أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - في الأيام وصمات سوداء لا تمحي














المزيد.....

في الأيام وصمات سوداء لا تمحي


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 15:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الأيام وصمات سوداء لا تمحي

د. طلال الشريف

"في الأيام" مصطلح حفيدي الأكبر محمد العتال ذو العشر سنوات عندما بدأ يعيد في سن الرابعة المحبب من الأطفال القصص التي تروي له فكان بدلا من القول في بداية السرد كما تعود الشرق بمجمله "في يوم من الأيام" كان وكان حتي نهاية السرد ووجدت أن مصطلح في الأيام يفيد علي الأقل في السرد لحدوث الحدث علي مر أيام وسنين وليس في يوم واحد كما كانت القصص تروي لنا.

ما وددت قوله هنا حدث ليس في يوم من الأيام بل حدث ويحدث منذ زمن وحتي الأن وتلكم السرد..

صديقي الممثل المعروف جاء يسألني عن الحل وتح لي عن أحزانه من مرحلة إمتدت لخمس سنوات وهو لازال يعاني من مضاعفاتها تكبر وتكبر مع مرور العمر فالأعمار ليس كغيرها من صفات تطور البشر فكلما تتقدم سنين العمر تضعف القدرة علي الأحمال نتيجة لضعف العضلات والهيكل العظمي وتضعف أجهزة الجسم وملحقاتها إلا الأثر النفسي والعبر والحكمة فهي تقوي وتنضج في تناسب عكسي مع القوة الجسدية وما نتحدث عنه بالذات ليس قوة الذاكرة بل الوعي بالأثر والحكمة والعظة وبعض الناس يسمونها صحوة الضمير في بعض الأحداث.

صديقي الممثل أو السياسي وكله تمثيل يكاد يغلب عليه مصطلح الفن الأسود إلا من قليل جدا رحمهم الله ووقاهم من العار الذي يحسب في شريط حياتهم مما يعاني صديقي الممثل المعروف وتلك مفاهيم تتباين لدي البني آدميين.

صديقي الممثل المعذب الآن مصاب بعقدة "الغروب" وهذا مصطلح من تسميتي أنا الخاصة طبيا أو نفسيا يقابله أيضا عقدة الشروق وبإختصار ليس مجاله الشرح الموسع هنا فالشروق هنا الصعود في الشهرة وعقده ومعاناته وثمنه وآثاره النفسية والغروب هو الهبوط في الشهرة وعقده ومعاناته وثمنه وآثاره النفسية وتعمدت القول هو مصطلح خاص بي حرصا من سراق الفكر والجهد المنتشر بإتساع في أيام الفضاء الإلكتروني والفضائيات فما أسرق من كاتب شاب إلا كاتب شايب ماتت أجياله.

نعود لصاحبنا الممثل أو السياسي المعروف وكله تمثيل كما قلنا لنفصح عما يعانيه هذا الممثل وتلك خكاية تكررت وتتكرر في الأيام فصديقنا يريد قطع جزء من تاريخ مسجل في شريط حياته يخجل منه الآن وكان فعله في الأيام الخوالي حين كان يصور فيلما به مشاهد ساخنة ولا تعجبه الآن ولا يرتاح لها حيث صورها في فيلم كان في حينها لا عيب فيها ولا حسابات والآن بمرور العمر وتغير الثقافة والمزاج يعتبرها وصمة سوداء في حياته يريد التخلص منها ولكن هيهات فاليوم ليس كالأمس في أفلام حسن الإمام ورمسيس نجيب ويوسف شاهين والقائد سمعان فالفارق كبير عن تلك الأيام حين كان ما يعتبره هذا الممثل والمجتمع اليوم وصمة سوداء محصورة في تسجيل واحد للفيلم يتنقلون بها للعرض من مكان إلي مكان ومن بلد إلي آخر وكان زمان مجرد الوصول للنسخة الوحيدة يمكن قطع المشاهد المطلوبة وإعادة الوصل أما عقدة ممثلنا اليوم فهي في التكنولوجيا فقد تكون ملايين وليست عشرات النسخ من فيلمه قد إنتشرت فكيف يستطيع إخفاء عيبه وهو عار في مشاهد ساخنة إلا قليلا في ذاك الفيلم.

