أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - نص يشبه تلك الازمان !














المزيد.....

نص يشبه تلك الازمان !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 20:00
المحور: سيرة ذاتية
    


نص يشبه تلك الازمان !

سليم نزال

صعدت الى القطار اول امس و انا لا الوى على شىء.فكرة السفر اول ما يخطر بالبال حين يحصل بلوكاج اى عدم القدرة على الكتابة .. و قبل ايام شاهدت مناقشة ممتعة بين كتاب كان موضوع البلوكاج الذى يحصل مع الكتاب احينا موضوع النقاش. و قد تعددت الاراء بينهم فمن قائل انه بترك كل شىء على الطاولة و يسافر و من قائل انه يذهب ليلعب الرياضة و من قائل انه يذهب الى كوخ فى الجبال . لا تجبر نفسك على الكتابة نصحنى صديق منذ زمن طويل .و لعلها كانت من اولى النصائح المهمة التى تعلمتها .و قد مضى وقت طويل لم اره .و هو من النوع من الاصدقاء ممن يحتاج المرء دوما لحكمتهم.و انا مدين له بالكثير ان كنت قد اصبت بعض الحكمة فى حياتى.رايته فى مواقف فى غاية الصعوبة عندما مرضت ابنته الصغيرة بمرض نادر و خطير و مميت .و رايت كيف يتعامل مع الموقف الصعب بكل شجاعة.و لعل صوفيته منحته بعض القدرة على مواجهة الاخطار.

جلست الى جانب النافذه كعادتى عندما اسافر فى قطار .و من خلف النافذه كنت اشاهد القرى و البلدات على ضوء الغروب .كانت الشمس قد غابت تقريبا .و بدا القطار مثل طيف يسير بين اضواء تتوزع هنا و هناك .و بين الوقت و الاخر يتوقف ليصعد مسافرون جدد يحملون حقائبهم و ينضموا للمسافرين القدامى .
الى جانبى كان تجلس امراة عرفت منها انها من البرازيل .لم اتحدث كثيرا معها لانى كنت احب ان لا اخسر منظر تامل الغروب .لكنها كانت تبدو لى مثل امراة قادمة من احدى روايات غارسيا ماركيز .كان شعرها الاسود يتناثر على كتفيها بنوع من الفوضى و عيون سوداء اخاذه .ذكرنى هذا بامراة ثورية قابلتها قبل عامين فى مالطا عندما دعيت لالقى محاضرة الان .صاغت الدعوة بطريقة فى غاية الطرافة.و هى انها ( اقترحت ) على ما على ان اقوله .كدت اشكوها لعريف الجلسة و هو بروفيسور مالطى متعاطف مع فلسطين .لكنه بدا الشكوى قائلا انها تدعوه و تقول له ما ينبغى ان يقول .انفحرت ضاحكا و لم اقل له انى كنت اود ان اقول ذلك .

و عندما اخبرتنى بانها رتبت لى لقاء مع اذاعة مالطا .جاءت الى فى الفندق صباحا ( مستهمة) و هى (تقترح ) على اجوبة فى حال الاسئلة كذا و كذا .ابتسمت و تذكرت صديقنا البروفيسور المالطى . كنا نمضى نحو الاذاعة و كان شعرها (الثورى ) الاسود يذهب يمنة و يسرة .و كنت اشعر اننا نسير فى شوارع بطرسبورغ عشية الثورة البلشفية.و قد (اخطات) مرة و انتفدت فيها الاتحاد السوفياتى فغضبت منى .و لما قابلتها المرة التالية لم نتعانق بذات الحرارة المعتادة .قلت لها مازحا انت تفتصين منى و قد (خسمت) حوالى ربع العناق و هو امر مخطط لها ! كان واضحا انه اعجبها التعبير لكنها ضغطت على نفسها الا تبتسم !
فكرت ان اقول كلاما ما يشبه الغزل .لكنى قلت فى نفسى لن ينفع معها الغزل و من الافضل ان اوفر الكلام.

