أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -4















المزيد.....

نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -4


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 5850 - 2018 / 4 / 19 - 18:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -4
حقائق يجهلها الباحث او يتجاهلها

بشعور الامتنان يشيد الدكتور منصور بتلك " القائمة من النبلاء اليهود أزالت غشاوة الحنجورى من عندى ومن عند زوجتى" . والحنجوري ، كما عرّفه الدكتور ذلك الذي ينافح بحنجرته، ممن يستبدلون الصوت المرتفع بالحقائق. اما الحقائق فكما استلهمها من مخالطته للأصدقاء الجدد والتسهيلات التي قدموها له . لست في وارد الطعن في أصدقائه ممن "سعدت بالتعرف اليهم ، وتكلمت عنهم لأثبت للمرضى من العرب أن الاسرائيليين ليسوا شرّا محضا ، بل هم مثل كل البشر فيهم المتطرفون وفيهم المعتدلون وفيهم النبلاء الأطهار" . فاليهود في أنحاء العالم وفي أميركا بوجه خاص موزعون بين ملتحق بالصهيونية ومناهض لها وتلاوين متباينة بين القطبين. هناك العديد من اليهود المتضامنين مع عدالة القضية الفلسطينية. ولكن لم يبدِ الباحث موقفا من اصدقائه حيال الاحتلال ومشاريعه التهويدية الإحلالية . والصمت حيال الظلم تأييد للظلم. كل ما في الأمر انهم اكرموا وفادته.
الجمهور الأميركي يتفهم المشروع الصهيوني ويتعاطف معه.هناك تماثل يصل درجة التماهي. استنبط المستوطنون الأوروبيون في القارة الجديدة قوانين حق القوة التي استنسخها المستوطنون اليهود بعد قيام دولتهم:
* القوة في حد ذاتها مصدر للمشروعية، وبها وليس بغيرها يتحول الاغتصاب إلى حيازة، والحيازة الى ملكية تسن القوانين الجديدة في تنظيم علاقات القوة والغلبة.
*مالك الأرض ليس صاحب صك الملكية ، إنما القادر على زيادة انتاجيتها وتكثير إنتاجها.
*عرف المستوطنون في أميركا حدود امن وحدود سيادة، مارسوا حدود السيادة ثم رسموا حدود الأمن. وهذا ما نقلته إسرائيل فيما بعد ومارسته. حدود امنها تصل إيران وباكستان وجنوب السودان.
* بقيت إسرائيل تتمسك بخرافات التوراة وقوانين القوة الغاشمة حتى بعد ان تقوضت روايتها التوراتية بدانات العلم . قطع علماء آثار ومؤرخون، بينهم يهود ، مثل البروفيسور زئيف هيرتسوغ وهو مدرس في قسم آثار وحضارة الشرق القديم في جامعة تل أبيب بأن " ّ الحفريات الأثرية المكثفة في أرض إسرائيل خلال القرن العشرين , قد أوصلتنا إلى نتائج محبطة، كل شيء مُختلق ، ونحن لم نعثر على شيء يتفق و الرواية التوراتية؛ إن قصص الآباء في سفر التكوين إبراهيم - يعقوب- اسحق هي مجرد أساطير".
تبين ان دولة اليهود القديمة لم تقم بالفضاء الفلسطيني ، إنما في فضاء آخر ينطبق عليه أسماء الأماكن ومواقعها حسب نصوص الأسفار دلالة على أن مدوني أسفار التوراة أقاموا على أرض غير فلسطين، أرض تضم الأماكن الوارد ذكرها في أسفار يوشع والملوك ونبوخذ نصر الخ .
تم التعتيم على استنتاجات زئيف هيرتسوغ؛ وللأسف الشديد لم ينتبه العرب والفلسطينيون الى هذا الاستنتاج ولم يوظفوه في الأنشطة السياسية والثقافية ، خاصة وأن المجتمع اليهودي في إسرائيل لديه شبه إجماع على الاستئثار بفلسطين، وترتفع الأصوات بوجوب التهجير.