صديقي الممثل المعروف يدفع الآن كما يتصور ويواصل الحديث ثمن تهوره وعدم وعيه في حينها أو لحاجته للشهرة في حقبة مضطربة من حياته أثناء صعوده للشهرة والآن يسعي جاهدا لمسح تلك المشاهد التي لا يحبها ويفيد بأنها لا تتوافق مع مكانته العلمية ونسبه الأصيل وفكره الأوسع لكنه إنجرف مع موضة ذاك الزمن والأدهي في معاناته تلك الحالة التي تعصف به أنه كان سباقا في التعري فنقل العدوي لآخرين ورسخت صورته كممثل ساخن أول في أذهان الجمهور .

حقيقة القول حين صارحني صديقي الممثل بمعاناته وحاله لم أجد حلا لهذا الفضاء الواسع من عالم التواصل والاتصال لوصف روشيتة شفاء لحالته ولكني بعد تفكير عميق قلت له ليس لديا حل لكل هذا الفضاء الإليكتروني لمسح ما تريد ولكن لديا نصيحة لك بأن توقف التمثيل لأن ما تتصوره اليوم عاديا سيأتي وقت قد يصبح في سياق تحول الثقافات والأمزجة جريمة تعري جديدة من نوع جديد أو علي الأقل لتقف أمام محاسبة ضميرية أقل ضررا مثلما أنت الآن تجري وراء مسح مشاهد التصوير ولم ولن تستطيع.

القصص والاحداث حافلة بصحوة الضمير فالقائد الذي كان يمعن القتل والتعذيب علي إعتبار أنه في مهمة وطنية يدافع عن الحق ربما يكتشف في مرحلة الغروب بأن ما فعله كان خطأ في حق البشر والانسان فيعترف وينشر مذكراته دون خوف من عقاب ليس لأنه يكفر عن جرائمه بل يريد غسل عاره وفي عقله الباطن هي دعوة للآخرين لكي يتعظوا ولا يقوموا في المستقبل بإرتكاب ما قام به من جرائم في الناس بعد صحوة الضمير.

في التمثيل والسياسة إنتبهوا من التعري فقد تصابون بعقدة الغروب وصحوة الضمير حيث فضاءات الدنيا الآن شاسعة قد لا تستطيعون مسحها.



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرفعوا أيديكم من جيوبهم
- هو من فجر الموكب
- هنيئا لحركة الجهاد بوصف الرئيس
- حالة الحيرة الفلسطينية الغامضة دون تجميل
- في الحنين للحياة
- موسم الغرق الكبير في فلسطين
- نحن في نطاق البند الثاني من صفقة القرن
- الجبهة الشعبية تستطيع حسم المصالحة والمواجهة مع الصفقة
- تعليقا علي مقال الزميل منذر ارشيد -دحلان الرئبس القادم ..!؟-
- ما خبأه دحلان في لقائه مع -ten -
- مايو غياب للهالوك ونمو للزرع
- عليا الطلاق مش مسامح
- المصالحة الفتحاوية الفتحاوية ليست مستحيلة
- جبريل راحت عليك
- إرفعوا أيديكم عن الفلسطينيين كي ينتصر الشعب
- تساؤلات مصيرية فالإنسان عدو ما يجهل
- نقطة نظام بشأن المبادرات المطروحة للإنقاذ
- الحراك الفلسطيني والعملية المصرية وكارثة غزة والتعاطي مع صفق ...
- تأزم محسوب علي كل الجبهات دون حروب
- ترامب ونتنياهو مسؤولان عن الفوضي في الضفة الغربية


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - في الأيام وصمات سوداء لا تمحي