أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن ناجي - بين ايقونة النضال الفلسطيني -عهد التميمي- والشهيد -اسحق يونان يوحنا-















المزيد.....

بين ايقونة النضال الفلسطيني -عهد التميمي- والشهيد -اسحق يونان يوحنا-


حسن ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 5841 - 2018 / 4 / 10 - 16:53
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


نشرت صحيفة "الحياة" اللندنية اليوم، تحت عنوان " صمت عهد التميمي يستفز المحققين الإسرائيليين"، تقريرا عن سلوك المناضلة الفلسطينية أثناء تحقيق رجال "الشاباك" الاسرائيلي معها. مما جعلهم يفقدون صوابهم مرات عديدة، كما يظهر فيديو التحقيق الذي حصلت عليه محاميتها، ووصلت "الحياة" نسخة كاملة منه. "رابط التقرير أسفل المقال".
عهد التميمي التي التزمت "الصمت" واجابة واحدة على اسئلة المحققين "لا". ذكرتني بالشهيد "ابو عزيز – اسحق يونان يوحنا"، قبل 48 عاما، كان سلوكه أثناء التحقيق في "قصر النهاية" مشابها لسلوك ابنة فلسطين.
اسحق يونان كان في عمر مقارب لعمرها، كان في الـ 17 حين اعتقل في أزقة البتاوين، خلف سينما السندباد آنذاك، عام 1970، وهو يوزع بيانا للحزب الشيوعي. حدثني بالتفصيل عن قصته في الاعتقال، وانحفرت في ذاكرتي لأنه كان نموذجا يقتدى في مواجهة رجال "الشاباك" العراقي، والتحقيق في "قصر النهاية".
يقول ابو عزيز: "كان علي منذ اللحظات الأولى لاعتقالي حسم موقفي، أصمد أو أنهار"...
حين كان مقيدا بين أرجل جلاوزة النظام في السيارة التي رموه فيها، في الطريق الى مديرية الأمن، سأله أحدهم: " لك أنت شتشتغل؟"...
أجابه أبو عزيز: انا أعمل في أي مهنة شريفة، عامل حدادة وصانع طرشي وفي البناء... لكن أنت، ما عملك؟!
بدأت الضربات والركلات بالأحذية الثقيلة تتناوش الجسد الناحل للشهيد، ولم يبخل الشرطي بالجواب: ابن "كذا" ألا تعرف عملي؟ ... أنا موظف في الدولة. حينها رفع ابو عزيز وجهه النازف: موظف لو جلاد؟!... وبدأت رحلته معهم من تلك اللحظات.
في جلسات التحقيق في مديرية الأمن ولاحقا في "قصر النهاية"، ثمة اجابة واحدة على كل الأسئلة "لا" أو التزام الصمت. هكذا تصرف ابو عزيز وهكذا كان يوصي، ومنه تعلمت ما بقي في بالي حتى الآن، درس في الممارسة الثورية، لكن لم اطبقه لأني لم اعتقل في يوم ما، ولم أواجه تلك الظروف. واليوم أقرأ ان المناضلة الفلسطينية تصرفت مثله، وتعرف الدرس النضالي القديم جيدا.
أمضى اسحق يونان بضعة أشهر في "قصر النهاية"، حفلات تعذيب متواصلة، واهانات يومية، والموت يخيم فوق رأسه ورؤوس المعتقلين معه. كان شاهد عيان على بطولة الشهيد "عزيز حميد" وأساليب تعذيبه البشعة في محاولة اجباره على الاعتراف، وشاهد كيف لفظ الشهيد أنفاسه الأخيرة بين أيدي جلاديه، دون ان يخون رفاقه ويعترف بما يعرفه من أسرار. وشاهد اذلال الجلادين للكفاءة الاقتصادية النادرة والشخصية الوطنية والديمقراطية اليسارية، الدكتور "محمد سلمان حسن". كان اسحق عائدا برفقة سجانيه من جولة تعذيب وتحقيق، حين رأى الدكتور محمد سلمان منكفئا على وجهه في الممر وأوساخ السطل الذي يحمله مندلقة عليه، كان الجلادون يجبروه على تنظيف المرافق اذلالا له. توقف اسحق طالبا من جلاديه ان يسمحوا له بمساعدة الدكتور. قالوا له انه سيعاقب بثلاث وجبات تعذيب لأسبوعين... "أفعلوا ما شئتم!" رد عليهم وذهب الى الدكتور ليعينه على الوقوف وأخذه الى المغاسل لتنظيف ما علق به ويعيده الى زنزانته، ويعود هو الى جلاديه لينفذوا عقوبتهم له.
