عالية جدا او مقاطعتها بنسبة كبيرة جدا , والاحتمال الثالث هو القيام بعصيان مدني عام وشامل والذي لايمكن ان ينجح في العراق لانقسام المجتمع افقيا وعموديا .ان ثقافة القطيع والحاكم المستبد لازالت تعشعش في عقول الكثير من اليساريين العراقيين , وكذلك تضخم الانا واليقين المطلق بصحة افكار اليسار دون التفكير بالقيام بمراجعات فكرية ودون القبول بالحوار والدخول في طاولة مستديرة بين اطراف اليسار العراقي والقبول بالنقد الذاتي .

ان اليسار العراقي يعيش في المنطقة الرمادية حيث يتردد الناخب في انتخاب اليساريين ويلجا في اللحظة الاخيرة الى انتخاب القوائم الطائفية والقومية والعشائرية والعرقية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد من مكة الى المدينة
- موقف العقيد محسن الرفيعي من اداء الضباط الاحرار
- بعض من اسرار حركة 14 تموز 1958
- بعض الخفايا عن حركة 14 تموز 1958
- الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية
- هوية الجندر والموضة
- هوية الانثى من الناحية الثقافية
- البحث في الهوية الانثوية
- اسماء اطلقت على العرب المسلمين
- علاقة الشعوب المقهورة بالاسلام
- هوت التحرير في خدمة الانسان
- الانحياز الى لاهوت الرجاء
- تهنئة الى اسرة الحوار المتمدن
- العبودية تجدد نفسها
- صناعة المواطن والاعلام في الظرف الراهن
- دولة الجواري :شجرة الدر نموذجا
- توظيف الغلمان للمتعة
- الهندسة الاجتماعية في صناعة الجواري
- الحياة الثقافية في العقل اللاواعي : الجواري والغلمان نموذجا
- الثقافة وعلاقتها بالهندسة الاجتماعية


المزيد.....




- بالأسماء.. 48 دول توقع على بيان إدانة هجوم إيران على إسرائيل ...
- عم بايدن وأكلة لحوم البشر.. تصريح للرئيس الأمريكي يثير تفاعل ...
- افتتاح مخبأ موسوليني من زمن الحرب الثانية أمام الجمهور في رو ...
- حاولت الاحتيال على بنك.. برازيلية تصطحب عمها المتوفى إلى مصر ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: قادة التكتل يتوعدون طهران بمزيد من الع ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر على القطاع وانسحاب من النصيرات وتصعي ...
- قبل أيام فقط كانت الأجواء صيفية... والآن عادت الثلوج لتغطي أ ...
- النزاع بين إيران وإسرائيل - من الذي يمكنه أن يؤثر على موقف ط ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي يشيد بقرار الاتحاد الأوروبي فرض عقو ...
- فيضانات روسيا تغمر المزيد من الأراضي والمنازل (فيديو)


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - وليد يوسف عطو - الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي