أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم الزكي - كنت هناك في معتقل قصر النهاية















المزيد.....

كنت هناك في معتقل قصر النهاية


كريم الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 5859 - 2018 / 4 / 28 - 07:57
المحور: حقوق الانسان
    


شهادة للتاريخ عن مصلخ بشري أسمه قصر النهاية
البعثيون يعودون من جديد في انقلابهم الأسود الجديد في 17-30 تموز من عام 1968 .
في خريف العام 1968 جرى افتتاح معتقل قصر النهاية من جديد بعد أن ضمنوا بقائهم في السلطة بشكل كامل وبدون منافسة.
وبرز بالواجهة من جديد اسم المجرم ناظم كزار والذي كان معتقلاً في عهد حكومة العارفين كونه أعترف بقتل أكثر من 50 شيوعي وتحت التعذيب بعد انقلاب 8 شباط 1963 ..
عين كزار مديراّ عاماّ للأمن العامة ورئيس جهاز الأمن القومي ( منظمة حنين التي كان يرأسها صدام حسين ) وهذه المنظمة مختصة بالقتل والخطف والاغتيال ومن اشهر أعضائها المجرم طه الجزراوي .
افتتح قصر النهاية من جديد ليكون مجزرة بشرية لمئات العراقيين , وأولهم الشيوعيين وفي خريف سنة 1968 بدأت الاعتقالات وأبرزهم المجرمين من فرق الموت البعثية , ناظم كزار وحسن المطيري و محمد فاضل و زهير و سالم الشكرة و أبو أحلام و صباح ميرزا والكثير من كوادر حزب البعث وجلاديه ..
اُعتقلت في بداية كانون الثاني سنة 1969 إلى اواسط شهر ايار سنة 1970 كانت هناك دورات تدريب لكل كوادر البعث ومن جميع المحافظات العراقية وقسم منهم من فلسطين يجري تعليمهم وتدريبهم على طرق التعذيب والقتل في قصر النهاية . حتى صدام كان يحضر الى قصر النهاية وبفترات قريبة للإشراف بنفسه على طرق التعذيب والقتل ورمي الضحايا بأحواض التيزاب ومثرمة اللحم والتي استوردوها خصيصاّ من جمهورية ألمانيا الغربية في حينها لهذا الغرض , الذي جرى في هذا المعتقل اعتقلوا تقريبا جميع قيادات وكوادر القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي وجرى إعدامهم جميعا أما قائدهم عزيز الحاج وبعض القيادات من الذين خانوا ولا يتجاوز عددهم بضعة أشخاص تم الأفراج عنهم . الكثير من المعتقلين توفوا بسبب التعذيب الشديد وكثيرون بسبب تقيح الجروح والغرغرينا .
واللافت أن مجموعة تم إعدامهم وبدون أي محاكمة نشرت صورهم واللقاء بهم داخل قصر النهاية من قبل الصحافة اللبنانية (مجلة الصياد ) في العام 1970-1971, وعلى أساس يتم أطلاق سراحهم.
الشيوعيين من جماعة القيادة المركزية للحزب الشيوعي العراقي من المعتقلين كان نصيب الكثير منهم في أحواض التيزاب أو مثرمة اللحم أو وضعوا في أكياس ورميت أجسادهم في نهر دجلة أو قناة نهر الخر والذي يصب في دجلة . أن الذي جرى على الشيوعيين وقوى يسارية وقومية أخرى كالذي جرى على المعتقلين في ألمانيا النازية من حيث البشاعة في المعتقلات النازية الهتلرية . وكشاهد عيان كنت ضمن الضحايا رأيت الجلادين في قصر النهاية كيف كانوا يعذبون المعتقلين . رأيت شيوعي كنت سجين معاه في سجن نقرة السلمان سنة 1966 وهو سامي أحمد أبو وميض كانوا يحملونه على ظهر أحد المعتقلين وبعد ساعات يعود محمولاً كذلك لآنه لا يستطيع حتى الوقوف على رجليه, و زنزانته كانت مقابل زنزانتي تحت ملعب التنس الملكي , أما أنا فتعرضت الى كسر في أضلاعي وسقطت جميع أظافر أصابعي من شدة الضرب عليها وخلع كتفي أثناء شد الأيدي من الخلف ويتم التعليق فيدمر الجسم بالكامل بعد لف الذراعين وخلعهم يتم رفع الإنسان عن طريق ونج وحبل معلق بعتلة المروحة السقفية , إضافة الى الكرسي والذي يشبه كرسي الإعدام في الأفلام الأمريكية حيث يربط الرأس والأيدي والأرجل , وعلى الرأس تسقط قطرات الماء وفي الجانب مصدر تيار كهربائي لصعق الضحية , ويتم الحرق بواسطة ولاعة السكائر للشارب وحواجب العين , وغالباً ما يتم الضرب بأي شيء , وكان المجرم سالم الشكرة يعذب المعتقلين بواسطة قضبان الحديد وما شابه وكانوا يلقبونه أبو عقرب , ومن المفارقات أن المضمد الذي يضمد الجراح الكبيرة والتي لا يمكن شفائها إلى بتداخل جراحي هو أيضاً يقوم بتعذيب المعتقلين, ويترك المعتقل في الغالب بدون علاج ينتظر الموت ببطء, وفي هذا الحالة يكون مصيره مجهول أما في حوض التيزاب أو يقطع ويضعونه في كيس ويلقى في نهر دجلة أو مكان خارج المدينة وحتى بدون دفن , ومن المعتقلين الذين تم رميهم في أحواض التيزاب عبد الأمير سعيد وحاتم سحان وصالح العسكري وحسب أدعاء الجلادين على أنه عقاب لكل معادي للثورة وحزب البعث , , وكان الجلادين يتباهون كيف أن التيزاب يلتهم الإنسان بسرعة , وفي أحيان كثيرة يطلقون عبارات من الشتائم على الشهداء الذين صمدوا وبدون أن يحصلوا منهم على أي اعتراف أو ضعف. التعذيب والقتل وما يسمونه تحقيق يجري في الليل , وفي النهار فقسم من الجلادين يذيعون أسماء لقسم من المعتقلين الذين جرى قتلهم مسبقاً على أنهم سيخرجون الى بيوتهم وآخرين سيتم إعدامهم . ومن أساليبهم بعد الاعتقال والتحقيق يرمون الضحايا في السرداب وهو قبو يعود الى ايام العائلة المالكة , وغرف القصر كثيرة في الطابق الثاني وملعب التنس الذي كانت زنازينه مبنية تحت سقف الملعب ومساحة الزنزانة متر عرض وطول مترين , وهناك معتقل تم بنائه من غرف كبيرة فيه عدة أشخاص , وهو مختلط من كل المعتقلين من شيوعيين سياسيين ويساريين ويهود بتهم التجسس , وقوميين من أنصار حكومة عارف التي تم اسقاطها بالانقلاب الذي قام حزب البعث وبمساعدة المخابرات الأمريكية بواسطة شركائهم في الانقلاب النايف و الداوود في 17-30 تموز 1968
كان معنا تقريباً كل وزراء حكومة عبد الرحمن عارف . ومنهم طاهر يحيى هذا الرجل كانوا يشبعونه ضربا يومياّ وكانت زنزانته قريبة من الزنزانة التي كنت فيها ,وهذه الزنزانات تم بنائها تحت مدرج التنس في قصر الرحاب , ( السرداب ) أسفل القصر الملكي القديم قصر الرحاب ...مظلم وتتساقط منه مياه المجاري العفنة وكنا محشورين فيه حشراً وخاصة الشيوعيين والعسكريين من حكومة عارف الثاني... و المدرج أو الملعب كانت العائلة المالكة تمارس الرياضة ولعبة التنس فيه .
عبد العزيز العقيلي .وزير الدفاع و ضباط كبير في الجيش العراقي , كان معنا في سرداب القصر المظلم,.والعقيلي أيضاً أصدر أوامره للأنضباط العسكري أن يطلقوا النار على العسكريين الهاربين من الخدمة العسكرية في فترة حكومة الأخوين عارف. العقيلي مارسوا معاه اشد أنواع التعذيب يتركوه للراحة بضعة أيام ومن ثم يعاودوا على تعذيبه وفتح جروحه من جديد ولم يستطيعوا إكراهه على الاعتراف بما يملونه عليه من اعترافات . إما إبراهيم فيصل الأنصاري كان قبل أيام من اعتقاله رئيساّ لأركان الجيش العراقي هذا الرجل أنهار بعد دخوله الى السرداب بعدة دقائق وأخذ ينادي على الحراس , وجاء شخص يسمونه الرائد أو (العقيد)وهذا مختص بشبكات التجسس حيث جرى حديث بينهم وأخرجوه من السرداب ولم أراه بعد ذلك( أعترف عليه سائقه نائب ضابط ), والذين رأيتهم في سنة 1969 وسنة 1970 . على ما أذكر الأسماء البارزة 1- عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء سابق 2- شاكر محمود شكري وزير دفاع سابق 3- شقيق شاكر محمود شكري 4- همام ألمراني *شيوعي* من الصابئة 5- سامي أحمد أبو وميض *شيوعي *6 – حاتم سجان *شيوعي* 7- محمد كريم *شيوعي* 8- فائق الياس *شيوعي* 9- صالح العسكري *شيوعي *10- عزيز الحاج -11 * غازي أنطوان * شيوعي*– 12*كريم جبار * شيوعي *-13الشهيد عزيز فعل ضمد ( مناضل فلاحي شيوعي ) 14- صباح الياس *شيوعي* .15 * باسم أنطوان * شيوعي من نينوى والعشرات من كوادر وقواعد القيادة المركزية .