كان أبو عزيز فتيا حين اعتقل، وتهمته لم تشبه في اهميتها تهمة السجناء الآخرين، توزيع منشورات الحزب، لم يكن عضوا في الحزب ولا حتى مرشحا لعضويته، كان مناصرا وصديقا، وليس لديه معلومات تنفعهم ولا تنظيم يعترف على أعضائه، عناده النضالي واستفزازه للمحققين هو ما جعل اقامته تطول عندهم في "قصر النهاية"، أطلق سراحه بعد بضعة أشهر، لكنه خرج أشد عودا وخبرة واصرارا وقناعة، حين أطلق سراحه سمى نفسه "أبو عزيز" اقتداء بالشهيد "عزيز حميد"، الذي شاهده وهو يصارع جلاديه لوحده، ويفدي رفاقه وحزبه وقضيته بحياته.
ولد عام 1953 لعائلة عمالية كادحة، قدمت من مدينة الحبانية للسكن في حي البتاوين والعمل في معامل بغداد وورشها، في النهار كان عاملا، وفي المساء يدرس في ثانوية "المعهد العلمي" في البتاوين.
اسحق يونان كان من بين أنشط الكوادر الميدانية لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، الذي نحتفل هذه الأيام بسبعينية تأسيسه والذكرى الخالدة لمؤتمر السباع 1948. نشط منذ بدء السبعينات بين طلبة ثانويات مدينة الثورة وأنحاء صوب الرصافة وعرفه الكثير من مناضلي واعضاء الاتحاد الذين انتموا على يديه، وساهم في الأخذ بيدهم وتربيتهم نضاليا ككوادر ناشطة ومؤثرة في ساحة النضال الطلابي، تاركا في ذاكرتهم قدوة نضالية تحتذى، ونموذجا للمناضل الثوري الأصيل.
وفي الحزب كان من أبرز الكوادر الجماهيرية الميدانية لمنظمة الحزب الطلابية لثانويات بغداد، كان شمعة منيرة لرفاقه، ومثلا للشيوعي الواعي لنضاله، اختار الشيوعية طريقة للنضال والحياة.
حين قلب البعث الحاكم طاولة التحالف في وجه الحزب وبدأ حملته لتصفيتنا عام 1978، كان ابو عزيز يقضي خدمته العسكرية الالزامية في معسكر الرشيد، ولكونه يجيد مهنة لحام الحديد نسب الى ورش المعسكر، كان القرار الحزبي يلزم المجندين من أعضاء الحزب بتجميد نشاطهم ووضعهم في صلة فردية خارج التنظيم، الشهيد كانت صلته الحزبية بي، جاءني في لقاء عقب اعدام كوكبة من الشيوعيين بتهمة بناء تنظيم داخل الجيش في آيار 78، ليبلغني انه ما عاد مجمدا حزبيا، وانه سيستأنف نشاطه الحزبي داخل الجيش، وأخذ على نفسه تعهدا بأن يكسب للحزب من العسكريين بعدد الذين استشهدوا. ابلغته ان هذا يخالف التعاليم الحزبية وقرارات الحزب، رد انه يعلم بمخالفته للقرارات لكنه لن يلتزم، وكنت متواطئا معه. بعد عدة لقاءات كان ابو عزيز قد نظم حلقات أصدقاء للحزب في معسكر الرشيد، بلغ عدد الناشطين فيها 15 وربما أكثر.
ولأنه كان ماهرا في النضال السري، حين شم رائحة الخطر هرب من العسكرية وانتقل الى حياة الاختفاء ليواصل نضاله. حتى النصف الأول من عام 1982 حيث اعتقل في منطقة بغداد الجديدة مع الشهيد لطيف فاخر نعمة، كنت في حينها في الجبل مع حركة الانصار، ولم أعرف من تفاصيل اعتقاله سوى انه قاوم رجال الأمن وحاول الهرب منهم، فأطلقوا الرصاص عليه وأصابوه، وجرى اعتقاله وهو جريح. غاب أبو عزيز وغابت أخباره الى ما بعد سقوط الدكتاتورية في 2003، حين بدأت تظهر قوائم الشهداء والذين أعدموا بتهمة الانتماء للحزب الشيوعي، كان اسمه بين عشرات أسماء الشيوعيين في قائمة مؤرخة في عام 1983 تشير الى اعدامهم في نهاية عام 1982.
حين استشهد لم يبلغ الثلاثين من عمره، لكنه قدم نموذجا لا ينسى للمناضل الشيوعي الأصيل.
رابط صحيفة الحياة عن المناضلة عهد التميمي:
http://www.alhayat.com/Articles/28666730/%D8%B5%D9%85%D8%AA-%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%85%D9%8A-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%82%D9%82%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%8A%D9%86





#حسن_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العنيد... ميخائيل هرمز -صباح الألقوشي-
- -لا أوثان في الحزب الشيوعي، فلتفتح الأفواه-
- كاظم فرهود في ذكرياته... هكذا كان قادة النضال الشيوعي


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - حسن ناجي - بين ايقونة النضال الفلسطيني -عهد التميمي- والشهيد -اسحق يونان يوحنا-