|
ميشال دو سارتو ..فيش ..دريدا ..في السياقات العربية و الإسلامية / عندما نقرأ - الاخر - من غير استراتيجية عملية و علمية
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 5849 - 2018 / 4 / 18 - 22:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إلى كل من يفضل البقاء طفلا يحبو في محاريب العلم و الفلسفة و الفكر و الدين و الثقافة لعله يعي...
ماذا يفيدنا " الاخر" إن لم نحسن قراءته و وضع بل فهم إشكالاته في سياقها بدل نقلها و انتحالها و ترديدها و اصطناعها و جعلها قهرا إشكالاتنا نحن و اقحامها في فضاء محاولات التفلسف عندنا ..
ما جدوى مثلا منجز " ميشال دو سارتو" أو ما جدوى النقد الثقافي و دراسة مختلف الأشكال التعبيرية للثقافة الشعبية و الفن و اللغة خاصة منها الهامشية التي تصنع عوالم تعبير موازية لتلك المستهلكة كما هو عند الأمريكيين خاصة مقلدة حرفيا من غير تطبيقات و تشجيبات و تبيئة
مثل الإشتغال بالغرافيتي و النمذجة و التنميط و الجندر و الحرية الجنسية و خطابات النسوية و " الهيمنة الذكورية " بلغة " ما بعد بورديو" و الخربشات على الجدران و لغة الفن مثلا لا حصرا " الهيب هوب " و غيرها من التعبيرات ...
حتى ظهر "علم" أو " فن" " التأويل الثقافي" و قد سبق أن تناولت صاحبه الذي اشتهر به على صفحتي القديمة " كليفورد غريتز" الذي ذاع صيته من خلال الكتاب الشهير " تأويل الثقافات "...
و خلاصة عمله تتمثل في أشكلة التأويل و بناء صرحه كعلم من خلال مداخل نقدية ثقافية ..
و أحسب أن هذا من امتداد هيمنة النزوع الأنثربولوجي على العلم الإنساني عموما و محاولة انتزاعه المشروعية و صبغة العلم و المعرفة بواسطة الأنثربولوجيا و هو موضوع يتصل بالمعنى إتصالا بنيويا و من ثمة بما بعد الحداثة و هبلها و خبلها كما أعتقد..
يتحدث الدكتور العائد من باريس عن "ستانلي فيش" باعتباره قنبلة فكرية و هي مبالغة كبيرة و انبهار شديد و تقليد ..
حيث لم يكن الرجل قنبلة في حصنه " العالم الغربي" فما بالك أن يكون " قنبلة " في حصننا ه مستقيلا عن اقعنا و عمله يتصل أساسا بموضوع القارىء و النص و كيف أن القارىء صانع النص ..
هذه فلسفة أم هوس و هرطقة و عبث لا نجد له مكانا في فضاء مشروع نقدي و حضاري بديل و لا نتمكن في جميع الحالات من أشكلته في سياق لحظتنا و واقعنا...
هذه التي سماها قنبلة لم يصنعها " بول ريكور" من قبل و لا من بعد في عالم الحكي و الرواية و السرد و النص فكيف ب " فيش" أن يكون صانعا لها ...
و يواصل ناقل الخبر ولعا و انبهارا الدكتور العائد من باريس منذ سنتين ربما أو أكثر و قد عاد إلى حضنه الطبيعي ...
و قد كنت أتتبع نقوده التي يسميها ثقافية و هي غالبا نقول لا نقود و كنت أشير إليها بملاحاتي النقدية على صفحتي الإفتراضة القديمة التي فقدتها فكنت لا أرى فيها إلا مجموعة قصاصات " بوزل " و شطحات لا تنخرط في مشروع نقدي و ثقافي واضح و متصل بحالنا بل قراءة عجائبية و غرائبية أو دونها بكثير ...
إنها قراءة مستلبة إغترابية تنتحل و تعيد الصياغة و تنقل إشكالات لا تعنينا إطلاقا و لا تجد مكانة لها في نسقنا الثقافي و المعرفي و الإجتماعي
تنقل بيننا من بيئة إلى بيئة غير معنية بها لا من قريب و لا من بعيد..
هل تراني أدعو الناس إلى رفض كل المنجز الإنساني و الإكتفاء بالتراث العربي الإسلامي كما يفعل التراثيون كلا كلا ...
رفضي ليس كرفضهم و قراءتي للاخر ليست كمواقفهم العمياء و الماضوية ...
تتبعت ذلك الضجيج و تلك الإعجابات و الإنبهارات لهذه النقول و كنت مندهشا من إلغاء العقل و النزعة العجائبية و التقليد و عشق الجديد براقا و لو مستقيلا عن واقعنا من غير فهم سياقه و لا فهمه كمنجز حيث يتم فهمه غالبا بحالة المستلب و بعنتريات و شطحات و هرطقات و إتباع و تقليد غير مبصر و موضة ....