أشار لورانس دافيدسون، أستاذ التاريخ بجامعة ويست تشيستر بولاية بنسلفانيا الأميركية أن للتربية هدفين رئيسين: تلبية الحاجات المهنية للاقتصاد وتلبية مطلب الدولة لمواطنين مخلصين. ومن اجل الهدف الثاني تكشف التربية عن وجهها المظلم. يٌقدم دافيدسون ما يؤكد وجهة نظره مثال دافيد سارنا غالدي، درس في مدرسة يهودية بمدينة نيويورك وحضر معسكرات صيفية للطلبة اليهود وواظب على حضور الصلوات بالكنس وامضى الإجازات مع الأسرة في إسرائيل. يقول غالدي انه حصل على تربية صهيونية يهودية أميركية صارمة وبالنتيجة لم يسمع كلمة واحدة قط عن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ولا حتى كلمة "احتلال".لم يعرف بأمر الاحتلال وتفرعاته إلا بعد ان هاجر إلى إسرائيل.
في ضوء العلاقة العضوية التي تربط إسرائيل بالولايات المتحدة، وبالإشارة الى طروحات الباحث المتمرس المحابية لإسرائيل، يفرض السؤال نفسه : هل تمت كل تلك التسهيلات المقدمة له تطوع أفراد يهود بمحض الصدفة ، ام هي تداعيات مخطط لها بقصد الإيقاع بمفكر إسلامي مستنير؟ ليس كل يهودي صهيونيا. غير ان الباحث الإسلامي ينظر بعين الرضى الى اليهود "المتطرفين" ( الحقيقة انهم فاشيون)، اليهود الذين لم يعتذروا عن جريمة واحدة اقترفوها بحق الفلسطينيين بعين الرضى، ولم يبد منهم تلميح بالرغبة في العيش المشترك. في حوار أشار إليه ولا ندري هل هو متخيل ام حقيقي، اكد امله في المتطرفين الاسرائيليين فهم "أقل تطرفا من حماس ، وهم احرص على حياة الفلسطينيين من حماس"!! .
لاشك ان الدكتور منصور كابد كثيرا على أيدي الإخوان المسلمين . ولكن القرآن الكريم يحض على الترفع عن الغرض واتخاذ موقف حضاري قل ان يوجد مثيله لدى نهج حضاري آخر : "ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا ، أعدلوا هو أقرب للتقوى."
ربما لم يصل مسامعه ما كتب يوسف فايتس، مدير الصندوق القومي اليهودي ، كيرين كاييميت، في مذكراته ، مع أن كاتبا اميركا – بريت ويلكينز- ذكّر بالواقعة: "يجب ان يكون واضحا انه لا مكان لشعبين في هذه البلاد...وما من سبيل غير تهجير عرب فلسطين الى بلدان مجاورة ، ترحيلهم جميعا.. يجب أن لا نترك قرية او عشيرة". لهذه الغاية قُبِل اقتراح فايتس بتشكيل فريق لتفريغ القرى من سكانها وعهد إليه بقيادة الفريق. ولهذه الغاية وضع بن غوريون ودائرته الضيقة خطة دالت، والتي كان "الهدف الرئيس" منها ، طبقا للتوجيهات المقدمة لوحدات الميليشيا اليهودية، "تدمير جميع القرى العربية.. وطرد جميع السكان".
بينما الدكتور منصور يقارب المأساة الفلسطينية من منطلق ليبرالي ينشد السلام ويدعو لنسيان الماضي بمنأى عن مفهومي الوطن والوطنية، وعن الحق في الحرية وتقرير المصير وغيرها من قيم العصر الحديث، وبمعزل عن الحض القرآني على عدم مهادنة من ظاهروا واعتدوا واخرجوا من الديار!! اغفل الدكتور الباحث حقيقة أن السلام لا يتعايش مع الظلم واغتصاب الوطن ؛ حتى انه يزوّر الوقائع إذ يشهد "أن الفلسطينييين هم الذين بدأوا الهجوم على المهاجرين الاسرائيليين الأوائل فى العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى" (عدد5833 بتاريخ 2/4/2018).
في كتاب وجهه وزير خارجية بريطانيا عام 1919 الى رئيس الحكومة، ألقى بلفور الضوء على عبارة وردت في بيانه المشئوم . هي عبارة تمظهرت بالتفضل في نص البيان، تضمر تحت قناع "عدم الإخلال ب ‘الحقوق المدنية’"، نوايا إهدار الحقوق السياسية والاقتصادية لشعب فلسطين. شعب فلسطين هو الوحيد الذي حرم من حق تقرير المصير"، وذلك بالنظر لكون "الصهيونية اهم بكثير من مصالح ومزاعم سبعمائة الف فلسطيني يحيون على هذه الأرض العتيقة"، وهو ما ورد في كتاب بلفور. بالطبع أهم بالنسبة لمصالح الامبريالية في نهب ثروات المنطقة واستغلال موقعها الاستراتيجي. تواصل الازدراء لحقوق شعب فلسطين الأساس وإغفالها، عبر مراحل تمكين الكيان الصهيوني بفلسطين، ولا زال مركز حرص السياسة الامبريالية ، خاصة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. يبدو ان الدكتور منصور نسي هذه الحقائق البدهية.
