أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسام تيمور - خواطر -صباحيّة- .. -6-














المزيد.....

خواطر -صباحيّة- .. -6-


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5819 - 2018 / 3 / 18 - 14:53
المحور: كتابات ساخرة
    


لا وجود لمُحدّدات دقيقة, للمُكوّن الثقافي.. فبين ثقافة الفرد, و ثقافة المُجتمع, علاقة مُركّبة.., و لا يُمكن تناول الواحدة, بمعزل عن الأخرى ..
يقول "تايلور", في نظريّته حول الثقافة البدائيّة, أن الثقافة, هي كلّ ما يظهرُ في حياة شعب مُعيّن, داخل بيئة مُعيّنة.. و بذلك, فهي غير واضحة الحدود.., و تتميّز, بماهيتها الهلامية, الصّعبة الجرد و التحديد.. هي, في ذلك, بِشِبْهِ التطابُقِ, كما يُحدِّدُ, مُناخُُ مُعيّنُُ, طبيعةَ غطاءِِ نباتيِِّ مُعيّنِِ, يُحدِّدُ بدورهِ, المظهرَ العامَّ لبيئةِِ مُعيّنةِِ, و أنماطَ "الحياةِ" و "الإِحْيَاءِ" داخلها, و سلاسلَ التوالدِ و التكاثُرِ و حتّى الأفولَ و التطوّر..

بالعودة لنموذج "العشيرة القرديّة", نلاحظ فور تغيّر معالم "الطبيعة" بشكل فُجائيّ, لسبب مّا.., كيف يشرعُ صغارُ العشيرةِ في التساقط كأوراق الخريف.., حيث تختفي, بسرعة, ملامح الشغب المحفورة في وجوههم, و تذوب حركاتهم المشاغبة الطائشة, في بوثقة البقاء, أو تخطّي الأزمة الرّاهنة ..
و حتّى الأنثى, لا تستطيع, في هكذا مواقف, أن تحضُن أبنائها, حيث أن بإمكانها, إيجادَ عشيرة أُخرى, و الشروع في التناسل من جديد.. عكس الصغار, الذين, و إن بنجاتهم, لن يُعمّروا طويلا..
أمّا "البابون العجوز", كبير العشيرة, و رغم تثاقل قُدراته الادراكيّة, فيفهم بسُرعة, أكثر من الجميع ربّما, أن عليه أن يبقى في مكانه, و لا يُحرّك ساكنا.. صحيح أن لديه قُدرات عجيبة على تخطّي المصاعب .., بل تحوّلت, الى ما يُشبه "أسرارا مُقدّسة", عند باقي أفراد العشيرة .. لكنّه في قرارة نفسه, يعلم أنّ ما يُبقيه, على أعلى جذع, في أعلى شجرة, هو نظراتُه, التي مازالت تُخيف السّواد الأعظم من أفراد العشيرة, و حتى بعض المُتطفّلين عليها.. لكن, في هذه الحالة, لا أحد يملك وقتا لفحص نظراته, أو مُعاينة مزاجهِ.. فذلك يتطلّب أولا, شرط المكان الهادئ, و ثانيا, أفرادا "منوّمين", بأوهام الاستمرارية و التوسّع..

أخيرا, فتدجين القرود, أو تربيتها, ليس بالمسألة الهيّنة.. فنحن بصدد جهاز "حسّي-ادراكيّ", قريب جدّا, من الذي يتوفّر عليه "الرّاعي", و ربّما قد يتفوّق عليه, في بعض التفاصيل الصّغيرة, بفضل جوعه الاستيعابيّ, و التنامي السريع لنُزوعه, نحو كسر عُقد "التخلّف", أو اختصار الفارق "الحضاري".. هُنا, قد يتوهّم القرد مثلا, أنه يصنع, أو يخترع شيئا, بينما لم يقم إلاّ ب"تركيب" ما وُجد أمامه, تحت تأثير, مُتلازمة العصا و الجزرة...
لكن في النهاية, لا أحد معصوم من "لازمة" الانزلاق و السقوط, و الأطراف المُرتعشة, فحتّى من يقومون بتربية أو رعاية القرود, يتعرّضون من حين لآخر لمواقف طريفة, كالسقوط من أعلى "الدّرج", أو فُقدان التوازن, حتى لو كان ذلك, فوق أرضية مُريحة و مُنبسطة..
و كما يقول المصريّون .. طبّاخ السّم, لازم يذوقووو..


عُنوان مُتأخّر : "إيران فوق صفيح ساخن 2"



رابط الجزء الأوّل : "ايران فوق صفيح ساخن 1 " http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=589607



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط, بين ظُفر القمر, و قرن الشّمس .. -خواطر صباحيّة ...
- - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها-
- خواطر -صباحية- .. 5
- خواطر -صباحية- .. 4
- خواطر -صباحية- .. 3
- خواطر -صباحيّة- .. 2
- خواطر -صباحيّة- ..
- تاريخانيّة العروي.. و النّاصرية كنموذج متجدّد ل -الفشل - اله ...
- سفر بطعم الغرابة..
- هنا و هناك ..
- الموت و لا المذلة.., عزّ النّار, و لا ذلّ الجنّة !!!
- الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و الت ...
- عن الرّداءة.. و العبوديّة.., و أشياء أخرى
- 20 فبراير..مشاهدات عدميّة
- تقدّميّون رجعيّون أكثر من المخزن... بحث في اشكالية السّلطة
- عودة من الجحيم..2
- قضايا و بغايا..
- عودة من الجحيم...تقرير أوّلي
- الإفطار العلنيّ في رمضان, بين ارهاب الدّولة و ارهاب المُجتمع ...
- العلمانية هي الحلّ؟


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسام تيمور - خواطر -صباحيّة- .. -6-