أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية 10 : من هو خاتم الأنبياء؟ ملاخي خاتم الأنبياء














المزيد.....

قصاصات سيلوسية 10 : من هو خاتم الأنبياء؟ ملاخي خاتم الأنبياء


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5805 - 2018 / 3 / 4 - 18:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في تاريخ اسرائيل وفي تقليده هناك الكثير من الأنبياء يفوق عددهم عدد الأعمال والأسفار المنسوبة اليهم المثبتة في الكتاب المقدس
يقول الرابيون هناك المئات من الأنبياء الحقيقيين، لكن فقط الأنبياء الذين أوردهم الكتاب المقدس هم الذين كانوا يحملون رسالة ليس لزمنهم المعاصر لهم فقط، بل أيضًا لجميع الأجيال اللاحقة لهم. وفي الحقيقة الناس المتدينون عبر العصور اللاحقة لهؤلاء الأنبياء، رأوا تأوينية وصلاحية وتوافق أغلب التعليم الذي سجله وتركه الأنبياء، فمثلا النبي عاموس قام بتوبيخ قاسٍ ضد الظلم أو النبي هوشع الذي تحدث عن الحبّ والرحمة، فكلامهم كان موجهًا مباشرة لمعاصريهم بدرجة أولى، لكن الناس في مختلف العصور التالية للنبيّين ولغاية يومنا هذا تستمد الهامًا وارشادًا لهم في حياتهم من ذلك التعليم

في قصاصة قصيرة سنقوم بمغامرة معرفية حول جنس (نوع) بشريّ خاص، بكلمات قليلة

الأنبياء في المفهوم الكتابي اليهودي ليسوا أناسًا يقرأون المستقبل البعيد، وهكذا مفهوم يعتبر سخيفًا جدًا ولا حظّ له حتى في فكر أو نية النبي، لأنه سيكون نوعًا من أنواع السحر والتنجيم أو ماشابه !! خاصةً أنه من الصعب جدًا عقلانيًا ومنطقيًا أن يرى شخصٌ ما ما سيحدث بعد آلاف السنين، وبهذا الشأن لم يدّعي الأنبياء الكتابيين بذلك. صحيح أن بعض الأنبياء تحدثوا عمّا سيحدث على ضوء الأحوال المعاصرة لهم، لكن تحدثوا بشكلٍ عامّ، مثالا على هذا، لو أن الناس يحتقروا ويسحقوا الفقراء سيترتب على ذلك عواقب وخيمة على حياة الجماعة والمجتمع، لكن هذا توقع مختلف، ولا يتضمّن ذِكرًا وتوضيحًا تفصيليّا لتفاصيل دقيقة وشاملة لما سيحدث فعلاً في الأجيال القادمة مستقبلاً. إن التوجه الرئيسي لتعليم الأنبياء هو في تركيزه وإصراره في الحديث والمطالبة بصرامةٍ وأحيانًا بتعنيف وتوبيخ وبشجاعةٍ قصوى على أن الله يطلب من شعبه أن يمارسَ العدلَ وأن يكون عادلاً، ويُظهر الرحمة ليكون شعبًا مقدسًا وقديسًا ولذلك تُقال عبارة شهيرة بما يخص أنبياء اليهود بأنهم ليسوا قارئي المستقبل بمعنى
foretellers
بل هم من يحّددوا الطريق الصحيح نحو العدل والحق للشعب بمعنى أنهم
forthtellers

ويظهرالسؤال الآخر حول هذه الشخصية، مالذي يمكننا معرفته حول الأنبياء ؟ وكيف كان يمكن أن يكون شخصٌ ما نبيًا ؟ ويكون متأكّدًا بأن الله قد تواصل معه وأوصل له ما هي مشيئته ومايريده ليعلن للناس سامعيه : هكذا قال الربّ؟
في الحقيقة نحن لا نعلم، لا أحد يعلم كيف، ولا يمكن لأحدٍ أن يعلم كلّ شيء بشكل تامّ، وبكلّ بساطة لايمكننا معرفة كل شيء حول ذلك مادمنا لسنا بأنبياء
ولا يمكننا معرفة الكثير،
بشكلٍ ما وبتبسيط جزيل جدًا، مثلما طبيبٌ ما في جلسة عامة، يعرف من حديث شخصٍ آخر لا يعرفه إن كان طبيبًا أم لا