بدعم الدول الأربع المتنفذة في ذلك الحين انتدبت عصبة الأمم بريطانيا على فلسطين. جاء في نص قرار العصبة ان على الدولة المنتدبة تفعيل وعد بلفور.سحبت الصياغة الأولى المتضمنة "تحويل فلسطين إلى وطن قومي لليهود"، لإخفاء الأطماع الفعلية للصهيونية. وفي العام 1942 ، وفي مؤتمر بالتيمور بالولايات المتحدة ، أفصحت الصهيونية عن هدف إقامة دولة في فلسطين.
بتعيين هربرت صمويل مندوبا ساميا على فلسطين عقّب اللورد كيرزون وزير خارجية بريطانيا بتصريح قال فيه " لم نجد اكفأ من السير هربرت صموئيل لتنفيذ وعد بلفور بولاء وإخلاص". فهو يهودي صهيوني يحظى بتأييد زعماء اليهود الصهاينة الذين أوصوا بترشيحه لدى مجلس الوزراء البريطاني، وأكد ذلك حاييم وايزمان، رئيس المنظمة الصهيونية العالمية، إذ قال: "انا المسؤول عن تعيين هربرت صموئيل في فلسطين، ان صموئيل صديقنا، ولم يقبل ان يقوم بهذه المهمة العسيرة الا نزولاً عند رغبتنا، نحن حملناه هذه الأعباء، ان صموئيل هذا هو صموئيلنا. . ..
صنفت قطاعات من الجماعات الصهيونية في فلسطين وخارجها صموئيل "اول حاكم يهودي لفلسطين منذ سقوط الهيكل "، بل المؤسس الفعلي لدولة إسرائيل. أرسى القوانين والترتيبات الإدارية التي تقوم عليها الدولة اليهودية. عمد صموئيل بعد تعيينه بأقل من شهرين ، الى إصدار اول قانون للهجرة المنظمة، وكنتيجة اولى لهذا القانون، منح خمسة وعشرين ألف يهودي صهيوني دخلوا الى فلسطين مع جيش الاحتلال البريطاني، الجنسية الفلسطينية ورخص لهم في التوطن والعمل، وألغى جميع القوانين والأنظمة العثمانية التي كانت تحرم على اليهود امتلاك الأموال غير المنقولة. أخذت تبزغ في ضواحي القدس معالم التهويد الأولى البارزة مع بناء المستعمرات الأولى على هضاب القدس التي اصبحت تدعى بالمستوطنات فيما بعد، وبلغ عددها ست عشرة مستعمرة، والأحياء احدى عشرة ضاحية يهودية . لم يكتف صموئيل بفتح ابواب فلسطين على مصراعيها للمهاجرين اليهود الصهاينة الذين تراوحت اعدادهم خلال فترة انتدابه قرابة الاربع وثمانين الف مهاجر يهودي؛ فخلال الفترة زادت مساحات الأراضي التي امتلكها اليهود من ستمائة وخمسين الف دونم عام 1920 إلى مليون وتسعة عشرة الفاً وخمسمائة واربع وسبعين دونما عام 1925. تقول السجلات ان صمويل اقتطع لليهود مباشرة مائتي الف دونم من اراضي مرج ابن عامر، ومائة وخمسة وسبعين الف دونم من اراضي الكبارة وعتليت وقيسارية. عمد الى المشروعات المهمة فسلمها الى اليهود وحدهم، وكان من أهمها امتياز الكهرباء الذي كان قد عرف باسم امتياز روتنبرغ ، مخولا ، بموجب الامتياز، نزع ملكية الأرض من أصحابها الشرعيين للاستيلاء عليها. منح صموئيل الوكالة اليهودية أرضا مساحتها الف دونم بأسعار رمزية، كما أهدت حكومة الانتداب للوكالة اليهودية ارض السلطان عبدالحميد في منطقتي الحولة وبيسان ومساحاتها مائة وخمس وستون ألف دونم.