وكذلك العشرات من الطائفة اليهودية العراقية وأبرزهم التاجر إبراهيم شاشا وولده الذي تم اغتصابه أمام أنضار والده من قبل الجلادين البعثيين وقتلوه و رموا جثته من الطابق العلوي للقصر . والذين كانت تهمهم تجسس جميعهم تم إعدامهم وفيهم الكثير من الطبقات الكادحة وأبرياء ولا يعرفون شيئا عن سبب اعتقالهم .
على أنقاض قصر النهاية تم بناء اكبر مجمع للمخابرات في العراق والشرق الأوسط وفي المخابرات ذاق العراقيين كل أصناف الموت أيضاً , أنها أبشع معتقلات العراق الصدامي .. وبعد تصفية ناظم كزار وأتباعه , تم تحويل كل دوائر الأمن والأمن الحزبي البعثي الى ما يشابه قصر النهاية .... وأكبر معتقل للتحقيق و للتعذيب وفيه أحواض تيزاب بعد قصر النهاية يسمى (مركز التطوير الأمني التابع للأمن العامة على نهر دجلة في منطقة مسبح الكرادة الشرقية في بغداد...
الملاحظ أن العراقيين تحملوا كم هائل من عذابات قوى الأجرام والقتل وكانوا مشروع للشهادة بمختلف أطيافهم الوطنية والقومية والإثنية ,

ملاحظة مهمة :
أعتقلت مرتين في قصر النهاية الأولى من 2-1-1969 وبقيت أكثر من خمسة أشهر وأطلق سراحي لعدم وجود دليل ضدي والثانية تم في أوائل الشهر الخامس من سنة 1970 وكان أعتقالي بسبب نشري معلومات عن معتقل قصر النهاية في جريدة طريق الشعب البغدادية عن المعتقلين وأسمائهم ,وأيضاً أطلق سراحي بعد فترة عدة اسابيع وكان دور رئيس مجلس السلام العالمي روميش جاندرا وأصراره لأطلاق سراحي أثناء أنعقاد مؤتمر السلام في بغداد , وهنا كان الدور البطولي لزوجتي وعدم خوفها من بطش سلطة البعث الفاشية ودخولها لقاعة المؤتمر وحديثها أمام مندوبين مؤتمر السلام أثار موجة من السخط والأحتجاج داخل المؤتمر بحيث تعهد ممثل الحكومة العراقي القيادي البعثي مرتضى سعيد عبد الباقي في المؤتمر على اطلاق سراحي خلال ساعات , وفعلاُ تم اطلاق سراحي وبعدها بقيت مختفياً عن الأنظار لمدة أكثر من سنتين لحين نهاية ناظم كزار وعصابته على يد زميلهم صدام حسين بعد الأنقلاب الفاشل الذي قام به ناظم كزار



#كريم_الزكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى ميلاد القائد العظيم لينين
- القناصين الأسرائيلين والأمريكان في موسكو 3 أكتوبر 1993
- 8 شباط الأسود 1963
- (خيانة تروتسكي للبلاشفة)
- أغتيال سيرجي كيروف ( نائب ستالين ) ومن هم المجرمين الحقيقيين
- الحركة الشيوعية العالمية والموقف من التحالفات المشبوهة
- الأخ العزيز نيسان سمو الهوزي المحترم
- مجداَ لذكراك رفيقنا العزيز آرا خاجادور ستبقى في وجدان كل الع ...
- بعض أحداث وإسرار الانتفاضة العسكرية التي قام بها الشيوعي الب ...
- من أجل حل أزمة اللاجئين يتطلب التضامن الفعال (الحروب والأزما ...
- مجرمي العصر أحفاد الحرس القومي الفاشي ( الدواعش) في الموصل
- في العام 1968 و بمناسة ثورة اكتوبر احتفل عمال بغداد في ساحة ...
- ثورة أكتوبر مناراَ وهاجاَ للطبقة العاملة وطريق كل الأحرار صو ...
- الانتفاضة الشيوعية المسلحة في الثالث من تموز 1963
- بحر ايجة والقتل المتعمد للمهاجرين من سوريا والعراق
- مقال الاخ طالب الجليلي عبارة عن مجموعة اخطاء
- حول كتاب عشرة ايام هزت العالم * جون ريد *
- *قراءة في كتاب عشرة ايام هزت العالم*
- النهج الضبابي والانتهازي لن يخدع الجماهير (رفض الشعب العراقي ...
- توضيح مهم للذين أرتكبو اخطاء تاريخية في سردهم لأحداث الانتفا ...


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كريم الزكي - كنت هناك في معتقل قصر النهاية