أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شكيب كاظم - علي حسين في كتابه -دعونا نتفلسف-.. كيف استطاع دراسة 25 مفكراً غيروا حياتنا؟















المزيد.....

علي حسين في كتابه -دعونا نتفلسف-.. كيف استطاع دراسة 25 مفكراً غيروا حياتنا؟


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 6 - 08:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


هذا هو الكتاب الثاني للكاتب الصحفي والباحث العراقي الأستاذ علي حسين، بعد كتابه (في صحبة الكتب) اللذين نشرهما في صحيفة (المدى) وإذ تمعّنا في الكتاب الأول بالاطلاع على حيوات العديد من كبار الأدباء ومنجزاتهم الإبداعية والفكرية، فان الباحث علي حسين جعل كتابه هذا، وقفاً على الفلاسفة، منذ البدايات، هيرا قليطس، مروراً بسقراط الذي تجرع السم دفاعاً عن آرائه، قائلاً لجلاديه، إذا حكمتم عليَّ بالموت، فلن تجدوا من يحل محلي بسهولة، هذا والمقولة، تذكرني بمقولة جراح عراقي ماهر، قال لجلاديه، حافظوا على أصابعي ، فأني نذرتها لمداواة الناس، واقفاً علي حسين عند رينيه ريكارت، الذي شاعت عنه مقولته في الشك الذي يوصل إلى اليقين، وتأثر بها كثير من الباحثين، لعل من أقربهم إلى الذهن الدكتور طه حسين في دراسته للشعر الجاهلي، ولكن أرى إن العرب والمسلمين قد سبقوا ديكارت في هذه المقولة، فها هو الحسن بن الهيثم (354 – 4300 هـ) يؤكد في كتابه (الشكوك على بطليموس) إن “الحق مطلوب لذاته، ولكل مطلوب لذاته فليس يعني طالبه غير وجوده، ووجود الحق صعب، والطريق إليه وعر، والحقائق منغمسة في الشبهات ، وحسن الظن بالعلماء في طباع جميع الناس (…) طالب الحق هو المتهم لظنه فيهم (…) المتبع المحجة والبرهان، لا قول القائل الذي هو إنسان، المخصوص في جِبلته بضروب الخلل والنقصان، تراجع – دراسة (الموضوعية ووحدة الحقيقة) الدكتور ياسين خليل – مجلة المجمع العلمي العراقي العدد الرابع. المجلد الحادي والثلاثون. ذو القعدة (1400 ه – تشرين الأول 1980 م ص115 فضلاً عن مقولة أوضح لأبي حامد الغزالي (5050هـ) “.. إن الشكوك هي الموصِلة إلى الحق، ومن لم يشك لم ينظر ومن لم ينظر لم يبصر، ومن لم يبصر في العمل بقي في العمى والظلال” تراجع دراسة الأستاذ طه باقر (التدوين التاريخي، بداياته وإسهام تراثنا الحضاري في تطويره) مجلة المجمع العلمي العراقي العدد الأول، المجلد الحادي والثلاثون، صفر 1400 هـ – كانون الثاني 1980م ، ص129).
وإذ مكنت حالة الثراء التي كانت عليها أسرة ديكارت، مكنته من التفرغ للبحث والكتابة، مما يؤكد ضرورة التفرغ للباحثين، كي يقدموا ثمرات العقول، فضلاً عن عزوفه عن الزواج فاني أجد تناغماً مع هذا السلوك لدى شوبنهاور الذي ورث عن أبيه ثروة ستضمن له عيشة مريحة، وعدم اضطراره لممارسة أي نوع من الأعمال، تنظر ص34 فان شوبنهاور كان يسخر من الزواج، حتى لو قاد ذلك إلى انقراض الجنس البشري، وهو ما دعا إليه أبو العلاء المعري وطبقه على نفسه، وقد سبقهما في دعواهما هذه.
الباحث علي حسين في كتابه (دعونا نتفلسف) والذي وضع له عنواناً فرعياً (كيف إستطاع 25 مفكراً تغيير حياتنا) قدم لنا سيراً لخبرات خمس وعشرين فيلسوفاً ومفكراً، وقد رأى عزوفاً عند كثير من القراء، في الولوج إلى عوالم الفلاسفة، لما وقر في الأذهان، من أنها تحتاج إلى كد ذهن وإعمال فكر، والناس مجبولون على حب الراحة واليُسر، لكن علي حسين يرى أنه وقد قرأ كتابات عديد الفلاسفة، سارتر وماركيوز وبراتراند رسل وعشرات غيرهم، فقد فهم أقوالهم ، لأنهم أساساً يهدفون للوصول إلى القارئ، فقد أزمع محاكاتهم بأن يقدم للقراء كتابة في الفلسفة، لها ولو بقدر بسيط من الوضوح كتابة تشبه أحاديثنا في المقاهي، كي يبرهن للقراء، أن ما تعورف عليه من صعوبة الفلسفة هو أقرب إلى الوهم، كما بشرنا استأذنا علي جواد الطاهر، بأن اللغة العربية ليست صعبة في مقالة نشرها في جريدة (الجمهورية) سنة 1974! الكتاب هذا يدل على قراءات واسعة في عوالم الدراسات الفلسفية، مثالياً ما كان منها أم مادياً ، ملحداً أم مؤمناً أم بين بين، وهنا نجد الفرق الشاسع بين نظرات هؤلاء الى أمور الحياة وما وراء الطبيعة وظواهر الكون، حتى لتحار في هذا التضاد الفكري الناتج عن الفروقات الفردية بين البشر تقرأ الفصل الخاص بالمفكر الالماني هربرت ماركيوز، فتعجب لتأثير الأفكار والكتب في الناس، حتى أن كتاباً ، سار ذكره في الركبان وهو (الإنسان ذو البعد الواحد) يكون سبباً في إقالة باني فرنسا الحديثة الناهضة بعد سنوات الحرب الثانية والاحتلال الالماني لها، واعني به الجنرال شارل (يقول، فيما عُرِف بربيع سنة 1968، أو إنتفاضة طلبة باريس فتحترم هذه الشعوب التي تقرأ ، وتفهم ما تقرأ ، وتتأثر به، وكأن أفكار مركيوز تعيد للذاكرة أصداء أفكار فولتير ومونتسكيو وجان جاك روسو التي كانت مهاداً لما عرف بـ (الثورة الفرنسية) سنة 1789، هذا الكتاب (الإنسان ذو البعد الواحد) لماركيوز، ينعى على العقل البشري نظرته الاحادية للاشياء التي توقعه في البلادة والتصحر، إنه يفسر – كما يقول الباحث علي حسين – لماذا على الطلبة أن يغضبوا ويقودوا التغيير، لأن الطلبة هم الفئة التي لم ترتبط بعدُ بعجلات الانتاج والمصالح الاقتصادية، التي قضت على الأمل في تغيير المجتمع، إنه ينتقد المجتمع الرأسمالي، ولا يمنع أفكاره من فضح المجتمع الاشتراكي وتطبيقاته المتعسفة، فالمجتمع الصناعي، مجتمع الوفرة يجعل الإنسان يقبل الاستبداد مقابل بضع مواد إستهلاكية جعلته يضحي براحته من أجل اقتنائها ، نقرأ تأثر المفكرين وصدى أفكارهم الذي يهز المجتمعات المتقدمة، ونقارنها بحال الناس في دولنا الغافية، فتجد البون شاسعاً وقاهراً ومؤلماً، ويأتيك من البطرين من ينعى على المفكرين العرب عزلتهم وانعزالهم وخفوت تأثيرهم.
كتاب (دعونا نتفلسف) للباحث علي حسين والصادرة طبعته الاولى عن دار أثر للنشر والتوزيع ، قدم لنا شذرات والتماعات من حيوات وأفكار خمسة وعشرين مفكراً وفيلسوفاً هم فضلاً عن ما ذكرت: إيمانوئيل قانط، وهيغل ، وكير كجارد، وجون ديوي، وافلاطون، والبيركامو، وباروخ اسبينوزا، وبرجسون، وشبنجلر، ومارتن هيدجر، وديفيد هيوم، وميكافيللي، ونيتشه، وكارل ماركس.
ومن أجل تقريب الشخصية المدروسة، لأذهان القراء، فانه كان يُنهي كل فصل من فصول كتابه بما الذي يجب أن نقرأه عنه، كذلك يقدم لك ثبتاً بمصادره في العربية، كي يسهل للقارئ مهمة الرجوع إليها وعقد وشيجة بين الطرفين، وما اكتفى علي حسين بذلك بل قدم لنا ثبتاً ، فهرساً، مسرداً بمئة كتاب فلسفي قد يحتاج القارئ والدارس للرجوع إليها، داعياً لنا أن نشاركه شغفه بها، وعشقه لها، وان نستمتع بنظريات وحكايات وأحاديث ومعارك دارت من أجل نشر المعرفة وإرساء قيم العدالة والحق وإعلاء شأن العقل.
(دعونا نتفلسف) كتاب يحبب لنا الفلسفة والدرس الفلسفي، من غير إخلال بقواعد البحث والكتابة، واسلوب سلس وسهل، يفيد منه القارئ الاعتيادي، فضلاً عن المتخصص.