زرع الفلاحون الفلسطينيون الأرض على تتالي الأجيال؛ غير ان العثمانيين ملّكوا سراة القوم ورؤساء العشائر في منتصف القرن التاسع عشر بعض الأراضي التي كدح عليها الفلاحون وأجدادهم عبر القرون. باعت عائلات ملكياتها من الأراضي، وآلت الى الكيرن كاييميت (صندوق الأراضي اليهودي). بهذه الوسيلة تملك الصندوق أراضي حول بحيرة الحولة وفي مرج بن عامر ووادي الحوارث. هبت فلسطين بأكملها تناصر فلاحي وادي الحوارث حين احضرت شرطة الانتداب في 15نيسان 1930 شاحنات لنقل المزارعين من مساكنهم على ساحل المتوسط جنوبي حيفا. كانت الأرض مطوبة باسم شيخ العشيرة ولحقه دين رهن كضمان للسداد أرض وادي الحوارث لتاجر من يافا ، الذي رهنها بدوره لبنك فرنسي. أقدم البنك على طرح الأراضي للمزاد العلني وطبيعي ان يفوز بها صندوق الأراضي اليهودي (كيرن كاييميت). سخطا على الفعلة النكراء تمرد أبو جلدة والهربيد وصعدا الجبال ثم القي القبض عليهما ونفذ فيهما حكم الإعدام. شهد عقد العشرينات وعقد الثلاثينات ترحيل آلاف الأسر الفلاحية من اماكن إقامتها. حينذاك ألح بن غوريون على المندوب السامي البريطاني ترحيل العرب غير المالكين للأرض الى شرقي الأردن.
فلسطين "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، حسب شهادة لورد شافتسبري، احد المسيحيين الصهاينة في القرن التاسع عشر ، وقبل أن تتشكل الصهيونية كتنظيم ممأسس. الخيط اللاظم لقرارت الصهيونية بكل اتفاقاتها واختلافاتها هو تحويل فلسطين بكاملها إلى دولة لليهود. لم تغب الاستراتيجية عن بصر وبصيرة العاملين ضمن المشروع الصهيوني داخل فلسطين وخارجها. اما الذين غاب عن بصيرتهم أفق الاستراتيجية المقترن بولاء الحركة للاحتكارات الرأسمالية اليهودية، وتصرفوا بوحي الضمير وبأفق إنساني يحترم حقوق الغير، أفق تآخي الشعوب وتعاونها المشترك، أمثال احد هعام والعالم أينشتين، فقد لفظتهم الصهيونية كأجسام غريبة.
بضمير مرتاح يزدري الشيخ أحمد منصورضحايا المذابح الصهيونية:"قامت عصابة شتيرن وأرجون بالهجوم على قرية دير ياسين فى 9 ابريل 1948 . وحدثت المذبحة المشهورة . عدد القتلى فيها فى التقديرات العربية يتراوح بين 250 و300 أما فى التقديرات الاسرائيلية فهو 109 . وهو عدد ضئيل لا يوازى الشهرة التي حظيت بها هذه المذبحة ، ولا يُقارن بأى حال بالمذابح التى يقيمها العرب لأنفسهم" . محزن للغاية ! مقياس الخطورة ما يزعمه المجرمون من أعداد الضحايا في مجزرة قيمتها الحركة الصهيونية في حينها "نصرا ساحقا"، وتباهى جزارها ، ميناحيم بيغن، نحن "خلقنا الرعب في أوساط العرب، بضربة واحدة قلبنا ميزان القوى الاستراتيجي" . قيمها ضابط الهاغاناة ، الياهو اربيل : "شاهدت حروبا عديدة، لكنني لم ار ما شاهدته في دير ياسين، "أجساد النساء والأطفال ممن اغتيلوا داخل بيوتهم بدم بارد".
وبعد النكبة انتصب التمييز العنصري بكل أثقاله على المواطنين العرب ، أصحاب البلاد الأصليين: قضية السكن جرح بليغ تسمم وأحدث حالة غرغرينا عبر سبعين عاما. السكن يعني الأمان والطمانينة. والمسكن هو المكان الذي يوفر الأمان والطمانينة. غير أن سلطات إسرائيل المعنية تماطل لسنوات في إعطاء تراخيص البناء فتضطر الأسر ، تحت ضغط التفجر السكاني، للبناء بدون تراخيص، الأمر الذي يضعها دوما في دائرة القلق بشأن المبنى المشيد ب"تحويشة " العمر دون ان يوفر السكن. حاليا يوجد قرابة الخمسين ألف مسكن مهددة بالهدم في منطقة الجليل ، ومثلها بالقدس ، ومئات المساكن في النقب.
