أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - ابتسام يوسف الطاهر - رهينة الحصارات















المزيد.....

رهينة الحصارات


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 1484 - 2006 / 3 / 9 - 11:43
المحور: ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات
    


في الايام الماضية مرت في راسي حوارات وكتبت رسائل شفهية ومعايدات رسمت عليها ورودا بكل الالوان، لعلي احررها لاقدمها تحية للمراة في يوم المراة العالمي، للمراة العراقية التي هناك في العراق الذي كلما ركضنا نحوه ابتعد!
المراة التي تعلمت منها،أمي الشابة الصغيرة، جدتي التي كان اغلب زميلاتي يعتقدن انها امي، ربما لصغر سن امي فلم تكن تكبرني باكثر من خمسة عشر عام. او لقربي من جدتي, ثم معلمتي ، وربما جارتنا اوبعض القريبات من ذلك الرهط المبارك من النساء اللاتي لم يتذمرن يوما مهما ثقل الحمل او تطاول الزمن عليه. فاؤلئك النسوة تعلمن من مدرسة الحياة ودروس الحياة اغنى من الكتب. فكيف اذا جمعن الاثنان معا!
تسابقت الكلمات ايها اختار لمثل تلك المناسبة؟ فابتعدت عن الاخبار والصحف لألا يغلبني الغضب والحزن كما في كل مرة، فيضبب كل الصور والكلمات التي رسمتها. ولكن اين المفر والاخبار تلاحقنا من التي تتكرر يوميا والتي لم يعد يعبا بها لا العرب ولا الغرب, سوى بعض الفضائيات من التي تشبه (الكوالات) اللاتي يبحثن عن ماتم للكسب منه.. فمثل مانقول احيانا "جرح اللي بغيرك شدخ" فكل شهيد، كل دم برئ هناك يعمد الشوارع لطفل او لشاب, لرجل او امراة, اغتيل بيد الحقد المقنع باشكاله المتعددة، وتحت اي من المسميات. هو طعنة لنا نحن الذين نقف بوجه ذلك الغدر لوحدنا..وهو صفعة لكل الحالمين في هذه الزمن المتردي.
وكل ذلك على مرأى ومسمع العوالم العربية والاجنبية، بل البعض منها يساهم باصرار على اذانا، لان فيه ارباحا له.
لذا لم تبقي الورود التي رسمتها، فقد ذبلت من هول مانسمع ونرى على البعد. مع ذلك ذكرى جدتي هو الذي جعلني احاول لاكتب لها او عنها او من خلالها للمراة العراقية. فقد كانت نموذج للمراة التي نحلم ان نكونها، بروحها العذبة، بصبرها اللامتناهي، بكرمها وعطاءها الذي لم تعلن عنه يوما، بل عرفناه من الطيبين الذين اكرمتهم! بتفانيها من اجل الغير وهي التي كانت تقطع الاميال لمساعدة مريض او لمواساة قريب. بشموخها وكبرياءها. كانت كنخيل العراق شامخا معطاءا رغم معاويل الحقد المتواصل.
جدتي التي رحلت قبل الاوان كما الزهور وبقي عطر ذكراها معي اتنفسه هواءا عذبا دافئا يخفف من برد الغربة ووحشة الاخبار المهولة. فلولا النساء اللاتي يشبهنها، لنجح الحاقدون بمخططاتهم لتدمير العراق والانسان العراقي، سواء كانوا الحاقدين المستوردين او من الداخل من بقايا عصابات الغدر التي مازالت تعشعش هناك. فنساء العراق قدرن بصمودهن بوجه الحصارات المتعددة الاشكال، والحروب التي تتواصل منذ عقود. استطعن حماية العراق وشعبه، بحماية بيوتهن وحماية ابنائهن او بعضهم من نيران الحروب العبثية، بصمودهن امام الحصارالذي اريد به اذلال الشعب العراقي وليس لاضعاف النظام كما ادعواوقتها. واليوم تواصل الصمود بوجه الاحتلال، وغدر عصابات صدام، او العصابات التي تعددت اشكالها واسلحتها الحاقدة. وبوجه عبثية وغباء البعض ممن احتكموا للرشاشةوالمسدس والاسلحة التي تركها ازلام صدام حين هربوا امام دبابات الاحتلال لتكون فخا بيد اشباههم ممن لايحملون اي حس للمسؤولية او اي حس انساني فاستخدموها للقتل العشوائي للابرياء فقط.
بالامس كانت المراة العراقية محاصرة بعيون الكل التي تترصد ماتلبس وماتاكل، تترصد خطوتها للمدرسة، للجامعة او للعمل. فلن يقبلوا عنها الا اذا فعلت مايملوه عليها. فهم ايضا كل منهم محكوم بالاخر الذي لايحترم خصوصية الفرد. فلا بد لهم من ايجاد منفذ لممارسة الدور الذي مورس ضدهم, فوجد البعض بالاخت او الزوجة وحتى الام المتنفس لممارسة تلك الضغوط.
لكنهااستطاعت ان تتحدى كل ذلك بحكمة وذكاء وبالمثابرة والطموح لتحقق نجاحا ومركزا مرموقا في كل الادوار التي لعبتها، برغم الحصارات الاخرى من قبل الدولة التي تعتمد الاضطهاد وسيلة لتحقيق ماربها. ففي فترة الحصار الحاقد، الذي استغله (الرئيس المخلوع) لبناء القصور. لم تستلم المراة العراقية وتلجأ للبيت. بل واصلت العمل ومسيرتها التربوية كمعلمة وطبيبة ومهندسة الى غيرها من الاعمال التي يعتمد عليها اقتصاد البلاد. وحيث لكل مكان مايناسبه من ازياء، ولاقدرة للمراة العراقية بضل الحصارين ان توفرها. وجدت في الجبة والحجاب حلا وانقاذا لكل ماقد يواجهها من عراقيل. وهكذا واصلت عطائها والعالم كله يشتعل خطبا سياسية وانشائية غير عابئ بما يعانيه ابن او بنت العراق.
وهاهي اليوم تواصل الصمود وقد توالت الحصارات والتهديدات، فهنامؤسسات لايتوفر بهاالحد الادنى من الخدمات الانسانية المعقولة، وهناك ميليشيات تمتهن القتل والاذلال باسم الدين، وارهابيين مستوردين او من بقايا عصابات صدام يواصلوا القتل لكل الشباب الحالم بغد افضل او متأمل للسلام. او ضد كل من يسعى لاعادة الامل لعيون الصغار. فيواصلوا التخريب ليحولوا حياة الانسان العادي الى جحيم لايطاق.
لكنها المراة العراقية مازالت ترعب (اعداء الحياة) بقوتها وصلابتها, بشجاعتها وصبرها وقدرتها على التحمل وتكييف الظروف لاشعال شمعة للامل ، لتهزم بها خفافيش وغربان الظلام الذين تكاثروا باقنعة واشكال متنوعة.
لم تركن المراة او تنتظر السلطة (المنتخبة) فهؤلاء مشغولين عن هموم الناس بما هو اهم! التناحر على السلطة وتقاسم الوزارات. ولم يخطو خطوة واحدة لتوفير الخدمات الاولية للتخفيف عن كاهل العراقي، او على الاقل لحمايته. ولم تفعل شيئا لحل الميليشيات التي لاهم لها سوى ارهاب المواطن البسيط.
اما قوات الاحتلال فتلك لاهم لها غير حماية جنودها والاصرار على معارضة وعدم اصلاح اي من المؤسسات الخدمية مثل الكهرباء والماء! بانتظار شركاتها التي لا تريد العمل في ظل عدم توفر الاجواء الامنية المناسبة!! وعلى الانسان العراقي ان يدبر حاله!
تحية لكل امراة عراقية وهي تجزل العطاء سواء في عملها في البيت، كأم او اخت او ابنة. او من تعمل في اي ميدان اخر من اجل العراق.
وتحية خاصة لجداتنا في هذا اليوم وفي كل يوم.

