أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - خالد حسين سلطان - حكايات جمعة المتنبي / 1














المزيد.....

حكايات جمعة المتنبي / 1


خالد حسين سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5827 - 2018 / 3 / 26 - 02:12
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


في حضورنا كل يوم جمعة صباحا لشارع المتنبي في بغداد، وفي صومعتنا الخاصة في قيصرية المصرف ( مقهى حافظ )، في ذلك الحضور الذي تحول الى تقليد ممتع، يضم جميع اطياف المجتمع العراقي ،وبروح متنورة ليشكل شدة ورد عراقية زاهية الألوان قياسا الى عتمة الأجواء، وصخب الحياة البغدادية، يجري الحديث في كل الامور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمتاعب اليومية ليطغي عليها مسحة يسارية عراقية واضحة لكون غالبية الحضور من المحسوبين على اليسار العراقي او محبيهم واصدقائهم، او ممن لم يجد افضل منهم كأصدقاء على الساحة حتى وان كان مختلف معهم فكريا، وتضم شدة الورد تلك جميع الطبقات العراقية من الدكتور والاستاذ الجامعي والتاجر والمتقاعد ... الى الكادح الذي لا يقرأ ويكتب ولكنه يعرف ماركس ولينين ويخوض في مصطلحاتهم ( البروليتاريا، الديالكتيك، راس المال، فائض القيمة ...الخ ) ولا تخلوا تلك الاحاديث من روح النكتة والمداعبة والمشاكسة، وكذلك المبالغة والتهويل في بعض الامور الثانوية، واللامبالاة والتهميش لأمور اخرى مهمة جدا، ولا تبتعد تلك الاحاديث عن الكفشات والغمزات الطائفية والمذهبية التي تطفح هنا وهناك في الشارع العراقي، وكثيرا ما ترتفع الاصوات وتتأزم الاجواء ولكنها نادرا ما تصل الى حد الشجار والخصام، ولأهمية تلك الاحاديث والتي تمثل نبض الشارع اليساري العراقي، انقل اليكم المهم منها، عسى ان تروق لكم .
اصحاب الأيادي البيضاء
في الحديث عن الشيوعيين ونزاهتهم ونظافتهم ذكر لنا احد الشيوعيين العراقيين من شيوعيي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، موقف حصل له يشير الى مدى سمعة الشيوعيين ليس محليا فحسب وانما عالميا كونهم مناضلين وطنيين يتسمون بالنزاهة والاخلاص والامانة : في الثمانينات كنت موظفا في احد الدوائر الحكومية، ولكوني غير بعثي، وهنالك بعض المؤشرات الامنية السلبية حولي ( حسب لغة ذلك الزمان ) فقد تم استبعادي من الإيفادات خوفا من هربي الى خارج العراق او طلبي للجوء السياسي للدولة التي اوفد اليها، في احدى الإيفادات اصر المدير العام على ان اكون مرافقا له، لحاجته الماسة لي في موضوع الايفاد واعتماده علية في الكثير من الامور لما عرف عني من دقة ومثابرة وإلتزام ونزاهة ولإجادتي اللغة الانكليزية اجادة تامة، وعند مفاتحتي في الموضوع، عبرت له عن امتناني له، واخبرته وبشكل غير مباشر اني لا اصلح للإيفاد، حتى لا اضع الرجل في حرج مع الجهات الامنية، وتقديرا لموقفه معي، ولكنه اصر على الموضوع وتكفل هو بالحصول على الموافقات الأمنية والادارية، وحصلت فعلا، في اليابان، بلد الإيفاد، كنت ساعده الايمن في اللقاءات والمباحثات مع احدى الشركات اليابانية المختصة بموضوع إيفادنا، وبعد الانتهاء من مهمتنا على احسن وجه وبلائي الحسن فيها، دعاني مديري الى سهرة على حسابه الخاص، ولكنها سهرة من نوع خاص، الى احد اماكن ممارسة الجنس، المجازة صحيا ورسميا، لرغبته في مضاجعة امرأة يابانية، بعد ان جرب غالبية نساء العالم خلال سفراته السابقة، على حد قوله، فرفضت الموضوع جملتا وتفصيلا لعدم رغبتي في ذلك وابتعادي عن هكذا مجالات، وحاول صاحبي اقناعي وخصوصا بعد ان توطدت علاقتنا خلال تلك السفرة وزالت بعض الحواجز الرسمية بيننا، مشيرا الى انني ممكن ان ( افضحه ) بعد عودتنا للعراق بين الموظفين على فعلته تلك، فوعدته بعدم فعل ذلك، ولكنه لم يقتنع، وبعد جوله طويله من المساومات والضغوطات، اتفقنا على ان ارافقه الى المكان المقصود، دون ان افعل اي شيء ويقضي هو حاجته، ثم نكمل سهرتنا في احد المطاعم. في المكان المقصود اتفق صاحبي مع رجل الاستعلامات ودخل الى احدى الغرف وبقيت انا في صالة الاستعلامات بانتظار صاحبي، وتلك الحالة اثارة ريبة وفضول رجل الاستعلامات، فتقرب مني هامسا وبالإنكليزية، انه ممكن ان يجهز لي فتاة حسب اي مواصفات اطلبها ومضمونة صحيا 100% وبالسعر الذي يناسبني، فرفضت بشدة، فعاد الرجل الى مكتبه خائبا والحيرة على وجهه، بعد دقائق عاد الرجل لي ثانية، مبتسما وبعرض جديد كانه اكتشف معضلتي، قائلا: بإمكاني ان استدعي لك ولدا جميلا، فرفضت ونهرته بشدة، فعاد الرجل الى مكانه ثانية وبخيبة اكبر وحيرة اكثر، وقبل ان يخرج لي صاحبي سألني الرجل، هذه المرة من مكانه قائلا : هل انت شيوعي، فأجبته بالإشارة بنعم وبحذر، فابتسم الرجل وزالت حيرته واشار لي بعلامة (أوكي ــ o.k) وهذا يشير الى السمعة الجيدة للشيوعيين عالميا. الى هنا انتهت رواية صاحبي، وما ان سمعها احد الجلوس ومن الشيوعيين السابقين ايضا، انتفض صارخا وبعصبية، ( عمي يا نزاهة، يا سمعة، يا ايادي بيضاء، انت تحجي على شيوعيين ايام زمان، عمي حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب، روح اسأل عن حرامي المصرف وحرامي الازياء العراقية، قبل ما تحجي سالفتك هاي ... ) ثم ترك الشيوعي المنتفض مجلسنا معربدا بعدم الجلوس معنا ثانية، وتركنا في حيرة من أمرنا حول حرامي المصرف وحرامي الازياء .
بغداد ــ 26/3/2018



