أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - عن اعوام الثمانينات














المزيد.....

عن اعوام الثمانينات


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5814 - 2018 / 3 / 13 - 11:52
المحور: سيرة ذاتية
    



كان اللقاء مع البروفيسور اسرائيل شاحاك من اهم اللقاءات فى تلك المرحلة .كنت اسمع عن الرجل من خلال مواقفه المعادية للصيونية بل حتى لليهودية و هو يهودى طبعا .حتى ان اسرائيل كانت تصفه بالاسامية و بكاره الذات . .
و قد رتب القاء صديقة لنا كانت من كبار النشطاء مع فلسطين فى هذه البلاد .كانت تعمل طبيية و فد امضت بضعة اشهر تعمل طبيبة فى القواعد العسكرية لقوات العاصفة فى جنوبى لبنان فى نهاية سبعينيات القرن الماضى .و كانت تحتفظ بقيثارة لمقاتل استشهد و قد كان يعزف لهم كل مساء .كان التاثر واضحا عليها و هى تستعيد ذاكرة تلك الايام .

كانت بلا شك من الشخصيات المكروهة كثيرا من الجماعات الصهيونية فى هذه البلاد.فقد كان الصهاينة فى هذه البلاد يدركون ان هناك تفدم حتى و ان كان بطيئا فى معرفة القضية الفلسطينية بفضل جماعات التضامن التى كانت تنشط لتعريف المجتمع النرويجى بالقضية الفلسطينة.لم يكن ذلك سهلا فى تلك الايام .فقد كان الصهاينة قد لصقوا كلمة ارهابى بكل فلسطينى .و كان الحديث عن فلسطين فى تلك الاوقات اى اوائل ثمانينات القرن الماضى يتطلب صبرا على الكثير ما كنا نسمعه من الترهات و الاكاذيب التى كانت تردد.

كنت فى بيتها فى ذلك اليوم و قد كان معنا امراة امريكية يهودية فى اوائل الثلاثينيات بدا لى انها من ما يمكن ان يطلق عليهم الثوريون الفضويين . كانت تجدل شعرها بطريقة يشعرمعها المرء انه يعيش عصر تشى غيفارا . و كانت اسرائيل قد طردتها بعد اقامة اشهر فى فلسطين ب بسبب نشاطها .لم يكن يبدو عليها الكثير سيماء المراة الغربية .قلت لها لو انك عرفت غلى نفسك انك فلسطينية لصدقت الامر .قالت بحماس انها كانت تتمنى لو انها كانت فلسطينية .قلت هكذا كان الامر لو نجحنا فى هزيمة المشروع الصهيونى فى بداياته .لكان من يعيش فى فلسطين او حتى من يهاجر اليها يعتبر فلسطينيا بغض النظر عن الخلفية الاثنية و الدينية الخ.المجتمع الفلسطينى من المجتمعات التى تحتوى على اصول عرقية متعددة .و لعل هذا يعود الى طبيعة الارض المقدسة التى انتجت ثقافة و تسامج عبر تاريخها .و هذا ما يفسر انها لم تعرف حروبا اهلية و صراعات داخلية عبر تاريخها .و ان كانت ثقافة التدين المتطرف قد انتشرت بين بعض الفلسطينين فى الاونة الاخيرة فمردها الى انتشار افكار التطرف فى عموم المنطفة.


كنا بانتظار اسرائيل شاحاك الذى كان مدعوا من قبل صديقتنا من جماعات التضامن .كانوا يحضرون الغذاء و كانت مساهمتى انى عملت لهم بناء لطلبهم صحنا من الحمص و قد وجدت حمصا جاهزا مصنوعا فى الصين لكنه ليس بمستوى علب الحمص المصنوعة فى بلادنا لكنه كان افضل من لا شىء .لم يكن حينها سهلا ان يجد المرء حمصا جاهزا فى معلبات كما صار الامر بعد ذلك بعد ان تدفقت اعداد اكبر من اللاجئيين من الشرق الاوسط .كانت ازمات الشرق الاوسط تزداد .بدات من الحرب العراقية الايرانية و حرب الكويت و بعدها بدا يصل اعداد من اللاجئيين العراقيين الى هذه البلاد .

