أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثانية)














المزيد.....

كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثانية)


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5828 - 2018 / 3 / 27 - 08:55
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


إنً سبب توترنا و غضبنا و حزننا و كآبتنا هو إبتعادنا عن جوهرنا و قيمنا و أصالتنا وبساطتنا الأصيلة فالبساطة لا تحتاج لمظاهر كاذبة و شكليات براقة لأننا لا ننتمي لتلك المظاهر الخادعة
و الشكليات المزعجة و البروتوكولات الصارمة لأننا لا ننتمي لهذا أصلا.
إن تلك المظاهر و الشكليات قد أضافتها لحياتنا عقول تجارية شريرة و جشعة، يملأها الطمع و الجشع و ما نحن إلا فرائس و صيد ثمين لتلك العقول فهم يريدون منك أن تكون مستهلكا نهما
جائعا مدمنا لتسوق و شراء منتجاتهم كي تدوم تجارتهم و أعمالهم فما أنت و أنا إلاً مستهلكون لما ينتجون.
لو فكرت قليلا فقط، ستكتشف بأنك لا تحتاج حقا الى هذا الكم الهائل من تلك المنتجات السامة فهم يسَوقون لك بضائعهم و رفاهيتهم الكاذبة فقط لا غير.
لتعلم جيدا أن كل منتج يريدون منك شراءه قد وضعوا له ميزانية ضخمة للدعاية له بحيث يستعملون كل أساليب الإقناع بضرورة شراء منتجاتهم عبر كل وسائل الإعلام التي تعرفها.
إنها الرأسمالية النهمة، الجائعة، الجشعة، التي أطبقت فكًيها على مقدرات حياتنا كلنا وهي تستخدم كل وسائل الميديا من أجل أن تجعل منَا بشر ممسوحي الدماغ.
إن عملية مسح الدماغ التي تستخدمها الرأسمالية هي عملية منظمة جدا و مدروسة بدقة متناهية .
في عملية مسح الدماغ لشراء منتجاتهم يعمدون دائما الى التكرار ثم التكرار ثم التكرار الى درجة تصدق فيها أنه بدون هذا المنتج فإن حياتك ناقصة و غير كاملة فحياتك لن تكتمل إلاً حين
شراؤك للمنتج الذي ينوون تسويقه و هلم جرا.
لقد انتزعوا مننا سعادتنا الحقيقية حين حوَلونا الى كائنات إستهلاكية أو لقطيع إستهلاكي مهووسين لإقتناء ما تنتجه مصانعهم و شركاتهم وما نحن سوى صيد ثمين لهم ليس إلاً فأصبحنا قطيع
إستهلاكي لشراء ما يلزم و مالا يلزم و رأينا أنفسنا و نحن نلهث و نجري و نستدين المال ،في أحيان كثيرة، لشراء منتجات مصانعهم التي لن تتوقف عن الإنتاج طالما بقي بشر على وجه الأرض.
هناك ثقافة خفية لدى تلك الشركات الراسمالية ، ثقافة خفية هم يعلمون تفاصيلها جيدا، إنها ثقافة الإستهلاك الدائم.
تلك الثقافة البائسة هي ما يبقي شركاتهم مزدهرة و جيوبهم عامرة.
في الوقت الذي ترى فيه نفسك تلهث وراء شراء منتجاتهم قف قليلا و فكر قليلا فقط و إسأل نفسك : هل فعلا أنك تحتاج لشراء هذا المنتج؟
دعني أحدثك عن محيطي الذي أحيا به كي تدرك فحوى كلامي.
أنا أم لبنت شابة و ثلاثة شبان هم أولاد زوجي الثاني.
هؤلاء الأولاد هم ضحايا بمعنى الكلمة لشراء كل ما هو جديد و ،على الموضة.
لدى إبن زوجي ، لغاية الآن، ثلاثة و عشرون موبايل و تسعة أجهزة (لاب توب) و ثلاثة و عشرون نظارة شمسية، ماركات عالمية كما يقول، و أربعة سيارات متراكمة في كراج فيللتي التي
أعيش بها و ستة موتوسيكلات قد ضقت ذرعا بها و أثنتا عشر جهازا رياضيا و ثمانية عشر آلة موسيقية و مئات من قطع الملابس من بنطلونات لتيشرتات و ملابس سهرة و وو... أحدثكم عن
إبن زوجي الكبير فلك أن تقيس عليه بقية أخوته فالأخوة يقلدون بعضهم بعضا و عدوى الشراء قد أصابت جميع من أعيش معهم.
