أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حميد طولست - العاطفة الوطنية !!














المزيد.....

العاطفة الوطنية !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5834 - 2018 / 4 / 3 - 16:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


العاطفة الوطنية !!
يقال أن من لا يحب وطنه لايستطيع أن يحب نفسه !! كما يقال أيضا أن الوطنية حماقة حين تعيشها وأنت الصادق وغيرك كاذب ، وأن التمسك بها يكون خرق وهبل حين تمارس مع من يستبدل وطنه بوطن آخر بدعوى البحث عن الديمقراطية التي من الواجب عليه كوطني أن يساهم في استبابها في وطنه ، وإلا لن يكون هناك فرق بينه وبين من يستسهل استبدال وطنه عن قناعة وطواعية، رغم ما وفر له وطنه من مال وجاه وسلطة ، ويسعى وراء التجنيس بالجنسية الأجنبية على أساس أنها ركن من أركان التميز والابهة، وهذا لا يعني أننا نلتمس العذر لمن جار عليه وطنه وفقد فيه كرامته ، وأصبح الوطن لا قيمة له لديه ، ولم يعد عزيزا على قلبه ، فلجأ لمغادرته بشتى الوسائل حتى ركوب قوارب الموت .
صحيح أن محبة الوطان من الإيمان ، كما تعلمنا في المدارس الإبتدائية ، ولكننا بالقسوة والمذلة لا يقبل بهما إلا الأخرق المعتوه ، أما العقلاء فلا يرضون الهوان من أهلهم وأوطانهم ، ويهجرونها كما في المثل الشعبي " بلاد الذل تنهجر " والذي يؤكد على أنه من يحق من لم يجد راحته في فاس مثلا ، فلماذا لا يذهب إلى مكناس أو إلى الرباط أو إلى الدار البيضاء أو إلى مراكش أو إلى أكدير، ولما لا يذهب إلى فرنسا أو إلى غيرها ، فمن حق أي كان أن يعيش مثل خلق الله ، ناجحا كريما آمنا سعيدا في أي مكان من اختياره ، بعيدا عمن يتصرف معه بطريقة صاحب العمل الذي حين يجيئه الأجير نهاية يوم العمل ليقبض إجرته فيهينه، ويطرده، وفي أحسن الأحوال يرواغه ويدغدغ مشاعره بالوعود الكاذبة حتى لا يضرب عن العمل المدر عليه بالثروة.
لاشك أن حب الوطن مواقف وأفعال جادة ، وليس مجرد مشاعر وشعارات يتبادلها الناس ، وأحاديث منمقة نتداولها في التجمعات والمؤتمرات والندوات الفكرية والسياسية ، كما أنه ليس كلمات وألحان شهية نتغنى بها في المناسبات الوطنية ، ونشدوها في حب الوطن ، وعندما تحين اللحظة التي يجب فيها إثبات ذاك الحب ، تُصبح المواقف والأفعال مجرد شعارات جوفاء،و يصبح معها الوطن لا قيمة له ، وفارغ المعنى ، وليس بعزيزا على من فقد فيه كرامته .
إنها الحقيقة التي يؤسف لها ، حيث نجد أن وطننا ليس كالأوطان التي تنبض كل مؤسساتها عشقا لمواطنيها، بل هو وطن عاق وناكر للجميل ، فاقد لأدنى حس وشعور بمواطنيه البسطاء ، طاغٍ ومستبدٍ وقاسٍ ومتصلب على أبنائه الشرفاء الذين ضحوا بالغالي والنفيس ليمنحوه الهمة والرفعة والارتقاء ، متجبر ومستهتر بأبسط حقوق المخلصين له الذين جادوا بدمائهم رخيصة من أجل الحفاظ على حريته واستقراره .
فكيف يطيب المقام في وطن سخي مع العاقين واللصوص والنصابين والمهربين وناهبي أمواله ومبدري خيراته على مشاريعهم الخاصة والحزبية وعلى ما يدر عليهم وحدهم المكاسب والغنائم والثراء الفاحش ، بالكذب و النفاق والبهتان ، وكيف يطيب الإنشاد في وطن يجعل اليأس يتلبس الحالمين بإمكانية تغيير أوضاع وأحوال المقهورين فيه وبه، ويحول أحلام مناضليه الشرفاء إلى كوابيس تقض مضاجعهم ، بزحمة الأيديولوجيات الماكرة والشعارات الدينية والسياسوية الخادعة والخداعة ، التي لا يأبه أصحابها -من المسؤولين الدجالين والنصابين واللصوص وناهبي أموال الشعب – بأحوال فقرائه ومعوزيه ، الذين لا يهتم بأحوالهم المزرية وظروفهم القاسية ، لا البرلمانيون الذين تخرج جلهم من نفس أوساطه الفقيرة ، ولا الوزراء الذين لا هم لبعضهم غير تدجين وعي المواطنين ، عن قصد وتربص، ودغدغة عواطفهم ، وتشتيت تركيزهم ، وتسفيه أحلامهم ، وثنيهم عن تحليل وفهم واقعهم المهزوم ، وإحباط طاقة الإيمان والوثوق لديهم بوطنهم ، وتحويلها إلى كفر مطلق بكل شعارات الوطنية ومشاعر المواطنة ، حتى يسهل عليهم خداع السذج والمغفلين ومغيِّبي الوعي منهم ، واتخاذهم مطية طيعة سهلة للوصول إلى كراسي السلطة ، لتحقيق مآربهم الشخصية والحزبية ؛
ومع كل هذا وغيره كثير ، يبقى حب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبِل عليها الإنسان ، إذ ليس غريباً أبداً أن يُحب الإنسان وطنه ، حتى لو ظلم فيه واضّطهد ، كما في قول الشاعر:
"بلادي وإن جارت عليّ عزيزة "
لأن الوطن هو المأوى والملجأ والحضن الدافئ الذي يضمه، ولا غرابة أن يشعر الإنسان بالحنين الدافق لوطنه كلما بعد عنه ، وليس ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط وصدق الانتماء؟
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على متن الخطوط الملكية المغربية
- موسم الفضائح الجنسية !
- شؤم الأرقام وقضية بوعشرين !!
- كل منتقدات اليوم ستصبح مألوفة ومتعرف بها غدا..!!!!
- فضائح الاغتصاب المتكررة !!
- متعة عوالم الأحفاد السحرية..
- كلنا متسولون !!
- رد على اتهام بمعاداة الدين !!
- مخيرون نحن أم مستلبون؟؟؟
- وداعا السي حميد الهزاز حارس مرمى الماص
- اللحى المستأجرة
- ..هل يستقيم الظل والعود أعوج؟؟
- هل هذه هي نتائج تطوير التعليم؟؟
- تفاعلات كارثة سيدي بوعلام
- معركة حزب الاستقلال ، واجهة لصراع فاسي/فاسي ب غطاء -سوسي صحر ...
- يوم الفصل في مؤتمر حزب الاستقلال..
- الحوار الحكومي المتشائل *
- الشتيمة الجنسية الفاحشة ..
- العذرية البيولوجية والعذرية السلوكية ؟؟
- هل أحزن في عيد ميلادي؟؟


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حميد طولست - العاطفة الوطنية !!