أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - كفى صراعًا : علي ومعاوية تصالحا، يا جماعة!














المزيد.....

كفى صراعًا : علي ومعاوية تصالحا، يا جماعة!


منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 5837 - 2018 / 4 / 6 - 22:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



يختلف الناس في الحياة لأسباب كثيرة، دنيوية بالأساس، وإن تغلفت تلك الأسباب بغلاف ديني، ذلك أن الخلاف الديني أو لنقل الشقاء الديني ، هو تعبير عن الشقاء الواقعي ، وهو من جهة أخرى ، احتجاج عليه . وعلى أية حال لا مجال للخوض في تفاصيل هذا الأمر المُشكل . فما أسعى إلى تأكيده هنا ، هو أنَّ الخلافات تزول بين المختلفين أنفسهم بعد موتهم.
إذْ لم يعد ثمة خلافات بين فرعون وموسى، أو بين عيسى وبني إسرائيل ، أو بين محمد ( ص) وبين أبي لهب ، أو بين علي ومعاوية ، أو بين كارل ماركس وآدم سميث ، أو بين هتلر وستالين ، أو بين المشير السلال والإمام أحمد، أو بين الرئيس جمال والملك فيصل أو بين الحمدي والغشمي ، بين برجنيف وريجان ، أو بين فتاح و صالح ، أو بين الرئيس صدام والرئيس الأسد ، أو بين الفنانة صباح و الممثل رشدي أباظة. خلاص ، انتهت الخلافات بين هؤلاء. وستزول الخلافات أيضًا بين الفنانة أحلام والفنانة شمس الكويته ، بعد موتهما ، أطال في عمريهما ، وسينسى الناس خلافاتهما ، وربما سيتذكرون لهما أغنيتي: نسيتك و ما انسي جميلك!
فالخلافات التي تسفك دمًا، بين الأحياء ، تتلاشى بعد موتهم وتغدو عدمًا . ولئن كان بعض الأحياء، في أغلب شعوب العالم، يَرِثُون خلافات الأقدمين ، ويصنعون خلافات جديدة ، إلاَّ أنهم يفصلون الديني عن الدنيوي في المجتمعات الحديثة، ويتركون المشكلات المعقدة للمؤسسات الأكاديمية للخوض فيها، ويدعون الناس يعيشون حياتهم في أمن وسلام، أما خلافاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، القديمة والجديدة ، المتصلة بالحياة المعاصرة ، فيناقشونها بالعقل والمنطق، طبعًا بدون زوامل وصرخات وتنفير وتكفير وتعكير للحياة ، ويتم ذلك عبر اللقاءات الثنائية ، الرسمية وغير الرسمية ، وعبر وسائل الإعلام ، وعبر المؤسسات البرلمانية المنتخبة.
وحينما يتعذر عليهم الوصول إلى حلول مُرضية حول تلك الخلافات فأنهم لا يتقاتلون ، كما يحدث في عالمنا العربي ، الموبوء بالجهل والمعطوب بالتخلف والمنهوب و المقتول و المضغوط بالهيمنة الإمبريالية الشرسة ، ولكنهم يعودون إلى الشعب، لاستفتائه فيما اختلفوا فيه، ويتجاوزن الاختلافات إلى الائتلافات، بهدف الحفاظ على الأوطان و صيانة الحياة و النهوض بها .
في الماضي البعيد وحتى القريب نشبت حروب بين مختلف الأديان والأعراق وفي مختلف البلدان ، في أوربا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللتينية ، ولكن هل قد سمعتم أنَّ حربًا قد نشبت بين الفرق اليهودية في إسرائيل ، أو بين الفرق المسيحية أو حتى بين المسيحيين والمسلمين في فرنسا أو بريطانيا أو الدنمرك أو كوبا أو حتى ماليزيا الإسلامية في الآونة الأخيرة ؟ الناس يتعلمون من أخطائهم ويتجاوزونها.
هذا هو القانون الذي يحكم الحياة في المجتمع المعاصر.
أما في اليمن والعالم العربي، فالأمر مختلف، ثمة حروب متصلة منذ ألف وأربع مئة سنة. إذ يتقمص الأحياء روح الأموات لكي يجلدوا الشعوب ، باسم الله. ثم يشرعوا في تمزيقه ، ودفعه للتنافر وقتل بعضه بعضًا ، لكي يدمروا الحياة ويمزقوا الأوطان ، ويتركوا بلدانهم فريسة للعدوان ، تحت وهمٍ أنهم يحاربون الشيطان.
فهل يُعقل أنْ ينشغل الأحياء بخلافات الأموات، ويدمروا الحياة، تعصبًا للذين رحلوا عن الدنيا ، وينسون حاجات الأجيال الحالية والمستقبلية. أين العقل يا هؤلاء؟ علي ومعاوية تصالحا ولم يعد ثمة خلاف بينهما !
فهل سيتصالح أحفادهما و أتباعهما وأنصارهما من الأحياء المدججون بالمكر ، والمغرر بهم ، المشتغلون في لعبة الموت في اليمن والعالم العربي، ويوجهون طاقاتهم للنهوض بشعوبهم وتجاوز محنة التخلف التي تفتك بنا جميعًا؟



#منذر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبشركم: اليمنيون سينتصرون!
- العرب التعليم الديني والمستقبل
- مجرد تساؤلات في ضوء المحنة اليمنية!
- اليمن وعلي سالم البيض وحكم التاريخ!
- تأملات في دلالات الأحداث الأخيرة في اليمن !
- جار الله عُمر سيبقى مشرقاً كالحقيقة!
- اليمن الوضع القائم والاختيارات الممكنة
- لنوقف الحرب ونتصالح صوناً لليمن (2)
- لنوقف الحرب ونتصالح صوناً لليمن (1)
- أضوء على العلمانية
- الضمير الإنساني والموقف السياسي!
- أي وطن هذا الذي نحلم به؟
- ما الوطن ؟
- حتى لا نفقد البوصلة تحت وقع المحنة!
- كيف نتجاوز التخلف؟
- الأميرُ الغِرُّ يغدو ملكاً!
- نداء عاجل: اليمن والطاعون القادم!
- اليمن والمخرج من المأزق القائم!
- آفاق الحرب والسلام في اليمن
- الورطة اليمنية والاستثمار في الموت!


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر علي - كفى صراعًا : علي ومعاوية تصالحا، يا جماعة!