أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ناجح شاهين - مسرح بلدية رام الله، مسرح بلدية فيلادلفيا














المزيد.....

مسرح بلدية رام الله، مسرح بلدية فيلادلفيا


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5815 - 2018 / 3 / 14 - 10:10
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مسرح بلدية رام الله؛
مسرح بلدية فيلادلفيا
ناجح شاهين
كان هناك حفل استقبال/ تكريم لبندر بن سلطان أحد أعمدة السياسة السعودية في العقدين الماضيين. تجمع السعوديون من طلبة وسياح ورجال أعمال إضافة إلى بعض الفضوليين العرب من أمثالي. تحدثت عريفة الحفل معددة مناقب الرجل، منددة في الوقت نفسه بالعرب والسعوديين لأنهم منبع الإرهاب والتخلف والاستبداد واضطهاد المرأة وانتهاك حقوق الإنسان، حتى أنني أغرقت في الضحك بصوت مرتفع على نحو ينتهك قواعد الآداب والسلوك في مثل هذه المناسبات.
طلب مني بعض الإخوة السعوديين أن أخبرهم عن سبب موجة الضحك التي اجتاحتني. كانوا لا يعرفون الإنجليزية وعلى الرغم من أن "الاستقبال" مكرس من أجل "زعيم" سعودي إلا أن كل شيء تم بالطبع باللغة الإنجليزية. لكن ما حز في نفس عجوز سعودي طيب هو أنهم لم يحسبوا حساب الترجمة إلى العربية على الرغم من إمكانياتهم الهائلة ووجود الكثير من المترجمين المتمرسين الذين طوروا مهنتهم بفضل العمل في خدمة المخابرات الأمريكية في العراق. ليس من أهمية لعشرات السعوديين والعرب الذين كانوا يحتلون مساحة تقترب من نصف عدد المقاعد في حفل استقبال الغني عن الذكر وصاحب الخدمات الجليلة للولايات المتحدة في بلاط فهد وعبد الله وغيرهما. ومن لا يعرف الإنجليزية لم يكن من الضروري بمكان أن يأتي إلى هذا المكان خصوصاً أن الأمير بندر تحدث بإنجليزية فصيحة تشوبها لكنة أمريكية جميلة، ولم يكن ينقصه إلا القليل جداً لكي يبدو مواطناً أمريكياً ملوناً.
يوم أمس كان هناك حفل "فني ساهر" على مسرح بلدية رام الله. قالت لي صغيرتي "اوروك" السمراء عازفة العود المشاكسة: "الحفل مش عادي يا بابا، حكوا لنا، في ضيوف مهمين، علشان هيك العرافة بالإنجليزي."
هكذا تنحدر الكرامة والعزة والثقة بالنفس وقيمة الأمة ولغتها إلى أسفل سافلين. هكذا يرضع الطفل المهانة وعقدة الآخر الأوروبي أو الأمريكي الذي نغدو أمامه مثل المهرجين في السيرك، نطلب رضاه وخز يمرر يده على ظهرنا أو رقبتنا مثلما يضعها على ظهر قطته أو كلبه معبراً عن الرعاية والحماية والحنان.
أعرف أنكم تعرفون ذلك كله. وأعرف أن قسماً منا سيقول إننا محتاجون لهم، لذلك علينا أن نحني رؤوسنا كي نحصل منهم على المال والمنح والهبات. وهناك قسم آخر منا سيظل يزعم بأننا في حاجة إلى ممارسة اللغة الإنجليزية لأنها لغة العلم والمعرفة....الخ.
بالطبع هم يسرقون المال والأرض العربية، والفلسطينية على رأسها، ثم يلقون لنا بالفتات ويتظاهرون بأنهم ولي نعمتنا. ما أكرمهم، ما أخبثهم، وما أجبننا، وما أغبانا.
أود أن أختم بالقول إن هناك تشابهاً جوهرياً بين حفل بلدية فيلادلفيا/بنسلفانيا وحفل رام الله/فلسطين: في المكانين تم استخدام اللغة الإنجليزية ولم يكن هناك ترجمة إلى العربية. وقد اضطررت في رام الله أن أترجم لعجوز طيبة لا تعرف الإنجليزية مثلما فعلت في فيلادلفيا مع العجوز السعودي.
لكن لا بأس، "سيقوم من المحنة أكثر عافية وطني بجراحاته النازفة".
وهذا الذي أكتب وأقول ليس مهماً كثيراً "ما دمنا ننبض والأفضلون يحملون السلاح".



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفياغرا/نلسون مانديلا وحدود المقاومة السلمية
- الإمارات وتفكيك شيفرة حزب الله
- المجرم المتوحش بشار الأسد!
- ترامب ومحمد يستحثان خطى التاريخ
- هل قدر المثقف أن يخون؟
- المدرسة بين ايديولوجيا التكنولوجيا وواقع القمع والتلفين
- ماسح حمامات عوفر
- الديمقراطية في زمن السيسي
- مايك بنس والحاح سؤال المواجهة
- الديمقراطية العراقية وأوهام الديمقراطية
- حلايب والقدس وهموم الدولة القطرية
- المرأة/الشعوب المقهورة وممارسة العنف
- تهافت الخطاب الفني والإعلامي
- إيران في مرمى المخابرات الأمريكية
- الجامعة الأردنية: سباق نحو القاع؟
- ضد معلمي الوكالة
- سلامة كيلة و -مناضلو الامبريالية الأشداء-
- في ذكرى القرار 2334
- عهد التميمي والدعاية للاحتلال
- استراتيجية ترامب الجديدة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ناجح شاهين - مسرح بلدية رام الله، مسرح بلدية فيلادلفيا