إنها نكبة ، نكبة حقيقية.
ها هي ثقافة الإستهلاك الدائم ماثلة أمام عيني بل إني أعيش مع تلك الثقافة المريضة ليلا نهارا و قد أصبحت أعاني من حياتي في منزلي لأني أحس بأنه قد اصبح مستودعا لمنتجات مصانع و
شركات الكرة الأرضية بأجمعها.
من رحم معاناتي قررت أن أكتب لكم ومن عمق تلك الحياة الباذخة ، المعقدة ، تنبع كلماتي الصادقة فأنا أتمتع بطبيعة مغايرة تماما على ما وجدت نفسي به فطبيعتي في غاية البساطة و التكوين.
دعوني أقول لكم: إن نمط الحياة الباذخة ،المترفة، هو فساد للروح و الفطرة الأصليًة لأن نمط هذه الحياة تحتاج لشروط و تطبيقات و تحضيرات كثيرة جدا بينما البساطة لا تحتاج لشروط أو تحضيرات
أو تطبيقات متعبة ومرهقة للروح الإنسانية و الفطرة السليمة لأن البساطة هي تلقائية و عفوية و صادقة لأنها تدخل القلب و الوجدان و الضمير دون أي عناء او تعب فهي لا تحتاج لثقافة أو علم ،هي
لا تحتاج بروتوكولات لعينة متعبة لأن البساطة هي الفطرة الأصيلة التي فطرنا الله .
و أنا قد قررت منذ فترة وجيزة أن لا أخالف فطرة الله و طبيعة تكويني الأساسي.
كل ما هنالك أني قد قررت العيش البسيط بكل معنى الكلمة فأنا قد كرهت العيش مرتدية قناعا يؤلم روحي و يجرح وجداني فأنا لا استطيع أن أرتدي قناعا زائفا بقية عمري.
من هنا إتخذت قراري بالإبتعاد عن زيف المدينة و عهر مفرداتها فالعيش الباذخ يعتدي على إنسانيتي و فطرتي البسيطة لأني إكتشفت أن سر السعادة لا يقبع في البذخ، البذخ عهر و مجون
رغما عن كل من يقول عكس ذلك لأن الحقيقة أن الحياة أبسط بكثير جدا مما أراد لها أصحاب المال و الأعمال و البشر لن يستهويهم سوى التعقيدات و الألغاز و الأسرار الغامضة و المسائل
المتشابكة المعقدة الى درجة أنهم يعتقدون أنهم بحاجة لمن يفك لهم طلاسم الحياة و ألغازها.
لقد تشَوه الفكر البشري عبر العصور حين إبتعد عن البساطة ، فهجرته السعادة الى غير رجعة.
لقد عرفت و تيَقنت أن سر السعادة و متعة الحياة تقبع في البساطة ففي البساطة غنى و ثروة و راحة بال و ضمير، لقوم يعقلون فهي إعجاز الخالق في مخلوقاته ، بحق.
إن البساطة هي صوت الله و تمظهراته المدهشة في عالمنا الي يزداد تعقيدا يوما بعد يوم فلنجعل من صوت الله مصدر بهجتنا و سعادتنا لأنه صوت الحق و اليقين العجيب.
طوبى للبسطاء فإنهم يملكون الحق و اليقين.
طوبى للبسطاء فهم يمتلكون مفاتيح الوجود و سر السعادة الأصيلة و الدائمة.
طوبى للبسطاء فهم منبع الحب الحقيقي الصادق الذي نبحث عنه جميعنا.
سوف أحدثكم كثيرا عن البساطة و إرتباطها الوثيق بالسعادة و الهناء ، أفليست السعادة مبتغى وجودنا؟
إذا ..لأحدثكم عن البساطة لحين إنقضاء الدهر.
عن البساطة ، سوف أتحد



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن بسيطا..تكن سعيدا
- همسات...إمرأة حرة
- رسائل خالدة ل البرنس محمد بن سلمان
- إني أحترق...و أحلم
- سنوات الندامة و الحزن الشارد
- حديث الزنادقة و الغرانيق العلى
- رسالة لإبنتي 7
- حكم العدالة 3
- رسالة لإبنتي 6
- رسالة لإبنتي 5
- حكم العدالة 2
- حكم العدالة 1
- رسالة لإبنتي....4
- رسالة لإبنتي...3
- رسالة لإبنتي....2
- رسائل لإبنتي 1
- هذا الكتاب
- رسائل للدكتور ياسين الحاج صالح
- نداء عاجل
- قصتي مع الموت


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - ماجدة منصور - كن بسيطا..تكن سعيدا (الحلقة الثانية)