#خالد_حسين_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة ولقاء وبيان وذاكرة
- حزب في مهب الريح وشهد شاهد من اهلها
- قالت لي العصفورة
- الحزب الشيوعي العراقي ( طريق الشعب ) ... الى أين
- رسالة من شيوعي عراقي حقيقي الى مسعود البرزاني ... تستحق القر ...
- في الذكرى ال ( 33 ) للشهيد الخالد محمد البشيشي / الطبيب ابا ...
- جمهورية كردستان البرزانية الديمقراطية الاشتراكية العظمى
- عزيز محمد السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العرا ...
- حسان عاكف وتحريف الوقائع
- سانت ليغو المعدلة ( 1.9 ) وبراءة الاكتشاف العراقية
- عزيز محمد السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العرا ...
- عزيز محمد السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العرا ...
- عزيز محمد السكرتير الاسبق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العرا ...
- مقابلة صحفية مع الشهيد الخالد سلام عادل / اذار 1959
- الحزب الشيوعي العراقي وأزمة كركوك
- قناديل شيوعية عراقية
- الشهيد الخالد يحيى عباس البارح
- كتابات صديقي ابو خالد
- الفقيدة أم حسين ( سعودة حسون )
- تعليقات على ما ورد في كتاب جاسم الحلوائي ( موضوعات سياسية وف ...


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - خالد حسين سلطان - حكايات جمعة المتنبي / 1