يورد آرثور ماكغوريل ، الصحفي البريطاني الذي أمضى سنوات مراسلا في جنوب إفريقيا ، ثم انتقل الى فلسطين، ان وزارة الإسكان الإسرائيلية خصصت 25دولارا في ميزانيتها للعام 2002، لكل عربي، مقابل 2700 دولار لكل يهودي. وفي العام ذاته، خصصت وزارة الصحة الإسرائيلية من اصل 61 مليون دولار لتطوير الرعاية الصحية، حوالي مليونين ونصف مليون دولار لفلسطينيي ال48. كما يكشف النقاب عن العنصرية في مسالة التوظيف.
وينقل المفكر الأميركي نوعام تشومسكي عن مستشاريْن سابقيْن لرئيس بلدية القدس الإسرائيلي في كتاب ألفاه عام 1992، حمل عنوان "تمييز ولا عدل" ، اكدا فيه ان إسرائيل انتهجت منذ العام 1967 سياسة توسيع الوجود اليهودي في القدس الشرقية، ومنع نمو الأحياء العربية المجاورة، مما دفع العرب الى الرحيل، وفصل الأحياء العربية خلف المستوطنات اليهودية.
هذه الوقائع، التي شرب حولها ستار من الصمت، قد تكون مخفية عن عيني الدكتور منصور، مثلما اخفيت عن الطالب اليهودي دافيد سارنا غالدي؛ إلا انها تسبب المعاناة القاسية لمئات البشر كل ذنبهم انهم عرب سكان البلاد الأصليين.
يوغل الشطط بعيدا بالباحث المتمرس لدرجة "أن نتخيل فى أحلام اليقظة أن غزة قد اصبحت دولة مستقلة تتمتع بعلاقة سلام مع اسرائيل وبقية جيرانها ، وتقيم دولة ديمقراطية مدنية حقوقية ، وتستغل موقعها الفريد وسكانها فى تأسيس ازدهار اقتصادى مبنى على الانفتاح الإقتصادى( انفتاح سداح مداح على طريقة السادات!) ، بأن تتحول الى سوق حرة مفتوحة" .
هل يمكن قيام دولة مستقلة في كنف إسرائيل ، التي نزعت عن الدولة المتحررة في الجوار استقلالها؟ وماذا تعود السوق الحرة غير شحن شهوة الاستهلاكية المدمرة للاقتصاد الوطني بطاقة لا تنضب إلا بنضوب السيادة الوطنية ومداخيل المواطنين؟ أليس تخيل غزة دولة مستقلة مقترحا صهيونيا كمُنَ خلف الحصار المانع طيلة عقود، و بُذِلت مجهودات مكثفة لإبراز الدولة الغزاوية الى حيز الوجود لولا المقاومة الباسلة للأهالي؟ المقترح مرفوض لأنه يبقي الضفة للتهويد المتدرج ، و ينسف فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، ويتعلق بمشروع دولة بديلة تمتد حتى صحراء سيناء .والدكتور احمد صبحي منصور لا يدري!!
(يتبع الحلقة الخامسة والأخيرة)



.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نضائح الدكتور احمد صبحب منصور المحترم -3
- نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -2
- نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم 1
- متى يظفر شعب فلسطين بالعدالة
- زيوف وتلفيقات ضمن مكائد الامبريالية
- صرخة عتاب من القدس تذكير بمحنتها -الحلقة القانية
- صرخة عتاب من القدس تذكير بمحنتها (1من 2)
- ثقافة مقاومة تعزز الطاقات الكفاحية للجماهير الشعبية
- لإنضاج ظروف التسوية العادلة
- قفزة نوعية نحو الاقتلاع والتهجير
- اسرائيل تشرعن همجية حق القوة في القانون الدولي
- التباسات مؤتمر المجلس المركزي الفلسطيني
- كنيسة الروم الأرثوذكس بالقدس نشات وتطورت برعاية عربية
- الفاشية إذ تتمظهر بقناع الدفاع عن حرية الفكر
- فدوى طوقان مع الحراك الشعبي من الرومنسية الى الواقعية الثوري ...
- دوامة التفاوض-2
- اكتوبر وسؤال الانهيار- البيروقراطية احتكرت حل المشاكل
- دوامة المفاوضات مع الأ ردن .. إسرائيل لا تنوي التنازل عن الض ...
- أكتوبر وسؤال الانهيار-1
- راهنية افكار اكتوبر


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد مضيه - نصائح الدكتور احمد صبحي منصور المحترم -4