امامى فى الفطار كانت تجلس شابة ذو ملامح شرقية و هى ترتدى بنطلون مقطع على شكل شبك.اغمضت عيونى لبعض الوقت و لا اعرف كيف خطر فى بالى انى رايت شابة فى بنطلون شبك فى مطار براغ قبل حوالى ربع قرن .كنت حينها مستلقيا على الصوفا فى المطار حيث كان امامى ساعات عدة فى انتظار طائرتى.و قد بدت صالة الانتظار بمقابة غرفة نوم حتى اننا كنا نسمع شخيرا هنا و هناك .لكنه لا يمكن ان يصل لمستوى احد الاخوة ممن ابتليت ان اكون معه فى نفس الغرفة فى احد المؤتمرات .كان شخيره يبدا مثل قصف الرشاسات الثقيلة ثم يرتفع و يصبح بمثابة القصف المدفعى.و فى كل مرة اوقظه من النوم و اقول له يا رجل لا يمكننى النوم فى ظل هذا الصوت المدوى .و كان يعتذر فى كل مرة .

و انا فى صالة الانتظار فى المطار خطر فى ذهنى ان اقترب و ان اتحدث مع تلك الفتاة التى ترتدى بنطلولا من الشبك.

كان برفقتى رجل عجوز طلب منى ابنه برعايتة اثناء السفر .بعد وقت نام الرجل على الصوفا .فاقتربت منها و تحدثت معها و اكتشفت انها طالبة عربية تدرس الطب فى موسكو .

كان امامنا بعض الوقت لكى نتحدث بل دعتنى ان ازورها فى موسكو و هو امر لم اعده و لم اقم به بالطبع .بعد وقت افاق الرجل العجوز من نومه و صار يغنى اغنية عن الحب و هو يبتسم .بعد وقت قصير مضت لان وقت طائرتها قد حان. ودعتها و اكملت رحلتى انا ايضا

. كنت افكر بكل هذا فى القطار و انا افكر كيف تتشابك الاحداث فى الحياة.
لا ادرى لماذا تمضى الساعة الاخيرة فى القطار سريعه جدا و كانها تستعجل الوصول . بدت لنا من بعيد اضواء مدينة غوتنبرغ السويدية التى يسمونها لندن الصغيرة لان فيها بعض الابنية تشبه ابنية لندن .
و كنت سعيدا انى ساتمكن من شرب فنجان قهوة و تدخين سيجارة بعد اربعة ساعات و نصف .. و على مدخل القطار كان صديق و صديقة و هما مسرحيان سويديان ينتظرنانى على مدخل القطار .اهلا بك فى غوتنبرغ قالا لى .قلت شكرا انا الان بحاحة لفنجان قهوة و سيجارة قبل اى شى .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احاديث مع صديق اثيوبى !
- هل يمكن إنقاذ الحاضر من براثن الماضي وربط المستقبل بالحاضر!
- ! نحن نحب انكلترة و لكننا نحب ايضا امريكا !
- عن عالم ضجيج النت
- ذهب مع الريح !
- من هنا تولد الاسطورة
- لا شبط و لا لبط و لا رائحة صيف فيه!
- عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا! فى ذكرى وفاة كارل ماركس
- حان الوقت لمراجعات تاريخية!
- بعض من مظاهر زمن الفتنة
- ماذا ستكتب هذا اليوم ؟
- عن اعوام الثمانينات
- حديث الذكريات
- حول عالم رسالة الغفران
- عن عالم مضيفات الطائرات !
- عن المذكرات الشخصية
- عن نعمة جمعة ,عن رجل من جيل مناضلى الزمن القديم !
- نحن نتجه بقوة نحو الفوضى او عالم ضياع الحقيقة.
- ليس مهمة الكاتب ان يكتب على طريقة ما يطلبه المستمعون!
- من دفتر الايام !


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - نص يشبه تلك الازمان !