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة أراء الدكتور صادق جلال العظم الحب العذري حقيقة أم وهم ...
- الولع: يبدأ من مطار هيثرو رواية بوليفونية آسرة وطاقة سردية ب ...
- كاتبات يعوضن ضعف أدوات السرد بطرق الأبواب المغلقة رويٌّ لكشف ...
- يعقوب الربيعي يستنطق (صمت الغرانيق) قصص ترسم ظلال الحرب على ...
- حميد المطبعي من أصحاب الأساليب الكتابية...موسوعي فلسفي ومقال ...
- عبد الستار ناصر يصطاد لآلئ النصوص في سوق الوراقين قاص أبدع ق ...
- حين تثري المعرفةُ الفنَ الروائيَ باتريك زوسكيند في روايته (ا ...
- علي السباعي في (ايقاعات الزمن الراقص) تصوير لحِلْكة الحياة ا ...
- العراق في القلب برغم البعاد صموئيل شمعون يصور لنا حياة (عراق ...
- طه حامد الشبيب في روايته (حبال الغسيل) رواية تحكي الوجع العر ...
- إطلالة على حياة عوني عبد الهادي وجهاده
- إنهم يكتبون عن أنفسهم.. أيجوز هذا؟
- قراءة مغايرة لعالم إحسان عبد القدوس: «أصابع بلا يد» ومهاجرون ...
- يوم كان صدر المجتمع العربي رحباً
- الباحث عبد الغني الملاح يبحر في اوقيانوس المظان...هل استرد ا ...
- (الاستشراق) لإدوارد سعيد وحذاقة كمال أبو ديب في ترجمته
- شباب متمرد...نصير الجادرجي في مذكراته
- حسب الشيخ جعفر يسرد لذائذه المسكوفية شباب مُتقد يحيله الزمن ...
- رقة الشعر إزاء قسوة الجلاد...جوزيف برودسكي يحاكم بتهمة التبّ ...
- كاظم عبد الله العبودي: صوت شعري غَرِدْ لغة جواهرية النسج.. و ...


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شكيب كاظم - علي حسين في كتابه -دعونا نتفلسف-.. كيف استطاع دراسة 25 مفكراً غيروا حياتنا؟