الحداثة و النقد و التفلسف و الكتابة ليست عبثية و لا تسلية و لا موضة و لا تقليد طفولي مراهق و لا انبهار و إتباع غبي و لا مراوغات و تسويق إعلامي...
لا أقلل من قيمة ما يكتب مثلا "دوسارتو" و " فيش" و " دريدا " و غيرهم كثير...
المشكلة كيف نوظف كنوز غيرنا فلا نشيطنها و لا نقدسها أو ننتحلها و نرددها نظريات فجة و مفاهيم لا تجد في الايبستيمي العربي و الإسلامي وظيفة فلسفية عملية أو نستهلكها من غير جدوى عملية ...
و أحترم ما يكتب هؤولاء بل أثمن الكثير منه وأبقي بعضه تحت عنوان " جيمناستيك " العقل و الإدراك و التمثل و التصور و الإستلاب لأدوات ما بعد الحداثة العدمية و انفلاتاتها و إن كنت لا أتقاسم أيضا فهمي مع فهم كثير من ينعتون ب " الحداثيين " و " مابعد الحداثيين " على حد سواء لكنني أفهم منجزهم في سياقه و أسسه البعيدة و العميقة و الراهنة و في سياق لحظته و زمنه و أطره و بيئته و أستفيد من تأسيساته و مفهمته و تجريده و استخداماته في سياق جديد و اخر....
أن نرى جنونا ذلك المنجز " المابعد - حداثي " الغربي في نظرنا و بالنسبة إلينا و هو أي منجزهم لا يرى نفسه جنونا باعتباره تطور و انتقل من سياق الحداثة إلى ما بعدها و من شكل من العدمية إلى شكل اخر للعدمية غالبا و تباعا و حاصلا نراه شاهدا على تشظي القيمة و المعنى معا لترابطهما كما بينت ذلك " حنا أرندت " و " ألان توران " و غيرهما ....
أن نراه جنونا فهذا استعلاء يصنعه نوع من إيمان المسلم الذي يتفه أقوال الغير من غير فهم عميق سوى التكفير و التسفيه و التخبط فهذا لا يعقل ...
و أن نستدعيه أيضا و ننقله في حالة من القيد و الدهشة و الإنبهار و الإعجاب و الأسر و التقليد المحاكاتي الشكلي فهذا أيضا استلاب و تقليد و ماضوية و حبو في محراب الفلسفة و العلم و المعرفة الغربية ..
لكن أن يجن الواحد عندنا و هو يحدثنا عن " ما بعد الحداثة " تأييدا و مريدية و تضائلا و ربما هرفا و هرطقة أو رفضا يجهل معه سوسيولوجيا المنجز الحداثي و ما بعده و علاقته بالسياق و التطور التاريخي الذي جاء بها فسيكون ذلك أكثر من الجنون...
عظم الله أجر العقل العربي الإسلامي...
و كل من يفضل البقاء طفلا يحبو في محاريب العلم و الفلسفة و الفكر و الدين و الثقافة....
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما معنى - الإسلاميات التطبيقية - عند محمد أركون..
-
في أصل سكان جزيرة العرب رؤية أحمد أمين النقدية في - فجر الإس
...
-
في وجوه الخلاف الثلاثة بين القحطانيين و العدنانيين حسب أحمد
...
-
وكلاء الأوليغارشية الدولية في العالم العربي و الإسلامي / في
...
-
المدرسة الجزائرية بين خطابين و سلطة توظف ..تشد و ترخي الحبال
...
-
نظام العزابة أحد المنجزات الهامة الرائعة عند إخواننا الإباضي
...
-
في مقولة النسب عند طه عبد الرحمن
-
أخطاء الحيدري الفقيه في نقد محمد عابد الجابري الفيلسوف
-
أمة إقرأ لا تقرأ
-
في الإيمان و الإلحاد / أسئلة الشك في منظومة العدم و اليقين ا
...
-
قضايا التراث و التراثيون و هدر العمر في اللاجدوى
-
في مقولة الإستعمار و ما بعده - الحلقة الأولى -
-
قراءة نقدية تحليلية لمنجز أبو القاسم حاج حمد - الحلقة الأولى
...
-
قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران - الحلقة
...
-
قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران - الحلقة
...
-
قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران الحلقة ال
...
-
قراءة نقدية تحليلية لمنجز محمد شحرور في فهم القران -- الحلقة
...
-
التراثيون و الخوف من الفلسفة و تجاهل جدواها
-
الكفاءة متحررة من التصنيفات في عالمنا العربي
-
نيتشه و مفهوم العدمية : نحو قراءة منفلتة من النسق
المزيد.....
-
“خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم
...
-
فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
-
“ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة
...
-
بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا
...
-
ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
-
بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي
...
-
مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي
...
-
مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة
...
-
بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري
...
-
أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|