*ووجهت هذه التحية من خلال هذا النص , عن طريق احد برامج اذاعة المحبة (صوت المراة العراقية)


لندن
8/3/2006



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشجاعة في الاعتذار
- خراب العراق , قدرٌ ام مؤامرة؟
- السياسة بين التجارة والمبادئ
- عن اي انتصار يتحدثون؟
- فرشاة على الرصيف
- شارع الرشيد...ضحية الحصار ام الحروب ام الاهمال؟
- اليد التي تبني المحبة هي الابقى
- الدوائر المستطيلة
- اللغة الكردية ومايكل جاكسون
- الشعب العراقي بين الفتاوي والتهديد؟
- .......وظلم ذوي القربي
- المتعاونين مع الاحتلال
- العري السياسي والاخلاقي ازاء محنة العراق
- من يرفع الراية
- الانتخابات البريطانيةوالسؤال الاهم
- لمصلحة من، قتل العراقيين؟
- من هم اعداء الاسلام، اليوم؟
- صدي الايام
- اليسار واليمين وصراع المصالح
- الا يستحق الاعدام من خان شعبه؟


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2006 - أهمية مشاركة المرأة في العملية السياسية ودورها في صياغة القوانين وإصدار القرارات - ابتسام يوسف الطاهر - رهينة الحصارات