وكما هو معروف فان الأنبياء توقفوا في اسرائيل، والنبوءة محصورة في شعب اسرائيل مثلما هو معروف
وكان آخرهم النبي ملاخي خاتم الأنبياء

ومع صعوبة الأجابة والخوض في موضوعٍ شائك
لكن ما يمكننا معرفته بأن هذه الأسفار ـ كتب الأنبياء ـ تعبّر بلغة لا مثيل لها عن تعاليم قد غيّرت العالم، تعاليم للحق والحرية والعدل والرحمة وغيرها، ولا زالت تخاطب قلوب وضمائر قراءها بنفس القوة والسلطة التي جعلت النبي يعلنها وهو الذي كان في تواصل معها، مبرّرة

والجدير بالاهتمام أن كافة انبياء أسرائيل عبّروا عن ذلك في لغة متناغمة مع خلفيتهم وثقافتهم الاجتماعية وأطباعهم الشخصية
فعاموس النبي استخدم مفردات ريفية من بيئته كريفيّ ومربّي ماشية، وحزقيال النبي كان كاهنًا فاستخدم مفرداته وعباراته من عالم الكهنوت والهيكل، وهكذا البقية
لكلّ نبي لهجته ومفرداته وطريقة تعبير خاصة لذلك لا يمكن التفكير بالنبوءة وطريقة التعبير عنها من قبل النبي كأنها نوع خاص موحّد يتبع منهجية وأسلوبًا موحّدين من عالم آخر وكأن بالله بكلّ بساطة قد وضع كلمات محدّدة بصرامة على لسان أنبياء اسرائيل
ان رسالة الله تم ايصالها من خلال شخصية النبي بكافة عناصرها، لأن الله لا يتعامل مع النبي كشخصٍ خاملٍ سلبيّ
بل إن الله يجعله أن يلمحَ لمحًا حقيقةً، المطلوب ايصالها لشعبه ـ ارادة الله مثلاً وتعليمه في لحظة معينة ـ ويقوم النبي بالتعبير عنها وتوضيحها باسلوبه وطريقته الخاصة

والى القصاصة السيلوسية التالية، تحية وسلام



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصاصات سيلوسية 9 من روسيا : ب من المخاوف الى مناطق اقامة قس ...
- اسبانيا تحرق كتب اليهود
- قصاصات سيلوسية8 من روسيا : آ مخاوف الارثوذوكس الروس من اليه ...
- قصاصات سيلوسية 7 : من مشاكل البحث في الكتب المقدسة
- من خطط لانقلابي 1963 في فترة 4 أسابيع ؟
- قصاصات سيلوسية 6 : الحياة على الأرض أم في السماء؟
- قصاصات سيلوسية 5 : انشتاين والمجتمع الاخلاقي
- قصاصات سيلوسية 4: مالذي حيّر مارك توين ؟
- المكوس العبرية في العربية
- قصاصات سيلوسية 3 : يسوع كان ناصري أم نزير ؟
- قصاصات سيلوسية 2: يسوع اليهودي، لماذا يزعج المسيحيين؟
- قصاصات سيلوسية : هل تعتقد بأنك لست ابلهًا؟
- المساعدات والمشاريع السوفيتية للعراق في عام 1960 ح5
- موت ستالين في البيت الأبيض
- هل تعاني من أي أزمة ؟ ستالين هو الدواء
- تأملات في قلق الروس أيام موت ستالين
- التوتر بين العراق وعبد الناصر في سنة 1960 ح 4
- تخبطات الشيوعيين العراقيين ح 3
- الشيوعيون العراقيون في زمن نظام قاسم ح 2
- البلاشفة وعبادة القديس لينين المحنّط


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قصاصات سيلوسية 10 : من هو خاتم الأنبياء؟ ملاخي خاتم الأنبياء