و المهاجرين كما فى كل مكان عادة يحملون معهم طعامهم و تفاليدهم .و كنت افاجا عندما ارى صور اعراس فى تشيلى ممن يتحدرون من اصل فلسطنى انهم يقيمون اعراسا و كانهم لم يغادروا فلسطين.الدبكة الشعبية الخ من تفاليد العرس الفلسطينى .و لعل ما ساعد على الامر العولمة وسهولة الحصول على الاغانى و الموسيقى .
لقاء يهودى معادى للصهيونية كان امرا مهما لى فى تلك المرحلة .لانه ان كان المرء يؤمن بفكرة الدولة الديموقراطية الواحدة فى عموم فلسطين معنى هذا انه لا بد ان يكون قناعة مماثلة لدى الطرف الاخر .و هو امر غير موجدود حتى الان بل المجتمع الاسرائيلى يزداد تطرفا .

كان من الواضح انه رجل متواضع سهل الحديث معه .كما كان من الواضح ان الاناقة اخر اهتماماته .و على الرغم من انه كان يدرس الكيمياء فى الجامعة الا انه اظهر ان لديه افاق واسعة فى الكثير من المواضيع .
اثناء الحديث معه شاحاك استخدمت تعبير المجتمعات اليهودية فى فلسطين . لكنه اعترض و قال انه يعتقد ان الصهيونية نجحت فى دمج المجموعات اليهودية بحيث صار ممن الممكن القول المجتمع الاسرائيلى.لم اشا ان ادخل كثيرا فى مناقشة الامر معه ما زلت اعتقد انه لا يوجد شعب اسرائيلى بل شعوب ينفرط عقدها متى تضعف اسرائيل .كان الاهم لى ان اسمع اراءه فى الصراع .
لكن اكثر ما فاجئنى هو موقفه من اليهودية و ليس الصهيونية و هو فى هذا الموقف يشبه موقف صديقنا جيلاد اتزمون هو موسيقى اسرائيلى مقيم فى لندن معاد لليهودية و الطريف انه دخل فى حوارات حادة مع بعض الفلسطيين ممن يعتبرون ان موقفه يضر بقضية فلسطيين مؤكدين على ان عدائهم ينحصر ضد الاحتلال و الصهيونية .

كان شاحاك من اوائل من نقد اسطورة الكيان الصهيونى و له كتاب فى تاريخ اليهود و اليهودية .
و كان الرجل يعتقد ان لا مستقبل لدولة اسرائيل فى المنطقة و قد كان امرا مهما ان اسمع هذا فى تلك المرحلة و كان ذلك قبل حصول الانتفاضة عام 87 .
و حتى عندما ظهرت ظاهرة ما سمى المؤرخون الجدد فى اسرائيل صار هناك الكثير من التركيز على هذه الظاهرة و الحقيقة ان كتابات و مواقف شاحاك كانت مبكرة على تك الكتابات .
فى اليوم التالى مضينا فى رحلة فى المدينة برفقة صديقتنا المضيفة و الدكتور شاحاك .قلت له اثناء السير الم يكن من الافضل لو كنا نسير الان فى شوارع مدينة حيفا .ابتسم و قال كلاما لا اذكره بالضبط لكن له علاقة بالتمسك بالامل .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الذكريات
- حول عالم رسالة الغفران
- عن عالم مضيفات الطائرات !
- عن المذكرات الشخصية
- عن نعمة جمعة ,عن رجل من جيل مناضلى الزمن القديم !
- نحن نتجه بقوة نحو الفوضى او عالم ضياع الحقيقة.
- ليس مهمة الكاتب ان يكتب على طريقة ما يطلبه المستمعون!
- من دفتر الايام !
- خيل لى انه الربيع !
- مؤشرات اولية على نهاية مرحلة تاريخية !
- حتى انت يا بسام ؟
- عن جمهورية الخوف !
- رحلة فى قطار الحياة!
- عن تجربة الابداع
- امسيات رائعة !
- من اجل تكوين خطاب فلسطينى فى الغرب
- فلنتذكر ميخائيل نعيمة
- مكانة الجزيرة فى عالم الادب
- غدا يوم اخر !
- عن طقوس الانتماء!


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - عن اعوام الثمانينات